الجمعة، 2 يناير 2009

إسرائيل و أمن الحدود


نريد عقد سلام مع سوريا، الجولان مقابل السلام، سوريا تعرف ماذا تريد اسرائيل ونحن نعرف ما تريده سوريا. ماذا وراء ذلك؟ فجاة قالتها اسرائيل: السلام ممكن. فجاة بعد مناورات واحتكاكات غريبة وقصف مفاجئ وسافر وشحن على كل المستويات بلا اي معنى.السؤال المحير وهو ما طرحتة قناة الجزيرة في استفتاء جرى مؤخرا وكانت النتيجة 22% يرون جدية اسرائيل والباقون لا يقتنعون بها.انا ممن يرون جدية اسرائيل والاتي هو ما دفعني لذلك الاعتقاد وهو ببساطة ان الجولان كسيناء والهام هو ما وراء الستار.عندما بدات كبرى رؤوس منظري للفكر الصهيوني وبدا الحكماء في كتابة اهداف واستراتيجيات الدولة الجديدة، وضع المفكرين قاعدة هامة حتى تبنى عليها باقي القواعد الحاكمة للدولة العبرية الجديدة، قال جابوتنسكي المفكر الصهيوني البارز والاب الفكري الروحي لمناحم بيجن ان "الهدف من دولة جديدة هو اقصى اتساع ممكن من النيل الى الفرات مع وضع متميز للدولة الجديدة فتكون مسيطرة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا على المنطقة بلا منافس اومنازع".المعنى واضح، ليس الهدف الحقيقي الدولة التاريخية من النيل الى الفرات بل الهدف هو دولة تمتد الى اقصى مسافة ممكنة بالكامل من العراق لمصر او اقصى مسافة فيها يمكن تحقيقها بشرط ان تكون تلك الدولة الجديدة كالشمس تدور في فلكها كل دول المنطقة سياسيا واقتصاديا وعسكريا وتكون الدولة العبرية الجديدة هي رمانة الميزان فيها. من اجل ذلك قامت السياسة الاسرائيلية علة بث الفتن والمؤامرات في تلك المنطقة لتفتيتها الى كنتونات طائفية ودينية هشة ولعل الدعوات السابق للسلام فى الستينات والموافقة عليها في السبعينات وكذلك الثمانينات بالاضافة الى الدعوات لكمونولث عربي - اسرائيلي مثال على بداية للتطبيق الفعلي لما سبق ذكره.ادى ذلك الى وضع عقيدة اسرائيلية خاصة بامن الحدود الاسرائيلية بما يعرف باسم امن الحدود، قام ذلك الامن على ثلاث حالات مع تلك الحدود تقوم اسرائيل على توافرها تحت اى ظرف:1- الحالة الاولى ان تكون الحدود مع دولة في حالة سلام مع اسرائيل مما يضمن الامن من ذلك الجانب مع وضع اشتراطات امنية خاصة تضمن ان يكون السلام في صالح اسرائيل وضامن تماما لحالة الامن والنموذج المصري في سيناء مع الملحق العسكري للاتفاقية بالنسبة لسيناء وتقسيم سيناء لـ3 مناطق منزوعة السلاح تقريبا خير مثال.2- الحالة الثانية ان تكون تلك الحدود محتلة من جانب اسرائيل وبالتالي تضمن اسرائيل ان الحرب ان حدثت ستكون من اجل الارض المحتلة لا اكثر ولا اقل ولن تمس الارض التاريخية التي لا يجب مسها ابدا (فلسطين التاريخية) والنموذج السوري خيرمثال على ذلك.3- الحالة الثالثة ان تكون الحدود مع دولة ليست في حالة سلام مع اسرائيل ولكن من الطرف الاخر توجد ضمانات كافية للحفاظ على امن الحدود وذلك حل مؤقت لحين بحث الحل الكافي لضمان الامن الكامل بتحويل الموقف الى احدى الحالتين السابقتين والنموذج اللبناني مع وجود القوات الدولية(اليونيفيل) وتحالف ضامن للاسقرار مؤقتا (14 اذار) خير مثال.تلك الحالات الثلاثة السابقة كانت هي الحالات التي تحتمها قواعد امن الحدود المبنية على العقيدة القائمة عليها دولة اسرائيل والتي سبق ذ كرها.الان مع ما سبق ذكره لا بد ان نوضح معنى ما قاله اولمرت بان سوريا تعلم ما تريده اسرائيل واسرائيل تعرف مراد سوريا، المعنى انه مقابل الجولان بالكامل هناك عدة شروط اساسية وواضحة :1- لا بد من طرد كافة قيادات حماس من سوريا بالكامل مع التوقف عن دعمها باي شكل من الاشكال.2- توقف سوريا عن التعاون مع ايران سياسيا وعسكريا والانقلاب عليها.3- التوقف التام عن دعم حزب الله والتوجه لموقف اكثر ميلا لـ14 اذار والتوقف عن تهريب السلاح للتنظيم.4- وضع الجولان بملحق عسكرى فى حالة نزع سلاح اشبة بالحالة المصرية بسيناء05- وضع الاتفاقيات الممكنة التي تضمن تماما ان يستمر تدفق المياه من بحيرة طبرية بصورة كاملة تحقق الامن المائي لاسرائيل دون اي تغيير.6- التوجه في عملية التسليح الى الولايات المتحدة الامريكية بديلا عن روسيا.تلك هى المتطلبات الاسرائيلية اما المتطلبات السورية :1- الغاء العقوبات التي فرضت على سوريا وانفتاح متكامل على الغرب.2- تسوية مسالة المحكمة الدولية لقتلة الحريري مع عدم المساس بالقيادات السورية.3- الجولان لتبرير التنازلات امام العرب والشعب.تلك هي المتطلبات السورية والاسرائيلية وفي النهاية ينبغي ان نشير الى ان كل ذلك يتفق مع المخطط الامريكي للمنطقة والذي كان اخر مراحله واشكاله (الشرق الاوسط الكبير) فالمخطط واضح بتدمير البؤر المقاومة والغاء تلك الدول التي تواجه المخطط الغربي الجديد الذي تلاقى مع المخططات الامنية الاسرائيلية وانتج التحالف الحالي (سوريا، ايران، حزب الله، حماس، الجهاد)لذلك اعتقد بان اسرائيل ليست كاذبة فى عرضها لسوريا فالمصلحة متحققة والفارق ان في الحالة الاولى حالة الحرب الخسائر فادحة اما في حالة السلام الهدف متحقق والخسائر صفر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق