الاثنين، 30 مارس 2009

ضرورة علمنة العمليه السياسيه.


في أثناء حديثه إلى قناة المحور طرح الراحل الكبير عبد الوهاب المسيرى رؤيه عصريه للممارسه السياسيه حيث فيها نمزج بين العلمانيه و الجذور المكونه للدوله بشكلها الجغرافى و التاريخى الحالى ..بحيث تصبح العمليه السياسيه من ناحية الحقوق و الممارسه علمانيه محضه منفصله عن اى دخيل دينى او عرقى او فكرى ، و من هذا المنطق الصائب على حد اعتقادى ابدأ.
كانت نشأة الدوله المدنيه الحديثه امر هام و جلل ففيه بدايه لتنظيم جديد سيغير وجه العالم كله ، لم تكن المسأله اختلاف تنظيمى فحسب بل امتدت الى جانب صناعة الحضاره و الأفكار و مصدر شرعية الحكم و الحاكم..فاسلوب الحكم و نظامه و ادارة الدوله تغير تماماً و كذلك مفاهيم راسخه منذ العهد القديم للحضارات و كانت الدوله المدنيه حاضره للإجابه على أهم الأسئله التى تنتظرها كوريث للنظام القديم ، من تلك الأسئله سؤال عن استيعاب من يعيشون داخل حدودها سواء أقليةً دينيه او عرقيه فكانت المواطنه و سؤال عن اسلوب الحكم فيها و ارتباطه بالأقليات التى نُزِعَ عنها ذاك الإسم و صاروا مواطنين فكان الأمر كذلك متعلق بالمواطنه مما استدعى وضع المواطنه كحد للممارسه السياسيه و بالتالى تم الفصل التام بين العمليه السياسيه و كل ما يختلط بها من شوائب متعلقه بصفة الممارس لحقوقه من المواطنين كدينه و انتمائه الفكرى الأيدولوجى و ما شابه فكانت العمليه السياسيه من حقوق كالإنتخاب و الترشيح و تكوين الأحزاب و حريات الفرد المتعدده من ابداء رأى للتعبير الى آخر تلك الحقوق الممتده و كافة ما يتعلق بالعمليه السياسيه علمانياً أى مرتبط فقط بالطبيعه المجرده للمواطن الممارس كمواطن بغض النظر عن أى صفه تمييزيه به...
و فى العصر الحالى و مع تنوع الأديان داخل كل دوله و تعدد الأعراق فى بعض منها باتت العمليه السياسيه محك اختبار حقيقى للشعوب فإما تُصيغ نظامها الأساسى بصوره تمنع الإحتكاكات الطائفيه و تضمن تطبيق المواطنه الحقه فتكون بذلك شعوب تنتمى لدوله مدنيه او تفشل فتذهب ريحها ، و قد إعتمد العالم الحديث فى نظمه رؤيتين للنظام السياسى الخاص بالدول ذات التعدديه العرقيه أو الدينيه او الطائفيه..فبات الوضع إما نظام قائم على أساس الحصص ( الكوته ) او النظام العلمانى (فيه نرى وضع القرار بيد الناخب على أساس التصويت السرى المباشر و فصل الإنتماءات الدينيه و العرقيه عن العمليه السياسيه تماماً مع ملاحظة أن النظام الحصصى كذلك ديموقراطى مدنى لكن مرتبط بالهويه الدينيه او العرقيه ) و فيما يلى توضيح لهما مبسط و فيه أذكر رؤيتى الشخصيه لمصر ..أيهما أفضل فى ظل مناشدات بتخصيص حصص للأقباط المسيحيين و المرأه..
كثير من الدول ذات الطوائف المتعدده و الأعراق المتنوعه نجدها تتعامل مع عمليتها السياسيه بنظام المحاصه أى الكوته ، فلكل طائفه نسبه و لكل عرق نسبه و من أشهرر تلك الدول لبنان و الهند..هذا هو الحل الأول و هو الحل السهل بحيث يضمن الحقوق الموجوده دستورياً لكل المواطنين ، و من زاويه أخرى يجعل هناك حل لإشكالية قلة طائفه معينه مما قد يحرمها من تمثيل برلمانى حقيقى و لكن هذا له فى رأيى ثلاث عيوب :
أولاً..يحدد هذا النظام نسبه لكل مواطن على أساس طائفته مما يشكل (فى رأيى) خرقاً لمعنى المواطنه الحقيقى فالإنتخاب حينها يتم و فى ذهن كل مواطن طائفته أو حسابات طائفته مع الطائفه الخرى مما يجرد العمليه السياسيه من جوهرها الوطنى.
ثانياً..لا يؤمن هذا النظام فى حل كل الإشكاليات الطائفيه حيث لا نجد مثلاً فى لبنان استقرار حقيقى سياسياً و ربما يمتد الأمر الى صراع مسلح أو حرب داخليه.

ثالثا : ليس من المضمون ألا تتحول هذه الصفه القائمه على أساس الحصص الى رؤيه انفصاليه مثلاً و لنا فى الوضع العاراقى المضطرب الذى تجسد بعض انسحاب اغلب القوات البريطانيه من العراق ان سارعت قوى مواليه لإيران بطلب استفتاء لتحويل البصره لإقليم و بالتالى تكون اختصاصاته فيدراليه و متحكمه فى ثرواته من بترول و غيرها و مع انعدام الأمن و سيطرة الميليشيات يصير الأمر كالشمال الكردى و من بعده انفصال عن جسد الدوله .

* أجد الان النظام الثانى مطروحاً و لعلى قد شرحته فى السابق (وضع المواطنه كحد للممارسه السياسيه و بالتالى تم الفصل التام بين العمليه السياسيه و كل ما يختلط بها من شوائب متعلقه بصفة الممارس كدينه و انتمائه الفكرى الأيدولوجى و ما شابه فكانت العمليه السياسيه من حقوق كالإنتخاب و الترشيح و تكوين الأحزاب و كافة ما يتعلق بالعمليه السياسيه علمانياً أى مرتبط فقط بالطبيعه المجرده للمواطن الممارس كمواطن بغض النظر عن أى صفه تمييزيه به) ...

و مع بريق هذه الرؤيه إلا أن هناك لها عيبان رئيسيان:
أولاً : لا يضمن هذا النظام أن تمثل الأقليات من المواطنين فى الهيئات الحاكمه بحيث مثلاً لقلة عددها أو انتشارها و عدم تركزها فى مكان محدد بالوطن لا تستطيع تكوين عدد من النواب التشريعيين أو القيادات التنفيذيه المنتخبه من جانبها فى البرلمان او الأقاليم مما يمثل تجنيب لهم و ذلك يحدث عادةً فى البلاد التى لا تنتشر فيها ثقافة المواطنه و يكون الأمر فيها راجع لقرارات فوقيه من السلطه دون ايمان شعبى.
ثانياً : هذا النظام لا يحقق مبدأ المواطنه كاملاً لأنه لا يضمن آليه حقيقيه لفصل الإنتماء عن الأداء السياسى فمن الممكن أن تكون العمليه علمانيه لكن المواطن متطرف الفكر و تمييزى بشكل كبير فنرى الشعارات الدينيه أو العرقيه التى تدمر النظام من أساسه وتجعل الكوته أفضل فهى على الأقل لليست بحاجه للشعارات الدينيه او العرقيه فمن الواضح تماماً حق كل طائفه و عرق .




فى أثناء تقديمه لرؤيته المستقبليه حول العمليه السياسيه فى مصر قدم الدكتور سعد الدين ابراهيم مقترحاً باعتماد نظام الكوته فى مصر ضارباً الهند كمثال حى لدول العالم الثالث التى ينتشر فيها التطرف الدينى الهندوسى و الإسلامى و مع ذلك استطاعت ان تحقق معدلات تنميه ممتازه و أصبحت اكبر ديموقراطيه فى العالم ، من هذا المنطلق كان اقتراحه بوضع الكوته كمرجع للعمليه السياسيه و ينظم الأمر دستورياً ، و من قبل كانت هناك مطالب لمنظمات أقباط المهجر باعتماد الكوته كنظام لضمان الحقوق المسيحيه فى الإنتخابات فى مصر على اعتبار أن جماعات الإسلام السياسى تحقق نجاحاً بفضل المرجعيه الدينيه و الشعارات الدينيه مما يمثل خطراً على الحق المسيحى الذى لا يستطيع (علناً) أن يتخذ الدين وسيله للنجاح الإنتخابى فى مصر...و من هنا وجب التنبيه فمع العيوب الرئيسيه الموجود فى نظام العلمنه السياسيه أجد أن هذا أفضل بكثير من وضع الكوته ففى بلد كمصر و مع شعب كالشعب المصرى و مع جماعات التطرف الإسلاميه و المسيحيه من الخطر وضع نظام سياسى مرتبط بالدين و الا كانت النتيجه إما نظام انفصالى مهترئ مثل الوضع العراقى (مع العلم بأخذى فى الإعتبار طبيعة الدستور الفيدرالى العراقى المختلف تماماص عن الدستور المصرى الدائم 1971 و لكن مع العامل الدينى و التصعيد الحتمى باشراك الهويه الدينيه فى العمليه السياسيه لن تختلف النتائج كثيراً) أو تبقى الأمور على حالها مع تزايد المشكلات الطائفيه و تصاعد عملية العنف الطائفى إذ انه من المستحيل أن أطلب من مواطن خاضع لتجهيل ثقافى و تاريخى أن يضع دينه و مذهبه فى يده و هو ذاهب للإدلاء بصوته ثم أحدثه عن المواطنه من ناحيه و متطرف يحدثه عن كفر الإنتخابات من ناحيه أخرى و من سيطرة الكفار على البرلمان(حصة المسيحيين) و حرمة هذا و سيتحول الإنتخاب لحرب يتسابق فيها الناس لإنتخاب الإسلاميين لحمايتهم من خطر يجهلونه و يتسابق المسيحيون لإنتخاب الكثر تطرفاً لدعمهم أما الإسلام السياسى و بمرور الوقت بدلاً من نظام سياسى – مدنى سيتحول المر لنظام دينى –طائفى بحت تسيطر المؤسسات الإسلاميه المتطرفه على بعضه و البعض الآخر تهيمن عليه بركات الكنيسه.
لا مفر من علمنة العمليه السياسيه بصوره كامله (و هذا خاص بالعمليه السياسيه و ممارسة الحقوق السياسيه و لا اتكلم هنا عن باقى نواحى الدوله فالدين ضرورى و أساسى للهويه المصريه و الدستور المصرى و القانون المصرى ) و أى اتجاه للكوته سيحول الوضع للأسوأ إذ أن المجتمع المصرى الذى رضع تطرف الجماعه الإسلاميه المسلحه و جماعات العنف و تكفير ما يكفره الشيوخ من الوهابيين و من تبعهم لا يقدر على استيعاب المواطنه على أساس الكوته و كذلك المصرى المسيحى الذى يقتات على تجنب الإختلاط و دراسة تاريخ تمييزى و مواد تمييزيه و هو فى النهايه ابن مجتمعه هو الآخر لن يستوعب أي تعريف للمواطنه و لن يخرج من اطار الكنيسه .
أعلم ان النظام السياسى العلمانى لن يؤدى الى حل كل المشكلات و له عيبان رئيسيان لا يستهان بهما كما ذكرت لكن هو بالمقارنه بالكوته لدوله فى حال مصر أفضل من انتحار جماعى بأن نقسم العمليه السياسيه الى قسمين بنسب فالوطن واحد و لن يصلح تقسيم السياسه لأننا لا نأمن منه أن يأتى و معه تقسيم الوطن.
و الله و مصر من وراء القصد.

السبت، 28 مارس 2009

فن صناعة الفتنه.


إن من اعداء هذا الوطن من يريد ان يجعل مسيحييه كمسيحيى لبنان الذين وجدوا كل الظروف تدفعهم للمجهول فكانت الحرب الهليه ثم التورط فى تحالف مخجل مع الجيش الإسرائيلى او السودان حيث فشلت الحكومات المتعاقبه فى ان تجد حل لمعضلة الإختلاف الدينى الثقافى بالجنوب فتولدت الحرب الهليه التى انتهت باتفاق مهين للدوله بمقتضاه حتماً يستقل الجنوب فى العام 2011 ، آخذين فى اعتبارهم ان الأخطاء دوماً تُرتكب و لا يتوقف احد ليفكر قبلاً أو بعداً و لعل مصير هذا الوطن مرهون الآن بيد العقلاء من أبنائه مسلمين و مسيحيين فإما ان يستطيعوا تدارك النار قبل ان تشتعل أو يفشلوا فتذهب ريحنا جميعاً.
لم تتوقف المشكلات الطائفيه او العرقيه و لن تفعل فى كل العالم لأن من طبيعة البشر على الدوام ان يظهر منهم و من انفسهم الشر و العنصريه بأى اسم و اى شكل كانوا..لكن تتميز الأمم التى تحافظ على وحدتها بأن ترتقى بالقانون فوق كل هذا و تصنع من الدستور مرجعاً لكل الحلول فنجد على رأس تلك الحلول مبدأ المواطنه ( الذى يرى الساده الأفاضل شيوخنا أنه ضد الدين) و نجد الدستور نفسه مرتبطاً بنفوس الشعب كمرجع وطنى حاكم..و فى مصرنا العزيزه تستمر حلقات الفشل واحدةً تلو الخرى ليس فى انجاز اقتصادى او سياسى مرجو ، لكن فى الخطر الا و هو حماية أفضل منجزات الوطن..شعب واحد على أرض واحده.
تشتعل حرائق الفتن و الكل يتعامل معها بإسلوبه فالغلبيه تهز رأسها بلا انفعال حقيقى و كل فرد منهم بداخله عامل طائفى يتحكم فى تقديره للأمر كلٌ حسب دينه ، الأقليه جداص تتحسر على حال الوطن المهترئ الذى بات من المضحك فيه أن تسمع احدهم يقول الوحده الوطنيه فالكلمه باتت لسبب مجهول مصدر للضحك على مردده..اما الجهات الدينيه فهى بإختصار متطرفه إما بطبيعتها حيث يسيطر عليها متطرف استئصالى أو لشعورها بالواجب الدينى الذى تراه باسلوبها الخاص وحد لا غيره و فى النهايه تخضع شكلياً لقرار المؤسسه المنيه التى تفرض فى الغلب صلح لتنهى المشكله و هى لا تنتهى و أسبابها تستمر فى إنتاج المزيد من المشكلات..الدوله الرسميه تؤمن بالمواطنه و الدوله الظل تلعب بالدين فى ملعب السياسه سواء للمؤسسه المسيحيه أو الإسلاميه فلكل مطالب و لكل وسيلته.
آخر نموذج متكامل و حقيقى للفشل من كل النواحى هو وفاء قسطنطين..المسأله حسبما وجدت من نقاط موحده إذ اختلفت الروايات بشد و توحدت فى القليل انها مهندسه زراعيه متزوجه منذ زمن و لها ولد و بنت..وفاء تركت زوجها القس و ذهبت للقاهره حيث الزهر و أسلمت(روايه تقول أنها ذهبت للقاهره و لكن ليس للأزهر) ثم تظاهر المسيحيون مطالبين بعودتها متهمين جارها بخطفها..بعد مظاهرات و تورط الداخليه فى مشكلات فرعيه و لكنها هامه مثل لجنة النصح و الإرشاد الكنسيه(بعدها علقت الداخليه عمل اللجنه ثم اعادته) التى واجهت اعتراضات من الجانب المسلم ، بعدها تم تسليم وفاء للكنيسه ثم اختفت و كانها ليست موجوده أصلاص او انها مواطنه ارتبطت بقضية رأى عام؟؟؟؟؟؟؟
الجانب المسلم قال انها اجبرت على هذا و انها مسلمه و ادعى بعضهم انها قُتلت!!
الجانب المسيحى قال انها عادت بارادتها لوجود مشكلات سابقه مع زوجها تم حلها!!
و تاهت الحقائق الى النهايه و ظلت الأسئله:
-1- هل وفاء مسلمه ام مسيحيه؟
-2- أين وفاء بالتحديد كمواطنه لا يمكن ان تختفى هكذا؟
-3- هل المسأله انتهت حقاً أم لا ؟
-4- أين الحقيقه؟؟؟؟؟؟؟
كانت فتنه سيئه لم نفهم منها شئ و كالعاده :
-1- أغلبيه تعمل مشاعرها الدينيه فى التفسير بلا تفكير او بحث
-2- مؤسسات متطرفه اما مسيحيه لا تطيق اسلام احد او مسلمه تعتبر اسلام احد انصار و هزيمه.
-3- امرأه مسكينه أعانها الله على ما هى فيه لا احد يعلم أين هى أو ما الحقيقه معها.
-4- وطن جريح و لا احد يستجيب.
* الحقيقه مطلوبه حتى لا تكون النهايه وخيمه و حتى لا يكون المر قاصر على صناعة الفتنه التى لا تقود الا للخراب فالفتنه التى هى فى عقيدتى أشد من القتل تُصنع بأدولات عديده نجدها فى كل يوم : الجهل الدينى + التطرف + المشكلات الإقتصاديه + الإحباط من كل شئ = فتنه!!!
صناعة الفتنه فى مصر رائجه و من سعى لها فى لبنان مستغلاً ظروفها و زاد الوضاع سوء لدرجة الإنفجار هو من فعلها بدارفور و الجنوب من قبله و يريد المر عينه الآن فى مصر.
أرجو ان نكون جميعاً على علم بالعلاج:
-1- المصارحه بكل الحقائق.
-2- المواطنه نصاً (و قد تحقق) و تطبيقاً.
-3- التوعيه فى الكنيسه و المسجد و أماكن الدراسه.
-4- العلم.
و الله و مصر من وراء القصد.

الخميس، 26 مارس 2009

من فضائح اخوان جامعة طنطا.


أعتبر نفسى شاهداً على حقيقة أفراد الجماعه من صغار السن و قليلى الخبره الذين و من بينهم يتم فيما بعد تصعيدهم بالإختيار حسب السمع و الطاعه ليكونوا قيادات و نجد فى الاخر نماذج متميزه فى الإنفلات اللسانى من نوعية طظ فى مصرإخوان الجامعات كما صنفهم لى الأستاذ الدكتوبرل صلاح زين الدين (و له قصه ظريفه معهم حيث كان قد وجد احدهم يكتب على السبوره أثناء دخوله فأمر بمسح ما كتبه فغضب الطالب الإخوانى و كاد يتشاجر معه مما دفعه لأمره بالخروج من المدرج فرفض تماماً و كاد ان يتطور المر لولا ظهور الخ علاء الذى سأذكره فيما بعد و أمر الطالب بالخروج فخرج دون حرف واحد مما دفع الدكتور للثوره صائحاً : هو ما سمعش كلام عالم فى القانون و نفذ أوامر الأمير بتاعه؟؟) المهم أن الدكتور صلاح صنفهم لقسمين الأول هم التابعين درجه تالته و هم عوام طلاب الجماعه حيث يتبعون الأوامر بلا نقاش و يتعاملون مع الكل بجفاء و قله إهتمام من نوعية نحن أصحاب الحق ، و عادةً ما يكونوا قليلى الخبرهتماماً و منعدمى الثقافه و المعرفه و بالتالى تكون نقاشاتهم منعدمه مع الكل بل مع بعضهم فهم يتبعون كلام القائد ، و هنا نأتى لتابع درجه تانيه و هو زعيمهم أو اميرهم حيث هو قائد للأعضاء و منظم لهم ، و يكون أكثر قدره على الحديث و الحوار لكن مع قدره محدوده على المناوره فلو شعر بأزمه ما يتهرب بآيات قرآنيه و احاديث مما يربك المحاور و يجعل المستمع غما مسيحى ينفر و يغادر أو مسلم يؤيد الآيات بلا فهم ، النوع الثالث هو تابع درجه أولى و هو تابع ذكى و مصاب بغسيل مخ جبار يقود طلاب الكليه و ينسق معهم و يتلقى التعليمات من القياده فى المحافظه و مسئول الطلاب بالجماعه...هذا كان ضرورى كمقدمه أساسيه حتى تفهموا كيف يخطئ شخص فى الحوار هكذا و يسقط فى أخطاء بتلك السهولهعلاء هو تابع درجه ثانيه حيث يقود الطلاب فى فرقه معينه منذ لحظة دخوله الكليه فى الفرقه الأولى الى النهايه..و لى معه قصتين:القصه الأولى:--------------------------منذ إنضمامى للكليه لاحظت ان المسيحيين يتجمعون فى الخلف من المدرجات و يتعارفون على أساس الدين و لا يجلس هناك إلا هم فقط و أتذكر أننى فى مره كنت تلقائياً أريد الجلوس هناك فقال لى صديق : لا استنى دى بنشات الجماعه المسيحيين تعالى نقعد قدام..طبعاً كان الأمر غريب و مريب و لرفضى الأمر تماماً قمت بالجلوس هناك دوماً و تصادقت عليهم جميعاً و للعجب كان الكل تقريباً يعتبروننى صديق عادى بلا مشكله مما حيرنى الى الآن فإذا كانت العلاقه مع المسلم ممكنه و بسيطه فلم لا تجلسوا معه؟؟؟..عامةً اعتدت دوماً على الجلوس هناك ، و كان الإخوان لهم عاده أن يدخل علاء قبل بداية المحاضرات ليقرأ القرآن و يلقى ثانِ الخطبه و يدعوا ثالث و نردد وراءه آمين..فى يوم و انا جالس مع جون و مايكل و بنيامين دخل ثلاثه اثنان أعرفهم و ثالث لم أره من قبل..و لم يكن علاء منهم و سار الأمر كما اعتدنا ووصلنا للمرحله الأخيره من الموضوع و هى الدعاء حيث وقفنا كالعاده لنقول آمين..ووصل الذى يدعو للجزء الصادم حيث قال: اللهم عليك بالنصارى و من ناصرهم و اليهود و من هاودهم ، لم أتمالك نفسى من الغيظ فلم أقل رآمين و جلست غير قادر على النظر فى وجه أدقائى الثلاثه..بعد نهاية كابوس الإخوان اليومى ذهبت و بحثت عن علاء حتى و جدته ، شرحت له الأمر فاعتذر و رمى القنبله بغباء.......معلش يا محمود أصل اللى بيدعى ده جبناه من شريعه و قانون عشان صوته حلو و مؤثر و الظاهر محمد نسى يقولله على دعاءنا هنا و سابه يدعى دعاؤهم بتاع كليتهم........هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه...بالطبع انا من ضحك و سألته : هو فيه دعاء شكل لكل كليه؟؟؟...فكان رده آآآإإمممآآإحمآآآهىهىهىهى طنش بقى؟؟؟؟؟؟؟و اترك لكم التعليقالقصه الثانيه:------------------------------كنت أسير مع جون حول المدرجات الممله فى اساحه الممله و سط الطلاب المملين ، و فجأه لم اجده بجوارى فكان كالعاده ذهب دون أن أشعر أو توقف فتجولت لعلى أراه ، هنا قابلت الأخ أبو حماد الرجل الثانى فى تنظيم الكليه و سألته بغباء: إلا و النبى ما شفتش الواد الحمار ده اللى اسمه جون؟...فامتقع وجهه و بدت عليه ملامح التأثر و قال: إيه؟؟؟هو مسيحى؟؟؟ فأجبته: اه فقال: لأ يا محمود خد بالك حكاية التنصير دى زياده أوى و بعدين إيه و النبى دى؟ احلف بالله بس......فسألته : تنصير ايه؟....فقال لا فض فوه: أصل دول بينصروا المسليمين الضعاف خد بالك (يا واد يا أبو حماد يا ذوق) و طبعاً مع جدال بلا فائده نسيت الواد جون و اللى جابوه و تكاثر علىَّ الإخوان مناقشين فخفت من إستشهادى يقتلنى لأنى كافر و بحب النصارى اللى كفره زيى فقلت : كتر خيركم و خلعت هناك المزيد و لكن أكتفى بفضيحتى الدعاء حسب نسبة المسيحيين و فضيحة زرع الفتنه بكل بساطههؤلاء هم الإخوان و إن لم يشعروا و لو وصلوا للحكم سينسفوا مصر..ليس منهم و لكن لأن هذه التنظيمات الدينيه عادةً ما تفرز الأكثر مزايده و تشدداً و تلقيه للسلطه

الأحد، 22 مارس 2009

عن ازمة مؤسسة الأهرام المصريه.


بدايةً لا ازعم أنى من قراء جريدة الأهرام ألمصريه على الرغم من إنتمائى لمصر أو حتى مطلع على إحدى إصدارات ألمؤسسه ألعملاقه ، لكنني أدرك حتماً أهمية هذه ألمؤسسه و الدور التي تلعبه و مدى ارتباطها بنفوذ مصر الناعم و حالتها الثقافية..من اجل هذا أكتب مقالي الآن .
لست في حاجه إلى أن أذكر تاريخ مؤسسة الأهرام ألمصريه العريقه التي تمتد لتاريخ أعرق من الثقافه و الفكر المصريين الذى لا يشوبهما شائبة النقل بل يغمرهما الإبداع الوطنى الخالص ، فإن كانت لمصر ثورة 1919 الوطنيه و لها تجربتها الثقافيه فلها خصوصيتها الثقافيه التى تمتاز ببزوغها من هذا الشعب الذى صدق توفيق الحكيم حينما وصفه بأنه شعب عريق بداخل كل فرد منه طاقه لا حدود لها فى روايته الخالده عودة الروح ، هذه الثقافه سواء فهمنا أو لا جزء أساسى منها نابع من خلال مؤسسة الأهرام و عبر كل إصداراته و على رأسها جريدة الأهرام ، هذه الجريده تتابع عليها عمالقه ربما جيلى لا يعرفهم : خليل مطران ، محمد حسنين هيكل ، فكرى أباظه و عبد القدوس و غيرهم من كبار كتاب و مبدعى مصر و ضمت فى عصر نهضتها بمصر
أحمد لطفي السيد، ومحمود سامى البارودي وأحمد شوقي ومصطفى لطفى المنفلوطى، وطه حسين، والعقاد، ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وزكى نجيب محمود وبنت الشاطئ ويوسف إدريس وثروت أباظة، ولويس عوض، وعبد الرحمن الشرقاوي و سلامه أحمد سلامه و فاروق جويده و فهمى هويدى و سناء البيسى و غيرهم.....
ذكرت ما سبق من مقدمه حتى أصل الى الكارثه التى حلت بالأهرام حينما صار رؤساؤها صغاراً او كانوا و استمروا لا أعرف تحديداً..لكن ما حدث بالأهرام كان كارثه لا حدود لها ............
آفة الدول الناميه و الدول المتخلفه كلمه واحده تستغل فيما لا يؤدى لها ، إنها كلمة الإصلاح التى عليها تسير بنا الأخطاء الى الجحيم..بدأت الحداث الحقيقيه بتولى الأستاذ مرسى عطاالله رئاسة مجلس إدارة الهرام حيث بدأ مشكوراً القيام بجهد علنى وواضح لصياغة وسيله لإنقاذ المؤسسه من التدهور الذى حولها من وسيله للنفوذ الناعم و القوه الغير منظوره ووسيله للتثقيف الى مؤسسه قائمه على جريده تغذيها الإعلانات و صفحة الوفيات و هنا مع الجهد المشكور بدأ الخطأ فالسيد الأستاذ رئيس مجلس الإداره جمع عدد قليل من مستشاريه لوضع صيغه معينه دون ان يستشير أصحاب الفضل فى المؤسسه و هم الصحفيين و المحررين..و مع الغلطه الأولى تتالت الأ خطاء بلا حدود و كان أقسى خطأ هو نتيجة تلك الجهود التى قام بها لإصلاح وضع ورثه ممن سبقوه و لم يفهموا قيمة الأهرام التاريخيه..
· قرر الأستاذ مرسى عطاالله أن يوجه قرار لكل الصحفيين و الكتاب و المحررين المتعاقدين مع الأهرام بأنه لن يسمح لأحد أن يكتب أو يعمل مع أى جهه خارج المؤسسه جريده أو مجله أو قناه فضائيه أو أى صوره إعلاميه أخرى ، و كانت عدة إرهاصات سبقت هذا و عدة إرهاصات جديده تلت أوجزهم جميعاً كنتائج لسياسات الأستاذ عطاالله كما يلى :
· -1-خروج الأستاذ فهمى هويدى من الأهرام فى فضيحه لا سابق لها أن يخرج أحد أعمدة الأهرام الى جريده خاصه بسبب الإضطهاد (جريدة الشروق المصريه الناشئه).
· -2-خروج الأستاذ سلامه أحمد سلامه من الجريده بعد تفجر الأزمه لنفس الجريده الخاصه الناشئه فى تكرار لنفس الفضيحه حيث بدت الأهرام تتداعى بسقوط الأعمده التى تحملها .
· -3-بدأ عدد كبير من الصحفيين فى التجهيز للخروج و على رأسهم كبار الكتاب ممن يجمعون الأوراق مثل سناء البيسى و فاروق جويده مما سيسحق توزيع الأهرام و يرفع نسبة التوزيع فى الجرائد الأخرى.
· -4-إعتراضاً على السياسات الغير مسبوقه التى تتعارض مع الدستور كما سأذكر خرج الصحفيون للإحتجاج ضد قرارات رئيس مجلس الإداره ، و هنا و لأول مره فى تاريخ أعرق مؤسسه صحفيه تصادم (العمال) المؤيدين لرئيس المجلس (المعين) و الصحفيين؟؟!!
· -5-تدهورت سمعة المؤسسه تماماً و تحول الأمر لفضيحه فى دول الخليج عندما أرسل الفاتح بأمر الله مرسى عطاالله للمنتمين للأهرام من المتواجدين بالخليج تهديدات بالفصل لو لم يعودوا فتوجهوا لمكاتب العمل للشكوى و المحاكم لرفع القضايا وسط ذهول الخليجيين و سخرية بعضهم من نوادر المؤسسه التى صدرت لهم من بنوا الصحافه الخليجيه مع أبنائها .
*هنا لا بد أن أذكر وجهة نظر الأستاذ مرسى عطاالله فى الأمر و كانت كالآتى:
# لا يجوز أن يعمل صحفى فى مؤسستين او جريدتين متنافستين لأن هذا إخلال بالمنافسه و الولاء.
#ستزيد مرتبات كل العاملين بالمؤسسه حتى نعوض عليهم.
#لن تتحول الأهرام لجريده تضم من يأخذ بلا عمل (المقصود عمل الصحفيين بها و عدم كتابتهم بها مع أخذ المرتبات و كتابتهم بجرائد أخرى مثل الأستاذ أحمد المسلمانى تحديداً).
و هنا أوضح وجهة نظرى فى نقاط محدده:
-1- الأستاذ مرسى عطاالله نسى أن وضع خطه للإصلاح لا بد من أن يكون عمل جماعى يضم أصحاب الأقلام المستهدفين من الإصلاح و هذا لم يتم و كان الأمر إنفرادياً.
-2-الأستاذ مرسى عطاالله قلص الحل و الإصلاح فى جزئية عمل أبناء المؤسسه فى خارجها دون فك حصار الرقابه عنهم و إعطائهم ما لديهم من حريه خارجها.
-3-إحتج الأستاذ عطاالله بأن بعض الصحفيين مثل الأستاذ أحمد المسلمانى لا يكتبون و تجاهل أنهم يكتبون و هم يحذفون و نموذج الأستاذ فهمى هويدى واضح فهو كتب و هم حذفوا ثلاثه من أصل أربعة مقالات له.
-4-أى إصلاح منذ عهد أمنحتب قائم على خطوات من القمه للقاع..فأين إصلاح القمه؟..و لم لم يمتد للقاع(مراحل الفساد فى الطباعه و الأحبار و الورق) و لم ظل فحسب فى المنتصف عند الصحفيين؟؟؟
-5-ليست المشكله فى زيادة الرواتب و هو أمر من حق كل الصحفيين قبل أى شئ و ليس إنجاز أصلاً فى ظل وجود اكثر من مليون جنيه راتب لرئيس مجلس الإداره و مبلغ قريب لرئيس التحرير..المشكله أن هيكل الرواتب لا يتناسب بين الصحفيين و يزيد من القمه و يتضاءل عند القاعده..و الخطر الحقيقى أنه غير عادل بأنه لا يوازى التضخم أو حتى يوازيه فلا قيمه للزياده بلا هيكل رواتب عادل و مرن و هذا لم يتحقق.
-6-لم يشمل الحل بالمره مزج التحرير بالإعلان مما يفوح منه روائح الفساد و الإنحراف ، و لم يقم الأستاذ مرسى عطاالله بتقديم عقاب رادع لهذا المزج المخل.
-7-لم يجرؤ مرسى عطاالله على أن يقترب من كبار مسئولى المؤسسه من أعضاء المجلس العاملين لدى وزارات الدوله كمستشارين صحفيين مما يخل بالمنافسه و الولاء و الرقابه و كل ما يتخيل .
بإختصار وضع الأستاذ قراره بهدف سحب كفاءات المؤسسه من الصحف الخاصه لهدفين: أولاً..محاوله يائسه لتقليل إنتشار الصحف الخاصه مع أنحدار توزيع الأهرام ، ثانياً..إرضاء الحكومه المعترضه على نقد أبناء المؤسسه لها.
أستاذ مرسى...
فى تاريخ الهرام لم يتم إصلاح قاصر على فئه من أبناء المؤسسه
فى تاريخ الأهرام لم يتصادم الصحفيون و العمال برعاية الكبار
فى تاريخ الهرام لم يضحك عليها أحد من الشوام أو الخليجيين
فى تاريخ الأهرام لم يخرج كبار الكتاب لجرائد صغيره أوجديده
فى تاريخ الأهرام لم يحمل احد رأس المؤسسه للدخول بل قدماه

ننعى مؤسسة الأهرام
البقاء لله.

الخميس، 19 مارس 2009

مجزره تل الزعتر..من جرائم سوريا التى لا تسقط بالتقادم أو الوفاه.


لا أزعم أنى لبناني لأتحدث عن هذه الامور أكثر من غيري.....
لا أزعم انى عاصرت الحرب الأهليه فى لبنان لأصف مأساتها.....
لا أزعم انى خبير بشئون الشام لأكتب عنه حاكياً تاريخه.....
إن ما يدفعنى للكتابه الآن عن إحدى اوراق الحرب الأهليه اللبنانيه هو شعار سورى مرفوع بأنها راعيه للشعب الفلسطينى ووصفها مصر بأنها تخلت عن موقفها العربى وهجوم صحفيو سوريا على النظام المصرى إما تلميحاً او تصريحاً ووصفهم إياه بالخائن..هنا أجد من حقى ان أفتح فى مقالات متتاليه ملفات أُغلقت بيد الجانى و أكتب عن ذكريات لا تزول بدمائها أبداً و أقلب أوراق مطويه لعل من يقرأ يدرك كيف كانت و مازالت تدار الأمور.....
*ما أتحدث عنه هو صدام مسلح وقع بين جهتين و أقول جهتين مجازاً فطرق قوى و مسلح و آخر ضعيف لا يحمل إلا الخوف و البكاء و بضع رصاصات ، أتكلم عن الجيش السورى و معه الجبهه اللبنانيه التى كانت (ولاحظوا الأسماء و إضحكوا) بيار الجميل المتحالف مع سوريا وقتها و كميل شمعون و غيرهم ممن تشكل أسماؤهم او احزابهم 14 آذار اليوم اللبنانيه المعارضه للأسد الصغير و طاله رأسه و من الجانب الاخر 17000 فلسطينى فى مخيم تل الزعتر بشمال لبنان.
لا بد أن أذكر جوانب كل فريق و ظروفه التى أدت الى ما حدث فى تل الزعتر فلا يمكن فهم بلد كلبنان إلا بالصبر و القراءه ثم معرفة كل فريق أين كان و لماذا فعل؟
سوريا :
-----------
مع هزيمة سوريا فى حرب أكتوبر و إنتصار مصر بدأ حافظ الأسد ينظر الى موقفه المتداعى بالداخل و الخارج..كانت قواته قد فشلت فى الحفاظ على نصر أيام المعركه الأولى و بدت منهكه بشكل كبير مما شكل مأزق لا بد من الخروج منه بتعويض مادى و معنوى و كذلك لا بد من إرضاء الجيش لئلا يتمرد عليه بإسم الهزيمه (و يلاحظ القارئ ان هذا السبب وحد كل عمليات الإحتلال فى العالم تقريباً فبعد هزيمة السوفييت فى بولندا احتلوا أفغانستان و بعد هزائم فيتنام إنتقلت الولايات المتحده لأمريكا اللاتينيه وبعد هزائم إسرائيل فى تموز 2007 إنتقلت لغزه و هكذا) و تلفت الأسد حوله فوجد ضالته فى لبنان الجريح بحرب أهليه ساعد نظامه على إشتعالها و جعل حلم سوريا النظام يبدوا قرب التحقق فى إحتلال لبنان و كان الأسد يتخيل أن تواجده فى لبنان سيعوض الخساره أمام إسرائيل عبر الإلتفاف حولها من لبنان و هذا بالطبع و فى رأيى كان غفله فليست إسرائيل المنتصره عليه من تترك الأمر هكذا ووقت اللزوم هناك جيش سيتحرك و قوى دوليه ستضغط و ميليشيات يساريه تنسفه و تخرجه من لبنان الذى كان إستقلاله كالخنجر فى وجه سوريا قبل قلبها ،و مع عدول الرئيس الأمريكى فورد عن معارضته للتدخل (ألاعيب السياسه) و موافقه كيسنجر الصريحه و تاكيد موشيه ديان على أن سوريا تعمل للصالح الإسرائيلى فى تحطيم المقاومه الفلسطينيه بات الموضوع سهل مما دفع الجيش المدحور فى إكتوبر 1973 امام العدو الحقيقى لدخول لبنان و إحتلاله فى يوليو1976 .

لبنان :
---------
كان لبنان ممزقاً فى بداية الحرب الأهليه الى يمين مسيحى لبنانى و يسار لبنانى فلسطينى ، كان لسوء حظ لبنان أن تواجد أحد صقور اليمين البنانى كميل شمعون على سدة الحكم و بطبيعته كان ضد نشاط اليسار البنانى الفلسطينى من ناحيه و من ناحيه أخرى كان ضد التواجد الفلسطينى فى حد ذاته إذ كان يراه تدخل من فئات غير لبنانيه فى الوطن ووجود غير مرغوب فيه هذا دفعه لزيارة سوريا قبيل التدخل فى لبنان مباشرةً و تأييده للتدخل و تصريحه بذلك علناً..و كان هذا بعد تأثره بتصرفات فلسطينى المخيمات و تعاملهم مع الدوله بإسلوب الند للند و كأنها ليست دوله مضيفه لهم ، و كان الدافع الأكبر له هو نموذج فلسطينى الأردن فى نكبة أيلول الأسود..كل هذا شكل فى عقل رئيس لبنان دافع رئيسى للإبقاء على فكرة خطر الفلسطينيين على البلاد و خطر التيار اليسارى على نفوذه و مستقبله و من زاويه أخرى كان الشيخ بشير الجميل هو الآخر مؤيداً للتدخل و زائراً لسوريا مباركاً لوجود سورى بها لنفس أسباب كميل شمعون ، كان كميل شمعون يجد من يشاركه الرأى من زاويه أخرى (الجبهه اللبنانيه) التى كانت تناضل لمكافحة الحركه الوطنيه اللبنانيه التى كادت ان تسحق مؤسسى الجبهه مما شكل دافع لهم لتأسيس الجبهه و التحالف مع الرئيس كميل و من بعده أو و معه السوريون حيث رأوا ان من نتائج هذه الجبهه أن توحد جهود الأعضاء فى مكافحة نجاحات الحركه الوطنيه..بإختصار كان هذا الجانب متأثراً بمشكلاته الخاصه وواضعاً إستقلال الوطن كضحيه لتحقيق تلك الطموحات و تضحية على مذبح مصالحه و لا مجال هنا فى رأيى أن أرى هذا كما يروج له الآن انه كان لوقف الحرب الأهليه فبعد دخولهم لم تتوقف بل استمرت و تصاعدت و كان الجيش السورى فاعل فى الصراع و طرفاً فيه و عند الهجوم الإسرائيلى كان الجيش أول الخاسرين و اول المنسحبين؟؟؟؟؟...و على الجانب الآخر كانت التنظيمات الخرى الفلسطينيه متحالفه مع عدة جهات شكلت ما يسمى بإسم الحركه الوطنيه اللبنانيسه ، هنا أكرر ان ممارسات الفلسطينيين كانت سبباً بإمتياز للتوتر المتصاعد الى محاولة إغتيال بشير الجميل التى فجرت لبنان..و كانت الحركه الوطنيه ذات اجندات خاصه هى الأخرى و كانت تتعامل مع الطرف الآخر بصفته عدو لا شريك فكانا مع كميل و بشير الجميل أسباب فيما حدث.
الإتحاد السوفيتى :
--------------------
كان الإتحاد السوفيتى مؤيداً للتدخل السورى فى لبنان و بغض النظر عن أى مقوله تشكك فى مواقف السوفييت الحقيقيه و تذكر الإنتماء الفكرى المشترك بين أعداء السوريين فى لبنان و السوفييت أقول ان الإتحاد مول الجيش السورى و لم يضغط حقاص عليه و لم يفعل شئ لإخراجه و كان الموقف الرسمى الحقيقى مؤيداص للتدخل و بالتالى فالإتحاد لم يعارض و إكتفى بالتجهيز من جانب و الهمهمه من جانب آخر لإرضاء اليسار اللبنانى و الفلسطينى خاصةً مع وجود مشكلات فكريه بينهما ساعدت على تأييد حقيقى للتدخل السورى، و كان هذا دافع قوى للأسد للتدخل فالسوفييت المورد (الوحيد) للسلاح موافق مما يشكل ضغط دولى لصالحه و مورد للتسلح عند تأزم الأمور.
الدول العربيه :
--------------------
كان الموقف العربى مائعاً فجانب تقليدى ملكى خليجى ضد التدخل لعدائه التام للنظام الجمهورى العسكرى و موقفه الخاص ضده مما إنعكس على رؤيتهم للأمر ، و موقف آخر جمهورى مؤيد و مساعد و داعى للتدخل ، و حقاً لو كانت هذه الحماسه منذ البدايه و للبنان لما قامت الحرب أصلاً سواء حرب العامين أو ما تلاها ، و بذلك الموقف العربى البممزق و الموقف المخزى للجامعه العربيه المهترئه أصلاً بات العرب لا يملكون نعم أو لا أو أى شئ على الإطلاق.
إسرائيل :
-------------
مع ظهور النوايا السوريه للتدخل عسكرياً فلا لبنان خرجت أصوات عديده تصرخ بأن ما يدث خطر عظيم و ضد مصلحة الدوله ، مما دفع موشيه ديان للتصريح بأنه يتفهم المخاوف لكن الجيش السورى (لن يضر المصالح الإسرائيليه بالشمال) كما أن إسرائيل (و الكلام لديان) تلقت تأكيدات أمريكيه بأن سوريا لن تقترب من مناطق الحدود اللبنانيه الإسرائيليه حيث مصالح حساسه و ستكتفى بالعمل فى الشمال (و هو ما لم يحدث مما تسبب فى حرب لبنان1982) و أن فى واقع الأمر (الجيش السورى بتدخله سيخدم المصالح العليا الإسرائيليه لأن الجيش سيقاتل أعداء إسرائيل هناك)..من هذا نرى أن إسرائيل كانت واضحه: لا مشكله فليدخلوا دون تهديد لمصالحنات لكن نحن نراقب و لو فعلوها سنقاتلهم و لا مشكله مؤقتاً فالسوريين سيقاتلوا أعداءنا الفلسطينيين و هذا لن يخسرنا بل سيكسبن الكثير بلا جهد؟؟؟!!!

الولايات المتحده الأمريكيه :
------------------------------
يتطابق الموقف الإسرائيلى و الأمريكى فكلاهما كانا متخوفان و ضد التدخل السورى و قد عبر فورد عن مخاوفه كثيراً مما دفعه لإتخاذ موقف مبدئى ضد هذا التدخل إلا أن داهية عصره كيسنجر قد رأى فى ذلك التدخل الفرصه الذهبيه للقضاء على المسلحين الفلسطينيين بلبنان و تقويض مصالحه داخليه تصنع إستقرار ضد مصالح البلاد و غيرها من المكاسب و مع شرح وجهة نظره بدات مخاوف فورد تتلاشى حتى صرح كيسنجر بذلك مؤيداً التدخل فى حين أبدى فورد تفهمه للدور السورى الضرور بلبنان.

كل القوى تآمرت و قوى الداخل جاهزه و الجيش لن يواجه مقاومه حقيقيه تحدد قوته و قدره الحقيقيين..فلم لا يتدخل الجيش؟..فليتدخل إذن.

المجزره :
----------------
مع 25/7/1976 كانت قوات الجيش السورى الباسله متحالفه مع اليمين المتطرف بقيادة بيير الجميل و ميلشيات الكتائب تحاصر المدنيين و المسلحين القلائل المسلحين بأضعف الأسلحه لمده 52 يوم..كان الحصار متميزاً فبالإضافه للقصف العشوائى المدمر و الحصار الذى تأسى فيه حافظ الأسد بالخليفه الراحل اليزيد بن معاويه أثناء قتله آل البيت عن طريق التجويع للكل و أولهم الأطفال و التعطيش كذلك و بالإضافه لتمسكه بمبادئه فى أن المخالف له فى الرأى لا يستحق الحياه إنتهج السوريون بإمتياز إسلوب القتل العشوائى الذى لم يباريهم فيه إلا الصهاينه فى دير ياسين حيث كانت آلة القتل فور إقتحام المخيم لا تكل و الدماء تسيل ، و يبدو أن الأسد كان عاشقاً للخليفه اليزيد بن معاويه بن أبى سفيان بحق فبعد الدخول و حسب شهادات الناجين الذين أكلوا جثث الموتى لإنعدام الطعام قام بواسل الجيش المدحور فى حرب أكتوبر بإغتصاب النساء و هتك الأعراض كعلامه على رجوله متميزه و تستحق الإشاده.
مات 3000 فلسطينى و تشرد 17000 آخرين ، أغتصبت نساء كثيرات و أكل الاناس جثث الموتى ، لم يبق أحد لم يفقد عزيز و بفضل ذكاء الزعيم خالد الذكر البطل صاحب المجزره حافظ الأسد إستمرت الحرب الأهليه بلا توقف حتى صلح الطائف المدجج بسلاح حلفاء سوريا فى الجنوب.
اليوم تقدم سوريا نفسها بإسم المدافع عن الحق الفلسطينى و تدفع الآخرين بالخيانه و تتباهى بذلك و معها الأخت العذراء قطر!!!..أرجو أن نقرأ و نعرف و نتحاسب ثم نتكلم أيها الأسود فقط لكى نكون صادقين.

ملحوظه: (تتعدد الجرائم السوريه فى لبنان و تتعدد جهات الإشتراك معهم من اليمين تاره و اليسار تاره و كله سياسه قذره على أشلاء البشر.)

الأربعاء، 11 مارس 2009

حرب الكنيسه و الدوله فى مصر.


كنت قد نويت فى البدايه أن أسمى المقال بإسم حرب الكنيسه و النظام فى مصر لكن ما وجدته هو ان تلك الحرب البارده التى تختلط بالتعاون و تبادل المنافع ليست مع النظام فحسب لكنها تمتد للدوله و هذا هو الأخطر لأنها فى الحاله الأولى تلاعب أشخاص و حزب لكن فى الثانيه تتلاعب بالوطن.

الكنيسه القبطيه فى مصر وطنيه..نعم ، الكنيسه القبطيه المصريه جزء من الدوله..نعم ، لكن هناك شئٌ ما تغير شئٌ ما لم يكن واضحاً فى عهد جمال عبد الناصر لكنه تجسد فى عهد السادات و انفجر فيه ثم بات فى عهد مبارك بصورته المقيته التى نراها الآن......


الكنيسه و الدوله فى الحقبه الليبراليه:

-------------------------------------------
مع بداية العهد الدستورى الليبرالى فى مصر لمعت العديد من الأسماء المصريه المسيحيه فى العمل السياسى و تركزت فى البدايه فى حزب الوفد قبل أن تمتد الى العديد من الأحزاب الأخرى المختلفه ، و هذا لا يعنى أن ذلك لم يحدث من قبل ففى العمل السياسى قبل ثورة 1919 كانت هناك العديد من الأسماء السياسيه اللامعه التى تولت مناصب لا يتجرأ أحد على طرحها لمسيحى اليوم فى مصر و نموذج رئيس الوزراء بطرس باشا غالى ماثل ( بغض النظر عن أسباب توليه و أحداث شابت عهده)..على كلٍ كانت الكنيسه القبطيه فى الحقبه الليبراليه واضحه تماماً حيث كانت منفصله عن العمل السياسى (و أذكر السبب لاحقاً ) و ليس لها تأثير يذكر على السياسيين المصريين مسيحى الديانه و كانت نجوم مثل المرحوم سينوت حنا و المرحوم ويصا واصف أسماء سياسيه تحوز إقبال و دعم شعبى غير مسبوق ، كانت العلاقه بين الكنيسه و العمل السياسى هى علاقة دعم روحيه و لكن لا تتدخل و لم يكن الأمر قاصراً على دور الكنيسه فحسب بل إمتد لدور الجاب الإسلامى أيضاً لأن فى وقتها كان هناك أناس أدركوا قيمة فصل (العمليه السياسيه) عن الدين تماماً و نوذج الخلاف الكبير بين النحاس و فاروق حول حضور شيخ الأزهر مناصب توليه واضحه ، و طوال تلك الفتره كانت الكنيسه لا تتدخل فى شئون الحكومه أو المواطنين المصريين المسيحيين إيماناً بمبدأ العمل السياسى المدنى و لعلمها بمغبة ذلك و أذكر أسباب هذا السكون من جانب الكنيسه فيما يلى :


-1- لم يكن هناك تمييز بين المسلم و غير المسلم فى أغلب التنظيمات(بإستثناء الإخوان المسلمين) و بالتالى أياً كانت الحكومه وفديه أو غيرها فلا تمييز يدفعها للتدخل.


-2- كانت الكنسيه تدرك أن أى تدخل لن يكون مدعوماً من السياسيين المسيحيين و بالتالى ستخسر بلا شك.


-3- كانت مدنية الدوله و مدنية الحكومات لا تترك أى رغبه سياسيه للكنيه.


-4- كان الباباوات المتعاقبين لا يحبون شئون السياسه إلا فى حدود تخص الكنيسه مثل قوانين البناء و الحوال الشخصيه.




* من هنا اجد ان الوضع بين الكنيسه و الدوله فى الحقبه الليبراليه(1923-1952) كان يكاد أن يكون مثالياً فالكنيسه لا تتدخل فى الشأن السياسى و تدرك أنها جزء من الدوله و ليت شئ آخر و مع مدنية النظام و تساوى المواطنين و تطبيق مبدأ المواطنه ظل الحال كما هو الى أن حدث شئ خطير...23 يوليو 1952.


الكنيسه و الدوله فى عهد الئيس عبد الناصر:

--------------------------------------------------

مع قيام الإنقلاب العسكرى 1952 ثم تضامن الشعب معه مباشرة بصوره جعلت الحركه ثوره شعبيه كانت الأمور تتجه للإنغلاق السياسى و منع الديموقراطيه و بدا هذا واضحاً مع قرارات حل الحزاب (وافق الوفد بصوره عجيبه و لم يعترض تقريباً) و كانت من أهم نتائج ذلك تحول العمليه السياسيه و إدارة شئون البلاد للسلطه الفرديه اى ان كل العناصر المؤثره هى التى تدير و تتحكم بلا أسس مثل المواطنه فالإنتخابات و الإشتراك فى الحكم ، كان هذا يعنى ان كل من له طلب أو رأى إما أن يشاركه لحسن حظه أحد الساده أو أن يصمت لأنه لو تكلم فلا منصت له إلا الأمن السياسى..و بطبيعة الحال كان صف الضباط الأول خاليا من المسيحيين مما شكل بداية خروج هائله للعنصر المصرى المسيحى من الحكم و بقاء نسبه بسيطه منه بالإختيار..اى أن الوضع صار بالتعيين حسب الثقه و ليس بالإنتخاب و بات الوجود المسيحى يُهمش سنه وراء الأخرى حتى ضاق تماماً فى نهاية الستينان بالجانب السياسى و طبعاً بالجانب الإقتصادى مع غيرهم من المسلمين الذين حطمتهم الرؤيه الإشتراكيه و عزلتهم تماماً عن الإقتصاد الفردى الخاص ، فى تلك الأيام كانت علاقة جمال عبد الناصر بالبابا كيرلس متميزه و كثيراً ما كان يطلب البركه منه و يتزاوران مما شكل هدوء (سطحى) على المشكله و جعلها غير مرئيه بالنسبه لمن ينظر الى مصر دون دراسه معمقه لحالها ، و كانت ملامح بداية التوتر الحقيقيه بعد كارثة 5/6/1967 التى حطمت مشروعية و مبادئ ناصر و جعلت نظامة متأرجح بين البقاء و الرحيل..هنا بدت العديد من الأصوات تتزامن فواحده تعيد ما حدث للبعد عن الدين وجاعله الدين وسيله ذكيه لتمرير سياسات معين حُرموا منها منذ 1954 و صوت آخر يتحدث عن إضطهاد المسيحيين فى المناصب الكبرى و بعدهم عن ما كان فى الحقبه الليبراليه واضعين أول كلمات الفصل الدينى بين أبناء البلد وواضعين لبنة تحطيم مفهوم المواطنه بخلق كلمة مصرى مسلم مسيطر و مصرى (قبطى) محاصر..تمر الأيام و كلا الصوتين يعلوان احدهما ينتشر ببطء و الآخر ينمو دون أن يشعر أحد الأول ينتشر عبر المساجد و الآخر ينمو عبر أسماء معينه باتت تتحكم فى صنع القرار بالكنيسه ، و مات جمال عبد الناصر لتنتهى حقبه صنعت المشكله و لكنها جعلتها مدفونه فى إنتظار حمقى ينقبون عنها.


الكنيسه و الدوله فى عهد الرئيس السادات:

--------------------------------------

عبر موقع أقباط متحدون و غيره نجد دوماً كيل هائل من الإتهامات للسادات إبتداءً من العماله للإخوان المسلمين إنتهاءً بكراهية المسيحيين و التطرف الدينى (المدهش أن مواقع إسلاميه أخرى تعتبره كافر) و كُنتُ دوماً أندهش من تلك الكراهيه له و من تلك المشاعر الملتهبه ضده التى أراها دوماً و أشعر بها فى كلمات كل مصرى مسيحى يحدثنى عنه ، بل أجد بين الشباب من يصفه بالإدمان و ما شابه ، كل هذا لا أراه فى تاريخ السادات و لكن كان السؤال الحائر..لماذا؟

نجد الإجابه فى تاريخ السادات و الكنيسه و لكى أكون منصفاً أجده فى تاريخ السادات و البابا شنوده.....

كانت للسادات ميول غربيه و رأسماليه واضحه و مع أحداث مايو إستقرت البلاد فى يده مما شجعه على أن يقوم بالعديد من الأمور التى رآها سليمه من ناحيه و من ناحيه أخرى وجدها وسيله جيده للتعامل مع الغرب و إبداء وجه ديموقراطى مطلوب غرباً ، كانت من تلك المور الإفراج عن أعضاء الجماعات الإسلاميه التى كان أغلبها الإخوان المسلمين..هنا كانت بداية المشكله فمع أحداث الخانكه1972 التى كانت صاعقه ضربت الشعور الوطنى بدأ البابا شنوده يتوجس خيفه من تلك السياسات فليست الخانكه وحدها بل أيضاً أحداث هنا و هناك تزامنت مع خروج تلك الجماعات(و هذا كان الإنصاف و هذا كان حقهم و غير ذلك كان ظلم بين) و مع حرب أكتوبر بدأت عمليات الإنتقال الى المناخ الرأسمالى و بطبيعة الحال حدثت مشكلات عديده و لكى أكون منظماً أوجزها فى عنصرين أحدهما عن شنوده و الاخر عن السادات أوضح فيهما أسباب التوتر بينهما:

السادات؛......


-1- خروج جماعات الإسلام السياسى من السجون و نشر بعضهم أفكار عنصريه ضد غير المسلمين مما شكل سبب مباشر لأحداث الخانكه و الزاويه الحمراء و غيرها.

-2-نزوح المصريين للخليج بعد أكتوبر حيث عادوا بالوهابيه السلفيه و الكثير من الرؤى التكفيريه التى تكفلت بنسف المتبقى لديهم من روح المواطنه.

-3-شعور السادات بأن البابا شنوده يريد دوراً سياسياً يناطحه به بإعتباره ممثلاً للمسيحيين و زعيماً دينياً لهم و بذلك يكون له دور سياسى .

-4-خطأ رهيب للسادات حينما تعامل مع الإسلاميين كمجموعه كفيله بتخليصه من مشكلات المعاضه اليساريه الكاسحه التى نشطت مع الإنفتاح، و بذلك شكل السادات قوتهم و جعلهم فوق القانون فى الكثير من الأحيان ناشرين الفكر المتطرف ضد المسيحيين و محطماً بذلك العداله فى تعامل الدوله مع القوى السياسيه مما أثار جنون البابا شنوده و جعله يرى السادات يسئ للمسيحيين.

-5-الحاله الإقتصاديه التى كانت تزداد سوءً مما شكل وسيله للجوء للعنف و الذهاب للخليج و الباقى معروف.

-6-وجود العديد من العاة المتطرفين ذوى الشعبيه الكبيره مما شكل وسيله سهله لنشر التكفير للمسلم قبل غير المسلم و هذا بعلم السادات حيث كان يتصور أنه مسيطر عليهم.

-7-وجود شائعات عن تنصير منتشر دون تدخل من الدوله للكشف عن الحقيقه و تفضيلها السكوت.


البابا شنوده؛........

-1-خلط البابا بين مسئوليته الدينيه و السياسيه فبات يتعامل كأنه ممثل المسيحيين فى مصر مستغلاً إنعزالهم عن العمل السياسى.

-2-تهور و إندفاع البابا فى مواجهة التطرف و تحميله السادات مسئولية الأمر دون محاولة محادثته و التفاهم معه.

-3- إعتبار شنوده أن الكنيسه ممثله للمسيحيين واضعاً المزيد من المسامير فى النعش.

-4-التصعيد بغير سبب من البابا لدرجة أنه مع إحدى الحوادث الطائفيه تزعم مسيره و مظاهره بنفسه و معه العديد من القساوسه؟؟؟

-5-إهمال البابا شنوده معالجة التطرف المسيحى من جانبه و إعتباره التطرف إسلامى فقط مما جعل المشكله تتفاقم.

-6-إهمال البابا معالجة مشكلة التنصير بالبحث و إظهار الحقيقه و إعتباره أن الأمر غير هام مما جعل موقفه غايه فى السوء.

-7-تعنت البابا مع السادات و رغبته فى التحكم فى العديد من المسائل السياسيه التشريعيه مخالفاً طلبه بفصل الدين كليةً عن كل مناحى الدوله الرسميه.


* و مع مرور حقبة السبعينات بدا المجتمع المصرى ممزقاً ين مشكلاته الإقتصاديه و الدينيه و لم يكن هناك حل فالكل متعنت و لا يريد إلا نفسه و رأيه مما جعل المصريين المسيحيين يتمسكون بالكنيسه و يعتبرونها ملاذاً أولاً قبل الوطن فإزدادوا عزله و إزداد الإرهاب و التشدد و إنتشر فى البيوت و العقول و الكنائس و المساجد لتنتهى حقبة السادات بكارثتين الأولى أحداث و إعتقالات سبتمبر 1981 التى تم فيها عزل البابا شنوده و إعتقاله أو تحديد إقامته و تم فيها فى 1981 بشهر أكتوبر أكبر حادث إرهابى فى تاريخ مصر الحديث بإغتيال السادات و حاولة الإرهاب قلب نظام الحكم و السيطره المسلحه على أسيوط فى مذبحه دمويه أخرى..و تولى الرئيس مبارك الحكم.


الكنيسه و الدوله فى عهد الرئيس مبارك:

-------------------------------------

فى العام 1984 كان البابا شنوده حرأ و مستعيداً للقبه و سلطاته الروحيه و منتهجاً وسيله جديده للتعامل مع الدوله وسيلة الحوار و التنسيق متأثراً بما حدث له فى السابق ، كذلك كان و مازال الرئيس مبارك فهو لا يصعد المواجهات عادةً بل يأخذ بوسيلة الحوار و التباحث و التفاهم مخالفاً سياسة الرئيس السادات فى المواجهه مع الداخل و الحوار مع الخارج ، فعلاقة الكنيسه مع الدوله أو النظام إن شئت الدقه باتت سليمه و لا تشوبها مشكلات العهد الساداتى بل تكاد تقارب علاقة الكنسيه بالدوله فى العهد الناصرى.

و هنا اود أن أشير الى عدة نقاط تطرحهم الكنيسه وتؤكد عليهم دوماً فى سياق سياسة التفاهم المستمره:

-1-وضع قانون موحد لبناء دور العباده كنائس و مساجد و معابد.

-2-الغاء فكرة النسبه الشهيره 2.5% من الشرطه و الجيش.

-3-وضع المزيد من المسيحيين فى المناصب العليا من محافظين و ورزاء و رؤساء جامعات و أجهزه أمنيه.

-4-مواجهة التطرف و لو بالقوه لحماية المسيحيين.

هنا أشير الى أن البابا شنوده يمارس عمله فى تجميع المصريين المسيحيين فى الكنيسه كورقة ضغط ممتازه بجداره ، لكنه ينسى انه يحطم ما تبقى من مواطنه بذلك و يعزل المسيحيين عن المجتمع المصرى كله مجزئاً له لمسيحى و مسلم ، لم يختلف البابا عن إسلوبه السابق لكنه جعل الحوار و المساومه وسيله ، و الرئيس مبارك كذلك لا يريد تصعيد المشكلات و صنع إحتقان طائفى أيضاً مما شكل وسيله ممتازه لشنوده لمد المزيد من السلطه على الكنيسه و أتباعها.


هنا أشير كخاتمه للعديد من مظاهر الحرب بين الدوله بمؤسساتها و الكنيسه كما أرى:

-1-مع اى فيلم أو مسلسل يناقش الأقباط المسيحيين أو يجعل اى منهم صاحب دور شرير نرى الكنيسه تحتج و تصفه بالإهانه و نماذج بحب السيما و واحد صفر و من الذى لا يحب فاطمه و لن أعيش فى جلباب أبى و غيرها.

-2-العنف فى الردود على الحكام القضائيه على الطلاق أو أحكام القضاء الإدارى و غيرها و إعلان الكنيسه أنها لن تنفذ..هكذا بلا أى هدوء أو نقاش فقط إعلان الرفض بفظاظه.

-3-إستخدام الكنيسه لنفوذها الدينى لمد السيطره على العديد من رجال الإقتصاد المسيحيين بصوره فاضحه ، و لعل تعداد المسيحيين العاملين فى شركات و مصانع بشاى و ساويرس يؤكد أن المسيحيين إما 45% على الأقل من الشعب أو ان هناك من يضغط لتعيينهم مسقطين مبدا تساوى الفرص و يمتد الأمر لشركه مثل النيل للأدويه و آمون (ثروت باسيلى قبل البيع بسبب الديون) و غيرهم (هنا أشير الى حدوث الأمر بالعكس مع البنوك الإسلاميه و الشركات الإسلاميه و الأطباء المسلمين خاصةً أطباء النساء و التوليد).

-4-تعمد الكنيسه رفض علنى لأى محاوله لإدخال الجهاز المركزى للمحاسبات فى حساباتها ، حتى مجرد مراجعة الحساب الختامى العلنى لأعضاء المجلس الملى يرفضون أيضاً و كأن الكنيسه جسد منفرد و ليس جزء من الدوله.

-5-مع اى حدث طائفى إما أن يصعد القساوسه الأمور فتلجا الدوله للرشوه بكنيسه جديده أو ينعزل البابا دون رد مما يزيد الإحتقان.

-6-تحول الكنائس لمركز تجميع مسيحيين و فصلهم عن الدوله فالبيع نشط داخلها و العلاج كذلك(و أيضاً فى الجمعيات الإسلاميه) و تعليم اللغات(بالصدفه طبعاً كل من ينجح فى تلك الدورات يهاجر لكندا أو أستراليا..صدف)و تجهيز العرائس و كل ما قد يجذب المسيحى الى الكنيسه و يسحبه من الدوله.

-7-نسف أى عمل أدبى يناقش مسائل تاريخيه مسيحيه(عزازيل مثال) أو مسائل حاليه بأى شكل ممكن.

-8-تجاهل أى رد حقيقى على أقباط المهجر و الإكتفلء بالتجاهل او فى احسن الظروف رفض شكلى و مليون تبرير.

هذا كان ما أرى من علاقه تحولت للحرب مع الدوله دون ان نشعر...و حسبى الله و نعم الوكيل.

الأربعاء، 4 مارس 2009

فتوحات أم إحتلال؟..شهداء أم قتلى؟






فى أثناء بحثى حول أياصوفيا الأثر الدينى التركى وجدت مقال غريب لا أتذكر فى الواقع أين هو يذكر العديد من الأطروحات التى (على مستواى الشخصى) لم أسمع عنها من قبل إلا فى كتابات علمانيه متطرفه أو كتابات قبطيه أخرى ، وجدت ان الطروحات تتلخص فى الآتى: ان الفتوحات الإسلاميه (بتسميتها المعروفه المعهوده) كانت أعمال احتلال عسكرى دون أى تسميه أخرى ، ثانياً أن تلك الفتوحات كانت خارج دائرة الجهاد أى أن هذه المعرك كليةً دارت حول السلطه و لم تكن بأمر دينى بل بأمر الملك وحده و لم تكن من أوامر الله ‘ ثالثاً و أخيراً أكدت الأطروحه عدم جواز تسمية الشهداء فى هذه الفتوحات بذلك لأنهم ماتوا فى خارج نطاق الأوامر الدينيه الإسلاميه .



على كلٍ أود أن أدلى برأيى داخل هذا المنطلق و منه أحدد النقاط الرئيسيه (فى إعتقادى و إجتهادى الخاص) التى أود الرد عليها أو تقييمها:





-1-هل تلك الأعمال العسكريه منذ عهد الرسول الى عهد العثمانيين لأراضى غير المسلمين كانت فتوحات إسلاميه أم إحتلال عسكرى؟





-2-هل كانت تلك الفتوحات بأمر الدين أم بإرادة الخلفاء؟





-3-هل من توفاه الله شهيد هناك أم لا؟







*فتوحات أم إحتلال؟



------------------------------------





نستطيع ان نحدد البدايه لتلك الفتوحات(كما أسميها) بفتح مكه كنموذج للفتوحات التى تلت ذلك الفتح ، و تتالت النماذج عبر الجزيره ثم الشام و العراق و مصر و المغرب العربى و إيران و أسبانيا و البرتغال..الخ ، من زاوية القادم فهو فاتح و من زاوية أهل البلد فالقادم محتل و الفعل إحتلال..و قصدى هنا أن لدينا وجهتى نظر واحده للجيش القادم (و لنضع مثال تطبيقى لفتح مصر ) فعمرو بن العاص رضى الله عنه كان قادماً لفتح مصر و ضمها للدوله الجديده و هزيمة العداء فيها و هم الروم ، و أهل البلاد كانوا راغبين فى القضاء على تحكم الروم الملكانيين و الغاء إضطهادهم للمصريين الأقباط الشرقيين ، فعمرو و جيشه يرون أنفسهم فاتحين لمصر بينما الأقباط يرون القادمين هم الإسماعيليين إنتقاماً من الرومان الملكانيين و كلاهما محتل هنا أرى أن تعريف تلك العمليات العسكريه ليس أحدهما و ليس خارجهما..فالفتوحات من جانب البشر فتوحات أو إحتلال حسب المتلقى و حسب طبيعتها هى إحتلال صرف فأنت تدخل أرض جديده و تضمها لك أى انك تحتلها و من ناحية الجانب الدينى فقد كانت تلك العمليات تتم من اجل الدين(الذى سينتشر حتماً لكون الحكام مسلمين و لكون سلطتهم إسلاميه كغيرهم فالقاعده أن الناس تتبع دين السلطه أو تتأثر بها) و من أجل الدوله(لزيادة مواردها و لإضعاف قوة العدو) و من أجل البقاء(من يبقى مكانه سيأتى له عدوه خاصةً فى ظل العداء المطلق بين الدوله الجديده و بين الروم و الفرس)...الآن أجد نفسى أقدم إجابتى (فى إجتهادى الخاص) هل كان فتح أم إحتلال؟..أجيب أننى سأسميه فتح لأنه قاد البلاد للأفضل و لأنه كان بدافع الدين و نموذج الإحتلال و ليس الفتح هو المغول حيث توسعوا ثم سقطوا لأنهم لم يضيفوا الى البلاد و لأنهم كانوا بعيداً عن فكرة الحضاره و دافع الدين لا الملك فحسب و هذا لا يمنع أننى أعترف بأن التوصيف الحقيقى لأى من تلك العمليات العسكريه هو إحتلال بحسب طبيعته الماديه نفسها.





*بأمر الدين أم بأمر الخليفه؟



-----------------------------------





هذه النقطه قائمه على أساس أن تلك العمليات كانت قائمه على أساس رغبة الحاكم أى حاكم فى التوسع فى حين أن الله لم يأمر بالغزو فى القرآن لكن للرغبه الماديه البحته للخلفاء فى التوسع كانت تلك العمليات ، و هنا أجد النقطه تقول : التوسع العسكرى ملكى لرغبات دنيويه و لم تأتى كأمر دينى..و هذا رأيى :



أيها القراء الأعزاء ، دوله تنشأ من الصفر حولها الأعداء من كل جانب فهل التوسع ضرورى؟ أجيب (حسب إجتهادى) ضرورى ، دوله يأمرها الله بالبقاء (و الدوله هنا هى دولة المسلمين و هذه الصيغه تواجدت مع كل دين جديد فهى مع النبى موسى الذى رحل بقومه و مع طالوت الذى ذهب مع قومه لأرض جديده و مع داود الذى ضمهم معأ..الخ) و هذا البقاء و الدعوه مهدده بعوامل ماديه محيطه هل تقف و ترد الضربه أم تبدأ بالهجوم؟ أجيب تبدأ بالهجوم و إلا هُزمت فالقاعده العسكريه تقول بأن المدافع دوماً فى محل الضعف فليست له فرصه للخساره على عكس المهاجم إذن فقد كانت ضروريه و بالتالى كانت تلك الحروب من أمر الدين بالبقاء و نشر الدين فقطعاً لو زالت دولتى فأين الدين أصلاً بإعتباره مجسماً فى الدوله؟؟؟؟؟..لذا أقول أن تلك الفتوحات (فى رأيى الخاص) كانت لها سند دينى قوى ، لكن أقول أيضاً أن الأمر يختلف من خليفه لآخر فهناك من يجاهد فى سبيل الله و دينه و هناك من يبغى الملك (تجسدوا فى الدوله الأمويه لفساد أغلب خلفائها و إهدارهم لدماء آل البيت علناً بلا حق و عشرات الآلاف من المسلمين كذلك بلا حق فلا يتسق هذا مع صالح أبداً) و بالتالى فالمقاتل يقاتل فى سبيل ما ذكرت أما الخليفه فحسب ما بينه و بين نفسه فهناك راشد كالفاروق لا يريد ملكاً و هناك فاسق كاليزيد بن معاويه بن أبى سفيان يريد حياه بلا ضمير.





*شهداء أم قتلى ؟



---------------------------





لعل النقطه السابقه أجابت عن هذا الأمر فهم كما أرى شهداء و أقول عيب علينا أن نطرح هذا السؤال أصلاً فلولاهم لكانت أرض مصر الآن جزء من غرب أو شرق و لا أتجاوز إن قلت أنه لولا تلك الفتوحات لما بقى الدين أصلاً.





*** الخلاصه :



-------------------------------





-1- كانت المعارك العسكريه فتوحات و لكن من ناحيتها الماديه فتوصيفها إحتلال.



-2- كانت للفتوحات مرجعيه و سند دينى قائم بأمر الواقع و كان لأغلب الخلفاء اهداف دنيويه و توسعيه من ورائها.



-3-كان من توفاه الله فى الفتوحات شهيداً.



و شكراً

الاثنين، 2 مارس 2009

رأى فرج فوده فى ربوية فوائد البنوك من عدمها.


فى العام 1985 كان الدكتور فرج فوده يؤلف كتاب عن مأساة البيوت المتخصصه فى توظيف الأموال و كانت وقتها إستولت بإسم الدين و بفعل الطمع على اموال المصريين سواء القادمين من الخارج أو المقيمين فى مصر..كانت المشكله لديه إنعدام فى التخطيط و إنعدام فى توجيه الأموال للإستثمار و قدم فى الكتاب ما يكفى ، إلا ان الرقابه و بضغط من أباطرة السعد و الريان منعوا هذا الكتاب فإكتفى بطباعة الفصل الأول ، كان الفص كافياً لفضح كل شئ.
الكتاب وضح كارثه هائله هى تجريف مصر من المال و كنزه فى بنوك الغرب و أخذ فوائد المال بالخارج و تحويله لعمله مصريه و إعطاء الفوائد منه ، و بالطبع هذه هى الفوائد الربويه التى يكذبون علينا بها و يقولون بربويهتا و هم من يأخذ المال منها حارمين مصر من تلك المليارات و من إستثمارها بها ، و جاء الى نقطه هامه و هى هل الفوائد ربويه ام لا؟
الجواب هنا كالآتى
لو أردنا ان ننظم الموضوع فلننظمه كالآتى عاى هيئة أسئله و نجيب عليها:
-1- ما معنى (و ليس تعريف) الربا من ناحية المستفيد و المفيد؟
-2- ما وضع المال بالبنوك؟
ما الفارق بين البنوك الإسلاميه و غيرها؟

الجواب كالآتى سب كتاب الملعوب للراحل فرج فوده:

-1- الربا بالنسبه للمستفيد أنه يتلقى مالً هو حقه و أكثر ، أى مال يزيد عن حقه و كان بقدر واحد أو أضعاف مضاعفه فلا مشكله كله هنا من باب الربا فى تسديد القرض أو غيره..الآن هذا لا ينطبق على البنوك..السبب هو مثال أعطيه للقارئ على أساس التعريف المبسط السابق ؛ لو إفترضنا أن الفوائد تعطيك 10% سنوياً و ان معدل التضخم ( إنخفاض قيمة العمله ) يكون 15% أو ما شابه ( و لم يكن فى تاريخ البنوك منذ 1975 التضخم أقل من الفوائد ) ففى هذه الحاله يكون حقك الكامل هو أن تأخذ فوائد 15% فى حين أن فوائدك 10% فبالتالى البنك لم يعطك حقك بل أخذ منه الثلث الذى طار فى التضخم لأن قيمة المال و ليكن 10000 جنيه فى هذا العام مع العام القادم تكون 11500 جنيه بزيادة ال15% المتضخمه و بالتالى من الناحيه العلميه و بمقياس التضخم و القيمه الحقيقيه للمال البنك لا يعطيك أكثر من حقك.
و فى مجال آخر سأل عن قيمة قيراط الأرض و لتكن 1000 فى عام 1990 (و هذا المثال تطبيق لمثال آخر قدمه و غيرت التواريخ و الأسعار لتكون أقرب للقارئ ) و فى العام 2009 كانت الأسعار للقيراط 20000 فبالتالى من وضع المال بالبنك بقيمة 10000 جنيه أى 10 قراريط أرض عليه أن يجمع الفوائد و المبلغ الأصلى معاً لتكون فى النهايه قيمة ال10 قراريط ليكون هذا حقه و الزائد ربا ، مع الجمع بفوائد 8% و إدخارها و حساب فوائد الفوائد يكون الكل فى عام 2009 = 80000 جنيه و حقه الكامل 200000 جنيه أن أن الناقص بحساب المال بقدره الحقيقى 120000 علينا نحن؟؟؟؟؟؟
مثال آخر بقيمة الذهب يعطى نفس المعنى بل أفدح و يكون الفارق مرعب ( و هذا هو المثال المعتمد لأن المال يقدر بقيمة الذهب ).
الآن جاوبنا السؤال الأول و حددنا معنى الربا للمستفيد و الدافع.
و أجبنا عن وضعية المال بالبنوك.
الآن البنوك الإسلاميه:

لنقارن بين البنوك فى الحالتين:

-1- البنك الإسلامى يعطى قيمه سنويه غير محددة النسبه المئويه و تحدد عبر خبرائه و بمتابعة الجمعيه العموميه أو عبر إتحاد للمودعين ، البنوك الأخرى تعطى الفوائد بنسبه غير ثابته فهى مع العام و الآخر تغيرها حسب المنافسه مع البنوك الأخرى و حسب تقدير الخبراء و سعر الذهب و التضخم و يتابعها البنك المركزى و إتحاد للمودعين أو الجمعيه العموميه له.

-2- البنك الإسلامى يتعامل فى مشروعات متعدده فى كل المجالات التى يختارها فى التمويل العقارى و الإقراض و يدخل كشريك فى المشروعات المختلفه كمساهم للربح و الخساره، البنك العادى يقرض بعقد فيه يتراضى الطرفان برضاهما و يدخل كشريك يربح و يخسر (عكس ما يشيعه البعض فهو كشريك محدد بالقانون الذى يجبره على ذلك و العقد كذلك ) و بالنسبه للإقراض فكلا الطرفين يتفقان على ما يريدان المبلغ و الفائده عليه (لتعويض التضخم للبنك و غلا أقرض 10000 و إستعادها بقيمة 9000 لو لم يضف فائده ).

-3- البنك الإسلامى يتعامل بالإيداع مع بنوك الغرب و كذلك البنوك الخرى و بيوت توظيف الأموال السعد و الريان و غيرها كانت على نفس المنوال الريان و السعد أودعا 95% من مال المودعين فى الغرب و ضاربوا به فى البورصه و عبر الذهب و إدخروا منه فى البنوك الغربيه كمال سائل ( مع أزمة السعد أعلن عن تحويل 200 مليون مارك له من بون لتسديد مال المودعين مما حل أزمته جزئياً و أترك لكم التعليق؟؟) و باللعب بالدين منعوا المصريين من إدخاره بالبنوك و إدخروه هم فى البنوك؟؟؟؟؟؟

الخلاصه أن الفائده لا تغطى التضخم فلا تشكل حتى حقنا الكامل مما ينفى مقولة ربوية البنوك.
شكراً