الجمعة، 17 يوليو 2009

فى مسألة الشريعه الإسلاميه


بادئاً ذى بدء لا بد من التأكيد على أن هذا الرأى يخصنى انا فقط و من إقتنع به،فلا أنسبه لتيار أو لأفراد و إنما هى رؤيه شخصيه تحتمل الصواب و الخطأ..و لا ادعى بإختصاصى الدينى أو كثرة خبرتى و معرفتى..بل أدعى رؤيه محدده رؤيه بشريه كأى رؤيه كم أسلفت تحتمل الصواب و الخطأ كلياً أو جزئياً..

رؤية الشريعه عندى:

----------------

هنا أوضح مفهومى للشريعه الإسلاميه..

الشريعه الإسلاميه عندى جزئين؛الأول أمور منصوص عليها نصاً هى الحدود و العبادات و نظام المواريث..تليها مبادئ عامه موجود فى كل التشريعات السابقه كالمسيحيه و اليهوديه..و نجدها كمبادئ متواتره فى كثير من الإجتهادات البشريه الفكريه..تتضمن الشريعه كذلك اوامر و نواهى متعدده كالأمر بالمعروف و النهى عن المنكر،اساليب ملبس و المأكل،الأسره و المجتمع.


*الحدود:

-------

لم تأخذ جزئيه من الشريعه إهتماماً أكثر من الحدود فهى تكاد تكون الفعل الوحيد فى كل الأنظمه التى اعلنت إبان إنفجار السبعينات أنها إسلاميه سواء بالسودان أو غيرها و ما سبقها بالسعوديه و ما تلاها بايران و افغانستان..و على هذا بتنا نرى أنظمه تقيم الحدود أو بعضها و ترفع شعار تطبيق الشريعه خالطةً ما بين جزء من القانون الجنائى و ما بين الشريعه كلها..و على هذا اكتسبت أهميه خاصه و باتت معيار للكفر و الايمان عند البعض فمن الطبيعى أن يصير الملك هذا مؤمن لإقامته الحدود و هذا الرئيس كافر لأنه لا يقيمها حتى لو كان الملك فاسد و ظالم و الرئيس ديموقراطى..فالمهم هو الحد و ليس النظام عندهم..فى اجتهادى(و الحديث عن مصر)لا أجد اليوم فى زمننا هذا إمكانيه لمجرد الحديث عناقامة هذه الحدود و لى أسبابى:

(1)-منذ 200 عام لم ترى مصر حد منها،و إستقرت أوضاع بشر و أوضاع نظم على قوانين بديله باتت تتناسب مع طبيعة المجتمع الدولى المفتوح الذى نحيا به فإقامتها كيل بصنع ارتباك اجتماعى و سياسى و ثقافى كبير بالإضافه الى نزع أسس إستقر عليها النظام القانونى المصرى دولياً و محلياً.

(2)-مصر دوله أقامت إتفاقيات دوليه لحقوق الإنسان تفوق الدستور نفسه ، و التزمت بمعاهدات دوليه تفوق الدستور نفسه، مؤدى كلتاهما أن الحدود غير ممكنة التطبيق لمعارضتها مضامين الإتفاقيات و أذكر منها إتفاقيات لمنع بتر الأطراف و التعذيب و حدود العقاب الجسدى.

(3)-مصر دوله بها حوالى 10 ملايين مصرى مسيحى،و حسب سيادة القانون لا يمكن بتاتاً تحديد قوانين للمسلم و أخرى للمسيحى..فكيف من المتخيل امكانية اقامة الحدود على مسيحى؟..و هل لأحد قدره على توقع النتائج الطائفيه لهذا الأمر؟

(4)-الحدود جزء(حسب د/زقزوق وزير الأوقاف)يصل الى 3% من الشريعه و التركيز عليه بات مضجراً..هناك مبادئ و قيم تمثل 97% فلم لا يتم النظر لتطبيقها بآليات العصر بدلاً من التركيز على أمر جدلى مثير لشقاق؟

* الخلاصه:

ليس هناك مجال اليوم لإقامة الحدود..ليس لعيب فى الحدود..و ليس لعيب فى الدين..و ليس لعيب فى الشريعه..لكن لأننا اليوم بتنا نجد ضررها أكثر من نفعها..و مساوئ ناتجه عن التطبيق أكبر من منافع الإقامه.

*المواريث:
--------

أقتصر هنا على القول بأن المواريث لا شئ يبرر حتى اليوم حجبها كالحدود..فهى متوازنه مع النظام الإجتماعى و لا تتعارض مع شئون المجتمع و احتياجاته و لا تتعارض مع استقرار البلاد و لا تثير ازمات طائفيه..فلكل دين مرجعيته المحدده لشئون المواريث و لا اجد الآن ما يبرر دعوات لمدنية المرجعيه لها


* الأحوال الشخصيه:
---------------

هنا نفس الأمر و التكرار للمواريث..فالمجتمع له حدوده الإجتماعيه التى تحدد لكل دين مرجعيتها المنظمه للزواج و الطلاق و الحضانه و النفقات و كل ما يتعلق بالأسره..و هذا بمفرده ضامن لإستقرار المجتمع..و حتى مع تطور العصر نجد إصدار قوانين من رحم الشريعه كالخلع تصلح أخطاء وتقوم بهمة رتق الثقوب التى خلفها التطور الإجتماعى بالبلاد عبر 1400 عام من التطور..


*شئون متعلقه بالملبس:
-----------------

هنا قصدى حتماً شئون تحديد ملبس واضح للأنثى..الغالبيه حددت ملبس سمته الحجاب و مرتبط بالسلوك و أقليه اعتبرته غير شرعى و أقرت ملبس أكثر تشدداً..و أقليه إعتبرت هذا عرف بدوى لا حضارى و رفضته هذا و ذاك..

لى هنا رأى..الأنثى هى من يحدد لنفسها ما تلبس بناء على ثقافتها و رؤيتها و قناعاتها..فلا احد يجبرها على ملبس بل تتحمل هى مسئولية نفسها ملبس و سلوك:

للتوضيح أكثر:


و لذا أتمنى ألا يكون هناك إجبار فى شأن خاص كالملبس خصوصاً مع طبيعة المجتمعات اليوم التى تعطى حريات متكافئه مع اختلاف العقائد و الرؤى..و أرجو ألا يكون هنا خلط بين قناعه شخسيه لى و رأيى الخاص بحرية تقرير الملبس و الهيئه .



*مبادئ الشريعه و أوامرها:
---------------------

تبقى مبادئ كالعداله و الحريه و المساواه و مقاصد الحفاظ على النفس و العرض و المال و تعاليم مختلفه

هنا أوضح أن المقصود أنه و بخلاف الحدود و الأمور النصيه فلا يوجد شكل محدد لتطبيق هذه الأمور..

فمثلاً مبدأ كالشورى يتم تنفيذه فى عهد الراشدين بآليات عصرهم..و اليوم ننفذه بآلياتنا فهم أقاموا خلافه بشكل يتناسب معه،هم أقاموا خلافه لها عيوبها لأنها اجتهاد بشرى و نحن أقمنا اليوم جمهوريات برلمانيه و رئاسيه و ملكيات دستوريه أفضل من نظمهم لإختلاف العصر و وجود فرصه ل 1400 عام من الإبتكار(هنا أقصد الجمهوريات عالمياً و لا اقصد منطقتنا العربيه تحديداً ، و لنا نماذج مملكتى السويد و الدنمارك و جمهوريتى فنلندا و فرنسا)..

و المقصود الآن أننا نأتى بالمبدأ و نرى كيف نطبقه فى شئوننا العصريه بإسلوب عصرى..و فى نفس الوقت لا نخالف جوهره و هذا نموذج :الامر بالمعروف و النهى عن المنكر:فيما مضى كان من الممكن أن تقوم الدوله أو الوالى بعقاب من لا يصلى..اليوم الأمر بالمعروف لا يتناسب مع هذا الإسلوب..و بات يأخذ شكل النصح فقط دون عقاب مما يشمل عمل الجمعيات لدينيه و الأزهر و المؤسسات المسيحيه و غيرها.

الخلاصه:

-1-لا مجال اليوم لحديث عن الحدود إذ بات مضرها أكثر من نفعها و هذا من باب المصلحه.

-2-المواريث و الأحوال الشخصيه مرجعيتها دينيه حسب دين كل انسان.

-3-للشريعه مبادئ نطبقها حسب ظروف العصرأى نقيمها بآليات العصر ووسائله لا بشكل محدد سلفاً منذ 1400 عام مهملين اختلاف العصر و البشر.


خاتمه:
-----
هناك ممن يسمون انفسهم بالاسلاميين من يرى ان الشريعه مبادئ تقام بنفس شكل اقامتها منذ زمن..أى ان الشريعه مبادئ ووسائل محدده للتنفيذ و هو ما اجتهد فى رفضه مشيراً لضرورة تغيير وسائل التنفيذ و النظر فى ما بات يضر و ما بات ينفع.


سؤال:..يطرح البعض سؤال هنا: هذه البمادئ فى كل الشرائع و المذاهب فماذا يميز الشريعه الإسلاميه؟

--------------------------------------------------------------

أجيب:

و لماذا يجب أن نجد تميز فى المبادئ بالشريعه الإسلاميه؟هل عندما انزل الله الشريعه المسيحيه انقص من فضائلها و مبادئها حتى يضعها كلها فى الإسلام؟

الم يقل الرسول انه كمثل البيت الذى نقصته لبنه فأكملها؟..فلماذا اليوم نقول بوجوب وجود ما لا يوجد بالشريعه؟

التميز لمن لا يعى معناه يأتى من البشر لا من النصوص التى هى شبه موحده..و آليات التنفيذ هى الفيصل بإجتهاد البشر ، فأنت مسلم تجتهد أكثر من غيرك فتنتحج وسائل أفضل فتربح أكثر من غيرك علماً و نظاماً.

أرجو ألا أكون قد أسأت الشرح..أنتظر التعليقات.



الأربعاء، 15 يوليو 2009

هل بناء كنيسه ضد الإسلام؟


تحضرنى مشاهد متعدده و متنوعه هنا و هناك،كلها تتفق فى الآتى:

مبنى سكنى تتم اقامة صلوات مسيحيه فيه فتتفجر مشكله أن يأتى مسلمى البلده ليهدموا المبنى أو يخربوه..أو أن يتم التوسع ببناء مبنى جديد داخل أسوار كنيسه فتتفجر مشكله و يحدث السابق..أو ان يتم البدء فى بناء كنيسه فيهجم عليها مسلموا البلده و يهدموا أساسات المبنى تحت الإنشاء.

أندهش مما يصير و يحدث و أتساءل عن الدافع الذى يكون وراء هجوم على دار عباده..

بدايةً فلنسأل عن سبب بناء كنيسه بلا ترخيص أو تحويل دار سكن أو جزء منها لدار عباده أو التوسع غير المرخص فى البناء داخل اسوار الكنيسه..

السبب هو احتياج مسيحيين لكنيسه،ولأن القانون يضع العراقيل أمام الأمر سواء للبناء أو الصيانه..فيما يعرف باسم الخط الهمايونى.

و الأمر باختصار اشتراطات عديده تصنع صعاب لبناء كنيسه بالمقارنه باشتراطات لبناء مسجد..مما يصنع مفارقات امام أعداد المساجد و الكنائس حتى بالمقارنه نسبياً باستخدام أعداد المسلمين و المسيحيين.

فالسؤال:لماذا تضع القوانين هذه العراقيل لبناء كنيسه ؟و لماذا يستمر الأمر بهذا الشكل المؤلم؟.

و لماذا يتم التوافق على عدد الكنائس سنوياً مع رئاسة الدوله ؛ففى كتاب خريف الغضب ذكر أ/هيكل أن جمال عبد الناصر وضع سنوياً 25 كنيسه للبناء فى مصر..و السادات وضع فى بدايات حكمه50 ثم تغير الرقم للأقل كثيراً..فلماذا التحديد؟..لماذا لا نترك العدد حسب الحاجه بشروط تماثل شروط بناء المساجد؟

إننى أتساءل عن أسباب التعنت فى بناء الكنائس و عدم مساواتها بشروط بناء المساجد..

حسب الدستور فان المواطنه هنا غائبه..

حسب القانون فالقانون هنا غير دستورى..

حسب المنطق فلا معنى للتعنت..

حسب الدين فالاسلام لا يضره بناء ولا جدران..

أتمنى أن يكون هناك قانون موحد لبناء دور العباده،بحيث تتساوى شروط بناء الكنائس و المساجد و لا توجد تفرقه

أتمنى ألا نخرج كمسلمين ثائرين لبناء كنيسه فى حين قد لا نبالى بوجود ملاهى ليليه بجوارنا

أتمنى أن نستوعب المواطنه

أتمنى أن يتحقق الحلم بوجود وطن يجمع أهله علمه لا أديانهم التى حتماً ستفرقهم

الى اللقاء.

السبت، 11 يوليو 2009

أياصوفيا بين محمد الفاتح و أتاتورك.







كنت قد كتبت هذا المقال سابقاً..و لأننى بصوره خاصه أهتم بهذا الموضوع فقد رأيت إعادة نشره عبر النوت حيث لم يطالعه إلا القليل عند نشره لأول مره.



في العام 2007 وافقت اليونان على مضض وبعد سلسلة من القضايا على بناء مسجد في أثينا، سألت نفسي لِمَ ترفض وكل عاصمة بالعالم بها مسجد؟ كانت الإجابة هي كله واحدة.. أياصوفيا.
في حياةِ الشعوبِ دوماً نجد أماكن في القلب يقفوا عندها، في فرنسا نجد الماضي في بقايا الباستيل والحاضر في إيفل، في مصر نرى الماضي يتكلم عن نفسه في الأهرامات والحاضر ماثل في عمائر القاهرة الحديثة، في إيطاليا يقف بيزا منحنيا كالماضي الزائل ونرى علامات العصر في منجزات الجمهورية، وفي تركيا نرى حالةً فريدة... إن الماضي البعيد والماضي القريب والحاضر وملامح المستقبل متجمعة في بناءٍ واحد... أياصوفيا. تبدأ القصة مع أيا صوفيا بفكرة.. كانت هناك كنيسة عظيمة الشأن والحجم بناها الإمبراطور قسطنطين العظيم وجعلها كنيسة يفاخر بها المذهب المسيحي الغربي الذي كانت العداوة بينه وبين المذهب الشرقي الذي يتبعه مستحكمه ولسوء الحظ فقد وقعت أحداث هائلة في بلاده وتمرد شعبي أدى لحرق العديد من بقاع القسطنطينية وكانت الكنيسة القديمة إحدى ضحاياها، مضى الإمبراطور العظيم وجاء إمبراطور آخر هو الإمبراطور جستنيان، كان جستنيان واعياً لأهمية الكنائس السياسية خاصةً مع تزايد دور ونفوذ باباوات أوروبا من مذهبه المعادي مستندين على نظام الدولة الدينية بالغرب الأوروبي وجاعلين الدين وسيلة فرض الهيمنة على الشعوب. هنا شرع جستنيان في بناء الكنيسة التي كانت على أفضل الطرز المعروفة حينها وقد قُدرت فترة البناء من 4 الى 5 سنوات حتى تم الإفتتاح في العام 537 من الميلاد، لم يكن الإمبراطور معجباً بالكنيسة فقط بل جعلها آيه من آيات الرب وكانت تستحق.. ومازالت، إسمها كان (أيا صوفيا) بمعنى الحكمة الإلهية. تمر السنوات وتضاف الى الكنيسة من كل بقعة هدية وإهداء من الشعب المسيحي المدين بالمسيحية الشرقية كل عام وكل عيد يضاف لها وكل أباطرة البلاد المسيحية شرقاً وغرباً يضيفون لها حتى مع الزلزال العظيم 547 من الميلاد تم إعادة ترميم الكنيسة لتصير أقوى وتبقى دوماً وأضيف اليها حينها قبة ضخمة عوضاً عن التي تضررت فيه، ومرت القرون وأياصوفيا كنيسة وكاتدرائية مقدسة في أراضي الدولة الرومانية، ومع العام 1450 شعر الإمبراطور قسطنطين بالخطر عليها إذ باتت في حاجة لترميم عاجل من خبير وحينها كان من بين الجمع في العالم أحدهم من المهندسين الأفضل وهو (علي نجار) الذي كان عثمانياً بإمتياز. أرسل في العام هذا قسطنطين الى محمد الثاني ليرجو منه ان يرسل مهندسه لترميم الكنيسة وبالفعل توجه علي الى الكنيسة حيث رممها وقبل أن يغادر قام بعملٍ عجيب. قام النجار بوضع سلم من الرخام عالى الإرتفاع الى سقف القبة من الداخل مبرراً هذا بأن القبة بذلك الشكل يصير من السهل الوصول اليها، وعاد من فوره الى السلطان محمد الثاني حيث خبره بما يلي: (إني أيها السلطان قد أتممت ما أمرتني به، وجعلت هناك درجاً الى حيث القبة لكنها ليست لها بل إنها درج المنبر حيث أراه فالترميم مني والفتح لك بإذن الله).. هنا كانت الطامة. من الأحاديث النبوية حديث يذكر: (لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش) من هذا الحديث حاول الكثير من الخلفاء عير الخلافات الثلاث المتتالية أن يصيروا هم هذا الأمير وجنوده ذلك الجيش حيث حاصرها معاوية بن أبي سفيان بن حرب في 34 من الهجرة في إمامة عثمان بن عفان وكذلك حاصرها اليزيد بن معاوية (من سخرية الأقدار أن هذا اليزيد يحاول أن يكون صاحب البشارة وهذا مضحك مبكي) وكان هذا في عهد أباه معاوية 47 من الهجرة كذلك وحاصرها الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري في خلافة معاوية عام 57 من الهجرة حيث إستشهد هناك وعثر على قبره محمد الفاتح كما سيلي وتتالى عليها عبد الملك بن مروان وعمر بن عبد العزيز وهارون الرشيد دون ان يتم الأمر. في العام 1453 قام محمد الفاتح بالبدء في المر فحاصر المدينة ب250000 من الجنود وحاصرها بحراً وكان من مساعيه أن إستقدم من المجر مهندس حربي يدعى أوربان وشيد له العديد من المدافع العملاقة لضرب القسطنطينية (تذكر بعض المراجع كونه أسلم وسمي بعثمان وتذكر مراجع أخرى أنه ظل مسيحياً وكان عثمان هو مهندس عثماني شاركه في الأمر) وأثناء الحصار تم كشف مكان قبر الشهيد الصحابي أبي أيوب الأنصاري، هنا كان قسطنطين مصدوماً من هول ما يرى فأرسل لأوروبا يطلبها النجدة فسارعت جنوه (وكانت دره الأساطيل بها) وأرسلت له أسطول أغرق أسطول العثمانيين وخل القسطنطينية ووضع وراءه سلاسل من حديد حتى تنهي الأمر وتمنع العثمانيين من الدخول، لكن عقلية محمد الثاني كانت متميزة فمهد الطريق براً ونقل السفن عليه!!! كانت المعركة فيما بعد محسومة ومع محاولات قسطنطين أن يراضي محمد الثاني ليعود إلا انه رفض وعرض عليه المن وتوليه ولاية أخرى إلا أنه بدافع واجبه رفض عرض محمد الثاني ومع الهجوم سقطت القسطنطينية تحت وطأة المدافع (يذكر هنا أن أحد المدافع إنفجرت وقتلت المهندس عثمان) وفي 1/6/1453 كان محمد الثاني يدخل القسطنطينية ويمنع أعمال السلب التي مارسها بعض من جنوده فيها. هنا نأتي لبيت القصيد..أياصوفيا. أصدر محمد الفاتح (لقبوه بها بعد الفتح) أوامره بتحويل أياصوفيا الى مسجد بدلاً من كونها كنيسة وتحويل نصف كنائس القسطنطينية الأخرى لمساجد وبرر ذلك بسببين: -1- ان الأسبان حرقوا الأندلس وجعلوا مساجدها كنائس فهذا رد من جنس العمل. -2- هذا رمز للإنتصار ليكون درساً بعدم المقاومة والصلح. ولي هنا تعليق فليس من المعقول أن نقبل تحويل وسرقة كنيسة لتصير مسجد تحت أي مسمى فمن غير المعقول رد جريمة بجريمة خاصةً مع وجود أوامر محددة من الرسول بالنهي عن هذا الفعل بالتحديد، ثانياً ليس هذا الدرس الناسب للغرب بالعكس سيستميتون دفاعاً عن دينهم لما رأوه بأياصوفيا في حين كانت الفتوحات سابقاً يسيرة لعلم أهل البلاد بسماحة الإسلام!!! وهنا تذكر بعض المراجع معلومة أراها في إجتهادي عجيبة بدرجة تجعلها منفية الصدق إذ تقول المراجع ان الفاتح إشتراها بماله.. وهنا لي ثلاث تعليقات:



-1- ليس من المعقول ان يبيع أحد كنيسة مقدسة فهي على غرار من باع الأقصى لليهود!!



-2- ليس من الطبيعي أن تكون إرادة البيع (لو فرضنا جدلاً حدوثه) كاملة لأن هناك غازي إحتل البلاد والسيف على الرقاب، وكذلك أن البطريرك قد إختفى وساد إعتقاد (مازال سائد الى اليوم) أنه سيعود ومعه الأيقونات المقدسة بعد خروج المسلمين من البلاد فهل هذا قول شخص باع؟؟



-3- لو سلمنا جدلاً أن البيع تم.. فما حال نصف كنائس البلاد هي الأخرى هل إشتروها أيضاً؟؟



في إجتهادي ان هذا من محاولات البعض أن يحسن سيرة الفاتح (وهي سيرة عطرة مليئه بالجهاد والفتح وإعلاء إسم الله) وان يمحو عار تحويل الكاتدرائية لمسجد. تمر السنوات بالبلاد وأيقونة العثمانيين باقية وتمر الخلافة بالضعف كغيرها من إمبراطوريات الشرق والغرب، وظلت أياصوفيا كما هي رمز لدخول الدين الى البلاد ورمز للعثمانيين أيضا.. الى أن حدث ما لم يكن على البال ولم يخطر على بال الفاتح وهو يدخل المدينة...



مصطفى كمال أتاتورك. جاء العام 1919 فارقاً في حياة تركيا فالغرب وعلى رأسه اليونان وإيطاليا إحتلوا أجزاء من تركيا قلب الدولة العثمانية والجيش إستسلم والخليفة أمر بإلقاء السلاح والعودة. هنا ظهر من جديد قائد عسكري ذائع الصيت يسمى مصطفى علي رضا ويلقب بمكال لنبوغه، كون مصطفى علي رضا جيش من الأتراك وحارب الإيطاليين واليونانيين حتى حرر في العام 1922 تركيا الحديثة بالكامل وحقق السيادة الوطنية عليها وفي العام 1923 وفي لوزان وقع معاهدة صلح مع الغرب حيث قضت المعاهدة ببناء دولة تركية حديثة تتحالف مع الغرب ولا تعاديه وتسالم كل الجيران وغيرها من النقاط التي تضمن أن تصير الدولة الناشئة بعيدة عن الشرق ومتحالفة مع الغرب (كانت الشروك بالكامل وعلى رأسها تطبيق نظام علماني وقومي من أول رغبات أتاتورك حيث تتفق مع رأيه الخاص ومرجعيته الفكرية) وفي العام 1924 تم إعلان قيام الجمهورية التركية والغاء الخلافة العثمانية.. كان أتاتورك دموياً فيما يخص بلاده فأي مهدد للنظام الحديث أو مطالب بالعودة للنظام القديم يكون عدو ينفى او يسجن أو يقتل وكانت ثورة الأكراد (بسبب الغاء الهوية الكردية مع فكر القومية التركية) خير دليل إذ مات فيها من 700000 الى 1000000 منهم وكذلك ثورة النورسيين المطالبة بعودة الخلافة. مع العام 1930 حطم أتاتورك كل ما يهدد البلاد الحديثة وجعل كل البلاد في قبضة جيشه وفكره الخاص، ومع مجيء العام 1935 كان يريد اتمام الأمر و ازالة آخر بقايا العثمانيين وهنا قرر أتاتورك أن يحرر البلاد من آخر رموز العثمانيين. كانت أياصوفيا رمزاً لدخول العثمانيين للبلاد ورمزاً باقياً للدولة الخلافيه العثمانية مما شكل تحدياً لأتاتورك ومع إستتاب الأمر له كان قراره، وحتى أكون منصفاً أترك الحديث هنا لعصمت إينونو الذي خلف أتاتورك فيما بعد. يقول إينونو: ( كان أتاتورك في العام 1935 في قمة قوته حيث كان كل شيء ينبئ بأن تركيا الحديثة ستبقى وأن الخلافة إنتهت للأبد، وكانت أياصوفيا دوماً نموذج للعثمانيين مما شكل إشكالية لديه فهو لا يريد أثر لهم ونحن من حوله معه لكننا كنا أقل حماساً، قرر أتاتورك أن يعيد البناء ككنيسة كرد لإعتبار المسيحيين وكإعتذار للغرب وفي الواقع كان هدفه الكبر إن لم يكن الوحيد هو الغاء دليل وجود العثمانيين بالبلاد وبهذا يقضي على رمز وجودهم، التففنا حوله وحذرناه من تحويلها لكنيسة مما سينسف الأوضاع و قد يعيد ثورة النورسيين ثانيةً وبناء على ما قلنا قرر أن يجعلها متحفاً للدولة ولا يعيدها الى الكنس المسيحي وخاصةً بعد ان حدثه إيفيرين بأن البلاد ليس بها إلا 2.5 % مسيحيين والباقي مسلمين). هكذا صارت أياصوفيا من كنيسة وكاتدرائية مقدسة الى مسجد ثم متحف. أعتقد أن أتاتورك في واقع الامر كان مخطئاً فالكنيسة منذ قرون صارت مسجد ولا معنى لعودتها أو تغييرها، أتفق معه في خطأ تحويلها الى مسجد أصلاً لكن لو كنت مكانته لبنيت على نفقة الدولة كنيسة بنفس التصميم والحجم وفي قلب إسطنبول ودعوت كل الرؤوس الدينية بالشرق والغرب اليها وليكن هذا أبلغ إعتذار أما ما حدث فهو خطأ فادح. الآن عزيزي القارئ هل علمت لِمَ كانت اليونان المسيحية الشرقية المدنية العلمانية ترفض حتى وقت قريب بناء مسجد؟ الإجابة كلمة واحده.. أياصوفيا. الى اللقاء.



للمزيد حول اتاتورك و تركيا من تدوينى:















الخميس، 9 يوليو 2009

العقل..الدين..الخرافه.



بدايةً فأنا لا اربط بين أجزاء عنوان المقال فلا أقول بصله بين العقل و الخرافه و الدين ، بل أحاول فض الإشتباك الذى نصنعه بأنفسنا بينهم..لأن الخرافه تأتى و معها مؤيدون يربطون نصوصها بالعقل بأدله واهيه و لأنها واهيه فاول ما يقومون به هو ربطها بالدين حتى لا يتركوا مجالاً لأحد أن يشكك فى دعواهم أو يعلن رفضه لها..و بهذا نخلق الخرافه و نقحمها على العقل ثم نجعل لها سنداً دينياً..و هكذا نصنع تمائمنا الخاصه..
منذ أعوام كان فى ضيافتنا بقريتنا قريب لأبى يسمى : بروفيسور متولى صقر ، من أبناء البلده و انتقل فى الخمسينات بعد حوله على الثانويه العامه الى المانيا الغربيه حيث درس هناك و حصل على شهادته الجامعيه العلميه و تخصص فى الطبيعه النوويه..و قضى الباقى من عقد الخمسينات و كل الستينات و كل السبعينات هناك..و كان عمله دقيق فى أكبر هيئه نوويه بالمانيا و فى التسعينات بدأ فى العوده الى مصر فترات متقطعه..و التقيته لأول و آخر مره حتى اليوم فى العام 20048على ما أذكر ، أثناء الحديث فى شتى الأمور بدا البروفيسور يتحدث عن انتشار الإسلام فى المانيا و يحكى عما سماه معجزات تؤدى لهذا الإسلام..و أعطانا نموذج لرائد فضاء سمع الآذان فى الفضاء و لما جاء مصر و استمع الى الآذان بالحسين أسلم..بالطبع حاولت مناقشة الأمر من زاويه علميه و سألته عن كيفية سماعه للصوت و الصوت لا ينتقل فى الفراغ فأجاب أن الملائكه تردد الآذان..و لم أفهم الإجابه..فعدت و سألته عن كيفية سماعه بمفرده الآذان بينما هو ببدلة الفضاء ووسيلة السمع الوحيده جهاز الإتصال ببذلته الفضائيه و بالتالى لو سمع شئ سيسمعه رفاقه بالمكوك و العكس بالعكس فكيف يسمع شئ و لا يسمعه غيره؟
لم يجب البروفيسور و زجرنى أبى لأننى أحاور شأن دينى و أكذبه ، لم افهم الى اليوم كيف تكون شائعه أتحقق منها تكذيب لشأن دينى..أبداً.
واقعه أخرى غريبه،حيث تحدث البعض عن الملائكه الذين ظهروا فى حرب اكتوبر لتأييد المسلمين ، هنا حاولت ان أعرف كيف تظهر الملائكه و نراها و هذا لم يحدث للصحابه انفسهم أن رأوها؟..الأغرب ان تبرير هذا كان أن الله أرسل الينا ملائكته لأننا اصلحنا حالنا و اتقيناه (لاحظوا ان الحرب فى 1973..و انتم تفهمون)..و لم يقدموا مبرر للثغره التى كادت تفقدنا الحرب، فأين الملائكه؟..هل فسدنا وسط الجهاد بالحرب؟..شئ آخر..لقد وفقنا الله و كان معنا بالحرب لأن أى مقياس عسكرى تقليدى يجعل فرص كسبنا للحرب صفر..و من المؤكد أن الله وفقنا فيما كنا فيه..و هذا لا يعنى أن الملائكه كانوا مرئيين للناس و رأوها مثلاً..و على الرغم من غرابة المر فقد صدقه الكل..بلا تساؤل..أبداً.

و الآن يحق لى أن أتساءل:
* بروفيسور مصرى المانى يقيم بألمانيا منذ الخمسينات ، متعلم و خبير نووى كيف أصلاً يسمح للخرافه أن تقتحم عقله و تسيطر عليه؟..لقد غادر البلاد و هو بعٌ فى الثامنة عشر و اليوم فى الستينات أى أنه قضى بالمانيا أضعاف ما قضى بمصر و عرف المان أكثر مما عرف مصريين بمراحل..فكيف حدث هذا؟

* الكل نسوا دور الجنود و الضباط و كلما ذكرنا حرب رمضان ذكروا الملائكه و نسوا الشهداء..لم سمحنا بشئ لا يصمد للنقاش العلمى بالتسلل الى العقول؟..كيف لا نفكر و نعقل الأمر؟

***سؤالى الآن..كيف تمكنت الخرافه من عقول المصريين و العرب لهذه الدرجه؟مليارات الدولارات سنوياً تذهب للدجالين الذين يرفعون آيات السحر بالقرآن لتبرير أعمالهم و نحن نصدقهم.
*** نحن نؤمن بشجره على الطريق كإعجاز الهى لأن بها ما تم حفره بالشهادتين و العلم يؤكد انها محفوره بآله حاده لكن نصدق الخرافه و بركات الشجره و نطوف حولها.
***نحن نظل صامتين الى ان يكتشف الغرب المتقدم شئ،فنهرع للقرآن و نقول بعد لو المعانى و تفسيرها عشوائياً أن هذا الشئ موجود بالقرآن و نثير الكل فرحين بفشلنا و تقدمهم.
***نحن نؤمن بالله مسلمين و مسيحيين بنفس درجة ايماننا أن كل ما تى بالتراث و كتب الأقدمين صحيح حتى لو كان حديث منسوب للنبى فيه ان النبى موسى عندما اتاه الموت غضب و تعارك مع ملك الموت و فقأ عينه فندافع عن هذه الروايه لمجرد وجودها بالبخارة .
***نحن من يتحدث عم أمر الإسلام للمسلمين بالعلم و البحث و نفتخر بإقرأ و فى نفس الوقت نلقى أدوية العصر و نتداوى بالعسل و الكمون مهملين فروق التوقيت و الزمن و العلم الذى لا يتوقف .
***نحن نصلى و نزكى و نحج و نشهد الشهادتين و نصوم ثم نكره العلم و نعتبر العقل كفر..و الدليل كل ما ذكرت..و أكثر نفعلها مسلمين و مسيحيين لا فارق بيننا .
العقل فى طريقه للرحيل..لا مفر إلا بالعلم و العقل ..كان هذا رأيى و لا ألزم بِهِ أحداً
الى اللقاء.

الأربعاء، 8 يوليو 2009

بين الدين و العلمانيه..رؤيه شخصيه للتوافق.


بدايةً فإن ما أكتبه يعبر عن رأيى الخاص و لا أقول بأنه معبر عن احد إلا انا.

و حتماً سيغضب الكثير من أصدقائى العلمانيين..و بعضهم سيختلف معى و لا يغضب.

و حتماً سيغضب الإسلاميون..لأنهم يرون العلمانيه مضاد للدين.

و الأكيد أن أحداً لن يتفق يوماً مع الآخر كليةً و هذا أفضل، لأن لا احد يحتكر الحقيقه إلا الديان..و كل انسان له حتماً جانب صوا و ىخر خاطئ..و هنا أقدم اجتهادى فى هذا الجانب.

لفت إنتباهى عبر الكثير من الكتابات و التعليقات ان هناك من يضع علاقة الدين و الدوله فى أقصى اليمين و العلمانيه فى أقصى الشمال معتمداً على رؤية أن العلمانيه تتنافى حتماً مع أى رابط بين الدين و الدوله،و لطرافة الفكره و إثارتها و كونها نقطه محوريه فى تعريف العلمانيه فقد رأيت أن أطرح وجهة نظرى هنا فى العلاقه بين الدين و الدوله فى إطار رؤيه علمانيه معتدله بها نوازن بين الفصل المؤدى للعلمانيه و طبيعة وجود الدين بالدوله فى إطار هذا الفصل . و لكن لى كلمه أقولها لكل علمانى أياً كان: قبل أن تفكر..قبل أن تُنَظِر لأى رؤيه..قبل أن تتحدث بفكره..أُنظر الى حيث تقف..على أرض مصر..لا تتخيل أنك فى فرنسا فتطلب علمانية فرنسا..لا تسأل عن علمانية تركيا مادمت لست فيها..فقط أنشئ مدرستك العلمانيه الخاصه فى بلدك.. إن من مآسى علمانيى مصر و العرب أن منهم من يفقد إتصاله بالأرض حيث يقف و ينسى تلك البيئه حيث نشأ ، ينسى ما يناسبها و ما يتضارب معها و من أجل هذا تسوء سمعة العلمانيه،أفهم أن هناك من يسئ لها من أعدائها و لكن ماذا عنا..نحن كذلك نسئ لها عندما نفقد الإتصال بين العقل حيث نفكر و الأرض حيث نحيا ، لا تنسى دينك..لا تنسى قيمك الدينيه..لا تنسى أبداً صحيح عاداتك و تقاليدك..لا تنجرف وسط أمواج غربيه أنت لا تقبل بنتائجها..فقط تذكر الدين و الأرض و البشر و بعدها لا تنسى اهم شئ ، أن العلمانيه إجتهاد بشرى قابل للتعديل.. و التغيير من الداخل.

*أُسس علمانيه لا بديل لها:

----------------------------------

المواطنه الكامله بين كل أبناء الدوله.

الدوله مؤسسات متعدده ينظمها الدستور لا تدخل فى شئون أى منها من أى مؤسسه دينيه أو غير دينيه

. الدستور هو المرجعيه الوحيده للدوله حيث ينظم شئونها بالكامل و يضم (مصادر) التشريع و الحكم .

*وضع الدين فى إطار العلمانيه:

----------------------

ليست المسأله معقده أو سيئة السمعه للدرجه التى نتصورها..الدين فى إطار علمانى له شقين ، الدين كدين و الدين ككيان من حيث علاقته بالدوله..

الدين كدين فى رؤيه علمانيه:

فى أى إتجاه فكرى لا الحادى كالعلمانيه ، و فى أى مدرسه من مدارسها تجد وضع الدين هو الإحترام له كدين يتعبد به البشر..مع إتيان حرية كل إنسان فى تغيير دينه كحريه داخليه لا مجال لأحد فى الحجر عليها و تقييدها أو فرض الوصايه عليها،فالدين له إحترامه التام كعقيده يدين بها الانسان و كعلاقه خاصه بين الانسان و ربه. الدين و علاقته بالدوله: هنا تعددت الإتجاهات عبر مختلف المدارس العلمانيه شرقاً و غرباً..و نستطيع تصنيفها لمدرستين:

*المدرسه الغربيه :

التى تطورت عبر القرون 19/20من الفصل الجزئى بين الدوله و الدين الى الفصل الكلى بينهما..و نماذج العلمانيه هى السائده فالعلمانيه هى الرؤيه الأساسيه التى تسير عليها دول الغرب بالكامل مع إختلاف تفاصيل كل دوله عن الأخرى فى طرق التطبيق مفهوم الحريات و هذه المدرسه الغربيه تفصل فصلاً كاملاً بين الدين و الدوله فى شتى المجالات بلا إستثناء بشكل كامل و تام أدى فيما بعد لتوليد مصطلحات كالحداثه و غيرها من نواتج العلمانيه المطلقه و الشامله و تلك نماذج:

*اليونان:تربط اليونان بين الكنيسه و الدوله فى نقاط عده،مع الإحتفاظ بالهويه العلمانيه،و لتأثرها بتاريخ الإحتلال العثمانى فقد أرست وضعاً متميزاً لكنيستها للتدليل على الهويه المسيحيه للدوله فى مواجهة التغريب لتلك الهويه و من جانب آخر إحتفظت بالعلمانيه كرؤيه منظمه للدوله.

*فرنسا:فرنسا من البلاد المؤسسه للفكر العلمانى إن لم تكن أولها تطبيقاً و لكن تصنع عدة قيود (فى التطبيق الفعلى) على الحريات لصون رؤيتها للعلمانيه و من أشهر نماذجها الآن الحجاب و النقاب و الصلبان الكبيره و القلنسوه و غيرها مما تعده شعارات دينيه تؤثر على الهويه العلمانيه للدوله .

*إنجلترا: تختلف إنجلترا عن فرنسا فى جوانب التقييد فهى لا تمناع فيما تعتبره فرنسا رموز مؤثره على العلمانيه فتسمح بالحجاب بلا قيود تقريباً و كذلك النقاب و كل ما ذكرته..و تعطى مجالاً هائلاً للحريات بشكل يجعلها من أوائل الدول فى الإنفتاح الثقافى و الدينى عالمياً..و بالتالى تعد علمانيتها عند الكثيرين أفضل من علمانيات عديده أوروبيه كفرنسا.

*تركيا: أشعر بالأسف من هذا النموذج الذى هو أسوأ نموذج على الإطلاق وسط علمانيات عالميه ، فقد اختلطت آراء مؤسس الدوله بالعلمانيه بالقوانين الإستثنائيه بكل ما نتخيل حتى صارت تركيا دوله لا تحمل مواطنه كامله و لا ديموقراطيه كامله بل منقوصه و لا إحترام لإرادة الشعب و الغريب أن دوماً تتمحور ردود الإتحاد الأوروبى حول رفض إنضمام تركيا له حول نقاط الحريات و الديموقراطيه و هى مبادئ علمانيه أساسيه ؟؟؟؟!! و للمزيد:

http://jaridtak.com/articles/display_article.php?id=1457 •

المدرسه الشرقيه :

التى نجد نماذجها فى تجارب فكريه عبر مفكرين مستقلين أو حزبيين فى منطقتنا العربيه و فى مصر..و هنا اشير الى نماذج عديده ابرزها حزبى الاحرار الدستوريين و الوفد اللذان شكلا منبعاً للرؤيه العلمانيه العربيه..و على الرغم من قصر حكم حزب كالوفد الا انه رسخ رؤيه فكريه علمانيه للحكم و كذلك الاحرار الدستوريين على الرغم من قلة التاييد الشعبى لهم الا انهم امتازوا عن الغير بمن فيهم الوفد باعلام فكريه كبرى..ما يهم هنا هو القول بأن المدرسه العلمانيه العربيه أفرزت العديد من التطبيقات الليبراليه العلمانيه أشهرها مطلقاً التجربه الليبراليه 1923/1952. و هنا نجد تساؤل..

ماذا عن وضعية الدين هنا من الدوله؟

--------------------------

أجيب أن هذه الوضعيه أبداً ما كانت غربيه أو مقلده حيث آمن المشرع وقتها بضرورة صناعة دوله مدنيه ملكيه حديثه على الغرار الغربى لكنه لم يتجاهل الأرض حيث يقف فوجدنا: لم يفصل المشرع تماماً بين الدوله و الدين فنجد الأحوال الشخصيه و القضاء الشرعى(و لا تحدثونى عن الغاؤه و تقولوا الغاه العلمانيون بل قولوا الغاه البعض لخلافات سياسيه.. و ليس بسبب العلمانيه) فكان وجودهما لا يؤثر فى رأى و رؤية العلمانيين للدوله. ،كذلك وجدنا وضع ممتاز لكافة الجمعيات و المؤسسات الدينيه مسيحيه و إسلاميه و على رأسها الأزهر الذى و بفضل الرؤيه العلمانيه كان مستقلاً تماماً و حقاً و له وضع مالى نتمنى أن يعود فى أيامنا هذه..و لعل الفضل هنا ليس للوفد أو غيره كليةً حيث أن ثمرة نضال الشعب هو دستور 1923 الذى أقر هذا كله و شارك فيه وفديون و غير وفديون. لذا تمتاز المدرسه العربيه عامةً برؤيه أكثر إعتدالاً من الرؤيه الغربيه التى تُعَلمِن بلا حدود او وضع معين للدين فى دستوره يحفظ قيم او اخلاق. مدرستين مختلفتين..أشرت اليهما ، فماذا عن رأيى الخاص كليبرالى أصنف نفسى كعلمانى معتدل؟..الامر أسطره فى إيجاز كالآتى:

• لا مجال عندى لفصل كلى بين شئون الدوله كليةً و الدين فهذا أمر يولد خطايا عديده..و مآسى مؤلمه..و إنهيار حتمى لبنية المجتمع لتنشأ بنيه أخرى مهتزه مليئه بالثقوب فلن تسحب الدين كليةً من شئون الدوله و تتصور بقائه هكذا بلا تاثير..او خطوره.و بالتالى احدد مجالات الفصل و الربط:

الفصل بين الدين و شئون الدوله:

-------------------------

هنا الفصل عندى له مجالات محدد لتحقيق مبدأ المواطنه:

*كل شئون الحقوق و الواجبات و الاداء المدنى و التجارى بحيث لا يتميز حامل للجنسيه عن آخر فى اى شان من هذه الشئون مطلقاً،و يكون اصل الفصل هنا عدم ايجاد تمييز بين مواطن و آخر على اساس الدين فلهم نفس التعامل حقوق و اداء وواجبات.

*كل شئون الحقوق و الواجبات و الأداء السياسى بكل شئونه و أحواله حيث لو تم الربط بين الدين و هذا الجانب فماذا ينتج عن الربط؟..حتماً مزايا لصاحب دين ضد إنتقاص للآخر..و هنا ذلك الفصل حتمى فى رأيى و لا أجد له بديلاً إذ أنه الوسيله الوحيده التى تجنب مصير جنوب السودان أو سنة إيران مع العلم بأن كل هذا لا فائده من بدون ديموقراطيه كامله.

* الإمتيازات التى تُمنح لأى مؤسسه دينيه..فالفصل هنا بين دين الغالبيه و الدين الرسمى للدوله ضرورى و إلا وجدنا امتياز لمؤسسه دون الأخرى مالى أو حضور رسمى أو غيره..و أرجو التركيز على المقصود بالفصل..هو ألا نميز على أساس دين الغالبيه أو دين الدوله الرسمى.

الربط بين الدين و شئون الدوله:

----------------------

للربط جوانب محدده سلفاً:

*تحديد دين رسمى للدوله فى الدستور(دون مذهب محدد)..و الحرص على إبرازه.

*إيجاد رابط بين التشريع و الدين بحيث لا تنقطع الصله و لا تصدر قوانين مخالفه لمبادئ الشريعه أو الاداب العامه(كاباحة الاجهاض مطلقاً و الشذوذ و غيره)..و الحفاظ على المرجعيه الدينيه الكامله للأحوال الشخصيه مسلمين و غير مسلمين.

*توضيح أن الدين جزء من جذور و تاريخ البلاد(أتكلم عن مصر)،و عدم إهماله تاريخياً و نقد ما ارتبط به من ظواهر سياسيه فاشله و استبداديه حتى ننقيه من شئون غير مرتبطه به أو نحرره مما إندس عليه.

* الدوله ترعى المؤسسات الدينيه الرسميه(الأزهر مثلاً و الكنيسه و غيرها)..رعايه متساويه مادياً و أدبياً.

هنا حتماً سؤال:..لماذا هذا الدور الدينى؟ أجيب عبر الآتى:

**فصل كامل للدين معناه فقدان جزء من الهويه تماماً.

**الدين هو حافظ الأخلاق الحقيقى و حافظ المجتمعات من التفكك و راعى الضمير الحقيقى.

**الدين ليس طعام وشراب بل هو روح..فهل نأخذ الماده و نترك الروح؟..و لو فى شئون الدوله؟

**واقع مؤلم تحياه دول الغرب التى فصلت تماماً بين الدين و الدوله إجتماعياً و خلقياً.

**بلادنا لها طبيعتها المتعبده و المتدينه و ليس من المقبول أن ننتزع دور الدين مع هذه الطبيعه.

**الفصل التام بين هذا و ذاك فشل..و تركيا نموذج..تونس نموذج..فقدان الروح عند الغرب دليل.

نهايةً:

------

أنا ليبرالى..أميل للعلمانيه المعتدله..أرفض البعد عن الدين..أرفض البعد عن الأخلاق..أرفض فصل الدين عن الحياه..أرفض فصل الدين كليةً عن شئون الدوله..أرفض الشذوذ باسم حقوق الإنسان..أرفض الزنا باسم حقوق الإنسان..و بإسم حقوق الإنسان أرفض إجبار محجبه على خلع الحجاب إلا لدواعى النظافه و شروط المهنه..و منتقبه على خلع النقاب إلا للدواعى الامنيه المباشره..و باسم حقوق الإنسان أرفض إجبار غير محجبه على التحجب أو الإنتقاب.. هذا رأيى أحدده آملاً أن يكون هذا التفصيل كافياً..و أرجو ألا أكون قد أهملت عنصر أو أسأت الشرح..الى اللقاء.

الثلاثاء، 7 يوليو 2009

حنان ترك و الحجاب.



حنان ترك... يا لها من ذكريات ويا له من اسم، هذا الإسم الذى بدات أهوى دراما التلفاز منه ذلك الإسم الذي قرأته أول مرة حنان التركي ثم بت أراه حنان ترك.
كانت أول مرة لي وانا أراها في نصف ربيع الاخر، حينها تأملت تلك الملامح وذلك الوجه قلت ان هناك جيل جديد ذهبي كذلك الجيل الذي أراه في أفلام لا تنتهي لذتها كلها بلونين لكن هذا الوجه بكل ألوان الدنيا...بعدها بِتُّ أتأرجح وانا أراها حيناً تهبط وحيناً ترتفع، سخرت منها في بعض أفلامها وهِمتُ بها في الباقي، كان كل شيء يدور حولها كما تدور هي كراقصة باليه لا تتوقف عن الحركة تعبر بجسدها وسكونها الذى مهما تحركت لا ينتهي.في المهاجر والاخر لم أتوقف عن الإنبهار، تلك الساحرة الصغيرة التي مهما مكر عليها فلن تنتهي أبداً رقصاتها او سكونها، هي من تفاعلت مع ابيها يوسف شاهين، هي من كانت قلادة على صدر السينما المصرية، حنان.....ولكن ما هذا الذي أراه يقترب؟.. ماذا بها تلك الفتاة؟.. اتراها ترتجف..تبكي.. نعم نعم ما بها؟...شيء ما تغير في هذه الفتاة الساكنة، شئٌ ما زاد وآخر نقص.. اني أراها وهي تتألق كأنما الأسطورة؛ ديل السمكه.. الآباء الصغار..احلى الأوقات..الحياة منتهى اللذة.. قص ولزق..حب البنات..أحلام حقيقية..جوهرة اسمها سارة، ولكن ماذا بها؟..ارى شيئاً ما..اني مازلت أرى تلك الشفتين تختلجان أراها تنازع نفسها، شئ ما يحدث..ما هو بحق السماء....اللعنه عليك أيها الشبح الأسود الذي لا تترك فينا أحد..لقدر رحل الصديق وكنت بجواره قبلها بدقائق..مات علاء ولى الدين.أهو الحزن؟أهو فراق من كنا معه؟أم هى رهبة الموت؟لقد تغيرت حنان..تغيرت للأفضل أبدعت بعده كل ما ذكرت..تُبدع و انبهر لكن..مازال شئ ما يحدث ، ترى ما بها..انها تخرج لنا أفضل ما فيها و لكنى خائف أراها كالفراشه..نعم فكلاهما يرقص فى سكون..تلك الفراشه التى تقترب من النار لتحترق..كلا كلا انها لا تحترق بل تسير للأفضل..انها بجعه جميله تغرد تغريدتها الأخيره..نعم نعم هذا ما يحدث..انها تغرد تغريدة البجعه ايذاناً بالرحيل هذا ما يجعلها تصارع النفس..شئٌ ما يتحكم فيها..أم تراها هى من تُسيره..أياً كان فهى تسير راضيه ، و هذا هو الهام.حنان ترك تحجبت و تركت الفن.حنان ترك تتبرأ من ماضيها الفنى و تذكر الفن أنه حرام.حنان ترك تنفى هذا القول و لا تحرمه.حنان ترك ترفض حضور عرض فيلم قص و لزق.حنان ترك تنفصل عن زوجها لأسباب دينيه.حنان ترك تجد لدى شيخ بقناة دريم فتوى بحرمة بقائها مع زوجها.حنان ترك تجد لدى مفتى الدوله فتوى بحلة يقائها مع زوجه.حنان ترك ليست مع زوجها.حنان ترك تفتتح مشروعاً خاصاً كافيه للمحجبات فقط.حنان ترك تنفى كونه للمحجبات فقط.حنان ترك تفتتح كوافير للمحجبات فقط.حنان ترك تنفى.حنان ترك تحضر مهرجان لإعلان اسلام فتيات فى ايطاليا.حنان ترك لا تنفى.؟؟؟؟؟؟..فى انتظار الباقى.هل اعيب عليها حجابها؟...أفنى قبل ان أفعل.هل أعيب عليها بعده عن الفن؟..أفنى قبل أن أفعل ، و هى لم تبتعد.فما المشكله؟...المشكله ان هذا الملاك بات كالسلطان الحائر..لقد فعلت حنان ترك ما كان يجب أن تفعل منذ زمن بعيد فحينما نقرر شئ علينا ان نقوم به ، هى مسلمه قبل اى شئ ، ارادت الحجاب و رأته أمر من الله فواجب عليها امام نفسها ان ترتديه..أشيد بها و أراها صادقه فغيرها ارتدينه و تاجرن به و أخريات خلعنه فى مسرحيه غريبه و باقيات كل فيلم يتحدثن عنه..للدعايه.حنان كانت صادقه و صدقت مع نفسها و قامت بالصواب..أن تحجبت حينما أرادت و اقتنعت..و لكن مشكلتى أنها لم تبتعد عن الفن!الفن ليس حرام ، الحرام يأتى منا نحن ، الإسفاف يأتى منا نحن ، هذا هو الحرام و هذا هو الإسفاف..لكن مقابل هذا أجد شئ آخر...هل المحجبه قادره على أن تظل فنانه؟..من يريد الإجابه فليسأل الفنانه العظيمه شاديه.ليس عيباً أن أحدد قرار و أسير عليه انما العيب ألا أفهم أن للقرار توابع و منه الفن ، لا حجاب و فن لأننا لن نكون صادقين حينها..كيف أكون زوجه لرجل فى بيتى و أرتدى حجاب؟..أم ترانى أطلب تعديل السيناريو ليكون فى كل مشهد رجل غريب؟...كلا يا هانم يا بنت باشا..مستحيل.هذا ما حدث و سابقاً له حدث فى اولاد الشوارع حينما أدت فتاة شارع..و بت أندهش فهى لم تقنعنى..أقنعتى سميه الخشاب بما فى دورها فى فيلم حين ميسره و ما عليه..لا أطلب من حنان أن تفعل مثلها(و الخشاب ليست سيئه بالمره أخلاقياً أو فنياً)..لكن أطلب منها ان تعى ان الدور-اى دور فنى- يحتاج لصدق فى الواقع و امام الكاميرا..يحتاج لتلك البراءه التى نراها فى الطفال و ذلك الشر فى عيون الشيطان ، نحتاج ان نرى من تمرح لأنها يجب أن تمرح لو كانت حقيقيه و نحتاج من نصدق أنها واقعيه...حنان لاألومك على شئ الا انكِ مازلتِ تصرين على الفن..لن أتحدث عن زوجك السابق فهذا شأنك لكن أتحدث عمن يسيطرون على تفكيرك من متشددين يريدون خلق رجال للدين فى الإسلام..و هو ليس فيه رجال للدين..بل علماء له .انتِ فراشه و بجعه..ترقصين بسكون..كانت تغريدتك الأخيره ثم الحيل..رحلتِ لمسار آخر فى حياتك..و أحييكى..لكن ترفقى بالفن و اعلمى ان له شروط لا تناسب محجبه..ليس عيباً فى الفن و ليس عيبا فى الحجاب و ليس عيبا فى المحجبه..بل شروط للفن..مجرد شروط.حنان ترك...زهرة السينما..فراشة الحديقه..بجعة الرحيل... هذا ما اردت قوله فقط...

السبت، 4 يوليو 2009

جمهورية الشيخ على


فى زياره سابقه لى لقريتنا الصغيره بجوار مركز أجا بالدقهليه ، كنت أتصور حينها أن القريه كما هى لا تتغير إلا بالعمائر التى تزيد و لا تتوقف عن التكاثر و الإنتشار بفعل رأس المال الناتج عن العمل بالخليج العربى لأبنائها..
و لكن ما وجدت هناك كان غريب حقاً و هو النصف الآخر من نتائج عمل المصريين بالخليج،فمن السهل أن تأتى بالمال من هناك و لكن هناك تلك الشوائب التى ستأتى مع البعض؛شوائب فكريه لا حدود لها تتعلق بكل المصريين و غير المصريين العملين هناك ،التطرف..الإنغلاق عن الزمن و العصر..الشعور بالتيه وسط أيامنا و الحنين للماضى بسحره و ملكوته الآخر..
يحتاج هذا لشئ يجعل الإنغلاق الفكرى و الإنقياد وراء رؤى التطرف الفكرى مستمراً،شئ من الداخل هو الشيخ على؛شخص يرسم نفس الرؤيه المتطرفه و لكن من داخل البلاد ليجعل الإنغلاق عقيده جديده تماثل الدين عندهم..
فى رائعة يوسف ادريس جمهورية فرحات نوذج فكرى مماثل لجمهورية الشيخ على التى بها يجعل ما التقطه الإخوه أثناء عملهم بالخليج مستمراً ، فرحات له تصوره عن الجريمه و الشرطه و كذلك أفعاله و هنا الشيخ على امام مسجد السنيين كذلك؛له تصوراته التى لا تنتهى و تتوافق تماماً مع ما تم زرعه من مبادئ الصحراء باسم الدين..أو لنقل باسم صحيح الدين..
عند هبوطى من السياره أمام المنزل لاحظت مسجد جديد يُبنى من بعيد و عندما ذهبت يومها للصلاه وجدت أن هذا المسجد مسجد جديد للسنيين..سألت عن معنى الإسم ووجدت أن المسجد الأول و هو المسجد الكبير لهم يؤمه الشيخ على و فى أوقات الإنشغال ابنه ذو السادسة عشر عاماً،فى يوم الجمعه توجهت الى المسجد التابع للشيخ على حتى أعرف من هو؟..كانت إحدى فتيات العائله قد أعربت لأختى عن دهشتها من وضعها لمساحيق تجميل و حرمة هذا..و كذلك ارتداء اختى لبنطلون و أن هذا حرام لتشبهه بالرجال،مع ملاحظة أن المتحدثه طالبه بكلية الطب!!..
كانت خطبة المسجد الحاشده أمام جموع الموجودين عن مفاسد العصر التى تشمل عدم الإقتداء بالرسول..و هى مفاسد متنوعه منها حسب حديثه عدم الصلاه دوماً بالمسجد..و ارتداء ملابس للفتيات من دور عرض يهوديه تهدف لتعريتهن..و مشاهدة التلفاز برمضان..و الإقتداء بالغرب و ترك سنة النى.
كان كلامه غير محدد عام عشوائى من الممكن تفسيره بأى شئ و بكل شئ..و شعرت بالغيظ من هذا الإسلوب،فهو بهذا يجعل من يصلى بالبيت متخلى عن جزء أساسى من دينه، و يجعل من ترتدى بنطلون منحله و يجعل الغير محجبه سيئة الخلق و مسألة الإقتداء بالغرب تشمل كل شئ بلا استثناء.
جلست معه بعد الصلاه و عرفته بنفسى،و ببعض الكلمات و القصص الغير حقيقه عن مواليد لدينا بالعائله علمت أن رأيه(و كانت الزياره وقت الجدل حول تجريم الختان) انه فريضه أساسيه..و ملابس النساء محددة الشكل و اللون..و أن مظاهر التشابه حرام(منها البنطلون)..و من هذه النقطه لسؤال عن الشيعه و بالطبع سماهم عباد اللات أزلام اليهود؟؟..تجاوزت هذه النقطه و انتقلت لسؤال حول عمل المرأه و كان رده أنه من أسباب المفاسد و الحرام ، مفضلاً عمل الرجل لمنع الإختلاط المحرم..فوجئت أنه يفتى بحرمة خروج الفتاه للكليه خارج القريه إلا بمحرم؟؟؟؟..تاعت الحديث معه و بالطبع لم أسأل عن الفن و غير ذلك حتى لا تكون النتيجه أن أخطئ فأسبه..كان رأيه دونى فى المرأه..كان رأيه مقيد لها..لتعليمها..لحريتها ، لكل ما نراه اليوم من حقوق لها.
سألته عن العمل السياسى و الدوله..الخ..الخ، كان رده غريب:
هل كانت هناك أحزاب أيام الرسول؟كيف توجد أحزاب تفرق الكلمه و تجمع المسلم و الكافر؟كيف نسمح بالآراء الغربيه بالحلول محل تعاليم الدين؟..بالطبع تفسير من لا يحيا فى زمننا هذا .
خرجت من الجامع سعياً للعوده الى الحضاره و بدأت ألاحظ الآتى:
*عدد المنتقبات(و هذا حقهن) يصل الى نصف النساء بالشوارع.
*لا توجد فتاه واحده من المحجبات ترتدى بنطلون؟؟؟.
*حديث سمعته من قريب لى تفاخر أن مسيحى إفتتح استديو عندهم فقاطعوه حتى رحل؟؟؟!! .
*القنوات الدينيه مهيمنه على مشاهدات الجميع..لامشكله لكن المصيبه ما يتلقوه منها..نفس الحديث السابق للشيخ على.
*أحد الشباب همس لى بأن ما أصنعه بشعر وجهى غير مستحب(سكسوكه)..و أنها تبدو تقليد لغير المسلمين.
*تحدثت عن العلمانيه و كان التعليق من كل من تحدثت معهم(محامى و ثلاث أطباء) أنها الحاد و كفر..أخبرونى كيف الحاد و كفر معاً؟؟؟؟
* عند سؤالى لطالبة الأزهر عن سبب انتقائهم لفتاوى منذ زمن سحيق صنفت لى الأزمان على أنها أنواع أفضلها الأكثر قدماً على اعتبار أنه أقرب للنبى..و كأنما الدين يضعف من بعده بفعل الزمان..و كأنما لا شئ اسمه اجتهاد .
* رأيت عشرات الكتب هنا و هناك من المملكه العربيه السعوديه..بعضها مجاناً مع الحجاج و المعتمرين و الآخر يوزع بقروش زهيده أو مجاناً فى المترو و القطارات.
انتهيت و أنا مغادر الى أن ما يتلقاه هؤلاء المساكين فى قريتنا ليس بمفرده كافٍ..هناك الفضائيات و الشيخ على و معارف الخليج و شرائط الكاسيت..الخ..الخ،و لكن ليس هذا لوحده هو السبب؛ هناك غياب هائل للدوله هو من ترك فراغ للإرهاب الفكرى الذى حطم كل ما تبقى من عقل لديهم قابل للمناقشه ولا يستسلم لمجرد كلمه ملتصقه بحلال او حرام من اى انسان.
هناك سقوط للعقل المصرى اليوم بيد الخرافه أو التطرف و ربما الإرهاب كلماً و فعلاً..إن الرده الحضاريه التى عانينا منها منذ السبعينات و الرده الفكريه التى أسستها جماعات التكفير و التحريم أخطار لا يمكن أن تصير بلا داعم..
لماذا تخلت الدوله عن نشر الثقافه؟..اعلم أن المصطلح قد يبدو خاطئ عند البعض فهى تُكتسب لا تُنشر..لكن الواقع يقول ان من الممكن نشرها..لماذا لا نتخيل الدوله و هى تستبدل القصص المقرره على طلاب المراحل التعليميه المختلفه بروايات كبار الكتاب جوده السحار و الحكيم و يحيى حقى و نجيب محفوظ؟
لم لا ندمج روايتان بالإنجليزيه تستمران مع الإعداديه و الثانويه..كل واحده على مدار الثلاث سنوات؟
ألا يكون هذا انفتاح ثقافى و نشر للثقافه؟
إن الوهابيه التى اخترقت بلادنا كالسهم فى قلب الحضاره تقوم بالمطلوب منها..فتوزع كتبها و أفكار الصحراء من حيث أتت مجاناً او بقروش لا قيمة لها..كذلك لها وسائل اعلامها بالعشرات..و نحن فى العراء إن فكرنا زرعت لنا الدوله الطريق عثرات.
لم لا نبيع الكتب و الروايات اقل من نصف التكلفه فىالجامعات..كتب متنوعه تزيد من المعارف و الثقافه..روايات عالميه و محليه..الحرب و السلام..آنا كارنينا..مسرحيات شكسبير.. لم لا نمنحها بنفس الطريقه كامتياز لطلاب المعاهد و الجامعات ؟
لم لا ننشر هذا و نترك العقل المصرى فارغ متهيئ للإرهاب؟
نهايةً فإن الشيخ على و كتب الصحراء زهيدة الثمن او المجانيه التى تُوزع بكل أنحاء مصر و فضائحيات التطرف و التكفير غير قادرين على النجاح لو كان هناك سد منيع من العقل،سد قوى مؤسس بكل اللازم من المعارف و التفكير العلمى السليم ، عقل مصرى مفكر قارئ مطلع..
غادرت القريه و انا أدرك أن الشيخ على طفيلى ينتهى أمره بالعقل وحده لا اكثر و لا أقل.
قريتنا مثل مئات القرى ببر مصر..تمتلئ بالتطرف..و تخلو من العقل..و مكان الدوله يملؤه الفراغ .

مشاهد..









المشهد الأول :

-----------

28/7/1930..موكب مصطفى النحاس رئيس الوفد الليبرالى العلمانى يتقدم بما يضم من وفديين و جماهير بالمنصوره،يتدخل جندى ببندقيته ليجهز على مصطفى النحاس..ينهض سينوت حنا و يتلقى الضربه بدلاً من مع اصابته بالسكر ،يموت سينوت حنا دفاعاً عن مصير الأمه و صديقه مصطفى النحاس زعيم الأمه.




المشهد الثانى:

------------

/9/2/2009..النائب عبد الرحيم الغول يقول للنائبه ابتسام حبيب :( و انتى مالك يا مسيحيه؟)..تعليقاً منه على مطالبتها بتوثيق الزواج العرفى و يطالب بأن يقدم هذا الطلب ذكر مسلم..حيث لا تجوز أن تقدمه نائبه مسيحيه..لأنها امرأه و مسيحيه.

تعليق:التطور الطبيعى للمواطنه..فى زمن مُنَظِرى الدوله الدينيه الإستبداديه.

--------------------------------------------------------------------------------

المشهد الأول :

----------

20/5/1920..طلعت حرب يعلن فى احتفال كبير تأسيس بنك مصر لتحقيق الإستقلال الإقتصادى عن الإحتلال و يؤكد أن هذا هو بداية الإستقلال ، معتمداً النظام البنكى العلمى و الإدارى الحديث و يطلب التوفيق من الله و التعاون من الشعب المصرى و سط تأييد شعبى كبير و فرحه كبيره من الشعب المصرى بأول بنك مصرى 100% .

المشهد الثانى :


15/8/1987..أشرف السعد يهيب بالمسلمين الإبتعاد عن البنوك الربويه فى حديث الى جريده قوميه مموله من أموال المصريين و تابعه للدوله التى تمتلك بنوك خاصه بها ، و يؤكد أن الربا لا يدوم و لا ينفع..و الجماهير تتفدق عليه لإيداع أموال تصل فى 1988 الى 1.7 مليار جنيه ، و السعد يؤكد أنه مع الناس فى مواجهة المال الربوى الحرام وسط تأييد شعبى كبير للبنوك الإسلاميه التى لا تخالف الشريعه و لا تتبع الربا.


تعليق:عشنا و رأينا زمن سب طلعت حرب و اتهامه بالحرام و رفع السعد و الريان لمرتبة الملائكه..هذا قبل هروب السعد و سجن الريان بتهم تتعلق بالنصب و توظيف الأموال؟؟؟؟؟؟




---------------------------------------------------------------------------------


المشهد الأول :

----------

5/8/1946 ..أعلن مصطفى النحاس أن الإخوان المسلمين و كافة مؤيديهم خطر على الأمه المصريه و باتوا يهددونها بالإنقسام بين مسلم و قبطى ، رافعين شعارات دينيه تقسم مصر لفريقين و أنهم لا يبغون من وراء هذا ديناً بل دنيا و حكم لا إصلاح و أن الاسلام عالى الجنبات ، مؤكداً على هوية الحزب الليبراليه و توحد الأمه وراء الحزب ( و ظل يكتسح الإنتخابات و كانت آخر انتخابات جرت قد أعطت الحزب 288 مقعد من 318 بانتصار ساحق على الاخوان و غيرهم)..


المشهد الثانى :
------------
الإخوان و الجهاد و الجماعه الإسلاميه يخوضون تحالف مع الوفد الليبرالى فى انتخابات البرلمان..و يعلن فؤاد سراج الدين أن الحزب اسلامى و ليس علمانى وسط ترحيب من كبار أعضاء الحزب لترتفع رايات أغلب التنظيمات الإسلاميه على أبواب الوفد الليبرالى..



تعليق:حدث تاريخى مؤسف لم يتكرر..و كان خطأ فادح أن يبيع الحزب مبادئه و يتحالف بلا سبب الا الطمع فى اصوات لا يستحقها تأتى بالإغواء الدينى و تحالف مهين مع مخالفيه..جميعاً

------------------------------------------------------------------------------------المشهد الأول:

-----------

1975..فيلم الكرنك يُعرض وسط تعاطف جماهيرى كبير و تأثر بمشهد اغتصاب سعاد حسنى ، و احدى المشاهدات تبكى و هى تتذكر ما حدث و تتأسف بشده لمصير بطلة الفيلم و تبدى تأثرها العميق و تشيد بسعاد حسنى الفنانه .


المشهد الثانى:

-----------

2008..ارتفاع الضجه عالياً و هجوم عنيف على الفنانه سميه الخشاب بسبب ثلاثة مشاهد لها بفيلم حين ميسره ، و فتاوى بارتكاب الفنانه بتمثيل مشاهد لعلاقه مثليه و أخرى لإغتصاب سميه الخشاب ، و احد المشاهدين يقول أن المشهد كان خارجاً على الأخلاق و أن إغتصابها مقحم على الفيلم للإثاره مؤكداً ندمه على مشاهدته و غضبه من هذه النوعيه من الأفلام.




تعليق:بين 1975و2008؛ 33 سنه تحول فيه المجتمع من قبول مشاهد تجسد حقائق مهما كانت الى مجتمع يريد أن يكون مجتمع ملائكة السماء..قبلوا اغتصاب سعاد و تأثروا بالمشهد و هنا يرفضوه تماماً مع اهميته الشديده..نفس المجتمع..و ليست نفس العقول

.---------------------------------------------------------------------------

المشهد الأول:

-------------

1919.. القمص سرجيوس يتصدر المظاهرات المطالبه بعودة الوفد المصرى المنفى ،و يقود مع شيوخ الزهر مظاهرات حاشده تطوف القاهره وسط صدام دموى مع قوات الإحتلال مطالبين بعودة الوفد و الإستقلال،و يتوجه للأزهر حيث يلقى خطبه حاشده وسط هتافات التأييد و الدعوه للحريه و الإستقلال.


المشهد الثانى :

------------

2009..إشتعال فتنه طائفيه جديده فى الصعيد إثر شائعات عن نية أحد القساوسه تحويل بيته لمكان لتأدية الصلاه ، و هذا إثر عدم تحقيق طلبات الأقباط المتكرره ببناء كنيسه لضيق الكنائس بهم فى قريتهم و التى يشكلون اكثريتها.

تعليق:حتماً..الفارق أبعد بكثير من 90 عاماً..وبشده

السبت، 20 يونيو 2009

حتى لا يكون كلاماً فى الهواء .


فى هذا المقال أود أن أوضح العديد من نقاط المواجهه التى تشتعل بين العلمانيين الذى أعتبر نفسى من معتدليهم الذى اتحدث باسمهم الآن مؤكداً أن حديثى هنا قد لا يشما كل العلمانيين لكل حتماً يشمل الكثير منهم فى بيئه عربيه و اسلاميه و مسيحيه هذا من جانب و بين أنصار الاتجاه السياسى الدينى من جانب آخر ،و هنا لا بد أن أؤكد لنقاط لازمه لنا حتى نبدأ و نحن نعرف أساس البدايه و قاعدة الحديث و من نحن و الى ماذا ننتمى؟..
أولاً: نحن أبناء مدرسه علمانيه عربيه ، من نماذجها نموذج مدرسة الوفد العلمانيه فى تجربتها الفريده 1923/1952 و بالتالى لسنا من أتباع مدارس علمانيه أخرى غير عربيه كالمدرسه العلمانيه الاتاتوركيه الممثله فى حزب الشعب و النظام هناك أو مدارس عربيه متطرفه كموذج تونس العلمانيه.
ثانياً: قاعدة حديثنا ليست قاعدة الدين فنحن لا نتكلم فى شأن الدين بل الدوله و لسنا فى تفاصيل الآخره بل فى شئون الدنيا و ليست أحاديث الدين موضوعنا بل أحاديث الدنيا الفانيه بعيداً عما لا نختص فيه من عالم الآخره الباقِ.
ثالثاً:نحن ننتمى الى بلداننا فلسنا وافدين بل مواطنين تمتد أصولنا الى أصول كل الأطياف الدينيه و العرقيه و الفكريه فليس الإسلامى من أرض و نحن من أخرى بل لنا نفس الأرض و نفس الجذور.
رابعاً و أخيراً: كل نقطه أناقشها الآن أجتازها بالقليل الموجز و أعقبها برابط لمقال مفصل عنها أو أكثر حتى لا تفيض بنا الاحاديث الى ما يتجاوز حجمها و الى ما لا يجوز فى حديثنا هذا الاكثار فيه.

النقطه الاولى : الحجاب:
للوهله الأولى يتراءى بصوره جليه أن الحجاب و العلمانيين عدوان،فنماذج علمانيه رئيسيه كتركيا و تونس تمنع الحجاب و تسير على منوالهما العديد من الأحزاب فى مناطقنا العربيه من رفض للحجاب و هجوم عليه، و يفوق الأمر فنجد من يطالب بمنع المحجبات من أعمال أمنيه و منع ظهورهن على الشاشات الرسميه و يبدو العداء مستحكم و لكن بكل حسره أقول..العداء عربى/اسلامى للحجاب بمعنى أن علمانيين العرب و المسلمين فقط معادين له لنفسه أى أنهم ضد الحجاب للحجاب..و دراسة نماذج علمانيه كانجلترا التى لا تمنعه أو تفرض محاذير عليه و نموذج علمانى كفرنسا التى منعت غطاء بشكل معين و لم تمنع تغطية الشعر أى غطيه بقبعه أنيقه لكن حجاب بالشكل الفلانى ..لا، أما عباقرة أحزابنا العلمانيه فرفضوا فقط تغطية الشعر ووجدنا من فنانينا من يقول بفخر أن المحجبه معاقه و من سياسيينا من يقول أن الحجاب عنصريه!!!..فما قول العلمانيه فى انجلترا مثلاً؟
فى مجلس العموم فى عام 2003 أثيرت المسأله فكان رأى المجلس ذو الأعضاء المسيحيين أنه(الحجاب) ملبس و الحريه للملبس من قواعد العلمانيه و بالتالى لا يجوز إطلاقاً منعه ،وربما تكون محاذير على المنتقبات لكن بلا تمييز سلبى!!
أى أن قلعه علمانيه غربيه مسيحيه أخذت الأمر ببساطه فى معدلتنا هذه:
حجاب=ملبس=حرية ملبس=لا مشكله..أما أساتذتنا فى الشرق تفرغ أغلبها للسخريه الجارحه من المجبات و أفرغوا وقتهم فيه بصوره تبدو مضحكه فواقع الامر أنه ملبس و أنت حر فى رأيك لكن لا تمنعه أو تجبر الآخرين عليه.

إذن خلاصة(رأيى) فى هذا الجانب أن الحجاب ملبس و العلمانيه محكومه بمبدأ حرية الملبس و بالتالى لا مشكله بل لا تناقض بين العلمانيه و الحجاب فكل انسان حر فى ملبسه..اليس غريباً أن لا نصل لهذه النتيجه مسبقاً؟؟؟
و للمزيد:
http://www.jaridtak.com/articles/display_article.php?id=1303

النقطه الثانيه: الحدود الاسلاميه:
فى نقطتنا هذه أجد الحرج الشديد حيث لو تكلمت لعبرت عن رأيى و لو صمتت لكانت نقطه ندور حولها و ربما لا نتحدث الا عنها لذا اقتصر على النقاط التاليه:
(1)-الحدود تعاليم جنائيه وردت فى عصر الرسول و لا جدال فيها فى عصرها.
(2)-لإختلاف ظروف العصر بات الإلتزام بها مثير لمشكلات داخليه و خارجيه.
(3)-مقاصد الشريعه هى الممكن الالتزام بها بديلاً عن النص المستحل اقامته.
(4)-الحدود نلتزم بأهدافها بتشريعات لا صداميه مع العالم الخرجى و الداخلى.
(5)-الإحترام للحدود مع الاعتراض على تطبيقها الفورى عند البعض.
(6)-الاحترام للحدود مع الاعتراض على تطبيقها نصاً عند البعض الآخر.
(7)-الإتجاه لتشريعات توافقيه مع الداخل و الخارج حتى نأمن مخاطر الفتنه.
للمزيد:
http://www.jaridtak.com/articles/display_article.php?id=952


النقطه الثالثه: العلمانيه و التدين :
يؤلمنى و أنا بهذا الصدد أن تكون من أجزاء هذا المقال كتابات عن أمر شخصى..فالتدين عند الكثيرين و بلا سبب منطقى مفقود لدى العلمانيين شديد الظهور عند أنصار الإسلام السياسى و كأنما فتشوا فى القلوب و اطلعوا على غيب من الله و علموا ما بين الإنسان و ربه،و هنا لا مجال إلا للحديث عن مبدأ هام نعلمه و لا نعمل به أدركنا و لم ندركه..أن الإيمان شئ خاص بين الإنستن و الله،لا يشترط أن أكون من الإخوان أو من الجهاد أو غيرهم من جماعات الاسلام السياسى حتى أكون متديناً،بل على العكس فى أشد الأوساط التزاماً شكلياً نجد مهازل داخليه و فى أوساط نوصمها بالخطيئه نجد ما نعتبره من أخلاق المؤمنين.
و لنأخذ نموذج صارخ هنا ألا و هو مصطفى النحاس..
كان مصطفى النحاس علمانياً و نمذجاً للعلمانيه الشرقيه العربيه و أحد كبار زعماء حزب الوفد الليبرالى العلمانى و كذلك كان له أخلاق المتصوفه و دراسته الدينيه المعروفه و تدينه الذى كان بلا غرض أو هدف و أعود هنا لواقعتين اغتيال فشلتا واحده على يد محمد أنور السادات و الثانيه على يد مصر الفتاه كانتا مرسومتين قتله بعد أدائه لصلاةِ ما حيث كان يواظب على أداء الصلاه بالمسجد كلما أمكن له هذا !!!!!
و لعلنا هنا نذكر أمثله عديده لكننا نقصر هذه النقطه على ما ذكرت،و لا أضيف رابط لمزيد من التوضيح حيث لا مجال للمزيد من إثبات ما فى الضمائر و حيث أن الخلط بين التدين الشخصى و المذهب الفكرى أمر مؤلم و مخجل..و منقرض.

النقطه الرابعه: العلمانيه و تنظيم الدوله:
لعل أكثر ما يرتطم بين أنصار العمل السياسى امن العلمانيين و أصحاب الاسلام السياسى هو تنظيم الدوله،فأصحاب العمل الإسلامى السياسى فى كل تجاربهم على مستوى العالم أعلنوا فشل العلمانيين و نصبوا أنفسهم كبديل..و المضحك و المؤلم معاً أنهم نظروا لتجارب استبداديه لم تعلن يوماً برنامجاً أو تصل للسلطه بالرؤيه الشعبيه أى بالشرعيه فى حين أنهم بالكامل وصلوا للحكم باراده شعبيه أو كادواو نماذج الجزائر..السودان..أفغانستان..السعوديه(لم تصل العئله باراده شعبيه)..ايران..باكستان..كلها حكمها اسلاميون بتأييد شعبى و فشلوا و أفشلوا بلادهم بل و فى الكثير صنعوا حروب أهليه ببركة ذكائهم الخارق!!!
و العلمانيين لم يصل أحد منهم للحكم باراده شعبيه إلا نادراً جداً كالوفد (1923/1952) و هذا يكاد يكون شبه نادر فى أرضنا العربيه و الاسلاميه و على هذا أتساءل عن كيفية الحديث عن فشل رؤيه للعلمانيه مع عدم وجود اى نظام علمانى حقيقى وصل باراده شعبيه؟؟؟؟؟؟؟
و هنا لا بد من توضيح نموذج الدوله العلمانيه و تأسيسها :
(1)-دولة مؤسسات أى دوله تتكون من جهات منتخبه أو معينه من جهه متخبه و تتكون من مؤسسه تشريعيه مدنيه منتخبه ، مؤسسه تنفيذيه مدنيه ناتجه عن المؤسسه التشريعيه ، مؤسسه قضائيه مدنيه مستقله ، مؤسسه اعلاميه مدنيه مستقله ، و ربما تقل أو تزيد و لكن بصوره عامه هذا هو شكل الدوله العلمانيه من ناحية التكوين.
(2)-مدنية المؤسسات تعنى ادارتها و تصريف اعمالها و ممارسة مهامها بارادتها بدون تدخل من أى جهه دينيه أو غير ذلك ، فلا تكون وصايه أو يكون تدخل من الجهات الدينيه و المؤسسات الدينيه العامه.
(3)-المواطنه و لهذا عنصر أتلوه بالكالمل فيما يلى .
(4)-مبادئ عامه تحكم الدوله هى العداله و الحريه و المساواه بلا تمييز .
(5)-المرجعيه الوحيده للتشريع هى الدستور المكتوب (فرنسا) أو غير المكتوب (انجلترا) الحائز على اجماع و رضا شعبى باستفتاء أو مطالبه شعبيه عامه.
و هنا لم أجد داعياً لتفصيل مكرر لما ذكرت لذا لا روابط اضافيه هنا .

النقطه الخامسه : العلمانيه و المواطنه:
ما معنى المواطنه؟و لماذا هى مشكله بين الاسلام السياسى و العلمانيين؟

المواطنه تعنى بصوره مبسطه:
المساواه بين المواطنين فى الدوله فى الحقوق كافةً و الواجبات كافةً و الفرص كافةً و كل ما يكون لمواطن لمواطن آخر... فلماذا هناك مشكله؟؟؟
المشكله ليست عندنا بل عندهم فهم غريبى الأطوار تارةً يقولون أن الإسلام (و هذا حق) مع المواطنه و عند المطالبه بحق المسيحى فى الترشيح لرئاسة الدوله يقولون لالا..فقط على مجرد الترشيح.
المشكله ليست عندنا بل عندهم فهم غريبى الأطوار يعلنون أن لا قمع على حرية الدين التابعه للمواطنه و مع البهائيين يقولون لالا..فقط على حق الحياه لهم بأمن فى مصر و منهم من يطالب بقتلهم أو نفيهم أو حصارهم لدرجة منعهم من الخروج للحدائق للإحتفال؟
المشكله ليست عندنا بل عندهم فهم غريبى الأطوار فالمرأه عندهم لها كل الحقوق بأمر الإسلام(و هذا حق) و عند العمل السياسى يقولون لالا الرجل قوام على المرأه و منهم من يوافق و هو غير مؤمن حقاً فيرشح مائه من الجال وواحده من النساء؟؟؟؟..كذلك يقولون بحقها فى كل شئ من المناصب ثم يقولون لالا ليس لها حق الترشح لرئاسة الدوله..فقط مجرد حق الترشح.
المشكله ليست عندنا بل عندهم فهم غريبى الأطوار يقولون بأنهم يريدون احياء الخلافه و يصمتون فهل يريدونها بالانتخاب؟ ان رفضوا كانوا متخلفين عن عصرنا و ان وافقوا فما المشكله تجاهنا منهم؟؟يقولون نريد الخلافه فهل هى استبداديه ام تحوز برلمان كبرلماننا العصري ، ان واقفوا عليه فما مشكلتهم ضدنا و ان رفضوا فهم يحيون عصر آخر غير عصرنا فكيف يحكموننا؟؟يقولون نريدها خلافه فهل هى كالأمويه بالوراثه أم عباسيه بالقتل و السمل و الوراثه ام بالانتخاب،و هنا نعود لنقطتنا الأولى فما مشكلتهم معنا؟يقولون نريدها خلافه فما هى الخلافه..مصر أم أكثر فإن قالوا مصر قلنا ما سبق و ان قالوا أكثر فكيف..هل نحتل دول أخرى؟
و هنا لا أرى الحاجه لروابط لأن الأمر لا يحتاج لتفصيل .

أتعشم الآن أن أكون قد أزلت بقعه من سواد تضاف ظلماً على العلمانيين أو دوائر الفكر العلمانى أو ماذا يريد العلمانيون من البلاد..
كتبت هذا حتى لا يكون حديثنا مرفوض بلا تفكير...
كتبت هذا حتى لا يكون كلامنا باسم الشيطان و كلامهم باسم الإسلام...
كتبت هذا حتى لا يكون كلاماً فى الهواء...

الخميس، 18 يونيو 2009

مع الحق الوطنى البهائى و لو كره الأزهر


حينما إنتهيت من هذا المقال وقرأته إكتشفت أنه أعنف ما كتبت وأكثرها حده، حاولت أن أراجعه وأجد من بين ثناياه وخطوطه ما أحذفه لأقلل من حدته.. لكننى لم استطع فكل كلمه وكل معنى فيه حق ومبدأ ومفهوم خُضنا الكثير من أجله وسعينا بالنفس وبذل غيرنا الدماء للوصول اليه.
الكثير سقطوا من أجل هذه المبادئ و ليس المقام يسمح بالإقلال أو الإنقاص من اجل شخصٍ او هيئه لا تحترم احد يخالفها الرأى أو تعطيه حق هو له ، حق المواطنه الذى ليس من الأزهر او دار الإفتاء أو مجمع البحوث..بل هو من الوطن الذى اكبر و أعظم من كل ما ذكرت..هذا الحق من الإسلام ، إسلامنا و قيمنا لا من عند أحد.من اجل هذا كتبت و لم أهذب او أحذف.. و لكى أكون واضحاً فأنا مشكلتى ليست فى فتاوى دينيه توضح حقيقة البهائيه من وجهة نظر الإسلام ، بل فى فتاوى سياسيه تنزع المواطنه عن مصرى بسبب دينه.. اليكم مقالى:أثناء إنهائى لكتاب( الإرهاب ) للمفكر الراحل فرج فوده لفت نظرى موضوع جانبى يتحدث فيه عن المشكله الخاصه بالمصريين البهائيين التى تُثار وقتها (1986) ، ما أدهشنى هو تجدد المشكله على عكس ما اتصور من كونها خامله فكنت أراها بدأت مع عهد جمال عبد الناصر و عادت مع حكم المحكمه العليا المضحك و المثير للشفقه (1975) فقط دونما عوده إلا فى أيامنا هذه ، كانت أول مره ألاحظ أن المشكله كانت وسيله لكل غايه ، فلو كانت الغايه إثبات العداء لإسرائيل يتم الصاق تهمة الصهيونيه للبهائيين لأن مقدساتهم فى اسرائيل ، و لو كانت الغايه المطالبه بالحدود الإسلاميه تكون البهائيه وسيله حيث نصفهم بالمخربين و المفسدين و نطالب بقتلهم بحجة انهم مرتدون ، و لو كانت الغايه المزايده على التيارات الإسلاميه يكونوا وسيلة المزايده و كأنما ليسوا أصلاً مواطنين مصريين فى دوله دستوريه مدنيه فى القرن ال21.ثم أسأل:لماذا نخلط بين الدينى و المدنى دوماً ؟ألا نفرق بين دين المرء و إنتماؤه للوطن الذى لا يؤثر فيه دينه حسب الدستور؟هل من الصدق أن نعمم وصف الرده على كل من يدين بالبهائيه مطلقاً؟ماذا لو كان العالم الغربي المسيحي ( مؤمن ) مثلنا و يفعل فعلنا مع البهائيين ؟الى أين يقودنا هذا الأمر و تلك التصرفات مستقبلاً ؟تلك النقاط الخمس السابقه هى أسئله أطرحها و أبحث عن إجابه لها عبر تلك السطور:*مصر دوماً ما تقع فى هذا الخلط العجيب و المريب بين الدينى و المدنى فمع فترات إستسلام الضمير و العقل لأدعياء الدين من عشاق السلطه و مع استيلاء كنائس صنعناها داخل الدين تحتكر النطق بإسمه و تجعل رجالها قساوسه ينطقون بالإسلام و ليس بآرائهم ، و مع سقوط فكرة البلد و افنتماء لا بد من هذا الخلط حيث يصير الدين هو معيار الحياه فمنه الولاء لأتباع نفس الدين و لا مانع من عداء لمن لم يؤمن به ، و منه تعاليم كل شئ العلم و يومياتنا و أفكارنا ، فالدين هنا شئ غامض لا نعرفه و نحتاج لأوصياء ليقولوا بكل إفتراء كلاماً و مه يقولون هذا رأى الدين و كانما حديثهم قرآن لا نعرف عنه شئ وواجب اتباعه..حينها لا فارق بين الحق و الدين فلو هناك حق لا يهم ، المهم رأى الدين هل يجوز أو لا يجوز و بالطبع رأى الدين هنا غائب و الحاضر هو حديث من صاروا بفضل إستسلامنا ناطقين بإسمه ، مصر الان هكذا و منذ زمن بعيد هى بهذا الشكل ، منذ ان سقطت تجربة القوميه بنكسة 1967 و خلايا الخلط النائمه استيقظت و نشرت سمها فى شرايين الوطن لتلوث دماءه و تجعل مكوناته تتناحر فى سبيل إرضائها و هم لا يشعرون.لم تكن تلك الخلايا المتطرفه جديده بل قديمه قدم عصور الضعف و لكن نمت و ترعرعت بفعل الهزيمه و غياب الفارق بين المبدأ و المشروع الوطنى ، لهذا صار إنتشار هؤلاء بيننا سريعاً و كذلك صنعهم للخلط المفزع بين الحقوق المدنيه و رأى الدين فى دين أصحاب هذه الحقوق و كانما لم نقرأ آية :(وَ لا يَجْرِمَنَّكُم شَنأنُ قَومٍ على ألاَ تَعدِلوا إعْدِلوا هِوَ أقرَبُ لِلتقْوى )أى شئ نريده اكثر؟..حتى لو تكرهوهم (و الأمر لا يستحق) فإعطوهم حقوقهم كاملةً غير منقوصه..و لكن خلط الوراق بشع و مريب..و بكل أسف ليس بجديد.*حسب الدستور(بتعديلات 2007) فإن المواطنه جزء من النظام العام و لا يجوز التفرقه بين مواطن و آخر حسب أى عامل و لو عامل الدين ، فهذا هو جوهر المواطنه..و بالتالى إذا كان من حقى أن أكتب مسلم أو مسيحى أويهودى بالبطاقه فمن حق المصرى البهائى كتابة بهائى أيضاً ، و فوجئت بعوار واضح فى كل الأحكام التى تتالت عبر السبعينات الى اليوم من محاكم إداريه و عليا ، فهذه الأحكام لا تتناسب اليوم مع تعديلات (2007) التى جعلت المواطنه جزء من النظام العام للدوله ، و كذلك إستنادهم للماده الثانيه التى تذكر أن مبادئ الشريعه المصدر الرئيسى للتشريع ، حتى هذا لا معنى له..فتلك المبادئ من زاويه لا تعارض الحقوق المستقره لكل مواطن فهى العداله و الحريه و المساواه و الرحمه..و هى لا تتعارض مع حق المصرى البهائى ، و من زاويه أخرى لا أجد معنى لحجة ان الشريعه الإسلاميه لا تعترف إلا بثلاث ديانات..فالفهم هنا خاطئ ، ليس المطلوب الإعتراف بالبهائيه كدين سماوى أو غير ذلك بل المطلوب إثبات حله بالبطاقه ، اى إثبات أمر متحقق و واقع و ليس إنشاء أمر جديد..بلغة القانون ليس المطلوب إنشاء مركز قانونو جديد بل إثبات مركز متحقق بالفعل ، و هنا لن يتم الإعتراف الذى يتحججون به..بل فقط اثبات الدين لا أكثر و لا أقل مما لا يعارض النظام العام الذى لا يقر إلا الثلاث أديان السماويهفما المشكله إذاً؟المشكله ان مفهوم و روح المواطنه لم تستقر بعد ف عقول و قلوب القضاء و المؤسسات المدنيه المصريه فهم غارقون فى بحر الخوف الغريزى من التضاد الدينى مما يتسبب فى كوارث و عوار قانونى كالمثال السابق.ثم حتى لو كان الأمر هكذا و هناك منع فى الماده 2..فلم لا ننظر لأربع مواد تؤيد الحق البهائى الوطنى و على رأسها الماده 1 و 46؟ألا يجوز لنا القول أن التضارب هذا لو حسمناه لن يكون لصالح الماده 2 ؟ نعم الغاء الماده 2 او تعديلها هو النتيجه لهذا الصراع الذى لا أراه حقيقياً بين تلك المواد الدستوريه؟ اليس من الواجب احالة الأمر للدستوريه العليا لحسم هذا النازع الذى يهدر حقوق المواطنين؟..اتمنى.* أضحكتنى مؤسسة الأزهر و الله..أنا أدرك أنها مؤسسه لا تمثل الوسطيه كما نتخيل بل هى مؤسسة النقل و الجمود و نفاق السائد ، و نظره واحده لتاريخ الأزهر المعادى لمحمد عبده و طه حسين و على عبد الرازق و كل من فكر ، فقط مجرد تفكير فى أى شئ يخالف السائد..أما ان تصدر فتوى و تصير مبرر الوضع المضحك هذا فهى النكته بحق ، إذ ان الفتوى كانت تقول بأن كل من ينضم للبهائيه من المسلمين مرتد و المسأله تبدو منطقيه فهى ديانه تعاكس الإسلام ، لكن الان و جدنا من يفسرها كالآتى : لو أبوك و جدك و جد جدك بهائيين فأنت مسلم مرتد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ببساطه تم تفسيرها على ان من يؤمن بها و لو من أسره بهائيه فهو مرتد..و بالطبع سار قطيع الكارهين لكل شئ وراء هذا بكل حماس و كعادته صمت الأزهر بعد تردد فهو يدرك مضمون فتواه التى تتناول المسلم الذى يرتد بايمانه بالبهائيه و لا تشمل صاحب الأصل البهائى(و هذا لا يحتاج شرح لمن له عقل و يستطيع التفكير) و حاول البعض الضحك علينا بالقول أنهم مرتدون لقوله بإيمانهم بالإسلام كذلك فهم مسلمون ثم إيمانهم بالبهائيه (الإيمان البهائى يشمل الإعتراف بالإسلام دين سابق للبهائيه) و بالتالى فهم مسلمون يؤمنون بالبهائيه..و الرد بسيط : المسلم هو من يؤمن بالاسلام كآخر الديانات و محمد صلى الله عليه و سلم آخر الرسل و هم لم و لن يؤمنوا بهذا قط حتى فى مفهومهم للإسلام ، و بالتالى فهم لم يكونوا أصلاً مسلمين ، و كما ذكرت تقاعس الأزهر عن التدخل و راح بعدها يتدخل لكن بالإتجاه المعاكس..ببساطه راح يؤكد معنى لم تتضمنه الفتوى و رؤيه لا يحملها الأزهر و راح يحرض على قتل المصريين البهائيين بكل بساطه لأنهم بهائيين..فقط لهذا السبب ، الأخطر أنه راح يروج لفكرة تحالفهم مع اليهود و صهيونيتهم اى يسب و يقذف كل مصرى بهائى بصوره تكفل لكل بهائى فى العالم حق رفع دعوى سب و قذف ضد الأزهرو سرعان ما باتت سبوبة الزهر تحريض علنى على قتل البهائيين نظراً لفراغ الساحه مع استيلاء المتأسلمين على الفكر الشعبى و مصادرة العقل و انبطاح المثقفين و موت الاحزاب أو مشاركته للأزهر فى احتفالية قتل البهائيين.*تخيلوا معى الاتى : اوروبا و أمريكا المسيحيتين يعجبان بالتدين الشديد لدينا ببركة الأزهر و فتواه ، و يقرران تقليدنا فيتجهوا لشعوبهم قائلين :أيتها الشعوب المسيحيه هناك دين يسمى الإسلام أفتى بابا الفاتيكان لكم أنه دين يحرف تعاليم مستقره بالكتاب المقدس (نفس الرأى من الإسلام للبهائيه) و يغيرون طبيعة المسيح الإلاهيه و يقولون ان المسيحيه ليست آخر الديانات (نفس القول من الإسلام للبهائيه) كما تجرأ هؤلاء المسلمون و ارتدوا عن المسيحيه فهم يقولون يايمانهم بها كايمانهم بالإسلام و بالتالى فهم مرتدون..و لكننا يجب أن نكون رحماء فلا نمنع عنهم الحق فى الحياه كما يطالب بعض رجال الدين المسيحى عندنا بقتلهم (أغلب الازهريين يطالبون بقتل البهائيين) أو كما يرى مثقفينا كذلك بقتلهم (جمال عبد الرحيم نموذج لطلب قتل البهائيين) أو رؤية البعض بسجن المسلمين (يوسف البدرى يرى الإكتفاء بسجنهم)..نحن سنتعامل مع المسلمين باغلاق مساجدهم و منعهم من شعائرهم فقط ( حكم الدستوريه 1975 بتأييد غلق المحافل البهائيه و الإستيلاء على أموالها) و هكذا لا نعارض حرية الدين فنحن لم نؤذى أحد بل فقط منعنا شعائر تؤذى النظام العام المسيحى؟؟؟لو حدث هذا سنعتبرها حرب مقدسه و نسب الذين يشعرون بالغيره من تفوقنا العظيم جداً عليهم مما أعجزهم فضيقوا علينا ديننا ، الله أكبر فلنقتلهم جميعاً هؤلاء الكفره...ما رأيكم؟..هل نطلب تعميم التجربه؟*مستقبلاً سيتم تعميم تلك النظريه على كل أصحاب الديانات الأخرى( نظرية التعامل مع البهائيين)..و على رأسها المسيحيه..و لنا فى ارهاب السبعينات و الثمانينات و التسعينات نموذجاً ، فهو كان موجه ضد الكنائس و متاجر المصريين المسيحيين بلا سبب إلا كفرهم و حلة أموالهم و ليس ضد البهائيين ، بالطبع سيقول قارئ..كلا كلا كلا الأمر مختلف فأرد: و الله لا يختلف أبداً فالمتطرف يقتات من تطرفه و يحيا به و ليس له من دونه مصدر حياه و لا يمكن أن يحكمنا فكر أو فرد أو مجموعه متطرفه دون ان تفرز الأسوأ و الأكثر تشدداً و طبيعة النظم التى تتالت بإسم الإسلام حكماً و إدارةً تشى بهذه الحقيقه سواء فى السعوديه او ايران او السودان.الخلاصه:تحول الزهر الى مؤسسه بخلاف النفاق تفتى بفتوى و تسمح بتحريفها إرضاءً للغوغاء السائده ، و باتت مصر دوله ليست مؤمنه بالمواطنه كمرجعيه لها ، و لا دوله يحكمها دستور بل باتت دوله لا شئ يسيرها إلا إرادة التيار الدينى و مزايدات المسئولين عليهم..مصر شهدت رده حضاريه مازالت مستمره و لن تتوقف أبداً مهما فعلنا إلا إذا كانت الدوله حارسة الدستور و معها المحكمه الدستوريه العليا و كل فئات المجتمع المدنى يد واحده فى مواجهة طوفان تديين مصر و تديين السياسه و تحويل مواطن مصر لخائن لمجرد انه بهائى ، و قتله لمجرد انه بهائى ، و سجنه لمجرد أنه بهائى..و نسينا أننا مسلمون.و تبقى أسئله:-1- لماذا هذه الحميه فى الدفاع عن البهائيين؟أجيب: لا أدافع عن العقيده البهائيه او معتنقيها ، بل أدافع عن حرية العقيده و عن الحقوق المدنيه للمواطنين المصريين البهائيين كغيرهم من المسلمين و المسيحيين فى مصر و عن حق الإنسان أى إنسان فى عقيده و مواطنه .-2- هل تعتبر الزهر مسئولاً؟أجيب: البدايه من الأزهر و النهايه فيه..الفتوى خرجت منه ، و كل علماء الدين الذين أذكر هم و اعنيهم منه ، و هو مؤسسة الدين الرسميه فى مصر ، و بالتالى فهو من يدير اللعبه و هذا المر لا يغادر أبداً محيطه ، ان لم يكن تخصصه و دوره الرئيسى الوسطى كما هو مفترض.-3- كيف لا تغار على دينك و البهائيه تطعن فيه؟أجيب: ليس دورى أن اهين إنسان بسبب ما يؤمن به كما ان هذه عقيده لأتباع يرونها سليمه ، و هى نفس نظرة المسيحى للمسلم و نفس رد المسلم عليه ، المشكله ليست فى عقيده و اخرى فكل العقائد تخالف و تطعن فى أساسيات الإسلام ، المشكله فى تقبل الآخر كإنسان له حق الإعتقاد و مواطن له حق المواطنه. -4- البهائيين حلفاء اليهود و الصهاينه..كيف تكتب دفاعاً عنهم؟أجيب: لا أدافع الا عن المواطن ، و لو كان جاسوس أو متحالف مع الصهاينه..أين أى جاسوس و أقول ولو واحد ثبت انه جاسوس؟..فمع احترامى الأغلبيه الساحقه من الجواسيس لإسرائيل مسلمين و لا يوجد جاسوس واحد بهائى ، و لو كان كذلك فلم لم يلق الأمن القبض على أحدهم؟ختاماً:نحن مصريون مدنيون فى دوله مدنيه لنا جميعاً حق المواطنه..لا تنازل عنه و لا رده عن مبادئنا..إن الأخطار لا تأتى أبداً بتخطيط من الخارج دون ظروف مهيئه من الداخل..لا صراع بين الدين و الوطن بل تكامل بين الماده و الروح..للوطن حقوق و للدين رأى كلاهما متكامل فقط عن أبصرت القلوب..*** المواطنه هى الحل ***الى اللقاء.

الاثنين، 15 يونيو 2009

قبل السقوط


إن أصعب ما يواجهه الإنسان هى مبادئه، و من أجل هذه المبادئ مات من مات و بقى من بقى،و الان أكتب قبل انهيار مبادئناو أسطر حديثى هذا
..حديث نذير ما قبل السقوط.
لا خلاف على أن الديموقراطيه تقوم على أساس حكم الشعب لنفسه عبر مؤسساته و أبنائه المنتخبين، و لا خلاف إلا مع الإرهاب على أن الدوله المدنيه هى دولة التعاليم الساميه: العداله / الحريه / المساواه و هى مقاصد الشريعه الاسلاميه و اينما وجدناها فتلك دولة الالتزام بمنهج العداله الاسلاميه .
الآن أطرح تساؤل كثيراً ما دار بخاطرى و كبتته حتى لا يكون هذا نذير تراجع عن المبادئ الرئيسيه لى ، أنا لست من هواة غسيل الدماغ الذاتى و لست من استئصاليى الاراء المخالفه لكن كثيراً ما فكرت و تاملت الوضع الحالى فى بلادنا العربيه و بالذات فى مصر و تراءت لى خطورة تكرار تجارب معينه أثارت الجدل و خربت البلاد من حولنا و بكل أسف هى نموذج يُحتذى به عند البعض و عند البعض الآخر كانت نماذج رائعه و فور سقوطها سبوها بكل بساطه و كلاحة وجه..النظم التى اعلنت نفسها اسلاميه و صناعها ممن يسمون انفسهم إسلاميين مستقبل مصر مع نماذجهم داخلها هذا ما أكتب عنه.
الإتجاه شرقاً ):آيات و بينات)
إيران..و ما أدراك ما ايران تلك البلاد ذات سحر ماضى عريق و حضارات ناشئه منها غازيةً للعالم،هذه الأرض كان لها موعد مع آخر ملوكها..إيران 1979 تغلى بالثوره ضد الشاه و نظامه و سافاكه الرهيب،لم يكن الشعب الإيرانى يحدد نظام معين و هو يثور فالثوار كانوا الشيوعيون و الإسلاميون السنه و الشيعه أصحاب اليمين و اليسار، و الى أين يا شاه؟
هرب الشاه و سقط النظام و رفعت ايران رايات الثوره..وسط هذا بدات ملامح جديده تظهر..اتى آية الله الخومينى من منفاه الفرنسى و بصوره مدهشه تحولت الجماهير (بالدافع الدينى) للخومينى وسط جمود اليسار المهيمن بفصائله على الوضع حتى مجيئه ، اندفعت جماهير عريضه له باعتباره من المعارضين البارزين و باعتباره ببساطه عالم دين ، تتطور الأمر فى ايران بشكل غريب و تذكر وثائق أمريكيه ان الثوره و ان كانت مفاجأه لها إلا أنها و عبر وسائلها كغيرها رصدت نفوذ سياسى لليسار مما أثار تخوفها التام،و لكن لم تكن تتصور ما حدث بعدها..
جاء الخومينى ليصير ببساطه الحاكم بأمره فى بلاد الحضاره، لم يكن المر بإستفتاءأو إنتخاب حقيقى بل ببساطه بناء على تدافع جماهيرى أدى فيما بعد الى اوضاع غريبه أختصرها فى الآتى:
-1-إعدام المعارضين بلا تفرقه سنه او شيعه أو من رجال الحوزه..بكل بساطه من يخالف الآيه العظمى خائن(أذكر أن ضابط متقاعد فى سلاح الطيران المصرى كان يحدثنى عن ان قياداتهم فى الثمانينات كانت تتعجب من سقوط الطائرات كالذباب من صفوف الإيرانيين امام العراقيين حتى أخبره قائد سلاح الجو شخصياً أن الخمينى بكل أسف أعدم مئات الطيارين على أقل تقدير بسبب رأيه أنهم مؤيدون للشاه و لما وقعت الحرب لم تجد إيران إلا اعداد قليله جداً من الطيارين الأكفاء و كانت النتيجه سقوط مزرى لأقوى سلاح طيران فى المنطقه بعد إسرائيل).
-2-وضع دستور مضحك يجعل الغير منتخب(عالم دين يسمى المرشد الاعلى) صاحب السلطه الأكبر فى الواقع على الأرض و لجنه أخرى تحدد من يدخل الانتخابات و فيما بعد ميليشيات غير خاضعه للدوله و تابعه للمرشد العلى تسمى الحرس الثورى(كانت أولى التعليقات عام 2008 بعد تصادم بين البحريه الأريكيه و قوارب تابعه للحرس الثورى أن قال احد قادة الجيش الإيرانى أنها قوارب لا تتبعهم بل تتبع الحرث الثورى؟؟؟؟).
-3-حرب إندفعوا اليها بصوره جنونيه مع العراق بلا تفكير ، فقط إستفوزاز غبى من حاكم طاغيه لهم أدى لحرب داميه غيرت مفاهيم القوه فى المنطقه و أسقطت كلا الدولتين من حسابات القوه..بكل بساطه ضرب حجرين ببعضهما لتنجو زلطه(على حد تعبير عراقى شهير).
-4-التعاون الإيرانى الإسرائيلى..و هنا لا أطلب فقط إلا تخيل نتائج سقوط طائره اسرائيليه فوق العراق و اكتشاف اسلحه موجهه لإيران التى وافقت عبر المرشد على اخذ اسلحه من الإخوه بتل ابيب مقابل أموال لإحدى جماعات دول أمريكا الوسطى المتمرده على نظامها الشيوعى بمباركه أمريكيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-5-الأسوأ أن كل هذا بإسم الإسلام و هو قصدى.

*ما رأيناه واضح:ثوره شعبيه قفزت عليها جهات دينيه لتحكم بإسم الإسلام و تفعل بهدوء ما فعله الشاه..و لكن بغطاء اسلامى..فقط غطاء اسلامى.و هذا كان باختيار شعبى و ليس بالتزوير و الإجبار...
الإتجاه غرباً:(عمائم و جنرالات)
لم تقدم أمه فى العالم قدر ما قدمت الأمه الجزائريه لأرضها ووطنها مليون شهيد و آخرين لا نعلمهم ، بعدها و بعد قرن و نصف القرن إلا قليل ً تحررت الأرض..كانت الحريه فى 1962(بمساعده مصريه) ثم إنتفاضه للمطالبه بتحسين الأوضاع السياسيه و الإقتصاديه كانت فى عام 1982 و بين التاريخين كانت أحوال الجزائر تتراوح بين ملامح ديموقراطيه و أخرى للإستبداد وسط أحوال إقتصاديه سيئه(ككل دول العالم الخارج من دوائر الاستعمار لدوائر الاستبداد )..كانت إنتفاضة 1982 فاتحة خير للجزائر أدت فى العام 1990 الى انتخابات محليه بلديه إكتسحتها جهه إسلاميه تسمى جبهة الإنقاذ بزعامات عديده أبرزها (على بلحاج)..كانت المفاجأه كبيره ان تحوز جهه كهذه أغلبيه كبيره تمهد لحكم للبلاد فى الانتخابات القادمه..و تحت شعارات الدين كانت التقدم للجبهه الإسلاميه للإنقاذ فى 1991 بالإنتخابات البرلمانيه و هنا وسط تردد قوى الدوله المدنيه و غضب و تربص الجيش خرج السيد على بلحاج ليعلن أن الانتخابات الحاليه بالجزائر آخر إنتخابات و أنهم بالجبهه سيلغوا النظام الديموقراطى الكافر و يصنعون دوله اسلاميه؟؟؟؟؟؟؟
كانت النتيجه تدخل فورى للجيش و انقلاب عسكرى أطاح بالجبهه و أطاح بغطاء وجهه الزائف،ففى أعقاب هذا قامت الجبهه و غيرها بأعنف حرب إرهاب عرفها تاريخ الجزائر من قتل و تطهير لكل ما يرونه غير اسلامى،لم تتوقف جرائمهم على اغتيال المفكرين و الصحفيين و الجيش و الشرطه بل امتدت للمدنيين العاديين..و لم يكن هذا من جانبهم فحسب بل إمتد الأمر للجيش الذى واجه الأمر بعنف مبالغ فيه و دماء سالت أنهاراً..و حتى اليوم و بفضل الجبهه و على بلحاج لم تعرف الجزائر الديموقراطيه الحقيقه..و حقاً أسأل هل كان الجيش سيفعلها لو أعلن بلحاج أنه ملتزم بالشرعيه و الديموقراطيه التى أتت بهم و بدوله جزائريه حره و جيش مستقل؟..أشك.
*ما رأيناه بوضوح : ثوره شعبيه ركبتها قوى متطرفه رفعت شعارات اسلاميه تكفر فيها كل من خالفها،إنتخبتهم قوى شعبيه طالبت بالديموقراطيه فإذا بها تجد من إنتخبتهم يعلنون الغاء الديموقراطيه؟؟؟أى يفعلون ما يشاءون بغطاء إسلامى و يحكمون بما يعتقدون..و الإسم حكم بالشريعه.و هذا كان باختيار شعبى و ليس بالتزوير و الإجبار...
الاتجاه جنوباً:
السودان و ما أدراك ما السودان..لو أن أحد إستثمر عقل و مال الأمه فيها ما جاع أحد فى أرض العرب قط،هذا البلد المنكوب بحكامه و مذاهبهم كان له موعد مع الإنقلاب العسكرى عام 1970..قاد جعفر النميرى انقلاب عسكرى على الحاكم معلناً نفسه حاكماً ذو ميول شيوعيه(1)بعدها أسقط دستور إسلامى وضعه الإخوان المسلمون و بطش بهم(2)بعدها سار على نهج المصالحه مع الإستقلاليين بالجنوب و صنع هدنه أو إتفاقيه إن جاز التعبير فى العام 1971(3)بأديس أبابا..و مرت السنوات من 1971 الى 1982 مليئه بالمشكلات فهو كغيره لا يحب الديموقراطيه و يهيم بحكم الفرد،و الجنوب المسيحى /الوثنى صامت بلا حراك بعد الإتفاقيه الشهيره..و مع تصاعد المعارضه و تضاءل الوضع الشعبى المؤيد له فوجئ الجميع به يصل لحل لكل المشكلات،فى العام 1982أعلن أن السودان دوله اسلاميه ،ما معنى هذا؟؟..لا يهم المهم أنها إسلاميه(4)!!!
المطلوب لفهم ما أقصد العوده للنقاط 1/2/3 و مقارنتها ب4؟؟؟؟؟؟و الآتى ما كان:
أقام إنقلاب دستورى جعله امام مدى الحياه وسط تأييد شعبى حقيقى/أقام محاكم إستثنائيه عسكريه للحكم فى قضايا الحدود وسط تأييد شعبى حقيقى / الغى أى سلطه لمحاسبة الرئيس لأن الحاكم فى الاسلام لا يحاسب(شوفوا ازاى؟) وسط تأييد شعبى حقيقى/ أعلن كفر المعرضين و أعدم العديدين وسط تأييد شعبى مندهش شعبى باعتبار من يُعدم كافر/إبتكر ما لم يبتكره أحد فى صميم الحدود بإنشائه جرائم تحطم حكم الله فى القرآن مثال: تهمة الشروع فى الزنا التى يُجلد فيها المرء100جلده بلا شهود على ارتكابه شئ؟؟؟؟؟ و بدا التأييد يقل/أعلن الجنوب الغاء المعاهد(ههههههههههه)بسبب الحدود و بالطبع أعلن النميرى أنها مؤامره صليبيه متجاهلاً الحقيقه التى وجدها أمامه/نشر دعوة صناعة نظم سلاميه بدول الجوار وسط تهليل الأزهر(هههههههه) و شيوخ الجهاد و الإخوان و الجماعات بمصر(هههههه) تضاعفت الخسائر الإقتصاديه عبر 1982الى 1983و 1983الى1984و بات التأييد ضئيل/فى العام 1985 كانت جماهير السودان تنفجر فى الشوارع مسقطةً نظامك البطش و العنف الكاذب باسم الدين و سقط النميرى .
*ما رأيناه:
حاكم فاشل لم يستطع خداع أحد بديكتاتوريته،فكان الحل الحصول على تأييد جماهيرى رخيص الثمن عبر اسم الشريعه الإسلاميه(راجع (2) )،و كان التأييد همجياً بحق بعيداً عن فهم الدين و حدوده سط احتفال بما يرونه شريعه و بعدها كات النتيجه الطبيعيه سقوط النظام و فشله،ما رأيناه واضح :جهه لا شرعيه لها تحججت بالحدود لتحكم بإسم الإسلام و تفعل بهدوء ما فعله غيرها ..و لكن بغطاء اسلامى..فقط غطاء اسلامى.و هذا كان باختيار شعبى و ليس بالتزوير و الإجبار...

و ماذا أريد:

أريد هنا الوصول الى هدفى:
ماذا يحدث فى مصرنا لو أتى تنظيم اسلامى ليحكم و جعلها سوداناً و ضحكت علنا الأمم؟..و ماذا لو صرنا كالجزائر و عادت موجة ارهاب الثمانينات و التسعينات المسلحه؟..و ماذا لو حكمتنا آيات الله كما ايران مع ملاحظة أن كل هذا يسير باراده شعبيه وراء اسم الشريعه الإسلاميه و تطبيقها...
هنا عدة آراء:
-1- أن لا يتم السماح لأى جهه اسلاميه بأى صوره بالعمل السياسى عللا غرار تونس التى تسحق فوراً أى تنظيم اسلامى سرى أو علنى0و أنا أرفض هذا تماماً فليس من حق أحد الحجر على أحد).
-2-تعميم التجربه التركيه بصنع رقابه عسكريه على السياسه و تتم الإطاحه بأى حكومه لا تؤمن بمبادئ الدوله المدنيه(لست فى حاجه للرفض فالامر نفسه ضد الديموقراطيه و يحكم الجيش فى البلاد معطياً إياه شرعية الانقلاب العسكرى).
فما الحل؟؟
(*) فى إجتهادى أرى الآتى:
(1)-وضع مواد الدوله المدنيه فى الدستور و مواد الإنتخابات و مواد الحريات كمواد جامده لا تتغير إلا بنسبه كبيره عبر استفتاء يشترط حضور ما يفوق ال70% و موافقة ما لا يقل عن 70% منهم(متواجد باسم الدساتير الجامده كالدستور الفرنسى).
(2)-سيادة المحكمه الدستوريه العليا على الوضع التشريعى و القانونى فى البلاد بحيث تكون لها سلطة التدخل بطلب أحد الأحزاب أو الأفراد من المواطنين للنظر فى مدى دستورية قوانين صادره أو لوائح بحيث تلائم مدنية الدوله و حريتها و منح المحكمه سلطة الإلغاء فى حالة التعارض و لو اعترضت نسبة 70% من البرلمان على هذا يعرض الأمر على الشعب فى استفتاء عام لو كان الأمر الملغى ماده قانونيه أما لو كانت لائحه فقرار المحكمه هو الحاسم و يلاحظ أن المحكمه تأتى فى اقتراحى بالانتخاب من بين القضاه سواء أعضاء أو رئاسه فى جمعيه عموميه (هنا يختلف الأمر عن وضع الدستوريه العليا فى تركيا بحيث أن المحكمه فى اقتراحى لا تتوسع فى الرفض بل يقتصر الأمر على ما يمس الحريات و مدنية الدولة مباشرةً).

**كانت هذه اقتراحاتى بعد طرح المشكله**
**أرجو أن تصل الرساله الى من يهتم **

الاثنين، 8 يونيو 2009

جبهة علماء الأزهر و دكان شحاته.


طالبت جبهة علماء الأزهر الرئيس مبارك بوقف عرض فيلم "دكان شحاتة " للمخرج خالد يوسف، بسبب المشاهد التى تظهر فيها هيفاء وهبى فى مسجد الحسين، وهو الأمر الذى وصفته الجبهة بأنه "إهانة للمقدسات الإسلامية". ووجهت الجبهة فى بيان لها بعنوان "نداء إلى سيادة الرئيس" انتقادات حادة للفيلم، جاء فيه أنه "هتك شرفُ الأمة واستباح حرمة مساجد مصر بعد الأزهر للرقص الداعر". واستشهد البيان بعبارة جاءت على لسان هيفاء وهبى فى أحد مشاهد الفيلم قالت فيها "يلعن أبوه شافعى ومالكى وأبو حنيفة"، وهو الأمر الذى اعتبرته الجبهة سباً لأئمة وعلماء المسلمين.وقالت الجبهة فى بيانها "إن الفجور اللبنانى استطاع أن يفعل بمقدساتنا بعد ما فعل بسادتنا وأخلاقنا ما عجز عنه الفجور الرومانى من قبل تجاه تراثنا وقبور عظمائنا، فصيَّر مساجدنا وهى أغلى عندنا جميعاً من عروشنا إلى أن تكون برعاية رسمية فراش غرام وساحات عربدة، وحانات". وتساءل البيان: ماذا بعد أن يطرد المصلون من مسجد الحسين لترقص بصحنه وعلى أرضه من تدنس شرف الأمة بمثل تلك العبارات". كان هذا هو نص ما ذكرته اليوم السابع بموقعها الرسمى:http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=104167&SecID=65&IssueID=0و لى تعليق:-1- ما ذكره الساده أعضاء الجبهه ليس حقيقياً و لا أتهمهم بالكذ لا سمح الله فمثلهم لا يقال عنه هذا إما حقاً أو خوفاً و لكننى أعلم أنهم لا يذهبون للسينما لحرمتها عندهم و بالتالى فإما سمعوا ممن شاهد أو غير ذلك و أنا لم أر رقص داخل المسجد و لم أرى اهانه لشئ-2-بدلاً من التفرغ لشئ هام تفرغوا لمطاردة خالد يوسف(سبق و اعترضوا على اسم فيلم خيانه شرعيه ليتحول الى خيانه مشروعه) ففيلم واحد او الف لا يؤثرون لكن أزهر منبطح و شيوخ مضحكون و هيبه تبخرت أمور هامه تستحق التفرغ-3-الجمله التى ذكرته هيفاء(و لست من محبى طريقتها و لا شبه صوتها) عباره عن سب لشخص و ليس سب الأئمه و أعتقد أن الرقابه ليست غبيه للترك سب الأئمه يتم ، و من شاهد الفيلم يعلم أنها كانت تسب و استخدمت الأسماء لتؤكذ السب بكل الأشكال على غرار جمله شهيره:_(سأطلقك بالحنبلى و المالكى و الشافعى و الحنفى) و بالتالى الساده الأفاضل يتحدثون عن لا شئ-4- و أخيراً للأزهر المتلاشى:إن كنتم تشعرون بوقت فراغ كبير فابحثوا عن عمل اضافى او غادروا مقاعدكم و اتركوها لعلماء الأزهر بحق..فهم مغيبون متجاهلون مهمشون لعلمهم ووسطيتهم و شعبيتهم التى تقتلوها يا فقهاء أفلام خالد يوسف

الأربعاء، 3 يونيو 2009

د/فرج فوده..من ملفات حرب التنوير فى مصر.




نادراً ما يتسلل الينا اسمه عبر جرائدنا (القوميه)..قليلاً ما يتذكره أحد من الآباء..و أبداً ما أجد أحد يعرفه من جيل الشباب ، ولكن على هذا و ذاك لا تنتهى أبداً ذكراه لأنه باقٍ لا يرحل أبداً ، فليس مُقدر لبضع رصاصات أن تمحو ما تركه لنا د/فرج..فهو لم يترك كلاماً فى الهواء..بل ترك لنا الحقيقه الغائبه..معطيةً لنا النذير..حتى اذا ما كتب وجدت صداه فى المصريين بالداخل و حديث آخر فى المهجر..بقلمك سيدى حاربت الإرهاب..رفضت أن يصير بين رجال الدين و السلطه زواج المتعه..حتى لا يكون هذا هو الملعوب..أبيت بعدها أن تصمت لتأمن حتى لا يكون كلاماً فى الهواء..سيدى، عشت رجلاً و مت واقفاً.

من هو؟
ولد الدكتور فرج فوده فى الزرقا بمحافظة دمياط المصريه عام 1945 ، حصل على بكالريوس كلية الزراعه العامه و ماجستير علوم زراعيه و دكتوراه فى الفلسفه الاقتصاديه الزراعيه ..
انضم لحزب الوفد ثم استقال منه لرفضه التحالف بين الحزب و الاتحاد الاسلامى المكون من عدة تنظيمات اسلاميه ..
كتب فى العديد من الجرائد مثل الأهالى و المنار و الأحرار و اكتوبر..
لديه ولدين و بنتين..
حاول تأسيس حزب سياسى مستقل لكن ما يعرف بجبهة علماء الأزهر تفرغوا للهجوم عليه و أصدروا فتوى مثيره للجدل بارتداده عن الدين لمخالفته آرائهم و أصدروا فى فتواهم حرمة السماح بحزب له..
صاحبت أفكاره عن بناء دوله مدنيه ذات مرجعيه علمانيه و رفضه للعديد من المطالبات المتعلقه بالحدود الإسلاميه و دوله اسلاميه الجدل، و تعرض للإغتيال فى 8/6/1992 بناء على فتوى متطرف مصرى يسمى عمر عبد الرحمن..


مؤلفاته:
-1- الحقيقه الغائبه
-2- الإرهاب.
-3- قبل السقوط.
-4- النذير.
-5- حتى لا يكون كلاماً فى الهواء.
-6- حوار حول العلمانيه.
-7- الملعوب.
-8- زواج المتعه.
-9- حديث فى المهجر.
-10- نكون أو لا نكون.

أكبر معارك د/ فرج فوده:
كانت للدكتور فرج فوده عدة مراكز رئيسيه للصراع أو فلنقل نقاط تمثل اكبر و أبرز ما اختلف حوله مع الغير ، كان سلاحه فيها الحوار و الحجه بالحجه و كان سلاحهم التكفير و اهدار الدم ، و مع هذا كان النصر مع حجته..لأنها كانت هادئه مستقره لها أسس عقلانيه و تاريخيه..لم يتوقف رحمه الله ليدافع عن دينه ضد اتهامات الكفر بل كان يأتى بنفس الاتهامات التى تلقى على عاتقه من التاريخ حيث يريدون اعادة عصوره القديمه التى يرصدون فيها بقولهم كل الحريات المدنيه زاعمين ان ما يريدون يحققها و كان يفعل هذا فقط ليبرهن ان ما يدعون اليه سيؤدى الى ما صار فيما مضى من حقب التاريخ..كانت حجته من حديثهم و ليست من فراغ ، أحدد أكبر مراحل الصراع فى أربع نقاط نقاط: الحدود الإسلاميه..دولة السودان.. انضمامه و خروجه من الوفد..المواطنه و الدوله المدنيه فى مصر.
الحدود الإسلاميه:
كانت فترة الثمانينات فترة فتنه تتبع ىثار السبعينات و ما مثلته من قتل لمفهوم الدوله المدنيه المصريه و بدء مرحلة الفتنه الدينيه فى خضم توجه سياسى للسادات مؤسس على الانتساب للتيار الاسلامى شكلاً ، أو لنقل التأسلم للمزايده عيله..و مع أواخر حكمه تصاعدت كلمات تؤكد على تقين تطبيق الحدود الإسلاميه ، و بعد اغتياله بدات مساعى عديده للتطبيق..و هنا كان دور د/فرج فوده.
كانت رؤيته تتلخص فى الاتى:
-1- دعوة التطبيق الفورى للحدود ستؤدى الى فتن داخليه بين أبناء الوطن خاصةً مع حدود معينه مختلف عليها مثل حد قتل المرتد.
-2- المشكله ان هذه الحدود تؤدى الى الدوله الدينيه و هى دولة حكم رجال الدين..حيث أن هذه الحدود لتطبيقها شروط و تمتد الشروط حسب الإجتهادات السائده بصوره اولى الى الحريات الشخصيه كالملبس ثم بدرجه ثانيه الى الفن بكل انواعه..و النحت و الرسم..و من هذا سنجد حتماً رقابه دينيه على التشريع لضمان سلامته الدينيه..باختصار سنرى فى النهايه فتنه ثم تحويل البلاد لدوله دينيه على اعتبار نظرية التداعى نقطه وراء نقطه.
-3- هذه النظريه فشلت فى كل الأماكن التى طُبقت بها و على رأسها السودان لأسباب تتعلق بالعصر و طبيعة و ملاءمة قونين العصر له.
-4- مبدأ المصلحه يفرض علينا اتقاء ما ذكر بالتعزير القانونى الوضعى بديلاص عن الحدود اتقاء لخطر محتم الوقوع.
تعقيب:
سواء كان هناك اختلاف حول هذا أو اتفاق ، أياً كان الرأى فلا مجال لنا هنا الا بالقول باجتهاده رفضاً او اتفاقاً و نقاشاً ، مع ملاحظة سلامة أمثلته و اطروحته و بيان دقتها و خطورتها..اما قتله او اضطهاده عبر الأزهر فلا مجال إلا للإزدراء.


السودان:
مع اعلان جعفر النميرى الظام الإسلامى بالسودان اتجهت كل الرؤى و التأييد له و كانت من المفتى بمصر و شيخ الأزهر و الشيخ الجليل القرضاوى و الشيخ الراحل عبد الحميد كشك و غيرهم من علماء الأمه ، كذلك من شخصيات صحفيه شهيره جداً..كان د/فرج رافضاً للفكره بحيث لم يراها الا وسيلة خاع للشعب السودانى باسم الدين و التفافا حول بواقى الحريات بالبلد الشقيق و محاوله لحصار الجنوب المسيحى-الوثنى مما دفعه للكتابه ناقدا لها و مبشراً بفشلها المحتم و انها عملية نصب من النميرى حيث أن الإعلان كما رآه الراحل الكبير وسيله لإبتزاز الدافع الدينى لدى الجميع كما ذكرت ووسيله للإطاحه بالمنافسين الأحق بالحكم باسم الدين أى تحويل الحكم لحكم دينى سلطوى لصالح فرد واحد باسم الدين لا اكثر ولا أقل..و كانت النتيجه غير معقوله بالمره و لا تتناسب مع خلاف فكرى حول اسلوب حكم ، اذ باتت تتراوح بين سب له و بذاءه و تكفير و دعاوى لقتله باعتباره منكر للحدود ، فى حين ان المسأله بسيطه ، دوله ذات نظام معين لا يعجبه..و بعد ثبوت صدقه و سلامة منطقه و فشل النميرى و تفاصيل مرعبه عما ارتكبه من جرائم باسم الشريعه عاد كل من أيده و هاجمه ( هاجم النميرى ) لنفس الأسباب التى ذكرها د/فرج و لم يعتذروا له؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بالطبع لا يُنتظر منهم الإعتذار لكن على الأقل الغاء تكفيره و التراجع عنه مادام قد ثبت صدقه ..لكن ماذا نقول؟..لقد حول النميرى السودان لمزبلة العالم و قتل حب الشريعه و الدين فى نفوس ابنائها بما فعل و هذا ما حذر منه د/فرج لا أكثر و لا أقل و لم يكن هناك ولو حتى اقرار بصحة موقفه بل تعنت و مزيد من القباحات فى كل الصحف بما فيها الصحف القوميه حينها .
تعقيب:
هنا اجد نماذج ما فعل النميرى واضحه: نصب نفسه اماماً بلا عزل ، منع محاكمته ، وضع محاكم اسلاميه استثنائيه من الجيش و الموظفين ، اعدام أغلب العارضين باسم الرده؟؟ ، وضع حدود ليست حدود مثل حد الجلد بتهمة الشروع فى الزنا ؟
و بالتالى ما قاله د/فرج أن هذا نصب باسم الدين و استغلال له و ان اصلاح الوضع يحتاج لصدق لا تمثيل و ابتزاز للمشاعر الدينيه كان سليماً..و لم يعتذر أحد.
و لا مجال الان بعد اقبال الجنوب على الانفصال فى استفتاء 2011 القادم الا القول بصدق توقعاته لما سيحدث من ثوره من الجنوبيين بعد طول وفاق ( اتفاق اديس ابابا 1971) و انه كان حديث سياسه لا دين و الغرض منه امر حكم لا شرع و بالتالى فى مسالة السودان اجد من جانبى انه قد تعرض لظلم بين فيما حدث له.



فرج فوده و الوفد:
من نماذج الهجوم على الراحل الكبير الهجوم على فترة انضمامه لحزب الوفد ، ثم كتابه الشهير الوفد و المستقبل ثم بعد هذا تركه و هاجم تشكيلاته الداخليه و أداؤه..هنا يقولون ان د/فوده كان منافقاً ينضم لجهه و يرفعها للسماء و عند تركها يهبط بها لأسفل سافلين..و لى عدة امور لا بد من ذكرها:
-1- انضم د/فوده للحزب بناء على اسم زعامته فؤاد سراج الدين رفيق و تلميذ الخالد مصطفى النحاس.
-2- كان اسم الوفد بتاريخه الليبرالي العريق هو دافعه للإنضمام بناءً على فترة الوفد (1923-1952) ، اى أن مبادئ حكمت مصر باسم الوفد هى دافع أساسى للإنضمام بالنسبة له.
-3- كتب د/فوده كتاب الوفد و المستقبل كتعبير عن ربط بين الماضى العريق و أمل لتكراره و تطويره على يد مدرسة الوفد العلمانيه..أى ان الحزب بمبادئه أمل لمستقبل كماضى مشرق.
-4- فوجئ د/فوده بأن الحزب يضع يده بيد الإرهاب ممثل فى الجماعه الإسلاميه و أمرائها و أطياف الجهاد و أعضاء من الإخوان المسلمين فى 1984 بإسم التحالف الإسلامى؟؟!..أى ان الحزب خان مبادئه عندما وضع يده فى يد أمراء الدوله الدينيه.
-5- أعلن المرحوم فؤاد سراج الدين ان حزب الوفد اسلامى مما شكل الضربه الكبرى للدكتور فرج فوده حيث بهذا يتجاوز حدوده بأن يؤسلم حزب الأمه المصريه..حزب الوفد و يطيح بتراثه الوطنى تماماً من اجل مقاعد بالبرلمان.
تعقيب:
مما ذكرت يتضح أن المسأله ليست تقلب و نفاق كما يردد كل جاهل بتاريخ مصر أو كل مردد بلا عقل..المشكله مشكلة اختلاف مبادئ و خلاف حول الرؤى مما يدفع للإنفصال و نقد التجربه..د/فوده كان على حق فيما فعل فعندما يضع رأس الحركه الوطنيه الليبراليه يده فى يد ارهاب أسود و ينظر للدوله الدينيه باسم الوفد فلا حل الا ترك الحزب و النجاه بالمبادئ من نيران الجهل القادم.
المواطنه و الدوله المدنيه:
كانت كل أفكار و آراء الراحل تدور حول اتجاه واحد..الدوله المدنيه الديموقراطيه فى مصر ، قائمه على أساس حق المواطنه الكامل و مبادئ حقوق افنسان الحضاريه.
من هنا خرجت كل النشكلات ، فمع وجود طوائف مصريه تريد نزع رداء المواطنه باقرار حقوق للمسلمين تفوق نظيرتها لدى غيرهم او اضطهاد غير المسلم و تجنيبه باعتباره درجه ثانيه من المصريين ، و كذلك آرائهم فى بناء دولة رجال الدين حيث يكونوا من وراء الستار حاضرين عبر رقابة شديده على التشريعات و رقابه أقسى على السلطه التنفيذيه و تحويل القضاء لمرفق تابع لهيئه دينيه أو على أقل تقدير تحويله الى جهه تحت رقابة هيئه دينيه ، كذلك مدنية الدوله التى تحتم حريات الفكر و التعبير و الإبداع المتولد عنهم..كانوا يرفضوه باسم الدين و الغرض هو تحويل الوطن قسراً لوجهتهم بلا جدال.
كانت رؤية الشهيد للدوله المدنيه و المواطنه هى المحرك للنقاط السابقه كلها من الحدود الى نظام النميرى الى الوفد.
تعقيب:
لا جدال اليوم و قد زالت غيوم هذه المرحله ان ما نظر له الراحل الكبير كان هو الحل و فى تعديلات 2007 تم اعتماد المواطنه كأساس لنظام عام مصرى..و كذلك ثبت فشل كل تنظيمات : الجهاد ، الجماعه الإسلاميه ، الإخوان المسلمين و غيرهم فى بناء نموذج مقبول من المصريين باختلاف دياناتهم..و بات الحل اما يسارى او ليبرالى محدد..اليوم مع تراجع الرؤى الإسلاميه الناجحه باستثناء وحيد هو الوسط بقيادة مختار نوح و ابو العلا ماضى و غيرهم ، بات هو الحل الإسلامى لمن ينظر لذلك الإتجاه.
و هنا أضيف من عندى ان الرؤيه الاسلاميه القائمه على منافع و مقاصد و مصالح الحياه هى الحل لكن باطار حديث و جديد متطور يصلح للوفاق بين المصريين.
مقتطفات من آرائه:
-1- ما معنى العلمانيه ؟ :
حق المواطنه الأساس فى الإنتماء بمعنى أننا ننتمى الى مصر كمواطنين مصريين سواء مسلمين او مسيحيين أو غير ذلك..-2-الأساس هو حكم الدستور ، الذى يساوى بين جميع المواطنين ، و يكفل حرية العقيده دون محاذير أو قيود..-3-المصلحه العامه و الخاصه هى أساس التشريع..-4-نظام الحكم مدنى يستمد شرعيته من الدستور (بالمعنى السابق)و يسعى لتحقيق العدل من خلال تطبيق القانون (بالمعنى السابق) ويلزم بميثاق حقوق الإنسان.
-2- من هم الذين نخشاهم على مصرنا و حضارتنا ؟ :
السائرون خلفاً ، الحاملون سيفاً ، المتكبرون صلفاً ،المتحدثون خرفاً ، القارئون حرفاً ، التاركون حرفاً ، المتسربلون بجلد الشياةِ ، الأسود إن غاب الرعاه ، الساعون إن أزفت الآزفه للنجاه ، الهائمون فى كل وادٍ ، المقتحمون فى مواجهة الإرتداد المنكسرون المرتكسون فى ظل الإستبداد ،الخارجون على القوانين المرعيه ، لا يردعهم إلا سيف الشرعيه ، و لا يحمينا منهم إلا حزم السلطه و سلطة الحزم ، لا يغنى عن ذاكَ حوارٌ أو كلام ، و إلا...فقل على مصر السلام.



-3-ما موضوعنا..الإسلام أم دولة الإسلام ؟ :
حديثنا اليوم ليس عن الإسلام الدين بل عن الإسلام الدوله و شتان الفارق بينهما فبينهما إجتهاد و تفكير و تخطيط فالإسلام الدين فى اعلى عليين اما الإسلام الدوله فهى مجموعه من البرامج و الرؤى ، السياسيه و الإقتصاديه و الإجتماعيه.

نهايه..من كلمات البدايه:
لم تكن الجريمه بيد سَمَّاك قتل د/فرج فوده ، لم يكن القاتل هو هذا البائس او زميله..كان القاتل الحقيقى هو :
-1- كل من أفتى بردته ظلماً و بهتاناً لغرض فى نفسه.
-2- كل من انكر عليه حق التفكير و الإجتهاد فى شأن الوطن.
-3- كل من كتب حرفاً وصفه فيه بعداء الدين ، بينما هو محب له مدافع عنه.
-4- كل مسئول تقاعس او جبن من دعوة الدوله لإنصافه امام جحافل الإرهاب.
-5- كل من زايد على ظلاميى مصر و العرب و المسلمين و كَفَّره مثلهم.
-6- كل من باع مبادئه و آراءه فى سبيل أى مكسب سياسى او انتخابى.
-7- كل من يدرك الحقيقه و يصمت خوفاً او طمعاً..و الأخطر ، غيرةً.
-8- كل حزب غير رؤيته و باع مستقبل وطنه لكى يكسب مقاعد برلمانيه.
-9- كل جريده تسمح بالكذب و نشر التكفير و الذعر فيها.
-10- الدوله التى تتجاهل ذكراه بعد موته ، و أهملته فى حياته.
-11-... كلنا ... و لا أقل من هذا .
الى اللقاء