الأحد، 4 يناير 2009

بين الدولة المدنية و الاخرى الدينية.


ما معنى الدولة المدنية و الدولة الدينية ؟
هل الدولة الدينية هى الاسلامية؟
هل الدولة المدنية ضد الدين؟
ما أنواع الدول و نماذجها ؟
أسئلة كثيرة و عديدة تتناثر كل يوم على الافواة و ترتطم بالاذان و نادرا ما نجد اجابة شافية أو واضحة بعيدا عن المصطلحات الاكاديمية التى لا يفهمها الا المتخصصون فقط ، و لذا أقدم اجتهادى حول الدولة الدينية و المدنية خاصة و مصر مقبلة على احداهما حتما0
تنقسم الدول الى قسمين من الناحية المدنية ، دولة مدنية و دولة أخرى لا مدنية و الدولة اللا مدنية نوعين 00دولة لا مدنية تمييزية أى أنها تميز بين مواطنيها لاساس دينى( كالمملكة العربية السعودية ) أو عرقى( جنوب افريقيا قبل العهد الحالى و الولايات المتحدة الامريكية الى اقرار الحقوق المدنية 1962) أو جنسى ،أو فكرى( الاتحاد السوفيتى سابقا و معاداتة لاى فكر لا شيوعى و كذلك الولايات المتحدة الامريكية فى الفترة المكارثية التى شهدت تدمير لحياة و مستقبل كل من يتهم بالشيوعية ) 0000الخ ، و دولة لا مدنية لاسباب سياسية كعدم وجود المؤسسات المدنية كالبرلمان و الوزارات و القضاء بصورة مستقلة ( تونس أفضل نموذج )، و هذا النوع يلية دولة بها مؤسسات و لكن شكلية لا تؤدى دورها لاسباب كديكتاتورية الحاكم أو هيمنة المؤسسة الدينية عليها و هنا نرى نموذج اخر للدولة الدينية ( كالنموذج الايرانى )0
تلك مقدمة عن أقسام تلك الدول و الان ما معنى الدولة المدنية؟
الدولة المدنية النموذجية هى الدولة التى تتوافر بها الشروط الاتية
-1- توافر حق المواطنة بين المواطنين على اعتبار الجنسية دون أى تمييز عرقى أو دينى أو جنسى أو فكرى 0
-2- توافر منظمات المجتمع المدنى المستقلة كالنقابات و المنظمات المستقلة و غيرها من الهيئات المستقلة كالجمعيات 0
-3-استقلال المؤسسات المختلفة عن بعضها البعض من مؤسسة التشريع ( البرلمان ) الى التنفيذ ( الحكومة ) و القضاء و الصحافة و الهيئات الرقابية فى اطار ما ينص علية الدستور 0
-4- علو و سمو و تحكيم الدستور و عدم خرقة أو وجود مواد قانونية لا دستورية و قصر تعديل الدستور على الشعب و الجهة القضائية المختصة ( المحكمة الدستورية
فى مصر )
-5-قصر السلطة التشريعية على الهيئة المتخبة ( البرلمان) و عدم تدخل الهيئات المختلفة تنفيذية أو دينية فى التشريع 0
الان الى الدولة الدينية و نوعاها الشهيران
-1- الدولة الدينية الاولى هى تلك الدولة التى تقارن و تفاضل بين المواطنين على أساس الدين فنرى اعلاء للمواطن المنتمى لدين أو مذهب على المواطن الاخر الذى لا يدين بذلك المذهب أو الدين و عادة ما يكون هو الدين أو المذهب الرسمى للاغلبية ، و ربما تكون للاقلية فى الدول التى يكون بها حاكم ديكتاتور يفضل مواطنين مذهبة أو دينة على غيرهم حتى و ان كانوا الاقلية ، النموذج الثانى هو الدولة الدينية التى نرى بها مؤسسات و هيئات و لكن شكلية تدور فى فلك رجل الدين و نرى تقزم لدور تلك المؤسسات فى اطار دور الكهنوت و يصبح الفقية أو رجل الدين هو المهيمن و بالتالى لا تتحقق أغلبية الشروط المطروحة و يصبح التشريع و الادارة لعبة فى يد رجل الدين( ايران مثلا ) و بالطبع يصبح الانتماء للمذهب أو الدين لة الاولوية فى المفاضلة بين الافراد و ان كان بصورة غير ظاهرة و لكن رجل الدين فى هذا النموذج لن يعطى المواطنة الكاملة لمن يخالف مرجعيتة الدينية ، و نرى صورة أسوأ للدولة الدينية و هى التى يحكمها رجال الدين بمفردهم أو بالتحالف مع أفراد من الشعب و تختفى تماما المؤسسات و تدور فى فلك الحاكم المتحالف مع رجال الدين و كما ذكرت تختفى المؤسسات التشريعية و التنفيذية و القضاء و الاعلام ( اوروبا فى القرون الوسطى و المملكة العربية السعودية فى العصر الحالى ) تلك النماذج تكاد ان تختفى فى عصرنا الحالى و لا تبقى بكل أسف الا فى الدول الشرق أوسطية فقط0
و بالتالى نرى بالدولة الدينية علامات مثل الغاء المواطنة أمام المذهب أو الدين مع السقوط للمؤسسات المختلفة و سيطرة رجل الدين فى صورة كهنوتية مباشرة أو بالتحالف مع الحكام 0
تلك صورة مختصرة للدولة الدينية و المدنية أتعشم أن تكون واضحة و مباشرة و تلم بأغلب العناصر بكلا الدولتين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق