السبت، 20 يونيو 2009

حتى لا يكون كلاماً فى الهواء .


فى هذا المقال أود أن أوضح العديد من نقاط المواجهه التى تشتعل بين العلمانيين الذى أعتبر نفسى من معتدليهم الذى اتحدث باسمهم الآن مؤكداً أن حديثى هنا قد لا يشما كل العلمانيين لكل حتماً يشمل الكثير منهم فى بيئه عربيه و اسلاميه و مسيحيه هذا من جانب و بين أنصار الاتجاه السياسى الدينى من جانب آخر ،و هنا لا بد أن أؤكد لنقاط لازمه لنا حتى نبدأ و نحن نعرف أساس البدايه و قاعدة الحديث و من نحن و الى ماذا ننتمى؟..
أولاً: نحن أبناء مدرسه علمانيه عربيه ، من نماذجها نموذج مدرسة الوفد العلمانيه فى تجربتها الفريده 1923/1952 و بالتالى لسنا من أتباع مدارس علمانيه أخرى غير عربيه كالمدرسه العلمانيه الاتاتوركيه الممثله فى حزب الشعب و النظام هناك أو مدارس عربيه متطرفه كموذج تونس العلمانيه.
ثانياً: قاعدة حديثنا ليست قاعدة الدين فنحن لا نتكلم فى شأن الدين بل الدوله و لسنا فى تفاصيل الآخره بل فى شئون الدنيا و ليست أحاديث الدين موضوعنا بل أحاديث الدنيا الفانيه بعيداً عما لا نختص فيه من عالم الآخره الباقِ.
ثالثاً:نحن ننتمى الى بلداننا فلسنا وافدين بل مواطنين تمتد أصولنا الى أصول كل الأطياف الدينيه و العرقيه و الفكريه فليس الإسلامى من أرض و نحن من أخرى بل لنا نفس الأرض و نفس الجذور.
رابعاً و أخيراً: كل نقطه أناقشها الآن أجتازها بالقليل الموجز و أعقبها برابط لمقال مفصل عنها أو أكثر حتى لا تفيض بنا الاحاديث الى ما يتجاوز حجمها و الى ما لا يجوز فى حديثنا هذا الاكثار فيه.

النقطه الاولى : الحجاب:
للوهله الأولى يتراءى بصوره جليه أن الحجاب و العلمانيين عدوان،فنماذج علمانيه رئيسيه كتركيا و تونس تمنع الحجاب و تسير على منوالهما العديد من الأحزاب فى مناطقنا العربيه من رفض للحجاب و هجوم عليه، و يفوق الأمر فنجد من يطالب بمنع المحجبات من أعمال أمنيه و منع ظهورهن على الشاشات الرسميه و يبدو العداء مستحكم و لكن بكل حسره أقول..العداء عربى/اسلامى للحجاب بمعنى أن علمانيين العرب و المسلمين فقط معادين له لنفسه أى أنهم ضد الحجاب للحجاب..و دراسة نماذج علمانيه كانجلترا التى لا تمنعه أو تفرض محاذير عليه و نموذج علمانى كفرنسا التى منعت غطاء بشكل معين و لم تمنع تغطية الشعر أى غطيه بقبعه أنيقه لكن حجاب بالشكل الفلانى ..لا، أما عباقرة أحزابنا العلمانيه فرفضوا فقط تغطية الشعر ووجدنا من فنانينا من يقول بفخر أن المحجبه معاقه و من سياسيينا من يقول أن الحجاب عنصريه!!!..فما قول العلمانيه فى انجلترا مثلاً؟
فى مجلس العموم فى عام 2003 أثيرت المسأله فكان رأى المجلس ذو الأعضاء المسيحيين أنه(الحجاب) ملبس و الحريه للملبس من قواعد العلمانيه و بالتالى لا يجوز إطلاقاً منعه ،وربما تكون محاذير على المنتقبات لكن بلا تمييز سلبى!!
أى أن قلعه علمانيه غربيه مسيحيه أخذت الأمر ببساطه فى معدلتنا هذه:
حجاب=ملبس=حرية ملبس=لا مشكله..أما أساتذتنا فى الشرق تفرغ أغلبها للسخريه الجارحه من المجبات و أفرغوا وقتهم فيه بصوره تبدو مضحكه فواقع الامر أنه ملبس و أنت حر فى رأيك لكن لا تمنعه أو تجبر الآخرين عليه.

إذن خلاصة(رأيى) فى هذا الجانب أن الحجاب ملبس و العلمانيه محكومه بمبدأ حرية الملبس و بالتالى لا مشكله بل لا تناقض بين العلمانيه و الحجاب فكل انسان حر فى ملبسه..اليس غريباً أن لا نصل لهذه النتيجه مسبقاً؟؟؟
و للمزيد:
http://www.jaridtak.com/articles/display_article.php?id=1303

النقطه الثانيه: الحدود الاسلاميه:
فى نقطتنا هذه أجد الحرج الشديد حيث لو تكلمت لعبرت عن رأيى و لو صمتت لكانت نقطه ندور حولها و ربما لا نتحدث الا عنها لذا اقتصر على النقاط التاليه:
(1)-الحدود تعاليم جنائيه وردت فى عصر الرسول و لا جدال فيها فى عصرها.
(2)-لإختلاف ظروف العصر بات الإلتزام بها مثير لمشكلات داخليه و خارجيه.
(3)-مقاصد الشريعه هى الممكن الالتزام بها بديلاً عن النص المستحل اقامته.
(4)-الحدود نلتزم بأهدافها بتشريعات لا صداميه مع العالم الخرجى و الداخلى.
(5)-الإحترام للحدود مع الاعتراض على تطبيقها الفورى عند البعض.
(6)-الاحترام للحدود مع الاعتراض على تطبيقها نصاً عند البعض الآخر.
(7)-الإتجاه لتشريعات توافقيه مع الداخل و الخارج حتى نأمن مخاطر الفتنه.
للمزيد:
http://www.jaridtak.com/articles/display_article.php?id=952


النقطه الثالثه: العلمانيه و التدين :
يؤلمنى و أنا بهذا الصدد أن تكون من أجزاء هذا المقال كتابات عن أمر شخصى..فالتدين عند الكثيرين و بلا سبب منطقى مفقود لدى العلمانيين شديد الظهور عند أنصار الإسلام السياسى و كأنما فتشوا فى القلوب و اطلعوا على غيب من الله و علموا ما بين الإنسان و ربه،و هنا لا مجال إلا للحديث عن مبدأ هام نعلمه و لا نعمل به أدركنا و لم ندركه..أن الإيمان شئ خاص بين الإنستن و الله،لا يشترط أن أكون من الإخوان أو من الجهاد أو غيرهم من جماعات الاسلام السياسى حتى أكون متديناً،بل على العكس فى أشد الأوساط التزاماً شكلياً نجد مهازل داخليه و فى أوساط نوصمها بالخطيئه نجد ما نعتبره من أخلاق المؤمنين.
و لنأخذ نموذج صارخ هنا ألا و هو مصطفى النحاس..
كان مصطفى النحاس علمانياً و نمذجاً للعلمانيه الشرقيه العربيه و أحد كبار زعماء حزب الوفد الليبرالى العلمانى و كذلك كان له أخلاق المتصوفه و دراسته الدينيه المعروفه و تدينه الذى كان بلا غرض أو هدف و أعود هنا لواقعتين اغتيال فشلتا واحده على يد محمد أنور السادات و الثانيه على يد مصر الفتاه كانتا مرسومتين قتله بعد أدائه لصلاةِ ما حيث كان يواظب على أداء الصلاه بالمسجد كلما أمكن له هذا !!!!!
و لعلنا هنا نذكر أمثله عديده لكننا نقصر هذه النقطه على ما ذكرت،و لا أضيف رابط لمزيد من التوضيح حيث لا مجال للمزيد من إثبات ما فى الضمائر و حيث أن الخلط بين التدين الشخصى و المذهب الفكرى أمر مؤلم و مخجل..و منقرض.

النقطه الرابعه: العلمانيه و تنظيم الدوله:
لعل أكثر ما يرتطم بين أنصار العمل السياسى امن العلمانيين و أصحاب الاسلام السياسى هو تنظيم الدوله،فأصحاب العمل الإسلامى السياسى فى كل تجاربهم على مستوى العالم أعلنوا فشل العلمانيين و نصبوا أنفسهم كبديل..و المضحك و المؤلم معاً أنهم نظروا لتجارب استبداديه لم تعلن يوماً برنامجاً أو تصل للسلطه بالرؤيه الشعبيه أى بالشرعيه فى حين أنهم بالكامل وصلوا للحكم باراده شعبيه أو كادواو نماذج الجزائر..السودان..أفغانستان..السعوديه(لم تصل العئله باراده شعبيه)..ايران..باكستان..كلها حكمها اسلاميون بتأييد شعبى و فشلوا و أفشلوا بلادهم بل و فى الكثير صنعوا حروب أهليه ببركة ذكائهم الخارق!!!
و العلمانيين لم يصل أحد منهم للحكم باراده شعبيه إلا نادراً جداً كالوفد (1923/1952) و هذا يكاد يكون شبه نادر فى أرضنا العربيه و الاسلاميه و على هذا أتساءل عن كيفية الحديث عن فشل رؤيه للعلمانيه مع عدم وجود اى نظام علمانى حقيقى وصل باراده شعبيه؟؟؟؟؟؟؟
و هنا لا بد من توضيح نموذج الدوله العلمانيه و تأسيسها :
(1)-دولة مؤسسات أى دوله تتكون من جهات منتخبه أو معينه من جهه متخبه و تتكون من مؤسسه تشريعيه مدنيه منتخبه ، مؤسسه تنفيذيه مدنيه ناتجه عن المؤسسه التشريعيه ، مؤسسه قضائيه مدنيه مستقله ، مؤسسه اعلاميه مدنيه مستقله ، و ربما تقل أو تزيد و لكن بصوره عامه هذا هو شكل الدوله العلمانيه من ناحية التكوين.
(2)-مدنية المؤسسات تعنى ادارتها و تصريف اعمالها و ممارسة مهامها بارادتها بدون تدخل من أى جهه دينيه أو غير ذلك ، فلا تكون وصايه أو يكون تدخل من الجهات الدينيه و المؤسسات الدينيه العامه.
(3)-المواطنه و لهذا عنصر أتلوه بالكالمل فيما يلى .
(4)-مبادئ عامه تحكم الدوله هى العداله و الحريه و المساواه بلا تمييز .
(5)-المرجعيه الوحيده للتشريع هى الدستور المكتوب (فرنسا) أو غير المكتوب (انجلترا) الحائز على اجماع و رضا شعبى باستفتاء أو مطالبه شعبيه عامه.
و هنا لم أجد داعياً لتفصيل مكرر لما ذكرت لذا لا روابط اضافيه هنا .

النقطه الخامسه : العلمانيه و المواطنه:
ما معنى المواطنه؟و لماذا هى مشكله بين الاسلام السياسى و العلمانيين؟

المواطنه تعنى بصوره مبسطه:
المساواه بين المواطنين فى الدوله فى الحقوق كافةً و الواجبات كافةً و الفرص كافةً و كل ما يكون لمواطن لمواطن آخر... فلماذا هناك مشكله؟؟؟
المشكله ليست عندنا بل عندهم فهم غريبى الأطوار تارةً يقولون أن الإسلام (و هذا حق) مع المواطنه و عند المطالبه بحق المسيحى فى الترشيح لرئاسة الدوله يقولون لالا..فقط على مجرد الترشيح.
المشكله ليست عندنا بل عندهم فهم غريبى الأطوار يعلنون أن لا قمع على حرية الدين التابعه للمواطنه و مع البهائيين يقولون لالا..فقط على حق الحياه لهم بأمن فى مصر و منهم من يطالب بقتلهم أو نفيهم أو حصارهم لدرجة منعهم من الخروج للحدائق للإحتفال؟
المشكله ليست عندنا بل عندهم فهم غريبى الأطوار فالمرأه عندهم لها كل الحقوق بأمر الإسلام(و هذا حق) و عند العمل السياسى يقولون لالا الرجل قوام على المرأه و منهم من يوافق و هو غير مؤمن حقاً فيرشح مائه من الجال وواحده من النساء؟؟؟؟..كذلك يقولون بحقها فى كل شئ من المناصب ثم يقولون لالا ليس لها حق الترشح لرئاسة الدوله..فقط مجرد حق الترشح.
المشكله ليست عندنا بل عندهم فهم غريبى الأطوار يقولون بأنهم يريدون احياء الخلافه و يصمتون فهل يريدونها بالانتخاب؟ ان رفضوا كانوا متخلفين عن عصرنا و ان وافقوا فما المشكله تجاهنا منهم؟؟يقولون نريد الخلافه فهل هى استبداديه ام تحوز برلمان كبرلماننا العصري ، ان واقفوا عليه فما مشكلتهم ضدنا و ان رفضوا فهم يحيون عصر آخر غير عصرنا فكيف يحكموننا؟؟يقولون نريدها خلافه فهل هى كالأمويه بالوراثه أم عباسيه بالقتل و السمل و الوراثه ام بالانتخاب،و هنا نعود لنقطتنا الأولى فما مشكلتهم معنا؟يقولون نريدها خلافه فما هى الخلافه..مصر أم أكثر فإن قالوا مصر قلنا ما سبق و ان قالوا أكثر فكيف..هل نحتل دول أخرى؟
و هنا لا أرى الحاجه لروابط لأن الأمر لا يحتاج لتفصيل .

أتعشم الآن أن أكون قد أزلت بقعه من سواد تضاف ظلماً على العلمانيين أو دوائر الفكر العلمانى أو ماذا يريد العلمانيون من البلاد..
كتبت هذا حتى لا يكون حديثنا مرفوض بلا تفكير...
كتبت هذا حتى لا يكون كلامنا باسم الشيطان و كلامهم باسم الإسلام...
كتبت هذا حتى لا يكون كلاماً فى الهواء...

الخميس، 18 يونيو 2009

مع الحق الوطنى البهائى و لو كره الأزهر


حينما إنتهيت من هذا المقال وقرأته إكتشفت أنه أعنف ما كتبت وأكثرها حده، حاولت أن أراجعه وأجد من بين ثناياه وخطوطه ما أحذفه لأقلل من حدته.. لكننى لم استطع فكل كلمه وكل معنى فيه حق ومبدأ ومفهوم خُضنا الكثير من أجله وسعينا بالنفس وبذل غيرنا الدماء للوصول اليه.
الكثير سقطوا من أجل هذه المبادئ و ليس المقام يسمح بالإقلال أو الإنقاص من اجل شخصٍ او هيئه لا تحترم احد يخالفها الرأى أو تعطيه حق هو له ، حق المواطنه الذى ليس من الأزهر او دار الإفتاء أو مجمع البحوث..بل هو من الوطن الذى اكبر و أعظم من كل ما ذكرت..هذا الحق من الإسلام ، إسلامنا و قيمنا لا من عند أحد.من اجل هذا كتبت و لم أهذب او أحذف.. و لكى أكون واضحاً فأنا مشكلتى ليست فى فتاوى دينيه توضح حقيقة البهائيه من وجهة نظر الإسلام ، بل فى فتاوى سياسيه تنزع المواطنه عن مصرى بسبب دينه.. اليكم مقالى:أثناء إنهائى لكتاب( الإرهاب ) للمفكر الراحل فرج فوده لفت نظرى موضوع جانبى يتحدث فيه عن المشكله الخاصه بالمصريين البهائيين التى تُثار وقتها (1986) ، ما أدهشنى هو تجدد المشكله على عكس ما اتصور من كونها خامله فكنت أراها بدأت مع عهد جمال عبد الناصر و عادت مع حكم المحكمه العليا المضحك و المثير للشفقه (1975) فقط دونما عوده إلا فى أيامنا هذه ، كانت أول مره ألاحظ أن المشكله كانت وسيله لكل غايه ، فلو كانت الغايه إثبات العداء لإسرائيل يتم الصاق تهمة الصهيونيه للبهائيين لأن مقدساتهم فى اسرائيل ، و لو كانت الغايه المطالبه بالحدود الإسلاميه تكون البهائيه وسيله حيث نصفهم بالمخربين و المفسدين و نطالب بقتلهم بحجة انهم مرتدون ، و لو كانت الغايه المزايده على التيارات الإسلاميه يكونوا وسيلة المزايده و كأنما ليسوا أصلاً مواطنين مصريين فى دوله دستوريه مدنيه فى القرن ال21.ثم أسأل:لماذا نخلط بين الدينى و المدنى دوماً ؟ألا نفرق بين دين المرء و إنتماؤه للوطن الذى لا يؤثر فيه دينه حسب الدستور؟هل من الصدق أن نعمم وصف الرده على كل من يدين بالبهائيه مطلقاً؟ماذا لو كان العالم الغربي المسيحي ( مؤمن ) مثلنا و يفعل فعلنا مع البهائيين ؟الى أين يقودنا هذا الأمر و تلك التصرفات مستقبلاً ؟تلك النقاط الخمس السابقه هى أسئله أطرحها و أبحث عن إجابه لها عبر تلك السطور:*مصر دوماً ما تقع فى هذا الخلط العجيب و المريب بين الدينى و المدنى فمع فترات إستسلام الضمير و العقل لأدعياء الدين من عشاق السلطه و مع استيلاء كنائس صنعناها داخل الدين تحتكر النطق بإسمه و تجعل رجالها قساوسه ينطقون بالإسلام و ليس بآرائهم ، و مع سقوط فكرة البلد و افنتماء لا بد من هذا الخلط حيث يصير الدين هو معيار الحياه فمنه الولاء لأتباع نفس الدين و لا مانع من عداء لمن لم يؤمن به ، و منه تعاليم كل شئ العلم و يومياتنا و أفكارنا ، فالدين هنا شئ غامض لا نعرفه و نحتاج لأوصياء ليقولوا بكل إفتراء كلاماً و مه يقولون هذا رأى الدين و كانما حديثهم قرآن لا نعرف عنه شئ وواجب اتباعه..حينها لا فارق بين الحق و الدين فلو هناك حق لا يهم ، المهم رأى الدين هل يجوز أو لا يجوز و بالطبع رأى الدين هنا غائب و الحاضر هو حديث من صاروا بفضل إستسلامنا ناطقين بإسمه ، مصر الان هكذا و منذ زمن بعيد هى بهذا الشكل ، منذ ان سقطت تجربة القوميه بنكسة 1967 و خلايا الخلط النائمه استيقظت و نشرت سمها فى شرايين الوطن لتلوث دماءه و تجعل مكوناته تتناحر فى سبيل إرضائها و هم لا يشعرون.لم تكن تلك الخلايا المتطرفه جديده بل قديمه قدم عصور الضعف و لكن نمت و ترعرعت بفعل الهزيمه و غياب الفارق بين المبدأ و المشروع الوطنى ، لهذا صار إنتشار هؤلاء بيننا سريعاً و كذلك صنعهم للخلط المفزع بين الحقوق المدنيه و رأى الدين فى دين أصحاب هذه الحقوق و كانما لم نقرأ آية :(وَ لا يَجْرِمَنَّكُم شَنأنُ قَومٍ على ألاَ تَعدِلوا إعْدِلوا هِوَ أقرَبُ لِلتقْوى )أى شئ نريده اكثر؟..حتى لو تكرهوهم (و الأمر لا يستحق) فإعطوهم حقوقهم كاملةً غير منقوصه..و لكن خلط الوراق بشع و مريب..و بكل أسف ليس بجديد.*حسب الدستور(بتعديلات 2007) فإن المواطنه جزء من النظام العام و لا يجوز التفرقه بين مواطن و آخر حسب أى عامل و لو عامل الدين ، فهذا هو جوهر المواطنه..و بالتالى إذا كان من حقى أن أكتب مسلم أو مسيحى أويهودى بالبطاقه فمن حق المصرى البهائى كتابة بهائى أيضاً ، و فوجئت بعوار واضح فى كل الأحكام التى تتالت عبر السبعينات الى اليوم من محاكم إداريه و عليا ، فهذه الأحكام لا تتناسب اليوم مع تعديلات (2007) التى جعلت المواطنه جزء من النظام العام للدوله ، و كذلك إستنادهم للماده الثانيه التى تذكر أن مبادئ الشريعه المصدر الرئيسى للتشريع ، حتى هذا لا معنى له..فتلك المبادئ من زاويه لا تعارض الحقوق المستقره لكل مواطن فهى العداله و الحريه و المساواه و الرحمه..و هى لا تتعارض مع حق المصرى البهائى ، و من زاويه أخرى لا أجد معنى لحجة ان الشريعه الإسلاميه لا تعترف إلا بثلاث ديانات..فالفهم هنا خاطئ ، ليس المطلوب الإعتراف بالبهائيه كدين سماوى أو غير ذلك بل المطلوب إثبات حله بالبطاقه ، اى إثبات أمر متحقق و واقع و ليس إنشاء أمر جديد..بلغة القانون ليس المطلوب إنشاء مركز قانونو جديد بل إثبات مركز متحقق بالفعل ، و هنا لن يتم الإعتراف الذى يتحججون به..بل فقط اثبات الدين لا أكثر و لا أقل مما لا يعارض النظام العام الذى لا يقر إلا الثلاث أديان السماويهفما المشكله إذاً؟المشكله ان مفهوم و روح المواطنه لم تستقر بعد ف عقول و قلوب القضاء و المؤسسات المدنيه المصريه فهم غارقون فى بحر الخوف الغريزى من التضاد الدينى مما يتسبب فى كوارث و عوار قانونى كالمثال السابق.ثم حتى لو كان الأمر هكذا و هناك منع فى الماده 2..فلم لا ننظر لأربع مواد تؤيد الحق البهائى الوطنى و على رأسها الماده 1 و 46؟ألا يجوز لنا القول أن التضارب هذا لو حسمناه لن يكون لصالح الماده 2 ؟ نعم الغاء الماده 2 او تعديلها هو النتيجه لهذا الصراع الذى لا أراه حقيقياً بين تلك المواد الدستوريه؟ اليس من الواجب احالة الأمر للدستوريه العليا لحسم هذا النازع الذى يهدر حقوق المواطنين؟..اتمنى.* أضحكتنى مؤسسة الأزهر و الله..أنا أدرك أنها مؤسسه لا تمثل الوسطيه كما نتخيل بل هى مؤسسة النقل و الجمود و نفاق السائد ، و نظره واحده لتاريخ الأزهر المعادى لمحمد عبده و طه حسين و على عبد الرازق و كل من فكر ، فقط مجرد تفكير فى أى شئ يخالف السائد..أما ان تصدر فتوى و تصير مبرر الوضع المضحك هذا فهى النكته بحق ، إذ ان الفتوى كانت تقول بأن كل من ينضم للبهائيه من المسلمين مرتد و المسأله تبدو منطقيه فهى ديانه تعاكس الإسلام ، لكن الان و جدنا من يفسرها كالآتى : لو أبوك و جدك و جد جدك بهائيين فأنت مسلم مرتد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ببساطه تم تفسيرها على ان من يؤمن بها و لو من أسره بهائيه فهو مرتد..و بالطبع سار قطيع الكارهين لكل شئ وراء هذا بكل حماس و كعادته صمت الأزهر بعد تردد فهو يدرك مضمون فتواه التى تتناول المسلم الذى يرتد بايمانه بالبهائيه و لا تشمل صاحب الأصل البهائى(و هذا لا يحتاج شرح لمن له عقل و يستطيع التفكير) و حاول البعض الضحك علينا بالقول أنهم مرتدون لقوله بإيمانهم بالإسلام كذلك فهم مسلمون ثم إيمانهم بالبهائيه (الإيمان البهائى يشمل الإعتراف بالإسلام دين سابق للبهائيه) و بالتالى فهم مسلمون يؤمنون بالبهائيه..و الرد بسيط : المسلم هو من يؤمن بالاسلام كآخر الديانات و محمد صلى الله عليه و سلم آخر الرسل و هم لم و لن يؤمنوا بهذا قط حتى فى مفهومهم للإسلام ، و بالتالى فهم لم يكونوا أصلاً مسلمين ، و كما ذكرت تقاعس الأزهر عن التدخل و راح بعدها يتدخل لكن بالإتجاه المعاكس..ببساطه راح يؤكد معنى لم تتضمنه الفتوى و رؤيه لا يحملها الأزهر و راح يحرض على قتل المصريين البهائيين بكل بساطه لأنهم بهائيين..فقط لهذا السبب ، الأخطر أنه راح يروج لفكرة تحالفهم مع اليهود و صهيونيتهم اى يسب و يقذف كل مصرى بهائى بصوره تكفل لكل بهائى فى العالم حق رفع دعوى سب و قذف ضد الأزهرو سرعان ما باتت سبوبة الزهر تحريض علنى على قتل البهائيين نظراً لفراغ الساحه مع استيلاء المتأسلمين على الفكر الشعبى و مصادرة العقل و انبطاح المثقفين و موت الاحزاب أو مشاركته للأزهر فى احتفالية قتل البهائيين.*تخيلوا معى الاتى : اوروبا و أمريكا المسيحيتين يعجبان بالتدين الشديد لدينا ببركة الأزهر و فتواه ، و يقرران تقليدنا فيتجهوا لشعوبهم قائلين :أيتها الشعوب المسيحيه هناك دين يسمى الإسلام أفتى بابا الفاتيكان لكم أنه دين يحرف تعاليم مستقره بالكتاب المقدس (نفس الرأى من الإسلام للبهائيه) و يغيرون طبيعة المسيح الإلاهيه و يقولون ان المسيحيه ليست آخر الديانات (نفس القول من الإسلام للبهائيه) كما تجرأ هؤلاء المسلمون و ارتدوا عن المسيحيه فهم يقولون يايمانهم بها كايمانهم بالإسلام و بالتالى فهم مرتدون..و لكننا يجب أن نكون رحماء فلا نمنع عنهم الحق فى الحياه كما يطالب بعض رجال الدين المسيحى عندنا بقتلهم (أغلب الازهريين يطالبون بقتل البهائيين) أو كما يرى مثقفينا كذلك بقتلهم (جمال عبد الرحيم نموذج لطلب قتل البهائيين) أو رؤية البعض بسجن المسلمين (يوسف البدرى يرى الإكتفاء بسجنهم)..نحن سنتعامل مع المسلمين باغلاق مساجدهم و منعهم من شعائرهم فقط ( حكم الدستوريه 1975 بتأييد غلق المحافل البهائيه و الإستيلاء على أموالها) و هكذا لا نعارض حرية الدين فنحن لم نؤذى أحد بل فقط منعنا شعائر تؤذى النظام العام المسيحى؟؟؟لو حدث هذا سنعتبرها حرب مقدسه و نسب الذين يشعرون بالغيره من تفوقنا العظيم جداً عليهم مما أعجزهم فضيقوا علينا ديننا ، الله أكبر فلنقتلهم جميعاً هؤلاء الكفره...ما رأيكم؟..هل نطلب تعميم التجربه؟*مستقبلاً سيتم تعميم تلك النظريه على كل أصحاب الديانات الأخرى( نظرية التعامل مع البهائيين)..و على رأسها المسيحيه..و لنا فى ارهاب السبعينات و الثمانينات و التسعينات نموذجاً ، فهو كان موجه ضد الكنائس و متاجر المصريين المسيحيين بلا سبب إلا كفرهم و حلة أموالهم و ليس ضد البهائيين ، بالطبع سيقول قارئ..كلا كلا كلا الأمر مختلف فأرد: و الله لا يختلف أبداً فالمتطرف يقتات من تطرفه و يحيا به و ليس له من دونه مصدر حياه و لا يمكن أن يحكمنا فكر أو فرد أو مجموعه متطرفه دون ان تفرز الأسوأ و الأكثر تشدداً و طبيعة النظم التى تتالت بإسم الإسلام حكماً و إدارةً تشى بهذه الحقيقه سواء فى السعوديه او ايران او السودان.الخلاصه:تحول الزهر الى مؤسسه بخلاف النفاق تفتى بفتوى و تسمح بتحريفها إرضاءً للغوغاء السائده ، و باتت مصر دوله ليست مؤمنه بالمواطنه كمرجعيه لها ، و لا دوله يحكمها دستور بل باتت دوله لا شئ يسيرها إلا إرادة التيار الدينى و مزايدات المسئولين عليهم..مصر شهدت رده حضاريه مازالت مستمره و لن تتوقف أبداً مهما فعلنا إلا إذا كانت الدوله حارسة الدستور و معها المحكمه الدستوريه العليا و كل فئات المجتمع المدنى يد واحده فى مواجهة طوفان تديين مصر و تديين السياسه و تحويل مواطن مصر لخائن لمجرد انه بهائى ، و قتله لمجرد انه بهائى ، و سجنه لمجرد أنه بهائى..و نسينا أننا مسلمون.و تبقى أسئله:-1- لماذا هذه الحميه فى الدفاع عن البهائيين؟أجيب: لا أدافع عن العقيده البهائيه او معتنقيها ، بل أدافع عن حرية العقيده و عن الحقوق المدنيه للمواطنين المصريين البهائيين كغيرهم من المسلمين و المسيحيين فى مصر و عن حق الإنسان أى إنسان فى عقيده و مواطنه .-2- هل تعتبر الزهر مسئولاً؟أجيب: البدايه من الأزهر و النهايه فيه..الفتوى خرجت منه ، و كل علماء الدين الذين أذكر هم و اعنيهم منه ، و هو مؤسسة الدين الرسميه فى مصر ، و بالتالى فهو من يدير اللعبه و هذا المر لا يغادر أبداً محيطه ، ان لم يكن تخصصه و دوره الرئيسى الوسطى كما هو مفترض.-3- كيف لا تغار على دينك و البهائيه تطعن فيه؟أجيب: ليس دورى أن اهين إنسان بسبب ما يؤمن به كما ان هذه عقيده لأتباع يرونها سليمه ، و هى نفس نظرة المسيحى للمسلم و نفس رد المسلم عليه ، المشكله ليست فى عقيده و اخرى فكل العقائد تخالف و تطعن فى أساسيات الإسلام ، المشكله فى تقبل الآخر كإنسان له حق الإعتقاد و مواطن له حق المواطنه. -4- البهائيين حلفاء اليهود و الصهاينه..كيف تكتب دفاعاً عنهم؟أجيب: لا أدافع الا عن المواطن ، و لو كان جاسوس أو متحالف مع الصهاينه..أين أى جاسوس و أقول ولو واحد ثبت انه جاسوس؟..فمع احترامى الأغلبيه الساحقه من الجواسيس لإسرائيل مسلمين و لا يوجد جاسوس واحد بهائى ، و لو كان كذلك فلم لم يلق الأمن القبض على أحدهم؟ختاماً:نحن مصريون مدنيون فى دوله مدنيه لنا جميعاً حق المواطنه..لا تنازل عنه و لا رده عن مبادئنا..إن الأخطار لا تأتى أبداً بتخطيط من الخارج دون ظروف مهيئه من الداخل..لا صراع بين الدين و الوطن بل تكامل بين الماده و الروح..للوطن حقوق و للدين رأى كلاهما متكامل فقط عن أبصرت القلوب..*** المواطنه هى الحل ***الى اللقاء.

الاثنين، 15 يونيو 2009

قبل السقوط


إن أصعب ما يواجهه الإنسان هى مبادئه، و من أجل هذه المبادئ مات من مات و بقى من بقى،و الان أكتب قبل انهيار مبادئناو أسطر حديثى هذا
..حديث نذير ما قبل السقوط.
لا خلاف على أن الديموقراطيه تقوم على أساس حكم الشعب لنفسه عبر مؤسساته و أبنائه المنتخبين، و لا خلاف إلا مع الإرهاب على أن الدوله المدنيه هى دولة التعاليم الساميه: العداله / الحريه / المساواه و هى مقاصد الشريعه الاسلاميه و اينما وجدناها فتلك دولة الالتزام بمنهج العداله الاسلاميه .
الآن أطرح تساؤل كثيراً ما دار بخاطرى و كبتته حتى لا يكون هذا نذير تراجع عن المبادئ الرئيسيه لى ، أنا لست من هواة غسيل الدماغ الذاتى و لست من استئصاليى الاراء المخالفه لكن كثيراً ما فكرت و تاملت الوضع الحالى فى بلادنا العربيه و بالذات فى مصر و تراءت لى خطورة تكرار تجارب معينه أثارت الجدل و خربت البلاد من حولنا و بكل أسف هى نموذج يُحتذى به عند البعض و عند البعض الآخر كانت نماذج رائعه و فور سقوطها سبوها بكل بساطه و كلاحة وجه..النظم التى اعلنت نفسها اسلاميه و صناعها ممن يسمون انفسهم إسلاميين مستقبل مصر مع نماذجهم داخلها هذا ما أكتب عنه.
الإتجاه شرقاً ):آيات و بينات)
إيران..و ما أدراك ما ايران تلك البلاد ذات سحر ماضى عريق و حضارات ناشئه منها غازيةً للعالم،هذه الأرض كان لها موعد مع آخر ملوكها..إيران 1979 تغلى بالثوره ضد الشاه و نظامه و سافاكه الرهيب،لم يكن الشعب الإيرانى يحدد نظام معين و هو يثور فالثوار كانوا الشيوعيون و الإسلاميون السنه و الشيعه أصحاب اليمين و اليسار، و الى أين يا شاه؟
هرب الشاه و سقط النظام و رفعت ايران رايات الثوره..وسط هذا بدات ملامح جديده تظهر..اتى آية الله الخومينى من منفاه الفرنسى و بصوره مدهشه تحولت الجماهير (بالدافع الدينى) للخومينى وسط جمود اليسار المهيمن بفصائله على الوضع حتى مجيئه ، اندفعت جماهير عريضه له باعتباره من المعارضين البارزين و باعتباره ببساطه عالم دين ، تتطور الأمر فى ايران بشكل غريب و تذكر وثائق أمريكيه ان الثوره و ان كانت مفاجأه لها إلا أنها و عبر وسائلها كغيرها رصدت نفوذ سياسى لليسار مما أثار تخوفها التام،و لكن لم تكن تتصور ما حدث بعدها..
جاء الخومينى ليصير ببساطه الحاكم بأمره فى بلاد الحضاره، لم يكن المر بإستفتاءأو إنتخاب حقيقى بل ببساطه بناء على تدافع جماهيرى أدى فيما بعد الى اوضاع غريبه أختصرها فى الآتى:
-1-إعدام المعارضين بلا تفرقه سنه او شيعه أو من رجال الحوزه..بكل بساطه من يخالف الآيه العظمى خائن(أذكر أن ضابط متقاعد فى سلاح الطيران المصرى كان يحدثنى عن ان قياداتهم فى الثمانينات كانت تتعجب من سقوط الطائرات كالذباب من صفوف الإيرانيين امام العراقيين حتى أخبره قائد سلاح الجو شخصياً أن الخمينى بكل أسف أعدم مئات الطيارين على أقل تقدير بسبب رأيه أنهم مؤيدون للشاه و لما وقعت الحرب لم تجد إيران إلا اعداد قليله جداً من الطيارين الأكفاء و كانت النتيجه سقوط مزرى لأقوى سلاح طيران فى المنطقه بعد إسرائيل).
-2-وضع دستور مضحك يجعل الغير منتخب(عالم دين يسمى المرشد الاعلى) صاحب السلطه الأكبر فى الواقع على الأرض و لجنه أخرى تحدد من يدخل الانتخابات و فيما بعد ميليشيات غير خاضعه للدوله و تابعه للمرشد العلى تسمى الحرس الثورى(كانت أولى التعليقات عام 2008 بعد تصادم بين البحريه الأريكيه و قوارب تابعه للحرس الثورى أن قال احد قادة الجيش الإيرانى أنها قوارب لا تتبعهم بل تتبع الحرث الثورى؟؟؟؟).
-3-حرب إندفعوا اليها بصوره جنونيه مع العراق بلا تفكير ، فقط إستفوزاز غبى من حاكم طاغيه لهم أدى لحرب داميه غيرت مفاهيم القوه فى المنطقه و أسقطت كلا الدولتين من حسابات القوه..بكل بساطه ضرب حجرين ببعضهما لتنجو زلطه(على حد تعبير عراقى شهير).
-4-التعاون الإيرانى الإسرائيلى..و هنا لا أطلب فقط إلا تخيل نتائج سقوط طائره اسرائيليه فوق العراق و اكتشاف اسلحه موجهه لإيران التى وافقت عبر المرشد على اخذ اسلحه من الإخوه بتل ابيب مقابل أموال لإحدى جماعات دول أمريكا الوسطى المتمرده على نظامها الشيوعى بمباركه أمريكيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-5-الأسوأ أن كل هذا بإسم الإسلام و هو قصدى.

*ما رأيناه واضح:ثوره شعبيه قفزت عليها جهات دينيه لتحكم بإسم الإسلام و تفعل بهدوء ما فعله الشاه..و لكن بغطاء اسلامى..فقط غطاء اسلامى.و هذا كان باختيار شعبى و ليس بالتزوير و الإجبار...
الإتجاه غرباً:(عمائم و جنرالات)
لم تقدم أمه فى العالم قدر ما قدمت الأمه الجزائريه لأرضها ووطنها مليون شهيد و آخرين لا نعلمهم ، بعدها و بعد قرن و نصف القرن إلا قليل ً تحررت الأرض..كانت الحريه فى 1962(بمساعده مصريه) ثم إنتفاضه للمطالبه بتحسين الأوضاع السياسيه و الإقتصاديه كانت فى عام 1982 و بين التاريخين كانت أحوال الجزائر تتراوح بين ملامح ديموقراطيه و أخرى للإستبداد وسط أحوال إقتصاديه سيئه(ككل دول العالم الخارج من دوائر الاستعمار لدوائر الاستبداد )..كانت إنتفاضة 1982 فاتحة خير للجزائر أدت فى العام 1990 الى انتخابات محليه بلديه إكتسحتها جهه إسلاميه تسمى جبهة الإنقاذ بزعامات عديده أبرزها (على بلحاج)..كانت المفاجأه كبيره ان تحوز جهه كهذه أغلبيه كبيره تمهد لحكم للبلاد فى الانتخابات القادمه..و تحت شعارات الدين كانت التقدم للجبهه الإسلاميه للإنقاذ فى 1991 بالإنتخابات البرلمانيه و هنا وسط تردد قوى الدوله المدنيه و غضب و تربص الجيش خرج السيد على بلحاج ليعلن أن الانتخابات الحاليه بالجزائر آخر إنتخابات و أنهم بالجبهه سيلغوا النظام الديموقراطى الكافر و يصنعون دوله اسلاميه؟؟؟؟؟؟؟
كانت النتيجه تدخل فورى للجيش و انقلاب عسكرى أطاح بالجبهه و أطاح بغطاء وجهه الزائف،ففى أعقاب هذا قامت الجبهه و غيرها بأعنف حرب إرهاب عرفها تاريخ الجزائر من قتل و تطهير لكل ما يرونه غير اسلامى،لم تتوقف جرائمهم على اغتيال المفكرين و الصحفيين و الجيش و الشرطه بل امتدت للمدنيين العاديين..و لم يكن هذا من جانبهم فحسب بل إمتد الأمر للجيش الذى واجه الأمر بعنف مبالغ فيه و دماء سالت أنهاراً..و حتى اليوم و بفضل الجبهه و على بلحاج لم تعرف الجزائر الديموقراطيه الحقيقه..و حقاً أسأل هل كان الجيش سيفعلها لو أعلن بلحاج أنه ملتزم بالشرعيه و الديموقراطيه التى أتت بهم و بدوله جزائريه حره و جيش مستقل؟..أشك.
*ما رأيناه بوضوح : ثوره شعبيه ركبتها قوى متطرفه رفعت شعارات اسلاميه تكفر فيها كل من خالفها،إنتخبتهم قوى شعبيه طالبت بالديموقراطيه فإذا بها تجد من إنتخبتهم يعلنون الغاء الديموقراطيه؟؟؟أى يفعلون ما يشاءون بغطاء إسلامى و يحكمون بما يعتقدون..و الإسم حكم بالشريعه.و هذا كان باختيار شعبى و ليس بالتزوير و الإجبار...
الاتجاه جنوباً:
السودان و ما أدراك ما السودان..لو أن أحد إستثمر عقل و مال الأمه فيها ما جاع أحد فى أرض العرب قط،هذا البلد المنكوب بحكامه و مذاهبهم كان له موعد مع الإنقلاب العسكرى عام 1970..قاد جعفر النميرى انقلاب عسكرى على الحاكم معلناً نفسه حاكماً ذو ميول شيوعيه(1)بعدها أسقط دستور إسلامى وضعه الإخوان المسلمون و بطش بهم(2)بعدها سار على نهج المصالحه مع الإستقلاليين بالجنوب و صنع هدنه أو إتفاقيه إن جاز التعبير فى العام 1971(3)بأديس أبابا..و مرت السنوات من 1971 الى 1982 مليئه بالمشكلات فهو كغيره لا يحب الديموقراطيه و يهيم بحكم الفرد،و الجنوب المسيحى /الوثنى صامت بلا حراك بعد الإتفاقيه الشهيره..و مع تصاعد المعارضه و تضاءل الوضع الشعبى المؤيد له فوجئ الجميع به يصل لحل لكل المشكلات،فى العام 1982أعلن أن السودان دوله اسلاميه ،ما معنى هذا؟؟..لا يهم المهم أنها إسلاميه(4)!!!
المطلوب لفهم ما أقصد العوده للنقاط 1/2/3 و مقارنتها ب4؟؟؟؟؟؟و الآتى ما كان:
أقام إنقلاب دستورى جعله امام مدى الحياه وسط تأييد شعبى حقيقى/أقام محاكم إستثنائيه عسكريه للحكم فى قضايا الحدود وسط تأييد شعبى حقيقى / الغى أى سلطه لمحاسبة الرئيس لأن الحاكم فى الاسلام لا يحاسب(شوفوا ازاى؟) وسط تأييد شعبى حقيقى/ أعلن كفر المعرضين و أعدم العديدين وسط تأييد شعبى مندهش شعبى باعتبار من يُعدم كافر/إبتكر ما لم يبتكره أحد فى صميم الحدود بإنشائه جرائم تحطم حكم الله فى القرآن مثال: تهمة الشروع فى الزنا التى يُجلد فيها المرء100جلده بلا شهود على ارتكابه شئ؟؟؟؟؟ و بدا التأييد يقل/أعلن الجنوب الغاء المعاهد(ههههههههههه)بسبب الحدود و بالطبع أعلن النميرى أنها مؤامره صليبيه متجاهلاً الحقيقه التى وجدها أمامه/نشر دعوة صناعة نظم سلاميه بدول الجوار وسط تهليل الأزهر(هههههههه) و شيوخ الجهاد و الإخوان و الجماعات بمصر(هههههه) تضاعفت الخسائر الإقتصاديه عبر 1982الى 1983و 1983الى1984و بات التأييد ضئيل/فى العام 1985 كانت جماهير السودان تنفجر فى الشوارع مسقطةً نظامك البطش و العنف الكاذب باسم الدين و سقط النميرى .
*ما رأيناه:
حاكم فاشل لم يستطع خداع أحد بديكتاتوريته،فكان الحل الحصول على تأييد جماهيرى رخيص الثمن عبر اسم الشريعه الإسلاميه(راجع (2) )،و كان التأييد همجياً بحق بعيداً عن فهم الدين و حدوده سط احتفال بما يرونه شريعه و بعدها كات النتيجه الطبيعيه سقوط النظام و فشله،ما رأيناه واضح :جهه لا شرعيه لها تحججت بالحدود لتحكم بإسم الإسلام و تفعل بهدوء ما فعله غيرها ..و لكن بغطاء اسلامى..فقط غطاء اسلامى.و هذا كان باختيار شعبى و ليس بالتزوير و الإجبار...

و ماذا أريد:

أريد هنا الوصول الى هدفى:
ماذا يحدث فى مصرنا لو أتى تنظيم اسلامى ليحكم و جعلها سوداناً و ضحكت علنا الأمم؟..و ماذا لو صرنا كالجزائر و عادت موجة ارهاب الثمانينات و التسعينات المسلحه؟..و ماذا لو حكمتنا آيات الله كما ايران مع ملاحظة أن كل هذا يسير باراده شعبيه وراء اسم الشريعه الإسلاميه و تطبيقها...
هنا عدة آراء:
-1- أن لا يتم السماح لأى جهه اسلاميه بأى صوره بالعمل السياسى عللا غرار تونس التى تسحق فوراً أى تنظيم اسلامى سرى أو علنى0و أنا أرفض هذا تماماً فليس من حق أحد الحجر على أحد).
-2-تعميم التجربه التركيه بصنع رقابه عسكريه على السياسه و تتم الإطاحه بأى حكومه لا تؤمن بمبادئ الدوله المدنيه(لست فى حاجه للرفض فالامر نفسه ضد الديموقراطيه و يحكم الجيش فى البلاد معطياً إياه شرعية الانقلاب العسكرى).
فما الحل؟؟
(*) فى إجتهادى أرى الآتى:
(1)-وضع مواد الدوله المدنيه فى الدستور و مواد الإنتخابات و مواد الحريات كمواد جامده لا تتغير إلا بنسبه كبيره عبر استفتاء يشترط حضور ما يفوق ال70% و موافقة ما لا يقل عن 70% منهم(متواجد باسم الدساتير الجامده كالدستور الفرنسى).
(2)-سيادة المحكمه الدستوريه العليا على الوضع التشريعى و القانونى فى البلاد بحيث تكون لها سلطة التدخل بطلب أحد الأحزاب أو الأفراد من المواطنين للنظر فى مدى دستورية قوانين صادره أو لوائح بحيث تلائم مدنية الدوله و حريتها و منح المحكمه سلطة الإلغاء فى حالة التعارض و لو اعترضت نسبة 70% من البرلمان على هذا يعرض الأمر على الشعب فى استفتاء عام لو كان الأمر الملغى ماده قانونيه أما لو كانت لائحه فقرار المحكمه هو الحاسم و يلاحظ أن المحكمه تأتى فى اقتراحى بالانتخاب من بين القضاه سواء أعضاء أو رئاسه فى جمعيه عموميه (هنا يختلف الأمر عن وضع الدستوريه العليا فى تركيا بحيث أن المحكمه فى اقتراحى لا تتوسع فى الرفض بل يقتصر الأمر على ما يمس الحريات و مدنية الدولة مباشرةً).

**كانت هذه اقتراحاتى بعد طرح المشكله**
**أرجو أن تصل الرساله الى من يهتم **

الاثنين، 8 يونيو 2009

جبهة علماء الأزهر و دكان شحاته.


طالبت جبهة علماء الأزهر الرئيس مبارك بوقف عرض فيلم "دكان شحاتة " للمخرج خالد يوسف، بسبب المشاهد التى تظهر فيها هيفاء وهبى فى مسجد الحسين، وهو الأمر الذى وصفته الجبهة بأنه "إهانة للمقدسات الإسلامية". ووجهت الجبهة فى بيان لها بعنوان "نداء إلى سيادة الرئيس" انتقادات حادة للفيلم، جاء فيه أنه "هتك شرفُ الأمة واستباح حرمة مساجد مصر بعد الأزهر للرقص الداعر". واستشهد البيان بعبارة جاءت على لسان هيفاء وهبى فى أحد مشاهد الفيلم قالت فيها "يلعن أبوه شافعى ومالكى وأبو حنيفة"، وهو الأمر الذى اعتبرته الجبهة سباً لأئمة وعلماء المسلمين.وقالت الجبهة فى بيانها "إن الفجور اللبنانى استطاع أن يفعل بمقدساتنا بعد ما فعل بسادتنا وأخلاقنا ما عجز عنه الفجور الرومانى من قبل تجاه تراثنا وقبور عظمائنا، فصيَّر مساجدنا وهى أغلى عندنا جميعاً من عروشنا إلى أن تكون برعاية رسمية فراش غرام وساحات عربدة، وحانات". وتساءل البيان: ماذا بعد أن يطرد المصلون من مسجد الحسين لترقص بصحنه وعلى أرضه من تدنس شرف الأمة بمثل تلك العبارات". كان هذا هو نص ما ذكرته اليوم السابع بموقعها الرسمى:http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=104167&SecID=65&IssueID=0و لى تعليق:-1- ما ذكره الساده أعضاء الجبهه ليس حقيقياً و لا أتهمهم بالكذ لا سمح الله فمثلهم لا يقال عنه هذا إما حقاً أو خوفاً و لكننى أعلم أنهم لا يذهبون للسينما لحرمتها عندهم و بالتالى فإما سمعوا ممن شاهد أو غير ذلك و أنا لم أر رقص داخل المسجد و لم أرى اهانه لشئ-2-بدلاً من التفرغ لشئ هام تفرغوا لمطاردة خالد يوسف(سبق و اعترضوا على اسم فيلم خيانه شرعيه ليتحول الى خيانه مشروعه) ففيلم واحد او الف لا يؤثرون لكن أزهر منبطح و شيوخ مضحكون و هيبه تبخرت أمور هامه تستحق التفرغ-3-الجمله التى ذكرته هيفاء(و لست من محبى طريقتها و لا شبه صوتها) عباره عن سب لشخص و ليس سب الأئمه و أعتقد أن الرقابه ليست غبيه للترك سب الأئمه يتم ، و من شاهد الفيلم يعلم أنها كانت تسب و استخدمت الأسماء لتؤكذ السب بكل الأشكال على غرار جمله شهيره:_(سأطلقك بالحنبلى و المالكى و الشافعى و الحنفى) و بالتالى الساده الأفاضل يتحدثون عن لا شئ-4- و أخيراً للأزهر المتلاشى:إن كنتم تشعرون بوقت فراغ كبير فابحثوا عن عمل اضافى او غادروا مقاعدكم و اتركوها لعلماء الأزهر بحق..فهم مغيبون متجاهلون مهمشون لعلمهم ووسطيتهم و شعبيتهم التى تقتلوها يا فقهاء أفلام خالد يوسف

الأربعاء، 3 يونيو 2009

د/فرج فوده..من ملفات حرب التنوير فى مصر.




نادراً ما يتسلل الينا اسمه عبر جرائدنا (القوميه)..قليلاً ما يتذكره أحد من الآباء..و أبداً ما أجد أحد يعرفه من جيل الشباب ، ولكن على هذا و ذاك لا تنتهى أبداً ذكراه لأنه باقٍ لا يرحل أبداً ، فليس مُقدر لبضع رصاصات أن تمحو ما تركه لنا د/فرج..فهو لم يترك كلاماً فى الهواء..بل ترك لنا الحقيقه الغائبه..معطيةً لنا النذير..حتى اذا ما كتب وجدت صداه فى المصريين بالداخل و حديث آخر فى المهجر..بقلمك سيدى حاربت الإرهاب..رفضت أن يصير بين رجال الدين و السلطه زواج المتعه..حتى لا يكون هذا هو الملعوب..أبيت بعدها أن تصمت لتأمن حتى لا يكون كلاماً فى الهواء..سيدى، عشت رجلاً و مت واقفاً.

من هو؟
ولد الدكتور فرج فوده فى الزرقا بمحافظة دمياط المصريه عام 1945 ، حصل على بكالريوس كلية الزراعه العامه و ماجستير علوم زراعيه و دكتوراه فى الفلسفه الاقتصاديه الزراعيه ..
انضم لحزب الوفد ثم استقال منه لرفضه التحالف بين الحزب و الاتحاد الاسلامى المكون من عدة تنظيمات اسلاميه ..
كتب فى العديد من الجرائد مثل الأهالى و المنار و الأحرار و اكتوبر..
لديه ولدين و بنتين..
حاول تأسيس حزب سياسى مستقل لكن ما يعرف بجبهة علماء الأزهر تفرغوا للهجوم عليه و أصدروا فتوى مثيره للجدل بارتداده عن الدين لمخالفته آرائهم و أصدروا فى فتواهم حرمة السماح بحزب له..
صاحبت أفكاره عن بناء دوله مدنيه ذات مرجعيه علمانيه و رفضه للعديد من المطالبات المتعلقه بالحدود الإسلاميه و دوله اسلاميه الجدل، و تعرض للإغتيال فى 8/6/1992 بناء على فتوى متطرف مصرى يسمى عمر عبد الرحمن..


مؤلفاته:
-1- الحقيقه الغائبه
-2- الإرهاب.
-3- قبل السقوط.
-4- النذير.
-5- حتى لا يكون كلاماً فى الهواء.
-6- حوار حول العلمانيه.
-7- الملعوب.
-8- زواج المتعه.
-9- حديث فى المهجر.
-10- نكون أو لا نكون.

أكبر معارك د/ فرج فوده:
كانت للدكتور فرج فوده عدة مراكز رئيسيه للصراع أو فلنقل نقاط تمثل اكبر و أبرز ما اختلف حوله مع الغير ، كان سلاحه فيها الحوار و الحجه بالحجه و كان سلاحهم التكفير و اهدار الدم ، و مع هذا كان النصر مع حجته..لأنها كانت هادئه مستقره لها أسس عقلانيه و تاريخيه..لم يتوقف رحمه الله ليدافع عن دينه ضد اتهامات الكفر بل كان يأتى بنفس الاتهامات التى تلقى على عاتقه من التاريخ حيث يريدون اعادة عصوره القديمه التى يرصدون فيها بقولهم كل الحريات المدنيه زاعمين ان ما يريدون يحققها و كان يفعل هذا فقط ليبرهن ان ما يدعون اليه سيؤدى الى ما صار فيما مضى من حقب التاريخ..كانت حجته من حديثهم و ليست من فراغ ، أحدد أكبر مراحل الصراع فى أربع نقاط نقاط: الحدود الإسلاميه..دولة السودان.. انضمامه و خروجه من الوفد..المواطنه و الدوله المدنيه فى مصر.
الحدود الإسلاميه:
كانت فترة الثمانينات فترة فتنه تتبع ىثار السبعينات و ما مثلته من قتل لمفهوم الدوله المدنيه المصريه و بدء مرحلة الفتنه الدينيه فى خضم توجه سياسى للسادات مؤسس على الانتساب للتيار الاسلامى شكلاً ، أو لنقل التأسلم للمزايده عيله..و مع أواخر حكمه تصاعدت كلمات تؤكد على تقين تطبيق الحدود الإسلاميه ، و بعد اغتياله بدات مساعى عديده للتطبيق..و هنا كان دور د/فرج فوده.
كانت رؤيته تتلخص فى الاتى:
-1- دعوة التطبيق الفورى للحدود ستؤدى الى فتن داخليه بين أبناء الوطن خاصةً مع حدود معينه مختلف عليها مثل حد قتل المرتد.
-2- المشكله ان هذه الحدود تؤدى الى الدوله الدينيه و هى دولة حكم رجال الدين..حيث أن هذه الحدود لتطبيقها شروط و تمتد الشروط حسب الإجتهادات السائده بصوره اولى الى الحريات الشخصيه كالملبس ثم بدرجه ثانيه الى الفن بكل انواعه..و النحت و الرسم..و من هذا سنجد حتماً رقابه دينيه على التشريع لضمان سلامته الدينيه..باختصار سنرى فى النهايه فتنه ثم تحويل البلاد لدوله دينيه على اعتبار نظرية التداعى نقطه وراء نقطه.
-3- هذه النظريه فشلت فى كل الأماكن التى طُبقت بها و على رأسها السودان لأسباب تتعلق بالعصر و طبيعة و ملاءمة قونين العصر له.
-4- مبدأ المصلحه يفرض علينا اتقاء ما ذكر بالتعزير القانونى الوضعى بديلاص عن الحدود اتقاء لخطر محتم الوقوع.
تعقيب:
سواء كان هناك اختلاف حول هذا أو اتفاق ، أياً كان الرأى فلا مجال لنا هنا الا بالقول باجتهاده رفضاً او اتفاقاً و نقاشاً ، مع ملاحظة سلامة أمثلته و اطروحته و بيان دقتها و خطورتها..اما قتله او اضطهاده عبر الأزهر فلا مجال إلا للإزدراء.


السودان:
مع اعلان جعفر النميرى الظام الإسلامى بالسودان اتجهت كل الرؤى و التأييد له و كانت من المفتى بمصر و شيخ الأزهر و الشيخ الجليل القرضاوى و الشيخ الراحل عبد الحميد كشك و غيرهم من علماء الأمه ، كذلك من شخصيات صحفيه شهيره جداً..كان د/فرج رافضاً للفكره بحيث لم يراها الا وسيلة خاع للشعب السودانى باسم الدين و التفافا حول بواقى الحريات بالبلد الشقيق و محاوله لحصار الجنوب المسيحى-الوثنى مما دفعه للكتابه ناقدا لها و مبشراً بفشلها المحتم و انها عملية نصب من النميرى حيث أن الإعلان كما رآه الراحل الكبير وسيله لإبتزاز الدافع الدينى لدى الجميع كما ذكرت ووسيله للإطاحه بالمنافسين الأحق بالحكم باسم الدين أى تحويل الحكم لحكم دينى سلطوى لصالح فرد واحد باسم الدين لا اكثر ولا أقل..و كانت النتيجه غير معقوله بالمره و لا تتناسب مع خلاف فكرى حول اسلوب حكم ، اذ باتت تتراوح بين سب له و بذاءه و تكفير و دعاوى لقتله باعتباره منكر للحدود ، فى حين ان المسأله بسيطه ، دوله ذات نظام معين لا يعجبه..و بعد ثبوت صدقه و سلامة منطقه و فشل النميرى و تفاصيل مرعبه عما ارتكبه من جرائم باسم الشريعه عاد كل من أيده و هاجمه ( هاجم النميرى ) لنفس الأسباب التى ذكرها د/فرج و لم يعتذروا له؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بالطبع لا يُنتظر منهم الإعتذار لكن على الأقل الغاء تكفيره و التراجع عنه مادام قد ثبت صدقه ..لكن ماذا نقول؟..لقد حول النميرى السودان لمزبلة العالم و قتل حب الشريعه و الدين فى نفوس ابنائها بما فعل و هذا ما حذر منه د/فرج لا أكثر و لا أقل و لم يكن هناك ولو حتى اقرار بصحة موقفه بل تعنت و مزيد من القباحات فى كل الصحف بما فيها الصحف القوميه حينها .
تعقيب:
هنا اجد نماذج ما فعل النميرى واضحه: نصب نفسه اماماً بلا عزل ، منع محاكمته ، وضع محاكم اسلاميه استثنائيه من الجيش و الموظفين ، اعدام أغلب العارضين باسم الرده؟؟ ، وضع حدود ليست حدود مثل حد الجلد بتهمة الشروع فى الزنا ؟
و بالتالى ما قاله د/فرج أن هذا نصب باسم الدين و استغلال له و ان اصلاح الوضع يحتاج لصدق لا تمثيل و ابتزاز للمشاعر الدينيه كان سليماً..و لم يعتذر أحد.
و لا مجال الان بعد اقبال الجنوب على الانفصال فى استفتاء 2011 القادم الا القول بصدق توقعاته لما سيحدث من ثوره من الجنوبيين بعد طول وفاق ( اتفاق اديس ابابا 1971) و انه كان حديث سياسه لا دين و الغرض منه امر حكم لا شرع و بالتالى فى مسالة السودان اجد من جانبى انه قد تعرض لظلم بين فيما حدث له.



فرج فوده و الوفد:
من نماذج الهجوم على الراحل الكبير الهجوم على فترة انضمامه لحزب الوفد ، ثم كتابه الشهير الوفد و المستقبل ثم بعد هذا تركه و هاجم تشكيلاته الداخليه و أداؤه..هنا يقولون ان د/فوده كان منافقاً ينضم لجهه و يرفعها للسماء و عند تركها يهبط بها لأسفل سافلين..و لى عدة امور لا بد من ذكرها:
-1- انضم د/فوده للحزب بناء على اسم زعامته فؤاد سراج الدين رفيق و تلميذ الخالد مصطفى النحاس.
-2- كان اسم الوفد بتاريخه الليبرالي العريق هو دافعه للإنضمام بناءً على فترة الوفد (1923-1952) ، اى أن مبادئ حكمت مصر باسم الوفد هى دافع أساسى للإنضمام بالنسبة له.
-3- كتب د/فوده كتاب الوفد و المستقبل كتعبير عن ربط بين الماضى العريق و أمل لتكراره و تطويره على يد مدرسة الوفد العلمانيه..أى ان الحزب بمبادئه أمل لمستقبل كماضى مشرق.
-4- فوجئ د/فوده بأن الحزب يضع يده بيد الإرهاب ممثل فى الجماعه الإسلاميه و أمرائها و أطياف الجهاد و أعضاء من الإخوان المسلمين فى 1984 بإسم التحالف الإسلامى؟؟!..أى ان الحزب خان مبادئه عندما وضع يده فى يد أمراء الدوله الدينيه.
-5- أعلن المرحوم فؤاد سراج الدين ان حزب الوفد اسلامى مما شكل الضربه الكبرى للدكتور فرج فوده حيث بهذا يتجاوز حدوده بأن يؤسلم حزب الأمه المصريه..حزب الوفد و يطيح بتراثه الوطنى تماماً من اجل مقاعد بالبرلمان.
تعقيب:
مما ذكرت يتضح أن المسأله ليست تقلب و نفاق كما يردد كل جاهل بتاريخ مصر أو كل مردد بلا عقل..المشكله مشكلة اختلاف مبادئ و خلاف حول الرؤى مما يدفع للإنفصال و نقد التجربه..د/فوده كان على حق فيما فعل فعندما يضع رأس الحركه الوطنيه الليبراليه يده فى يد ارهاب أسود و ينظر للدوله الدينيه باسم الوفد فلا حل الا ترك الحزب و النجاه بالمبادئ من نيران الجهل القادم.
المواطنه و الدوله المدنيه:
كانت كل أفكار و آراء الراحل تدور حول اتجاه واحد..الدوله المدنيه الديموقراطيه فى مصر ، قائمه على أساس حق المواطنه الكامل و مبادئ حقوق افنسان الحضاريه.
من هنا خرجت كل النشكلات ، فمع وجود طوائف مصريه تريد نزع رداء المواطنه باقرار حقوق للمسلمين تفوق نظيرتها لدى غيرهم او اضطهاد غير المسلم و تجنيبه باعتباره درجه ثانيه من المصريين ، و كذلك آرائهم فى بناء دولة رجال الدين حيث يكونوا من وراء الستار حاضرين عبر رقابة شديده على التشريعات و رقابه أقسى على السلطه التنفيذيه و تحويل القضاء لمرفق تابع لهيئه دينيه أو على أقل تقدير تحويله الى جهه تحت رقابة هيئه دينيه ، كذلك مدنية الدوله التى تحتم حريات الفكر و التعبير و الإبداع المتولد عنهم..كانوا يرفضوه باسم الدين و الغرض هو تحويل الوطن قسراً لوجهتهم بلا جدال.
كانت رؤية الشهيد للدوله المدنيه و المواطنه هى المحرك للنقاط السابقه كلها من الحدود الى نظام النميرى الى الوفد.
تعقيب:
لا جدال اليوم و قد زالت غيوم هذه المرحله ان ما نظر له الراحل الكبير كان هو الحل و فى تعديلات 2007 تم اعتماد المواطنه كأساس لنظام عام مصرى..و كذلك ثبت فشل كل تنظيمات : الجهاد ، الجماعه الإسلاميه ، الإخوان المسلمين و غيرهم فى بناء نموذج مقبول من المصريين باختلاف دياناتهم..و بات الحل اما يسارى او ليبرالى محدد..اليوم مع تراجع الرؤى الإسلاميه الناجحه باستثناء وحيد هو الوسط بقيادة مختار نوح و ابو العلا ماضى و غيرهم ، بات هو الحل الإسلامى لمن ينظر لذلك الإتجاه.
و هنا أضيف من عندى ان الرؤيه الاسلاميه القائمه على منافع و مقاصد و مصالح الحياه هى الحل لكن باطار حديث و جديد متطور يصلح للوفاق بين المصريين.
مقتطفات من آرائه:
-1- ما معنى العلمانيه ؟ :
حق المواطنه الأساس فى الإنتماء بمعنى أننا ننتمى الى مصر كمواطنين مصريين سواء مسلمين او مسيحيين أو غير ذلك..-2-الأساس هو حكم الدستور ، الذى يساوى بين جميع المواطنين ، و يكفل حرية العقيده دون محاذير أو قيود..-3-المصلحه العامه و الخاصه هى أساس التشريع..-4-نظام الحكم مدنى يستمد شرعيته من الدستور (بالمعنى السابق)و يسعى لتحقيق العدل من خلال تطبيق القانون (بالمعنى السابق) ويلزم بميثاق حقوق الإنسان.
-2- من هم الذين نخشاهم على مصرنا و حضارتنا ؟ :
السائرون خلفاً ، الحاملون سيفاً ، المتكبرون صلفاً ،المتحدثون خرفاً ، القارئون حرفاً ، التاركون حرفاً ، المتسربلون بجلد الشياةِ ، الأسود إن غاب الرعاه ، الساعون إن أزفت الآزفه للنجاه ، الهائمون فى كل وادٍ ، المقتحمون فى مواجهة الإرتداد المنكسرون المرتكسون فى ظل الإستبداد ،الخارجون على القوانين المرعيه ، لا يردعهم إلا سيف الشرعيه ، و لا يحمينا منهم إلا حزم السلطه و سلطة الحزم ، لا يغنى عن ذاكَ حوارٌ أو كلام ، و إلا...فقل على مصر السلام.



-3-ما موضوعنا..الإسلام أم دولة الإسلام ؟ :
حديثنا اليوم ليس عن الإسلام الدين بل عن الإسلام الدوله و شتان الفارق بينهما فبينهما إجتهاد و تفكير و تخطيط فالإسلام الدين فى اعلى عليين اما الإسلام الدوله فهى مجموعه من البرامج و الرؤى ، السياسيه و الإقتصاديه و الإجتماعيه.

نهايه..من كلمات البدايه:
لم تكن الجريمه بيد سَمَّاك قتل د/فرج فوده ، لم يكن القاتل هو هذا البائس او زميله..كان القاتل الحقيقى هو :
-1- كل من أفتى بردته ظلماً و بهتاناً لغرض فى نفسه.
-2- كل من انكر عليه حق التفكير و الإجتهاد فى شأن الوطن.
-3- كل من كتب حرفاً وصفه فيه بعداء الدين ، بينما هو محب له مدافع عنه.
-4- كل مسئول تقاعس او جبن من دعوة الدوله لإنصافه امام جحافل الإرهاب.
-5- كل من زايد على ظلاميى مصر و العرب و المسلمين و كَفَّره مثلهم.
-6- كل من باع مبادئه و آراءه فى سبيل أى مكسب سياسى او انتخابى.
-7- كل من يدرك الحقيقه و يصمت خوفاً او طمعاً..و الأخطر ، غيرةً.
-8- كل حزب غير رؤيته و باع مستقبل وطنه لكى يكسب مقاعد برلمانيه.
-9- كل جريده تسمح بالكذب و نشر التكفير و الذعر فيها.
-10- الدوله التى تتجاهل ذكراه بعد موته ، و أهملته فى حياته.
-11-... كلنا ... و لا أقل من هذا .
الى اللقاء