الأحد، 4 يناير 2009

قصة الوهابية.





تعدت المسألة كونها حديثا عن مذهب ينتمي للاسلام وتجاوز البعض في وصف الوهابية وبدا على الاخر رغبة الصاق كل سيء بها والزام متبعيها بالبراء منها، ومن الناحية الاخرى تحول محمد بن عبد الوهاب لقدوة لبشر لا يعرفون عنه شيء وباتت الوهابية مرادفا للاسلام وحتى الافكار السلفية المنتشرة بالدول العربية على النطاق الشعبي باتت تلك الافكار تستمد منبعها من الفكر الوهابي.

لذا لزم التنويه والتعريف الذي أسلك فيه مسلك التأريخ والتوضيح من جانب والنقد من جانب اخر ولا أدعي هنا أن لي التوضيح دونما ذكر رأيي بل أذكر المعلومة بأمانة تليها كلمات بها رأيي وموقفي المؤيد بما تيسر لي من الدلائل عبر البحث.
وأقسم البحث هنا الى ثلاثة أقسام بكل منها نقاط مميزة بعلامة فس بدايتها للتوضيح والتمييز وأرجو ممن يقرأ هذا المقال التعليق وان كان من غير المنضمين لجريدة جريدتك فليرسل لي توضيح أو تعليق حتى يتسنى لي نشره بالجريدة.

القسم الاول : الوهابية منذ البداية

-------------------------------هنا

*عند الحديث عن قصة الوهابية الحركة والفكر سياسيا ودينيا فلا بد أن أقول من هو والى أي الاعراق ينتسب. هو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن محمد بن بريد بن مشرف بن عمر بن معضاض بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سنيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعة بن أبي سود بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم بن مر بن عدنان، ووالدتة تنتمي لبني تميم، ولد محمد بن عبد الوهاب في العام 1115 من الهجرة من عام 1703 من الميلاد، وصف بالذكاء الحاد الذي نبغ به وفاز به على أقرانه، حفظ القران قبل السنين العشر، تميزت نشاته بالقسوة من الناحية البيئية حيث تواجد في اقليم نجد بالجزيرة العربية مما كان له عظيم الاثر في تكوين فكره وتشدد ارائه حيث كانت في بيئته مشكلة كبرى لعل أخطر ما انتجته هو بناء عقليته الاحادية الرؤية وهذا ما ميز العديد من الديكتاتوريات السياسية عبر العصور وكانت منشئة لما نسميه (ديكتاتورية دينية وفكرية)، اشتبك مع العديد من علماء عصره بسبب رفضه للعديد من الخرافات والدجل الذي ميز تلك الفترة وبالذات في نجد، مع مرور الوقت كان يتجه للعراق وبالتحديد الى البصرة خيث اصطدم بالاتجاهات الشيعية التي سببت فيما بعد توجهه التكفيري للشيعة وبطبيعة الحال كان توجهه الى مكة والمدينة، كان استقراره النهائي بالدرعية حيث تعرف عبر خليط من العلماء على محمد بن سعود الذي ارتبط معه فيما بعد بالاحداث التي غيرت وجه الجزيرة العربية ومعها المنطقة بأكملها، مع ذلك التعرف بينهما كان الميثاق الاول المؤسس للدولة السعودية الاولى، وكانت وفاة محمد بن عبد الوهاب في عام 1206 هجرية و1791 ميلادية.

* هنا لا بد من الانتقال الى ما نسميه نشأة الوهابية، و لا يسعني الا الربط الكامل بين الوهابية الدينية والدعوة السعودية المنتسبة لاسرة سعود، اذ كانت الدعوة الوهابية والدعوة السياسية السعودية مرتبطتان تماما ووثق هذا ميثاق الدرعية حيث تم تقاسم عجيب للسلطة الدينية والسياسية فبمقتضى ذلك يكون لمحمد بن عبد الوهاب وأتباعه السلطة الدينية الكهنوتية ولبن سعود السلطة السياسية وخلت كل كلمات الميثاق من نظام للعزل والمحاسبة خارج ال سعود والتولية حتى باتت المسألة بوضوح ميثاق تقسيم الدين والسلطة بينهما، كان تأسيس الحركة مواكبا لتاسيس الدولة السعودية الاولى عام 1744، بمرور الوقت توسعت الدولة السعودية الناشئة وباتت مسيطرة على الرياض بعد دخول عبد العزيز بن محمد بن سعود وبمرور الوقت تم ضم العديد من البقاع الى الدولة الناشئة: الوشم وسدير والخرج والقصيم فشرق نجد، بمرور الوقت تحولت القوة السعودية الى سلطة عليا هددت الخليج الذى تأثر بها فنشأت حملات احتلال ضمت الكويت وما حولها وباتت الامور معدة للمزيد لكن بين غمار هذا نسي الكل ما نسف الدولة نسفا، مع تلك التوسعات المرتبطة بدعوة دينية فكرية باتت الدولة العثمانية مرتبكة ومحتارة في مواجهة تلك القوة المتوسعة والتي لن تشبع أبدا وظهر الحل في مصر ومحمد علي، كانت الصفقة واضحة وبناء عليها وبين عامي 1816 وعام 1819 شنت الدولة المصرية الحديثة حملات بقيادة ابراهيم بن محمد علي واستطاعت في 1819 دخول الدرعية وأسر عبد الله بن سعود وتم اعدامه في الاستانة بعدها وكانت المكافأة تولى ابراهيم بن محمد علي الحكم وبالذات على الاراضي المقدسة بالحجاز بناء على طلب محمد علي، هذه كانت النشأة الاولى للوهابية حيث ارتبطت بالدولة السعودية ولما ازدهرت الدولة نشطت الحركة وتحولت لتيار فكري نما وترعرع ومع سقوط الدولة السعودية الاولى تقلصت الدعوة الوهابية تماما وبقت في حالة ركون الى حين كان الحين هو بعد سقوط الدولة السعودية الاولى بعام واحد حيث عاد ال سعود الى الساحة بعد تأكدهم من خلوها أمامهم في ظل توتر بادى للعلاقات بين مصر والسلطان من ناحية وخلو الساحة بالبقعة الشرقية لهم و بالتالي ومع بدء العام 1819 قام تركى بن عبد الله بن محمد بن سعود في التوسع شرقا وحول العاصمة للرياض اذ كانت الدرعية مدمرة وبالتالي احتاجوا الى مدينة كانت هي الرياض، ولا يوجد هنا ما أستطيع تسميته بخلاف ما ذكرته سابقا اذ بات الامر كأنه تكرار للدولة الاولى سياسيا بال سعود ودينيا بالفكر الوهابي، ومع استيلاء ال رشيد على الرياض وضرب الدولة السعودية الثانية وانتهاء عهد عبد الرحمن بن فيصل سقطت الدولة الثانية وعادت الدعوة الوهابية للتجمد مؤقتا الى حين جديد بدأ فيما بعد بما يعرف بالدولة السعودية الثالثة

* الوهابية دينيا لا يمكن لى أن أصفها الا بما وصفها من خالط أهلها فهي حركة دينية متشددة لا أجد لها مصدر الا كتب الاولين وليس بالاخذ والتطوير بل اعتمدت النقل فبات الخل لمن يعتنق ذلك الفكر هو نقل نفسه الى زمن اخر يحيا فيه بعقله ويحيا في زمننا بجسده، الوهابية انجرفت لتوافي الامور فباتت تحارب أمور شكلية كاللحية عند حلاقتها والدعاء باسم النبي وغيرها من الامور التي لا تؤثر بل تضعف العقل وتضيع الوقت، لم تكن الوهابية حركة تجديد كما كانت حركة مارتن لوثر في أوروبا بل كانت حركة دينية فكرية تستحضر زمن وتبكي أطلاله دون أن تنشئ حاضرا حقيقيا، و أضيف بالقطع ما ذكرة فضيلة المفتى على جمعة عن أن اوهابية خطر على مصر من الناحية الدينية الوسطية ، لم تكن الوهابية الا حركة فكرية متجمدة، بقي أن أذكر مسألة هامة وهي الشيعة، اذ حولت الوهابية كل شيعي الى كافر وغير مسلم واليوم نجد من نتائجها فتوى حرمة الدعاء لحزب الله في حربه مع اسرائيل 2006؟؟؟؟؟؟

القسم الثاني: البعث الثاني
-----------------------------

ذكرت سابقا أن الدعوة الوهابية كانت وما تزال مرتبطة بالحكم السعودي فمعه تزدهر ومع نهايتة تتقلص وبدا ذلك في الدولتين السعوديتين الاولى والثانية والان تحيا الدعوة وتستقر في احضان الدولة السعودية الثالثة، مع استيلاء عبد العزيز بن سعود على الرياض باتت الفرصة سانحة فبعد النفي الى الكويت الان ينتقل الى ملك أهله السابق وامتدت السيطرة الى القصيم ومنها الى العديد من البقاع، وفي الظهر الدعوة الوهابية تدافع وتساند موفرة الغطاء الديني للنظام السعودي كاستمرار لوثيقة الدرعية القديمة، وتبدأ أولى علامات فساد السلطة الدينية الوهابية مع اتفاق دارين الذي بمقتضاة تساعد انجلترا المحتلة لكل الاراضي الاسلامية والعربية الحكم السعودي متمثلا في عبد العزيز بن سعود مقابل دحرة لقوات ال رشيد المتحالفة مع العثمانيين ضد انجلترا؟؟؟ وبالطبع كانت التبريرات الدينية جاهزة والة غسل العقل تعمل للتأييد وحشد التبريرات الدينية، ومع ذلك لم يف بوعده بل اكتفى بحشد قواته من التمويل الانجليزي وانتظر هزيمة العثمانيين التي ما ان تحققت حتى انقض على ال رشيد 1921 ال الشريف 1925 واستولى عبر سلسلة من المذابح على الجزيرة العربية ومؤسسا لاتفاق اخر مع بريطانيا عام 1927 كانت مهد للاعلان الاخير عن البعث الثالث للدولة السعودية والبعث الوهابي الثالث عام 1932

انتهينا عند تأسيس الدولة السعودية الثالثة وما يهمني هنا هو موقف الدولة والمؤسسة الدينية حيث بات التحالف غريب فاللعبة السياسية المعتمدة على الدعم الغربي المحتل ضد بني العروبة والدين معا واللعبة الدينية المعتمدة على الدعم والتبرير الديني للتصرفات المختلفة لال سعود، هذه هي الصورة الحقيقية للوهابية حيث الدعم الديني للموقف السياسي أيا كان ولقد تعمدت أن أكون مسهبا في التفصيل عن الدولتين الاولى والثانية حتى يكون لي التوضيح السابق فكل قطرة دم مسلمة وغير مسلمة عربية وأعجمية قابلها تبرير من السلطة الوهابية وكما ذكرت فقد كان الميثاق الوهابي - السعودي واضح في ترك الدين للوهابيين والحكم للسعوديين، الحاكم يحمي الوهابيين والوهابيين يغطوا الموقف السياسي السعودي، هذا هو الوصف وأترك لكم التعليق.
*و الان لالقي تنويعة من المواقف السياسية السعودية التي بررتها الوهابية ودعمتها تماما وأفتت بها:
-1- دعم التحالف السعودي - الانجليزي ضد الدولة العثمانية.
-2- دعم التحالف الغربي - السعودي ضد النظام الناصري.
-3- دعم الموقف السعودي المؤيد للحرب العراقية الايرانية وتكفير الشيعة كان الشعار حينها.
-4- تأييد دخول القوات الامريكية في الاراضي الخليجية وضرب العراق بعد احتلاله للكويت 1990-1991.
-5- تأييد الحرب الاسرائيلية ضد لبنان وحزب الله بايعاز سعود وتحريم الدعوة لحزب الله.
كل هذا باسم الدين وباسم الاسلام والفاعل هو.. الوهابية التي لا تتغير.

القسم الثالث: مصر الوهابية.
-------------------------------
كانت معركة الدرعية واعدام اخر ملوك الاسرة الاولى السعودية عامل محفر للتيار الوهابي والدولة السعودية لاختراق مصر، وبات الحلم منذ ذلك اليوم حتى الان باقيا بلا توقف، ومع نشأة جماعة الاخوان المسلمين باتت الوهابية والدعو السيا - دينية في أحسن فرصها، كان الدعم السعودي كبيرا للاخوان منذ النشأة فالحكام لن ينسوا ما فعله بنوا محمد علي وهم ما زالوا يحكمون والوهابيين ينفذون ما يراه ال سعود خيرا، امتدت العلاقة بين التنظيمين فكلاهما حينها سلفي متشدد رافض لحقوق المرأة رافض للعمل السياسي الحدين رابط بين الطائفية والدولة، هنا كان الدخول الاول للوهابية في مصر وان كان الامر شبه مجهول حتى يومنا هذا وتحول الى تبرعات ينكرها البعض ويؤيدها الاخر.
* مع العهد الناصري تحولت العلاقات السياسية مع السعودية الى نيران مشتعلة ومع القمع الناصري للاخوان بات وجود الفكر الوهابي من المستحيلات فليس التمويل فقط هو المستحيل بل العناصر الاخوانية نفسها ومع قمعها وتدمير دورها تماما باتت عاجزة عن الدعوة الدينية أو الدعوة الفكرية، باختصار باتت الوهابية متجمدة وتنحسر في بطء خاصة مع سيطرة الفكر الاشتراكي على مصر والمصريين وتدمير أي عمل ذو مرجعية اسلامية لاسباب سياسية، هنا لا مجال للمزيد فقد تحولت الوهابية لسراب والتغلغل الوهابي الى جمود وتراجع بمصر.

* 1967 شكل ذلك العام فرصة ممتازة للفكر الوهابي، فمع الهزيمة لم تنكسر الحالة الناصرية أو الحالة الاشتراكية فحسب بل انكسر الوعي الوسطي المصري وباتت الدولة تتعرض الى رؤى من نوعية أن السبب في الهزيمة ديني والحل في العودة للدين على طريقة الوهابية باسم العودة للسلف الصالح، ومع نبل الفكرة الا ان الغرض كان فرض الرؤية الوهابية تماما دون غيرها وبدأت الفكرة تزداد والتغلغل الوهابي يزيد ولعلي أقف ضد القول بأن الوهابية لم تدخل الدخول الثاني بمصر بعد 1971 مع العهد الساداتي بل أقول أن الوهابية دخلت من يوم 15/6/1967، ولعل أحداث الخانكة الطائفية 1972 خير دليل، مع العهد السبعيني باتت مصر مع كارث اذ رأى أهل السلطة من ذوي التوجهات الغربية ضرب الجانب اليساري بالتيارات الاسلامية وبالتالي كان الوضع ممتاز للفكر الوهابي فمع التشجيع الرسمي دخل التكفير والطائفية والنقاب من أوسع الابواب وبتأييد رسمي ولعل شهادة بثينة رشوان عن ضرب الاسلاميين من ذوي لفكر السلفي لطلاب احدى المسرحيات بالجنازير تحت رعاية الامن 1976 خير دليل، استبد الوهابيون خاصة مع الثورة البترودولارية وارتفاع أسعار النفط حينها كان المصري يخرج للجزيرة العربية مصري ويعود بجسد لمسافر وعقلية الوهابي المخلص، باختصار قفزت مخططات الوهابيين للقمة ومع عودة الاخوان لمسلمين من الخليج عادت التحالفات ثانية باستثناء أنها باتت تتضاءل مع الوقت لكثرة التنظيمات بالبلاد وانتشار القوة السياسية والمالية بين الاخوان فباتت التحالفات تقل والاستقلالية تكثر، وهكذا ولاول مرة منذ 1819 تدهورت مصر أما الوهابية - السعودية الى أن وصلنا لمرحلة اليوم الحالي... ولهذا قصة أخرى .
* السماوات المفتوحة باتت العامل المشكل لعقلية المواطن المصري الذي نادرا ما يقرأ وكثيرا ما يسمع ودوما ما ينجذب لما هو ديني أيا كان مصدره، استغلت الوهابية ثروتها المالية العملاقة في بث عشرات القنوات الفضائية التي كرست فكرة القشور وفكرة التكفير فباتت الفتوى عن القشور الحياتي والدينية وبات التكفير لمن لا يتبع الفكر الوهابي أو على الاقل وصفه بالضال، لا أريد الاكثار هنا لكن تلك القنوان حقا أسوأ استغلال لانبطاح الازهر بل ووهبنة بعض أبنائه وموت المثقفين بالسكتة وهروب المواطنين للقنوات الدينية هربا من حياتهم وفشلهم، هكذا الغزو الوهابي - السعودي بالقرن ال 21.. غزو الفضاء الاعلامي

خاتمة
-----------
الاتي هو ما أهدف لقوله وذكره:
-1- الفكر الوهابي بينه وبين النظام السعودي زواج كاثوليكي فكلاهما يعتمد على الاخر وبدون أحدهما لا يستمر الاخر.
-2- الوهابية تنظر للدولة الدينية المتطرفة لكن ليس كدول اوروبا بالقرون الوسطى حيث سيطرت الكنيسة بل كنموذج فيه تبادل للمنافع بينهما مع ترك السياسة للسعوديين والدين لهم.
-3- الوهابية كالطفيليات لا تبق الا بعائل سياسي مستبد يقيها شر حرية الفكر التي هي كفيلة بايجاد نظم فكرية أخرى بعيدا عن الوهابية ستجتذب البشر وتنسف الوهابية وتجعلها تضمحل وبالتالي النظام المستبد القامع لحرية الفكر والمذهب هو الحل للبقاء
-4- تتلون الوهابية كالحرباء مع كل نظام تتحالف معه، فأيا كان النظام ستسبغه بالصيغة الاسمية والنظام الشرعي مقابل الحماية.

الان أكتب عن الوهابية و النوذج المصرى مقارنا بين النقاط الحساسة فى لوضع المصرى سياسيا و اجتماعيا ، مبينا رؤية الوهابية لها و الرؤية المصرية الوسطية ، و لعلى هنا أصف الموقف المصرى باحدى حالتين الاولى الحالة الدينية الوسطية و ما اعتدنا علية و الحالة الثانية هى الحالة السياسية الليبرالية بمصر أو ما يجب أن تكون علية فى ظل نظام حالى يشهر الرؤية الليبرالية بغض النظر عناا لوضع على الارض .

أقسم المقال هنا الى أقسام محددة أذكر فيها الموقف الوهابي والاخر المصري....

مبدأ المواطنة
--------------------------
-------

لعل المبدأ الاساسي الذي تتناوله الوهابية بالنقد دوما هو مبدأ المواطنة، الذى نراه عادة هو قولين، الاول نراه واضحا من قمم التطرف بقولهم أن المبدأ القائل بالمواطنة ليس من الاسلام وهو مبدأ غربي يتنافى مع التعاليم الدينية وأن الاسلام كدين لا يؤمن بما يتبع ذلك المبدأ من نتائج، تلك هي الرؤية المتشددة لاقصى الحدود والتي يتبناها الوهابيون بالمملكة العربية السعودية لسببين هما أن النظام هناك لا يهتم بتلك المبادئ حيث يروج لمفهوم النظام الاسلامي وبالتالي كل ما نتخيله من أقوال يتم تعليقها على شماعة النظام الاسلامي فالنظام يرفض هذا وذاك.. الخ والسبب الاخر هو أن المملكة كل مواطنيها من المسلمين وبالتالي مشكلات المواطنة الرئيسية ليست مطروحة وان كانت مشكلة شيعة المنطقة الشرقية تتطلب الحديث عن المواطنة وتكون النتيجة هي الرد السابق، جانب اخر من الوهابيين يرى أن المواطنة الحالية ذات الرؤية الغربية ضد الاسلام لكن لديهم (مواطنة اسلامية) وتلك المواطنة تساوي بين الناس لكن مع اتباع الرؤية الشرعية، ومع النظر لتلك الرؤية نجد أنها كارثة فلا اختلاف في رفض كل حقوق المواطنة وباختصار الحق الوحيد الذي يحصلون عليه (غير المسلمين و المرأة) هو حق الحياة وفي باقي النقاط التي ستتوالى تباعا تفصيل لما أعني، وبامعان النظر نجد أن الوهابية ما زالت متجمدة فلم ترهق نفسها في فحص الافكار الجديدة التي ان فعلت ستجدها تكرار لحقيقة وجوهر الاسلام، أما المواطنة مصريا فهي بالمفهوم الغربي الحالي لا مشكلة فيها فالمساواة لكاملة في الحقوق السياسية والدينية والمدنية والتجارية وكافة أشكال الحقوق والفرص والواجبات لا مشكلة فيها بل بالعكس هي فكرة تم تطبيقها في الحقبة الليبرالية الخالدة في الفؤاد المصري منذ العام (1923-1952) هذه الحقبة حقا شهدت التطبيق الحقيقي للمواطنة فنهضت حركة تحرير واشراك المرأة بالمجتمع وانشاء النقابات ومؤسسات المجتمع المدني والاحزاب وقيام كل مصري بدوره مسلم أو مسيحي رجل أو امرأة، تلك هي الرؤية المصرية سواء السابقة أو التي لا بد أن تكون من منظوري ومن تجارب سابقة ومن خلال الفكرة السياسية المعلنة للنظام المصري الحالي.

المرأة
--------------------------

لا أتصور أن دين أو فكر جعل للمرأة حق متوازى مع حقوق الرجل أكثر من الدين الاسلامى ، لكن كان للوهابية رأى اخر و هنا يجدر بى الاشارة الى أن المرأة كانت النقطة التى لم ينقسم معها الوهابيون أبدا أو عليها ، الوهابية لم تقل الا شيئين الاول هو الاكليشيهات التقليدية عن وضع المرأة فى الحضارات السابقة و المنقرضة .....الخ ، ثم نبدأ فى سماع الاسطوانة المعتادة عن نعيم المرأة فى ظل الاسلام وووو....الخ ، كل هذا جميل و حقيقى و لا أختلف معة بالمرة لكن عجب العجاب هو ما يلى ذاك فالمرأة لا تخرج من البيت الا بمحرم و عند البعض لا تخرج الا لبيت الزوج ثم للقبر ، المرأة ليس لها حق العمل بالمرة ، المرأة كما قال بن باز مغوية و سهم لابليس و فتنة تمشى على الارض لا بد من منعها ، المرأة لا تتواجد مع رجل بصورة منفردة ( و هذا شئ لا أعترض علية ) و بالتالى لا يجوز لها ركوب الاسانسير لان بة رجل أو رجال عدة و هذة خلوة ولا يجوز لغريب عنها أو بالاصح لغير زوجها أو محارمها قيادة السيارة و الا كانت خلوة ، المرأة لا يحق لها قيادة السيارة لان ذلك تشبة بالرجال ، المرأة لا يلزم زوجها بتكفينها عند بعض الوهابيين لانتهاء استمتاعة بها بالوفاة ، المرأة لا يجوز لها قول لا لزوجها مهما فعل الا فى معصية و المعصية ليست لها علاقة بارادة المرأة بل المعصية ما ورد نصا فقط بالقران فالمرأة ملزمة بطاعة الزوج مهما قال ، المرأة لباسها النقاب و حاليا النقاب أبو عين واحدة .......الخ الخ الخ ، كل ذلك يجعل المتابع يضحك بشدة للديباجة السابقة فلا معنى لما قيل ما دام مرتبط بما لحق بة ، و بالتالى كانت المرأة عدو وفتنة و كائن بلا رأى أو ارادة بالمرة ، المرأة مصريا هى انسان كامل ليس ناقص لة ما للرجل من حقوق انتخاب و ترشيح للحكم من المحليات و البلديات للرئاسة ، المرأة انسانيا كالرجل و بالتالى سياسيا مثلة و مدنيا مثلة ، المرأة شريك للرجل و ليس من حقة فرض شئ عليها بالقوة ، المرأة هى نصف الرجل الاخر و بدونة لا اكتمال لة أو لها ، المرأة مشارك فى الحكم و التشريع و عالمة و أم و مناقشة و منظرة ...تلك هى المرأة فى عرفنا المرى و لن أكذب ان قلت أن تلك هى المرأة فى الاسلام و لكن اسلامنا نحن و ليس الاسلام الوهابى الذى لم يغير حرف واحد من أفكارة منذ مائتين و خمسين عاما .

غير المسلمين
-----------------------

المضحك هو أن الوهابية كانت واضحة فى النظر لغير المسلم بدرجة لا جدال أو تغيير فيها فغير المسلم بشر لا يتسااوى مع البشرى المسلم بالمرة فالوجود فى الجيش و الشرطة و تولى المناصب الكبرى و الحكم كالوزارة و الرئاسة مستحيل ، كذلك غير المسلم يدفع الجزية ( و الواقع يذكر أن الاعباء المالية لغير المسلم أقل فى العهود الخلافية الاسلامية من أعباء المسلم مما يشير لصدق مقولة أن الغرض هو التجنيب و الحماية من الحروب مقابل مبلغ مالى مما يوازى نظام البدل )تلك الجزية لم تتغير و لم يغير أحد موقفة منها مع أن غير المسلم الان بات يشارك فى الجيش و الشرطة و دماء المصريين مسلمين و مسيحيين اختلطت فى حرب أكتوبر الخالدة ، هذا يوضح صورة قاتمة فالمسلم لة كل شئ و غيرة لا شئ لة بالمرة ،الرؤية المصرية قامت على أساس أن غير المسلم لة ما للمسلم و علية ما على المسلم و بالتالى و فى ظل الدولة الحديثة المدنية فان حقوق الحكم بدرجاتة و المشاركة الاقتصادية و كل المناصب باتت مكفولة للجميع على أساس المواطنة ، كما أن للجميع نفس الاعباء المالية بحكم تحمل نفس المخاطر و الاعباء ، بات غير المسلم و المسلم متساويان تماما بلا استثناء على أساس جملة الوطن الواحد و الشعب الواحد و المصير الواحد ، و بالتالى كلاهما متساويان و هذا نلمسة فى لحقبة الليبرالية الشسابق الاشارة اليها ، مع ملاحظة أن ذلك مما يجب أن يكون و ما كان و كذلك ما يجب من ناحية الفكر الليبرالى الذى يرفعة النظام و عبر المادة 1 و 44 من الدستور المصرى .

حرية اتعبير
------------------------

حرية التعبير مضمحلة تماما بالفكر الوهابى فالامر للحاكم و السمع و الطاعة للبشر و هناك حديث غريب يقول أطع حاكمك و ان سرق و ان ضرب ظهرك و بالتالى حرية الرأى من جانب قاصرة على التوافق مع السلطة و أى شئ مضاد لرأى السلطة حرام دينيا ، كل رأى و فكر دينى جديد أو فتوى جديدة لا بد من المرور عبر مرشح الوهابية حتى تصدر و الا باتت كفر و الحاد و بات مصدرها فى أسوأ أوضاعة ، الكتابة ان لم تنل التأييد من الوهابيين لن تمر و سيعاقب صاحبها ، الفكر الليبرالى كفر و العلمانى كفر و اليسار الحاد ، كل شئ سياسى من الغرب خاطئ و الحديث عن التاريخ الاسلامى ممنوع و ابداء الرأى فى التاريخ الخلافى الاسلامى ممنوع ، هناك لكل موضوع خط أحمر و لا مانع من السجن للاخر و المخلفين معة ، ما سبق تجسيد لمواقف عدة للوهابية و ترجمة لكتابات لبعضهم و الان لا بد من القول بأن المدرسة الليبرالية المصرية بت أختلف معها فى جزئية ، اذ أن الرأى حر مطلقا ولا جدال فى ذلك لكن لى ملحوظة و تحفظ فكما هناك سب و قذف للبشر فهناك المثل حتما للذات الالهية و الاديان و القول باطلاق حرية التعبير نهائيا مضر ، لكن ليسش معنى ذلك سلطة كهنوتية على الكتابة و الحل هو قصر دعاوى الاساءة للدين و غيرة على الهيئات الدينية فقط و الغاء الحسبة الدينية و كذلك جعل تمييز الاساءة مشروطا بذكر عبارات واضحة و مسيئة تماما و ليس مجرد قول ما مخالف للسائد أو انكار لشئ ما نراة فرضا وان كان كذلك فالحل هنا هو رد الكلمة بالكلمة ، الاساءة سب او تجنى سئ و هذا هو ما أقصد بتحفظى و بخلاف ذلك فقد كفلت الليبرالية المصرية حرية الرأى و الابداع تماما و لم يؤثر فى ذلك ظروف الاحتلال نفسها و انتشرت الاراء اليسارية و الاسلامية و العلمانية وسط الحكم الليبرالى المصرى ، و باتت المناقشات المصرية و العربية منتشرة و نمذج على ذلك مثال كتاب صدر بالعشرينات بعنوان لماذا أنا ملحد فكان الرد كتاب لماذا أنا مؤمن ، و مع ذلك كانت هناك ثقوب فى رداء الحرية أذكرها بعنوانين الاول هو الاسلام و نظام الحكم لعلى عبد الرازق و الاخر فى الشعر الجاهلى لطة حسين رحمهما اللة .

الفن
------------------

يتلخص رأى الوهابية فى حرمة الفن تماما و ذلك لما فية من تمثيل ارى و اغواء و تبرج للمرأة ، و كذلك الفن التشكيلى لحرمة الصور و حتى التصوير الضوئى و كذلك الغناء و النحت و التماثيل ، بكلمات بسيطة يكفرون و ينهون و يمنعون ...بالنسبة للفن فقد جعلتة الرؤية المصرية وسيلة للروح الحية و بداية للحياة و تذوق للعالم الذى نحيا فية بل و عالم منفصل نتذوقة ، النحت و التماثيل و الرسم و التصوير لن أتكلم عنهم لان الكلام فيهم ايذاء للشعور و الامر لا تعليق علية ، لكن مسألة التمثيل المسرحى و السينيمائى و التليفزيونى لى هنا تعليقين عليهما :

أولا ..ليس من الممكن تجاهل أن الفن عادة ابتلى بالعديد من الثقوب السوداء من الاسفاف و العرى ، لكن هذة الثقوب لا يمكن لنا أن نجعلها الاصل الذى نعمل علية فالفن الراقى و الجيد هو الفن غير ذلك اسفاف و لا حل لة الا التجاهل ، أما المرأة ووضعها فهى فنانة ان أرادت تغيير طريقها كحنان ترك فلا مشكلة و ان أرادت الاستمرار فمرحبا ، الحجاب للفنانات حق و الاعتزال حق و موقف المصرى و غيرة من الحجاب لا يمثل عائق أما م تقدير الفن التمثيلى و التراث السابق للفنون المصرية و العصر الذهبى لها و الامل فى سينيما حقيقية من نماذج لعبة الحب ةو ملك و كتابة و أحلى الاوقات و قص و لزق و غيرها...، أما الغناء فحرام حقا القول بالحرمة و المنع ، لمصلحة من نحذف تراث عشرات الاعوام من فن راق لا ابتذال فية و لمصلحة من نحذف عبد الوهاب و عبد الحليم و ام كلثوم و فريد الاطرش و تراث الغناء و الفن المصريين ؟؟؟

ثانيا .. دمج افن مع الابتذال وسيلة رخيصة للتحريم من فئة عاجزة عن الابداع لظروفها الحضارية المتدهورة و لبيئتها القاسية فمن لم يصنع الحضارة و لم يمتلك أدواتها لا يحق لة طمسها من عن ممتلكها .

نهاية:
لقد ذكرت رأيي في الوهابية وهو خاضع للنقاش يجوز فيه الصح والخطأ لكن الهام هو مستقبل هذا البلد وهذا ما أسعى له، شكرا ..* و اللة من وراء القصد *

هناك 17 تعليقًا:

  1. ءعلم رحمك ان التوحيد هو اءفرد الله بالعبادة وهو دين الرسل عليهم الصلاة والسلام الذين اءرسلهم الله اءلى عباده لما غلوا في الصالحين فاءولهم نوح عليه الصلاة والسلم==اغلو في الصالحين ودا = ويغوث= ونسرا=) واءخرهم محمد عليه الصلاة والسلام كسر صور هؤلاء الصالحين والتوحيد هو لغة وحد=يوحد) اءي جعل الشيء واحدا= وهذا لا يتحقق ءالا بنفي واءثبات==نفي الحكم عما سوى الموحد= واءثباته له = لاءن النفي وحده تعطيل= والاءثبات وحده لا يمنع المشاركة=فمثلا لا يتم للاءنسان التوحين=حتى يشهد اءن لااءله لامعبود بحق اءلا الله=)اءلا الله= مثبتا العبادة لله وحده لاشريك له في عبادته لاشريك له في ملكه هنا توحيد الاءلوهية فهو دين الرسل = فكلهم اءرسلو بهذا الاءصل الذي هو التوحيد==قال الله تعالى=) ولقد بعثنا في كل اءمة اءن اءعبدو الله واءجتنبوا الطاغوت=) وقال الله تعالى=) وما ارسلنا قبلك من رسول اءلا نوحي اءنه لا اءله اءلا اءنا فاعبدون=) ارسله الله اءلى قومه لما غلوا في الصالحين == وسبب كفر بن اءدم من اليهود والنصارى والصوفية والرافظة== الغلو في حب الصالحين== قال ابن العباس رظي الله عنه==هذه اسماء رجال صالحين من قوم نوح= فلما هلكوا اءوحى الشيطان اءلى قومهم اءن اءنصبوا اءلى مجالسهم التي كانو يجلسون فيها اءنصابا = وسموها باءسما هم ففعلوا= ولم تعبد حتى اءذا هلك اولئك ونسي اللعلم عبدت=)واءخر الرسل محمد عليه الصلاة والسلام اءرسله=)فاءن قيل اءن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام= ينزل اءخر الزمان ويكسر الصليب ويهدم القبور التي تعبد من دون الله ولا يقبل الا الا سلام=) وارسله الله الى قوم يحجون ويذكرون الله كثيرا= ولكنهم يجعلون= بعظى الوسائط بينهم وبين الله== ويقولون= نريد منهم التقرب= اءلى الله= ونريد شفاعتهم= مثل الملائكة وعيسى وسيدي اءحمد== اءنهم اءنما يعبدون سيدي احمد هذه الاقبور والاءصنام= لتقربهم اءلى الله زلفى= فهم مقرون اءنها من دون الله==واءنها لا تملكلهم ضرا ولا نفعا= واءنهم شفعاء لهم عند اللهعز وجل= ولكن هذه الشفا عة باطلة لا تنفع صاحبها لاءن الله يقول=) فما تنفعهم شفاعة الشافعين=) وذالك لاءن الله تعالى =لا يرظى لهؤلاء المشركين شركهم ولا يمكن اءن ياءذن بالشفاعة لهم= لاءنه لا شفاعة اءلا لمن اءرتظاه الله عز وجل= والله لا يرظى لعباده الكفر ولايحب الفساد=)=== فتعلق عباد القبور باءلهتم وصالحيهم ويعبو دونها = ويقلون ) هؤلاء شفعا ئنا عند الله )= فتعلق باطل غير نافع= بل هذا لايزيدهم من الله تعالى= اءلابعدا على اءن المشركون يرجون الشفاعة= اءصنامهم وصالحيهم==بوسيلة باطلة= وهي عبادة هذة الاصنام والقبور والاء ظرحة= وهذا = من جهلهم وسفههم اءن يحاولو التقرب اءلى الله تعالى بما يزيدهم بعدا=) ومزالو على هذا الكفر وعبادة الاصنام والقبور = حتى بعث الله الرسول عليه الصلاة والسلام يجدد لهم دين اءبيهم اءبراهيم= ويخبرهم اءن التقرب والاءعتقاد محظى حق الله تعالى= لا يصلح شيء= لغير الله تعالى لا لملك مقرب ولا =لنبي ولا للصالح= ولا لنبي مرسل فضلا من غيرهما=) وءلا فهؤلاء الشركون الذين بعث فيه النبي عيه الصلاة والسلام== يشهدون ان لاخالق ولا رازق اءلا الله= واءن الله يحي ويميت=) وكذالك الصوفية عباد القبور يشهدون== اءن خالق ولا رازق اءلا الله ويعبدون القبور ويطفون بها كطوافهم بالكعبة= ويذبحون لاصنامهم== من القبور ءاولياء المشعوذين=) الصوفية كلاب جهنم=)

    ردحذف
  2. ي حقيقة الحركة الإصلاحية أو ما يسمى ( الوهابية ) وبواعثها ما ينفي المزاعم
    المبحث الأول : حقيقة الحركة الإصلاحية والدولة السعودية الأولى :

    هي الإسلام على منهج السلف الصالح :

    من الحقائق الثابتة الجليلة أن الدعوة الإصلاحية التي قام بها المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي - رحمه الله - ( 1115 - 1206هـ ) ( 1703 - 1792م ) ونصرها الإمام المجاهد محمد بن سعود - رحمه الله - ت ( 1179هـ ) ( 1765م ) إنما هي امتداد للمنهج الذي كان عليه السلف الصالح أهل السنة والجماعة على امتداد التاريخ الإسلامي ، وهو منهج الإسلام الحق الذي كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام والتابعون وأئمة الدين من الأئمة الأربعة ونحوهم من أهل الحديث والفقه وغيرهم .
    إذن فهذه الحركة المباركة لم تكن في حقيقتها ومضامينها ومنهجها العقدي والعلمي والعملي ، إلا معبرة عن الإسلام نفسه ، مستهدفة إحياء ما اعترى تطبيقه من قبل كثير من المسلمين من غشاوة وجهل وإعراض ، بتصحيح العقيدة ، وإخلاص العبادة ، وإحياء السنة ، ومحاربة الشركيات والبدع والمحدثات في الدين .
    يقول الأستاذ / عبد الرحمن الرويشد في كتابه « الوهابية حركة الفكر والدولة » مؤكدا أصالة الفكرة الوهابية وأنها ليست مذهبا جديدا ، إنما هي إحياء للدين الحق : « ليست الفكرة الوهابية السلفية ديانة جديدة أو مذهبا محدثا كما أشاع ذلك خصومها ، وإنما هي ثمار جهود مخلصة تنادي بالعودة إلى نموذج بساطة الإسلام والاستمداد في التشريع من نبعه الصافي ، كما تدعو إلى حركة تطهير شاملة لكل ما أدخل على المعتقد الديني من شرك وبدع وزيغ وضلال أدت كلها إلى تشويه حقائق الإيمان وأفسدت رواء الدين ، وأبعدت أبناءه عن قوة التزامه معتقدا وسلوكا .

    ردحذف
  3. إطلاق ( الوهابية ) على هذه الدعوة الإصلاحية انطلق أولا من الخصوم ، وكانوا يطلقونه على سبيل التنفير واللمز والتعيير ، ويزعمون أنه مذهب مبتدع في الإسلام أو مذهب خامس .
    - ص 34 - ولم يكن استعمال ( الوهابية ) مرضيا ولا شائعا عند أصحاب هذه الحركة وأتباعهم ، ولا عند سائر السلفيين أهل السنة والجماعة ، وكان كثير من المنصفين من غيرهم والمحايدين يتفادى إطلاق هذه التسمية عليهم ؛ لأنهم يعلمون أن وصفهم بالوهابية كان في ابتدائه وصفا عدوانيا إنما يقصد به التشويه والتنفير وحجب الحقيقة عن الآخرين ، والحيلولة بين هذه الدعوة المباركة وبين بقية المسلمين من العوام والجهلة وأتباع الفرق والطرق ، بل وتضليل العلماء والمفكرين الذين لم يعرفوا حقيقة هذه الدعوة وواقعها .
    ولقد صار لقب ( الوهابية ) وتسمية الحركة الإصلاحية السلفية الحديثة به هو السائد لدى الآخرين من الخصوم وبعض الأتباع والمؤيدين المحايدين ( تنزلا ) .
    وهو الوصف الرائج عند الكثيرين من الكتاب والمفكرين والمؤرخين والساسة ، والمؤسسات العلمية ، ووسائل الإعلام إلى يومنا هذا ، بل تعدى الأمر إلى التوسع في إطلاق الوهابية على أشخاص وحركات منحرفة عن المنهج السليم ، وتخالف ما عليه السلف الصالح وما قامت عليه هذه الدعوة المباركة ، وهذا بسبب تراكمات الأكاذيب والأساطير التي نسجت حول الدعوة وأهلها بالباطل والبهتان .
    أما أتباع هذه الحركة فهم لا يرون صواب هذه التسمية ( الوهابية ) ولا ما انطوت عليه من مغالطات وأوهام ، لاعتبارات مقنعة كثيرة ؛ شرعية وعلمية ومنهجية وموضوعية وواقعية ، تتلخص فيما أشرت إليه في التعريف من أنها تمثل تماما الإسلام الحق الذي جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن سلك سبيل الهدى ، وإذن فحصره تحت مسمى غير الإسلام والسنة خطأ فادح وبدعة محدثة ومردودة .
    فالدارس لهذه الدعوة المباركة بإنصاف وموضوعية سيتوصل - حتما - إلى أنها إنما تنادي بالرجوع إلى الإسلام الصافي ، وأنها امتداد للدين الحق ( عقيدة وشريعة ومنهاج حياة ) والمتمثل - بعد حدوث الافتراق في الأمة الإسلامية - بالتزام نهج النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام والتابعين ومن سلك سبيلهم وهم السلف الصالح أهل السنة والجماعة .
    وإذا كان الأمر كذلك ؛ أعني أن الدعوة هي الإسلام والسنة التي جاء بها النبي - ص 35 - - صلى الله عليه وسلم - وما عليه سلف الأمة . . . فلا معنى لإفرادها باسم أو وصف ( كالوهابية ) أو غيره ، لكن قد ترد على ألسنة علماء الدعوة ومؤيديها أو غيرهم بعض الأوصاف الشرعية الصحيحة لها أو لأتباعها والتي لا تتنافى مع رسالتها مثل : دعوة الشيخ : الدعوة ، الدعوة الإصلاحية ، دعوة التوحيد ، السلفية ، وقد يوصف أهلها بالسلفيين والموحدين ، وأهل التوحيد ، وأهل السنة ، والحنابلة ، والنجديين . ونحو ذلك من الأوصاف الشرعية الحسنة ، أو المقبولة .

    حذف

    ردحذف
  4. ومن فضل الله على أتباع هذه الدعوة المباركة أن لقب ( الوهابية ) من الخصوم في كثير من الأحيان يحمل معان إيجابية ويعتز بها أتباعها وعموم أهل السنة ، وإن قصد به خصومهم اللمز والسب .
    وذاك - على سبيل المثال : حين يطلقونها على من يقيم شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهو أصل من أصول الإسلام وشعائره العظيمة ، ومن أكبر خصائص الأمة المسلمة ، ومن خصال الخيرية لهذه الأمة كما قال تعالى : كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر [ سورة آل عمران ، من الآية : 110 ] .
    وحين يطلقون ( الوهابية ) كذلك على الأخذ بالكتاب والسنة والتمسك بالدين وتوحيد الله تعالى ، ونبذ الشركيات والبدع ، وهذه صفة مدح وتزكية يفرح بها المؤمنون .
    وحين يطلقون ( الوهابية ) على اقتفاء منهج السلف الصالح الذي هو سبيل المؤمنين ، وسنة سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - وهذه تزكية لا تقدر بثمن .
    والناظر في مفاهيم الناس حول ما يسمونه ( الوهابية ) يجد الكثير من الغبش والخلط والتناقض والاضطراب .
    فالوصف السائد للوهابية عند أغلب الخصوم ومن سار في ركابهم يقصد به : كل من لا يعمل بالبدع ولا يرضاها ، وينكرها ولا يقرها .
    وقد يقصد بـ ( الوهابية ) كل مذهب غريب وشاذ .
    وآخرون يطلقون ( الوهابية ) على كل من كان على مذهب أهل السنة والجماعة ، مقابل الشيعة أو مقابل الفرق الأخرى . وقد يخصصه بعضهم بالاتجاهات السلفية ، وأهل الحديث ، وأنصار السنة ونحوهم .
    وقد توسعت بعض وسائل الإعلام والاتجاهات الغربية ومن دار في فلكها بإطلاق - ص 36 - ( الوهابية ) على كل مسلم ينزع إلى التمسك بشعائر الدين وأحكامه وربما ترادف عندهم عبارة ( أصولي ) أو متزمت أو متشدد ، والمتمسك بالدين عندهم : متشدد .
    وبعض المؤسسات والدوائر الغربية ومن تأثر بها صارت عندهم ( الوهابية ) ترادف : التطرف ، والإرهاب والعنف ، والعدوانية . ونحو ذلك ، وهذا تصور خاطئ وحكم جائر .

    ردحذف
  5. ومن فضل الله على أتباع هذه الدعوة المباركة أن لقب ( الوهابية ) من الخصوم في كثير من الأحيان يحمل معان إيجابية ويعتز بها أتباعها وعموم أهل السنة ، وإن قصد به خصومهم اللمز والسب .
    وذاك - على سبيل المثال : حين يطلقونها على من يقيم شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهو أصل من أصول الإسلام وشعائره العظيمة ، ومن أكبر خصائص الأمة المسلمة ، ومن خصال الخيرية لهذه الأمة كما قال تعالى : كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر [ سورة آل عمران ، من الآية : 110 ] .
    وحين يطلقون ( الوهابية ) كذلك على الأخذ بالكتاب والسنة والتمسك بالدين وتوحيد الله تعالى ، ونبذ الشركيات والبدع ، وهذه صفة مدح وتزكية يفرح بها المؤمنون .
    وحين يطلقون ( الوهابية ) على اقتفاء منهج السلف الصالح الذي هو سبيل المؤمنين ، وسنة سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - وهذه تزكية لا تقدر بثمن .
    والناظر في مفاهيم الناس حول ما يسمونه ( الوهابية ) يجد الكثير من الغبش والخلط والتناقض والاضطراب .
    فالوصف السائد للوهابية عند أغلب الخصوم ومن سار في ركابهم يقصد به : كل من لا يعمل بالبدع ولا يرضاها ، وينكرها ولا يقرها .
    وقد يقصد بـ ( الوهابية ) كل مذهب غريب وشاذ .
    وآخرون يطلقون ( الوهابية ) على كل من كان على مذهب أهل السنة والجماعة ، مقابل الشيعة أو مقابل الفرق الأخرى . وقد يخصصه بعضهم بالاتجاهات السلفية ، وأهل الحديث ، وأنصار السنة ونحوهم .
    وقد توسعت بعض وسائل الإعلام والاتجاهات الغربية ومن دار في فلكها بإطلاق - ص 36 - ( الوهابية ) على كل مسلم ينزع إلى التمسك بشعائر الدين وأحكامه وربما ترادف عندهم عبارة ( أصولي ) أو متزمت أو متشدد ، والمتمسك بالدين عندهم : متشدد .
    وبعض المؤسسات والدوائر الغربية ومن تأثر بها صارت عندهم ( الوهابية ) ترادف : التطرف ، والإرهاب والعنف ، والعدوانية . ونحو ذلك ، وهذا تصور خاطئ وحكم جائر .

    ردحذف
  6. وفي الآونة الأخيرة وبعد أحداث ( 11 سبتمبر ) في أمريكا وتداعيتها كثرت الأساطير والأوهام حول الوهابية ، إلى حد أن بعض خصوم الدعوة والحاقدين على المملكة العربية السعودية وأهلها ، من المسلمين وغير المسلمين رموها بأنها هي التي وراء هذه الأحداث ، وقد تلقف هذه الأسطورة بعض الإعلاميين ، والكتاب والساسة .
    وهذه التناقضات في التعاريف كافية في الدلالة على أن الناس لا يزالون في أمر مريج يتخبطون في مواقفهم وأحكامهم على هذه الدعوة الإصلاحية وأتباعها ودولتها ، وأن غالبهم لا يعرف حقيقتها ، أو أن الأهواء والتعسف والظلم والتقليد والعشوائية والجهل هي التي تسيطر على مواقف الناس وأحكامهم على هذه الدعوة وأهلها ودولتها .
    إن الدعوة الإصلاحية بأي اسم سماها الناس ، أو وصف وصفوها به ، فهي على كل الأحوال : كيان حي يمثل الإسلام ، والسنة النقية الصافية ، كما جاء بها النبي - صلى الله عليه وسلم - وكما فهمها الصحابة والسلف الصالح ، وهي بريئة مما اتهمت به كل البراءة كما سيأتي بيانه .

    وادي ىالذئاب في الجزائر ع==الذئاب =علي بلحاج عباس مدني= تلاميذة السيد قطب الذي يكفر المجتمع العربي والاءسلامي ويستحل دمائه بالذنوب=)) الخوارج كلاب النار يقتلون اءهل الاءسلام ويتركون اءهل الصلبان =)) الفيس الاءرهاب في الجزائر جزء ممول من طرف السيد قطب= واليهود التلمود الذي سيطر على العالم وسفكت دما ء الجزائريين بسبب الخوارج الاءرهابيين القرظاوي عميل اليهود= بتكفير الجزائريين واءستحلال دمائهم=) واليهود مولت الخوارج الفيس جبهة التكفير وسفك الدماء= بالسلاح
    =)))قال الرسول عليه الصلاة=لعنة الله على اليهود والنصارى اءتخذوا قبور اءنبيائهم مساجدا من دون الله=)))) محمد بن عبد الوهاب التميمي= من قبيلة بن تميم) قبيلة العلماء=)) الشيخ الوهاب=)) الوهاب = اءسم وصفة صفات الله عز وجل= ومن اءنكر هذا الاءسم فهو جاحد للاءسماء الله=))الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله=)تلميذ الشيخ الاءسلام اءبن تيمية رحمه الله=وتتلمذوا =على الصحابة رظي الله عنهم=))عبد الله بن العباس رضي الله عنهم= والرسول عليه الصلاة والسلام=)) وهدموا القبور التي تعبد من دون الله=))) ولم يتتلمذوا على يد الفلاسفة اليهود والرومان=)))) كما فعل=== السيد قطب والقرظاوي= والغزالي= والجهم بن صفوان==تلاميذة الفلاسفة الرومان اليهود= اءرساطيطس= سقراط= الطغاة= الذين يحرفون الاءسماء والصفاة=)) ومن طعن في دعوة =) الشيخ محمد بن عبد الوهاب=) فقد طعن=)) وكفر بدعوة االرسول عليه الصلاة والسلام=)والاءصل =فهو= مكذب للقراءن والسنة والنبوية==وكافر بالله عز وجل=))

    حذف

    ردحذف

  7. - ص 37 - حقيقة الدعوة كما شهد بها المنصفون وإنه لمن المفيد أن أسوق كلام بعض الشهود من غير النجديين الذين عايشوا هذه الدعوة ودولتها المعاصرة وعلماءها وأهلها عن كثب ومنهم : الأستاذ ( حافظ وهبة ) إذ يقول تحت عنوان : ( ما هي الدعوة الوهابية ؟ ) : « لم يكن الشيخ محمد بن عبد الوهاب نبيا كما ادعى نيبهر الدانمركي ، ولكنه مصلح مجدد داع إلى الرجوع إلى الدين الحق ، فليس للشيخ محمد تعاليم خاصة ، ولا آراء خاصة وكل ما يطبق في نجد من الفروع هو طبق مذهب الإمام أحمد بن حنبل وأما في العقائد فهم يتبعون السلف الصالح . ويخالفون من عداهم ، وتكاد تكون عقائدهم وعباداتهم مطابقة تمام المطابقة لما كتبه ابن تيمية وتلاميذه في كتبهم ، وإن كانوا يخالفونهم في مسائل معدودة من فروع الدين . وهم يرون فوق ذلك أن ما عليه أكثر المسلمين من العقائد والعبادات لا ينطبق على أساس الدين الإسلامي الصحيح .
    وشاهد آخر وهو الدكتور منير العجلاني إذ يقول مجيبا على التساؤل :
    ( ما هي صفة الحركة الوهابية ؟ )

    « لقد تساءل غير واحد من المؤلفين هذا السؤال ، وكانت الأجوبة مختلفة . . . فبعضهم يرى أنها حركة دينية خالصة ، تريد الرجوع بالإسلام إلى صفائه الأول ، وأنها لذلك كافحت الشرك في كل ألوانه وأنكرت البدع التي أحدثت بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - .
    وبعضهم يرى أنها حركة سياسية ، غايتها فصل نجد والبلاد العربية عن الخلافة العثمانية ، وإقامة حكومة عربية مستقلة ، وأن الدين لم يكن إلا وسيلة لتحقيق هذا الغرض .
    وآخرون يرونها مزيجا من الدين والقومية ؛ لأنها كافحت في الميادين لتحقيق غايات دينية وقومية ، وألفت حكومة ، وأوجدت نظاما مبنيا على الإسلام ، ضمن الإطار السلفي .
    ويقول المستشرق الفرنسي « هنري لاوست » : إن روح الحركة الوهابية ومعناها لم يتحددا في وضوح كامل .
    - ص 38 - يقال حينا إن الوهابية حركة دينية غايتها إعادة الإسلام إلى صفائه الأول . وتعرف حينا آخر بأنها حركة تطهير ، يغلب عليها التشدد ، وترفض - كالبروتستانتية - عقيدة تقديس الأولياء ، وتكافحها كفاحا لا هوادة فيه .
    وكل هذا إنما هو محاولة لتعريف الوهابية ببعض صفاتها الثانوية المتفرعة عنها ، كما رآها أعداؤها ، أو كما أظهرها الغلاة من أتباعها . . .
    ولا سبيل إلى فهم الحركة الوهابية وتعريفها تعريفا صحيحا ، إلا بالرجوع إلى كتاب « السياسة الشرعية » ، لابن تيمية ، ومتى فعلنا ذلك استطعنا أن نعرف الوهابية بأنها : حركة إصلاح وتجديد ، سياسية ودينية ، ترمي إلى إنشاء دولة إسلامية على الأسس التي أوردها ابن تيمية ، في كتاب « السياسة الشرعية » .
    وحسبنا أن نقرأ المجموعات التي نشرتها الحكومة العربية السعودية باسم : « مجموعة الرسائل والمسائل النجدية » حتى ندرك تماما أن الأفكار الوهابية مستمدة من « السياسة الشرعية » و « الحسبة » لابن تيمية ، و « السياسة الحكمية » ، لابن القيم الجوزية .

    ردحذف
  8. أينـــا وعندنا أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب : عودة إلى الإسلام في أول أمره ومطلع فجره ، ومتى قلنا ذلك كفينا أنفسنا عناء الجدل العقيم .
    ذلك أن من دعا إلى الإسلام الأول ، فإنما يدعو إلى الإسلام كما كان يرى في المدينة ، في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، ثم في عهود الخلفاء الراشدين » .
    إلى أن قال : « وحركة محمد بن عبد الوهاب هي حركة تجديد وتطهير : تجديد وإحياء لما أهمله المسلمون من أمور الإسلام وأوامره ، وتطهير للإسلام مما أدخلوه عليه من الشركيات والبدع !
    ولم تكن دعوة محمد بن عبد الوهاب دعوة « فيلسوف » معتزل في غرفته ، ولكنها كانت دعوة زعيم مصلح ، يكافح دون عقيدته ، ويعمل لها بلسانه ويده ، وبكل قلبه ، وبكل عقله ، وبكل جهده .
    - ص 39 - إن دعوة محمد بن عبد الوهاب ليست « نظرية » أو كتابا ألفه ليقرأه الناس ، ولكنها منهاج رسمه ، وقام وراءه يدعو إلى العمل به ، بالموعظة أولا ، ثم بالقوة . . . قوة دولة الإسلام التي قامت على أساس الشرع وحده .
    فمنهاج الشيخ ليس إصلاحا دينيا خالصا ، بالمعنى الذي يفهمه الأوروبيون اليوم ؛ لأنهم يفرقون بين الدين والدنيا ، ويجعلون الدين صلة خاصة بين العبد وخالقه ، لا يحمل الناس على اتباعه بالقوة ، ثم هم يفرقون بين الدين ( أو الشرع ) وبين القانون ، ويقولون إن الدولة تلزم الأفراد بالقانون الذي تضعه هي لهم ، ولكنها لا تلزمهم بالشرع ، بل قد يخالف قانونها الشرع ! .
    إن الإسلام وحدة ، دين ودنيا ، ودعوة الشيخ لذلك ، دعوة جامعة للأمور الدينية والسياسية » .
    ويقول الدكتور عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم :

    « يطلق بعض الكتاب على « الدعوة السلفية » اسم « المذهب » ، كما يطلق عليها البعض الآخر اسم « الوهابية » ، والحقيقة أن استعمال هذين الوصفين للدعوة غير دقيق ، فهي ليست بمذهب جديد في الإسلام ، حتى يصح إطلاق لفظ المذهب عليها ، بل إن صاحب الدعوة نفسه كان حريصا على أن يؤكد للناس أنه لا يدعوهم إلى مذهب جديد في الإسلام ، وذكر في رسائله قائلا : « فإني لم آت بجهالة ، بل أقولها ، ولله الحمد والمنة وبه القوة إنني هداني ربي إلى الصراط المستقيم ، دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا ، وما كان من المشركين ، ولست ولله الحمد أدعو إلى مذهب صوفي أو غيره . . . بل أدعو إلى الله وحده لا شريك لـه ، وأدعو إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي أوصى بها أول أمته وآخرهم » .
    « أما وصف الدعوة بالوهابية ، فقد أطلقه عليها خصوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، حتى يبرهنوا للناس أن مبادئه التي يدعو إليها بدعة جديدة خارجة على مبادئ الإسلام ، بل إن أعداء الدعوة من الترك ، ومن جاراهم غالوا في ذلك ووصفوا أتباع الدعوة بالروافض والخوارج ، - ص 40 - حتى إن الوثائق الرسمية المتبادلة بين محمد علي والباب العالي تنعت الأمير السعودي الذي يعمل على نشر مبادئ الدعوة السلفية باسم « الخارجي » .
    ويقول محمد جلال كشك : « ودعوة التوحيد التي نادى بها الشيخ تقبلها العلماء في شتى بلدان العالم الإسلامي ، أو قل: لم يستطع أحد منهم أن يرفضها ، بل على العكس ركز خصومها على اتهامها بأنه « لا جديد فيها » واهتموا بمناقشة الشكليات ، وافتراء الاتهامات ، بينما أعلن أكثر من عالم وفقيه أو حتى مستشرق انطباقها على مبادئ الإسلام الصحيحة .

    ردحذف
  9. كذلك ذهب ابن بشر إلى أن الشريف غالب وافق على أفكار الشيخ لولا أن الحاشية حذرته بأن الوهابيين إنما يريدون ملكه وليس ضميره ، « فارتعش قلبه وطار » .
    ومحمد بن عبد الوهاب ، اهتم اهتماما كبيرا ، هو وورثته من بعده ، بتأكيد أنه لا جديد في دعوته ، وأنه لم يأت بمذهب خامس ، وهذا صحيح بالطبع ، وإن كان الحرص على نفي تهمة المذهب الخامس « أمر مبالغ فيه ؛ لأن المذاهب في حد ذاتها ، ليست أديانا منزلة ، وإنما هي اجتهادات وهم رجال ونحن رجال » .
    لقد ظل هذا الحرص على نفي شبه المذهبية الجديدة يلازم رجال الحركة في المسجد والدولة ، إلى حد اتقاء كلمة « الوهابية » والإصرار على أن « محمد بن عبد الوهاب » ليس أكثر من تلميذ أو فقيه من فقهاء المذهب الحنبلي « المعترف » به ، فلماذا انفرد هو بذلك الأثر الذي أحدثه ، وبتلك القدرة على تفجير طاقات غيرت تاريخ المنطقة ؟ » .
    « فهو لا يدعو « إلى مذهب صوفي ، أو فقيه ، أو متكلم ، أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم » ، « أدعو إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، التي أوصى بها أول أمته وآخرهم ، وأرجو أني لا أرد الحق إذا أتاني بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه . إن أتانا منكم كلمة من الحق ، لأقبلنها على الرأس والعين ولأضربن الجدار بكل ما خالفها » .
    - ص 41 - « وهكذا فتح الشيخ باب الاجتهاد على مصراعيه ، وكتب إلى الشريف غالب يقول : « فإن كانت المسألة إجماعا فلا كلام ، وإن كانت مسألة اجتهاد ، فمعلومكم أنه لا إنكار في مسائل الاجتهاد » .
    لا شك أنه كان أكثر تقدمية وانفتاحا من المتكلم عن شيوخ مكة ، بل وأكثر قربا لروح الإسلام في الحوار المشهور بين علماء الوهابية وعلماء مكة . فقد قال الشيخ الحنفي المذهب : أنا لا أقبل إلا ما قاله إمامي أبو حنيفة لأنني مقلد لـه فيما قاله ، ولا أقبل أن تقول لي: قال رسول الله أو قال ذو الجلالة ؛ لأن أبا حنيفة أعلم مني ومنك بقولهما » .
    وهكذا نرى أننا نظلم الشيخ ونظلم دعوته ، بل نظلم السلفية والسلفيين عندما نتحدث عنهم بالمفهوم السوقي الشائع » .
    « فالدولة السعودية ، أو الثورة الوهابية كانت ضد التخلف العثماني ، كانت محاولة للإفلات من السفينة العثمانية الغارقة ، والتي لم يبق بها إلا طابور انكشاري يعترض طريق كل من يحاول سد خروق السفينة » .
    « لم يحس أحد في القاهرة ولا مكة ولا حتى الأستانة بسقوط بخارى وسمرقند والقوقاز ، مع أنها أعرق في تاريخ الإسلام وحضارتها من بلجراد وسالونيك والأستانة ذاتها ، وشعوبها مسلمة مائة بالمائة منذ القرن الأول الهجري . . . ولكن هذه العواصم تنبهت مذعورة على مدفعية الأساطيل الأوروبية عند الشواطئ العربية . . . وبدأ الحديث عن « انقلاب المطبوع » والبحث عن تفسير لظاهرة انتصار الكفار على المؤمنين أو اختلال الناموس كما قالوا ! .
    « وطرح السؤال بعنف : ما العمل ؟ كيف نواجه هذا التحدي ؟ وكانت أول إجابة طرحت في العالم العربي ، وما زالت آثارها حية إلى اليوم ، هي المنهج السعودي ، الذي طرحه « محمد بن عبد الوهاب » وتبناه « محمد بن سعود » وهو « لا ينتصر آخر هذا الدين إلا بما انتصر به أوله »
    فاجأ ابن عبد الوهاب الجميع بإعلان أنه لا خطأ في الناموس . . . لا خطأ في قوانين الكون ، فالكفار لم يهزموا المؤمنين ، بل هزموا كفارا عادوا للشرك فخسروا الدين والدنيا ! » .
    « فإن مظاهر الوثنية كانت قد تفشت في أنحاء العالم الإسلامي ، ليس فقط في الاعتقاد بالمشايخ والأولياء ، وأصحاب الطرق ، بل حتى في الاعتقاد ببركة أحجار وأشجار ، - ص 42 - وكان في مصر شجرة اسمها « أم الشعور » يتبرك بها العامة ويعتقدون بوجود روح داخلها ، وكان العامة يعلقون قطعة من ثيابهم ، أو ثياب غرمائهم في مسامير بوابة المتولي ، طلبا للمعاونة أو التنكيل بالخصوم . كما كان العامة في مصر يوجهون شكاويهم كتابة للإمام الشافعي المتوفى قبل أكثر من عشرة قرون ! ويعتقدون أنه يقرأها ، ويقضي فيها . . . فهو « قاضي الشريعة » كما يلقبه العامة في مصر » .

    حذف

    ردحذف
  10. وليس أصدق في وصف حال نجد وما حولها من أهلها لا سيما العلماء والباحثين الذين عنوا بهذا الأمر ، وعلى رأسهم إمام الدعوة الذي أعلن دعوته الإصلاحية من هذا المنطلق - أعني تشخيص الأمراض التي يعيشها المجتمع النجدي وسائر الأمة - فقد وصف الإمام نفسه الواقع الذي يعيشه كثير من المسلمين في نجد وغيرها ، وما شاع بينهم من بدع وخرافات ومظالم وجهالات ، وكان هذا الواقع هو السبب والباعث لقيام الإمام بدعوته الإصلاحية ، وكثيرا ما كان يخاطب الناس من هذا المنطلق ، فقال محاورا لمخالفيه ومبينا لهم وجود عظائم المخالفات قال : « منها - وهو أعظمها - عبادة الأصنام عندكم ، من بشر وحجر ؛ هذا يذبح لـه ؛ وهذا ينذر لـه ؛ وهذا يطلب إجابة الدعوات وإغاثة اللهفات ؛ وهذا يدعوه المضطر في البر والبحر ؛ وهذا يزعمون أن من التجأ إليه ينفعه في الدنيا والآخرة ولو عصى الله !
    فإن كنتم تزعمون : أن هذا ليس هو عبادة الأصنام والأوثان المذكورة في القرآن ، فهذا من العجب ؛ فإني لا أعلم أحدا من أهل العلم يختلف في ذلك ، اللهم إلا أن يكون أحد وقع فيما وقع فيه اليهود ، من إيمانهم بالجبت والطاغوت ؛ وإن ادعيتم أنكم لا تقدرون على ذلك ، فإن لم تقدروا على الكل ، قدرتم على البعض ؛ كيف وبعض الذين أنكروا علي هذا الأمر ، وادعوا أنهم من أهل العلم ، ملتبسون بالشرك الأكبر ، ويدعون إليه ، ولو يسمعون إنسانا يجرد التوحيد ، لرموه بالكفر والفسوق ؛ ولكن نعوذ بالله من رضى الناس بسخط الله .
    ومنها : ما يفعله كثير من أتباع إبليس ، وأتباع المنجمين والسحرة والكهان ، ممن ينتسب إلى الفقر ، وكثير ممن ينتسب إلى العلم من هذه الخوارق التي يوهمون بها الناس ، ويشبهون بمعجزات الأنبياء ، وكرامات الأولياء ، ومرادهم أكل أموال الناس بالباطل ؛ والصد عن سبيل الله ، حتى إن بعض أنواعها يعتقد فيه من يدعي العلم : أنه من العلم الموروث عن الأنبياء ، من علم الأسماء ، وهو من الجبت والطاغوت ، ولكن هذا مصداق قولـه - صلى الله عليه وسلم - : لتتبعن سنن من كان قبلكم .
    - ص 48 - ومنها : هذه الحيلة الربوية التي مثل حيلة أصحاب السبت أو أشد ، وأنا أدعو من خالفني إلى أحد أربع ؛ إما إلى كتاب الله ، وإما إلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإما إلى إجماع أهل العلم ؛ فإن عاند دعوته إلى مباهلة ، كما دعا إليها ابن عباس في بعض مسائل الفرائض ، وكما دعا إليها سفيان ، والأوزاعي ، في مسألة رفع اليدين ، وغيرهما من أهل العلم ؛ والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله وسلم » .
    وقد شخص أحد علماء الدعوة الواقع ووصف حال الأمة أثناء ظهور الدعوة وقبلها في بلدان نجد وكذلك في أكثر البلاد الإسلامية المجاورة ، وهو الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن إذ يقول : « كان أهل عصره ومصره - يعني الإمام محمد - في تلك الأزمان ، قد اشتدت غربة الإسلام بينهم ، وعفت آثار الدين لديهم ، وانهدمت قواعد الملة الحنيفية ، وغلب على الأكثرين ما كان عليه أهل الجاهلية ، وانطمست أعلام الشريعة في ذلك الزمان ، وغلب الجهل والتقليد ، والإعراض عن السنة والقرآن ، وشب الصغير وهو لا يعرف من الدين إلا ما كان عليه أهل تلك البلدان ، وهرم الكبير على ما تلقاه عن الآباء والأجداد ، وأحاديث الكهان ، والطواغيت مقبولة ، قد خلعوا ربقة الدين ، وجدوا واجتهدوا في الاستغاثة بغير الله ، والتعلق على غير الله ، من الأولياء ، والصالحين ، والأوثان ، والأصنام ، والشياطين .

    حذف

    ردحذف
  11. وعلماؤهم ، ورؤساؤهم على ذلك ، وبه راضون ، قد أعشتهم العوائد والمألوفات ، وحبستهم الشهوات عن الارتفاع إلى طلب الهدى ، من النصوص والآيات ، يحتجون بما رأوه من الآثار الموضوعات ، والحكايات المختلقة ، والمنامات ، كما يفعله أهل الجاهلية ، وكثير منهم يعتقد النفع والضر ، في الأحجار ، والجمادات ، ويتبركون بالآثار ، والقبور نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون [سورة الحشر ، من الآية : 19] ، قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون [سورة الأعراف ، الآية : 33] .
    - ص 49 - فأما بلاد نجد : فقد بالغ الشيطان في كيدهم ، وكانوا ينتابون قبر زيد بن الخطاب ، ويدعونه رغبا ورهبا ، ويزعمون أنه يقضي لهم الحوائج ، وكذلك عند قبر يزعمون أنه قبر ضرار بن الأزور ، وذلك كذب ظاهر وبهتان .
    وكذلك عندهم : نخل - فحال - ينتابه النساء والرجال ، ويفعلون عنده أقبح الفعال ؛ والمرأة : إذا تأخر عنها الزواج ، تذهب إليه ، فتضمه بيدها ، وتدعوه برجاء ، وتقول : يا فحل الفحول ، أريد زوجا قبل الحول ؛ وشجرة عندهم تسمى : الطرفية ، أغراهم الشيطان بها ، وأوحى إليهم التعلق عليها ، وأنها ترجى منها البركة ، ويعلقون عليها الخرق ، لعل الولد يسلم من السوء .
    وفي أسفل : بلدة الدرعية : مغارة في الجبل ، يزعمون أنها انفلقت من الجبل لامرأة تسمى : بنت الأمير ، أراد بعض الناس أن يظلمها ويضير ، فانفلق لها الغار ، كانوا يرسلون إلى هذا المكان من اللحم والخبز ما يقتات به جند الشيطان .
    وفي بلدتهم : رجل يدعي الولاية ، يسمى : تاج ؛ يتبركون به ، ويرجون منه العون ، ويرغبون فيما عنده من المدد - بزعمهم - ولديه ، فتخافه الحكام والظلمة ، ويزعمون أن لـه تصرفا ، مع أنهم يحكون عنه الحكايات القبيحة الشنيعة التي تدل على انحلاله عن أحكام الملة ، وهكذا سائر بلاد نجد ، على ما وصفنا ، من الإعراض عن دين الله ، والجحد لأحكام الشريعة .
    ومن العجب : أن هذه الاعتقادات الباطلة والعوائد والطرق قد فشت وعمت ، حتى بلاد الحرمين الشريفين ! فمن ذلك : ما يفعل عند قبر محجوب ، وقبة أبي طالب ، فيأتون قبره للاستغاثة عند نزول المصائب ، وكانوا لـه في غاية التعظيم ، فلو دخل سارق ، أو غاصب ، أو ظالم قبر أحدهما ، لم يتعرض لـه أحد ، لما يرون لـه من وجوب التعظيم .
    ومن ذلك : ما يفعل عند قبر ميمونة ، أم المؤمنين - رضي الله عنها - في سرف ؛ وكذلك عند قبر خديجة - رضي الله عنها - يفعل عند قبرها ما لا يسوغ السكوت عليه ، من مسلم يرجو الله ، والدار الآخرة ، وفيه : من اختلاط النساء بالرجال وفعل الفواحش والمنكرات وسوء الأفعال ما لا يقره أهل الإيمان ، وكذلك سائر القبور المعظمة ، في بلد الله الحرام : مكة المشرفة .
    - ص 50 - وفي الطائف ، قبر ابن عباس - رضي الله عنهما - يفعل عنده من الأمور الشركية التي تنكرها قلوب عباد الله المخلصين ، وتردها الآيات القرآنية ، وما ثبت من النصوص عن سيد المرسلين ، منها : وقوف السائل عند القبر ، متضرعا مستغيثا ، مستكينا ، مستعينا ، وصرف خالص المحبة ، التي هي محبة العبودية ، والنذر ، والذبح لمن تحت ذاك المشهد ، والبنية .
    وأكثر سوقتهم وعامتهم يلهجون بالأسواق : اليوم على الله وعليك يا ابن عباس ، فيستمدون منه الرزق ، والغوث ، وكشف الضر ، وذكر محمد بن الحسين النعيمي الزبيدي - رحمه الله - : أن رجلا رأى ما يفعل أهل الطائف ، من الشعب الشركية ، والوظايف ، فقال : أهل الطائف لا يعرفون الله ، إنما يعرفون ابن عباس ، فقال لـه بعض من يترشح للعلم : معرفتهم لابن عباس كافية ؛ لأنه يعرف الله .

    ردحذف
  12. انظر إلى هذا الشرك الوخيم ، والغلو ، ووازن بينه وبين قولـه وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان [سورة البقرة ، من الآية : 186] وقولـه جل ذكره : وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا [سورة الجن ، آية : 18] وقد لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليهود والنصارى ، باتخاذهم قبور أنبيائهم مساجد يعبد الله فيها ، فكيف بمن عبد الصالحين ، ودعاهم مع الله ، والنصوص في ذلك لا تخفى على أهل العلم .
    كذلك ما يفعل بالمدينة المشرفة ، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، هو من هذا القبيل ، وفي بندر جدة ما قد بلغ من الضلال حده ، وهو : القبر الذي يزعمون أنه قبر حواء ؛ وضعه لهم بعض الشياطين .
    وكذلك مشهد العلوي ، بالغوا في تعظيمه ، وخوفه ، ورجائه ؛ وقد جرى لبعض التجار أنه انكسر بمال عظيم لأهل الهند ، وغيرهم ، وذلك في سنة عشر ومائتين وألف ؛ فهرب إلى مشهد العلوي مستجيرا ، ولائذا به ، مستغيثا ؛ فتركه أرباب الأموال ، ولم يجاسر أحد من الرؤساء والحكام على هتك ذاك المشهد ، واجتمع طائفة من المعروفين ، واتفقوا على تنجيمه في مدة سنين ، فنعوذ بالله من تلاعب الفجرة والشياطين .
    وأما بلاد : مصر ، وصعيدها ، وفيومها ، وأعمالها ، فقد جمعت من الأمور الشركية ، - ص 51 - والعبادات الوثنية ، والدعاوى الفرعونية ما لا يتسع لـه كتاب ، لا سيما عند مشهد : أحمد البدوي ، وأمثاله من المعبودين ، فقد جاوزوا بهم ما ادعته الجاهلية لآلهتهم ، ما لم ينقل مثله عن أحد من الفراعنة ، والنماردة .
    وبعضهم يقول : يتصرف في الكون سبعة ؛ وبعضهم يقول : أربعة ؛ وبعضهم يقول : قطب يرجعون إليه ، وكثير منهم يرى الأمر شورى بين عدد ينتسبون إليه ؛ فتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا [سورة الكهف ، من الآية : 5]
    وقد استباحوا عند تلك المشاهد من المنكرات ، والفواحش ، والمفاسد ما لا يمكن حصره ، واعتمدوا في ذلك من الحكايات ، والخرافــات ما لا يصدر عمن لـه أدنى مسكة أو حظ من المعقولات ، فضلا عن النصوص .
    كذلك ما يفعل في بلدان : اليمن ، جار على تلك الطريق والسنن ؛ ففي : صنعاء ، وبرع ، والمخا ، وغيرها من تلك البلاد ما يتنزه العاقل عن ذكره .
    وفي حضرموت ، والشجر ، وعدن ، ويافع ، ما تستك عن ذكره المسامع ، يقول قائلهم : شيء لله يا عيدروس ! شيء لله يا محيي النفوس ! .
    وفي أرض نجران من تلاعب الشيطان ، وخلع ربقة الإيمان ما لا يخفى على أهل العلم ، كذلك رئيسهم المسمى بالسيد ، لقد أتوا من طاعته ، وتعظيمه ، والغلو فيه بما أفضى بهم إلى مفارقة الملة والإسلام ، إلى عبادة الأوثان والأصنام اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون [سورة التوبة ، الآية : 31]
    وكذلك ، حلب ، ودمشق ، وسائر بلاد الشام ، فيها من تلك المشاهد ، والنصب ، وهي تقارب ما ذكرنا من الكفريات ، والتلطخ بتلك الوثنية الشركية .
    وكذلك : الموصل ، وبلاد الأكراد ، ظهر فيها من أصناف الشرك ، والفجور ، والفساد ؛ وفي العراق : من ذلك بحرة المحيط ، وعندهم المشهد الحسيني قد اتخذه الرافضة وثنا ، بل ربا مدبرا ، وأعادوا به المجوسية ، وأحيوا به معاهد اللات والعزى ، وما كان عليه أهل الجاهلية .

    حذف

    ردحذف
  13. ص 52 - وكذلك : مشهد العباس ، ومشهد علي ، ومشهد أبي حنيفة ، ومعروف الكرخي ، والشيخ عبد القادر ؛ فإنهم قد افتتنوا بهذه المشاهد ، رافضتهم ، وسنيتهم ؛ لم يعرفوا ما وجب عليهم ، من حق الله الفرد ، الصمد ، الواحد » .
    ثم قال : « وهذه الحوادث والكفريات والبدع ، قد أنكرها أهل العلم والإيمان ، واشتد نكيرهم ، حتى حكموا على فاعلها بخلع ربقة الإسلام والإيمان ؛ ولكن لما كانت الغلبة للجهال ، انتقضت عرى الدين ، وساعدهم على ذلك من قل حظه ونصيبه من الرؤساء ، والحكام ، والمنتسبين من الجهال ، فاتبعتهم العامة والجمهور ولم يشعروا بما هم عليه من المخالفة ، والمباينة لدين الله ، الذي اصطفاه لخاصته وأوليائه » .
    إلى أن قال عن الإمام محمد بن عبد الوهاب : « وتصدى - رحمه الله - : للرد على من نكب عن هذا السبيل ، واتبع سبيل التحريف والتعطيل على اختلاف نحلهم وبدعهم وتشعب مقالتهم وطرقهم ، متبعا - رحمه الله - ما مضى عليه السلف الصالح ، من أهل العلم والإيمان ، وما درج عليه القرون المفضلة بنص الحديث ، ولم يلتفت - رحمه الله - إلى ما عدا ذلك ، من قياس فلسفي ، أو تعطيل جهمي ، أو إلحاد حلولي ، أو اتحادي ، أو تأويل معتزلي ، أو أشعري ، فوضح معتقد السلف الصالح ، بعدما سفت عليه السوافي ، وذرت عليه الذواري ، وندر من يعرفه من أهل القرى والبوادي ، إلا ما كان مع العامة من أصل الفطرة ، فإنه قد يبقى ولو في زمن الغربة والفترة ، وتصدى أيضا : للدعوة إلى ما يقتضيه هذا التوحيد ويستلزمه ، وهو : وجوب عبادة الله وحده لا شريك لـه ، وخلع ما سواه من الأنداد والآلهة والبراءة من عبادة كل ما عبد من دون الله » .
    وكذلك : قام بالنكير على أجلاف البوادي وأمراء القرى والنواحي ، فيما يتجاسرون عليه ، ويعفونه من قطع السبيل ، وسفك الدماء ، ونهب الأموال المعصومة ، حتى ظهر العدل واستقر ، وفشا الدين واستمر ، والتزمه كل من كانت عليه الولاية ، من البلاد النجدية ، وغيرها ، والحمد لله على ذلك ؛ والتذكير بهذا يدخل فيما امتن الله به على - ص 53 - المؤمنين ، وذكرهم به من بعث الأنبياء والرسل » .
    ويقول الشيخ إسماعيل الدهلوي في كتابه رسالة التوحيد في وصف حال المسلمين عموما وفي الهند بخاصة تحت عنوان : « استفحال فتنة الشرك والجهالة في الناس » يقول : « اعلم أن الشرك قد شاع في الناس في هذا الزمان وانتشر ، وأصبح التوحيد الخالص غريبا ، ولكن معظم الناس لا يعرفون معنى الشرك ، ويدعون الإيمان مع أنهم قد تورطوا في الشرك وتلوثوا به ، فمن المهم قبل كل شيء أن يفقه الناس معنى الشرك والتوحيد ، ويعرفوا حكمهما في القرآن والحديث » .
    ثم قال تحت عنوان « مظاهر الشرك وأشكاله المتنوعة » : « ومن المشاهد اليوم أن كثيرا من الناس يستعينون بالمشايخ والأنبياء ، والأئمة والشهداء ، والملائكة ، والجنيات عند الشدائد ، فينادونها ، ويصرخون بأسمائها ، ويسألون عنها قضاء الحاجات ، وتحقيق المطالب ، وينذرون لها ، ويقربون لها قرابين لتسعفهم بحاجاتهم ، وتقضي مآربهم ، وقد ينسبون إليها أبناءهم طمعا في رد البلاء ، فيسمي بعضهم ابنه بعبد النبي » .
    وبالجملة : فإن هذا الواقع المتردي وهذه الأسباب وغيرها كانت من الدوافع الطبيعية التي هي من سنن الله ، والدوافع الشرعية استجابة لأمر الله ، وقد استدعت ( بالضرورة ) قيام دعوة إصلاحية شاملة تقوم على تجديد الدين بإحياء ما اندرس منه ، وبإصلاح أحوال الأمة في سائر نواحي الحياة في العقيدة والعبادة والعلم والسلطة والاقتصاد والاجتماع ، وجماع ذلك كله ( إخلاص العبادة لله وحده ) والعمل بمقتضى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .

    حذف

    ردحذف
  14. وليس أصدق في وصف حال نجد وما حولها من أهلها لا سيما العلماء والباحثين الذين عنوا بهذا الأمر ، وعلى رأسهم إمام الدعوة الذي أعلن دعوته الإصلاحية من هذا المنطلق - أعني تشخيص الأمراض التي يعيشها المجتمع النجدي وسائر الأمة - فقد وصف الإمام نفسه الواقع الذي يعيشه كثير من المسلمين في نجد وغيرها ، وما شاع بينهم من بدع وخرافات ومظالم وجهالات ، وكان هذا الواقع هو السبب والباعث لقيام الإمام بدعوته الإصلاحية ، وكثيرا ما كان يخاطب الناس من هذا المنطلق ، فقال محاورا لمخالفيه ومبينا لهم وجود عظائم المخالفات قال : « منها - وهو أعظمها - عبادة الأصنام عندكم ، من بشر وحجر ؛ هذا يذبح لـه ؛ وهذا ينذر لـه ؛ وهذا يطلب إجابة الدعوات وإغاثة اللهفات ؛ وهذا يدعوه المضطر في البر والبحر ؛ وهذا يزعمون أن من التجأ إليه ينفعه في الدنيا والآخرة ولو عصى الله !
    فإن كنتم تزعمون : أن هذا ليس هو عبادة الأصنام والأوثان المذكورة في القرآن ، فهذا من العجب ؛ فإني لا أعلم أحدا من أهل العلم يختلف في ذلك ، اللهم إلا أن يكون أحد وقع فيما وقع فيه اليهود ، من إيمانهم بالجبت والطاغوت ؛ وإن ادعيتم أنكم لا تقدرون على ذلك ، فإن لم تقدروا على الكل ، قدرتم على البعض ؛ كيف وبعض الذين أنكروا علي هذا الأمر ، وادعوا أنهم من أهل العلم ، ملتبسون بالشرك الأكبر ، ويدعون إليه ، ولو يسمعون إنسانا يجرد التوحيد ، لرموه بالكفر والفسوق ؛ ولكن نعوذ بالله من رضى الناس بسخط الله .
    ومنها : ما يفعله كثير من أتباع إبليس ، وأتباع المنجمين والسحرة والكهان ، ممن ينتسب إلى الفقر ، وكثير ممن ينتسب إلى العلم من هذه الخوارق التي يوهمون بها الناس ، ويشبهون بمعجزات الأنبياء ، وكرامات الأولياء ، ومرادهم أكل أموال الناس بالباطل ؛ والصد عن سبيل الله ، حتى إن بعض أنواعها يعتقد فيه من يدعي العلم : أنه من العلم الموروث عن الأنبياء ، من علم الأسماء ، وهو من الجبت والطاغوت ، ولكن هذا مصداق قولـه - صلى الله عليه وسلم - : لتتبعن سنن من كان قبلكم .
    - ص 48 - ومنها : هذه الحيلة الربوية التي مثل حيلة أصحاب السبت أو أشد ، وأنا أدعو من خالفني إلى أحد أربع ؛ إما إلى كتاب الله ، وإما إلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإما إلى إجماع أهل العلم ؛ فإن عاند دعوته إلى مباهلة ، كما دعا إليها ابن عباس في بعض مسائل الفرائض ، وكما دعا إليها سفيان ، والأوزاعي ، في مسألة رفع اليدين ، وغيرهما من أهل العلم ؛ والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله وسلم » .
    وقد شخص أحد علماء الدعوة الواقع ووصف حال الأمة أثناء ظهور الدعوة وقبلها في بلدان نجد وكذلك في أكثر البلاد الإسلامية المجاورة ، وهو الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن إذ يقول : « كان أهل عصره ومصره - يعني الإمام محمد - في تلك الأزمان ، قد اشتدت غربة الإسلام بينهم ، وعفت آثار الدين لديهم ، وانهدمت قواعد الملة الحنيفية ، وغلب على الأكثرين ما كان عليه أهل الجاهلية ، وانطمست أعلام الشريعة في ذلك الزمان ، وغلب الجهل والتقليد ، والإعراض عن السنة والقرآن ، وشب الصغير وهو لا يعرف من الدين إلا ما كان عليه أهل تلك البلدان ، وهرم الكبير على ما تلقاه عن الآباء والأجداد ، وأحاديث الكهان ، والطواغيت مقبولة ، قد خلعوا ربقة الدين ، وجدوا واجتهدوا في الاستغاثة بغير الله ، والتعلق على غير الله ، من الأولياء ، والصالحين ، والأوثان ، والأصنام ، والشياطين .

    حذف

    ردحذف
  15. http://mynewdogaddreess.blogspot.com/2015/02/blog-post_63.html

    ردحذف
  16. http://mynewdogaddreess.blogspot.com/2015/02/blog-post_63.html

    ردحذف
  17. اسلامية دين الوسطية لا وهابية======http://mynewdogaddreess.blogspot.com/2015/02/blog-post_63.html

    ردحذف