الخميس، 9 يوليو 2009

العقل..الدين..الخرافه.



بدايةً فأنا لا اربط بين أجزاء عنوان المقال فلا أقول بصله بين العقل و الخرافه و الدين ، بل أحاول فض الإشتباك الذى نصنعه بأنفسنا بينهم..لأن الخرافه تأتى و معها مؤيدون يربطون نصوصها بالعقل بأدله واهيه و لأنها واهيه فاول ما يقومون به هو ربطها بالدين حتى لا يتركوا مجالاً لأحد أن يشكك فى دعواهم أو يعلن رفضه لها..و بهذا نخلق الخرافه و نقحمها على العقل ثم نجعل لها سنداً دينياً..و هكذا نصنع تمائمنا الخاصه..
منذ أعوام كان فى ضيافتنا بقريتنا قريب لأبى يسمى : بروفيسور متولى صقر ، من أبناء البلده و انتقل فى الخمسينات بعد حوله على الثانويه العامه الى المانيا الغربيه حيث درس هناك و حصل على شهادته الجامعيه العلميه و تخصص فى الطبيعه النوويه..و قضى الباقى من عقد الخمسينات و كل الستينات و كل السبعينات هناك..و كان عمله دقيق فى أكبر هيئه نوويه بالمانيا و فى التسعينات بدأ فى العوده الى مصر فترات متقطعه..و التقيته لأول و آخر مره حتى اليوم فى العام 20048على ما أذكر ، أثناء الحديث فى شتى الأمور بدا البروفيسور يتحدث عن انتشار الإسلام فى المانيا و يحكى عما سماه معجزات تؤدى لهذا الإسلام..و أعطانا نموذج لرائد فضاء سمع الآذان فى الفضاء و لما جاء مصر و استمع الى الآذان بالحسين أسلم..بالطبع حاولت مناقشة الأمر من زاويه علميه و سألته عن كيفية سماعه للصوت و الصوت لا ينتقل فى الفراغ فأجاب أن الملائكه تردد الآذان..و لم أفهم الإجابه..فعدت و سألته عن كيفية سماعه بمفرده الآذان بينما هو ببدلة الفضاء ووسيلة السمع الوحيده جهاز الإتصال ببذلته الفضائيه و بالتالى لو سمع شئ سيسمعه رفاقه بالمكوك و العكس بالعكس فكيف يسمع شئ و لا يسمعه غيره؟
لم يجب البروفيسور و زجرنى أبى لأننى أحاور شأن دينى و أكذبه ، لم افهم الى اليوم كيف تكون شائعه أتحقق منها تكذيب لشأن دينى..أبداً.
واقعه أخرى غريبه،حيث تحدث البعض عن الملائكه الذين ظهروا فى حرب اكتوبر لتأييد المسلمين ، هنا حاولت ان أعرف كيف تظهر الملائكه و نراها و هذا لم يحدث للصحابه انفسهم أن رأوها؟..الأغرب ان تبرير هذا كان أن الله أرسل الينا ملائكته لأننا اصلحنا حالنا و اتقيناه (لاحظوا ان الحرب فى 1973..و انتم تفهمون)..و لم يقدموا مبرر للثغره التى كادت تفقدنا الحرب، فأين الملائكه؟..هل فسدنا وسط الجهاد بالحرب؟..شئ آخر..لقد وفقنا الله و كان معنا بالحرب لأن أى مقياس عسكرى تقليدى يجعل فرص كسبنا للحرب صفر..و من المؤكد أن الله وفقنا فيما كنا فيه..و هذا لا يعنى أن الملائكه كانوا مرئيين للناس و رأوها مثلاً..و على الرغم من غرابة المر فقد صدقه الكل..بلا تساؤل..أبداً.

و الآن يحق لى أن أتساءل:
* بروفيسور مصرى المانى يقيم بألمانيا منذ الخمسينات ، متعلم و خبير نووى كيف أصلاً يسمح للخرافه أن تقتحم عقله و تسيطر عليه؟..لقد غادر البلاد و هو بعٌ فى الثامنة عشر و اليوم فى الستينات أى أنه قضى بالمانيا أضعاف ما قضى بمصر و عرف المان أكثر مما عرف مصريين بمراحل..فكيف حدث هذا؟

* الكل نسوا دور الجنود و الضباط و كلما ذكرنا حرب رمضان ذكروا الملائكه و نسوا الشهداء..لم سمحنا بشئ لا يصمد للنقاش العلمى بالتسلل الى العقول؟..كيف لا نفكر و نعقل الأمر؟

***سؤالى الآن..كيف تمكنت الخرافه من عقول المصريين و العرب لهذه الدرجه؟مليارات الدولارات سنوياً تذهب للدجالين الذين يرفعون آيات السحر بالقرآن لتبرير أعمالهم و نحن نصدقهم.
*** نحن نؤمن بشجره على الطريق كإعجاز الهى لأن بها ما تم حفره بالشهادتين و العلم يؤكد انها محفوره بآله حاده لكن نصدق الخرافه و بركات الشجره و نطوف حولها.
***نحن نظل صامتين الى ان يكتشف الغرب المتقدم شئ،فنهرع للقرآن و نقول بعد لو المعانى و تفسيرها عشوائياً أن هذا الشئ موجود بالقرآن و نثير الكل فرحين بفشلنا و تقدمهم.
***نحن نؤمن بالله مسلمين و مسيحيين بنفس درجة ايماننا أن كل ما تى بالتراث و كتب الأقدمين صحيح حتى لو كان حديث منسوب للنبى فيه ان النبى موسى عندما اتاه الموت غضب و تعارك مع ملك الموت و فقأ عينه فندافع عن هذه الروايه لمجرد وجودها بالبخارة .
***نحن من يتحدث عم أمر الإسلام للمسلمين بالعلم و البحث و نفتخر بإقرأ و فى نفس الوقت نلقى أدوية العصر و نتداوى بالعسل و الكمون مهملين فروق التوقيت و الزمن و العلم الذى لا يتوقف .
***نحن نصلى و نزكى و نحج و نشهد الشهادتين و نصوم ثم نكره العلم و نعتبر العقل كفر..و الدليل كل ما ذكرت..و أكثر نفعلها مسلمين و مسيحيين لا فارق بيننا .
العقل فى طريقه للرحيل..لا مفر إلا بالعلم و العقل ..كان هذا رأيى و لا ألزم بِهِ أحداً
الى اللقاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق