الأحد، 5 أبريل 2009

الى الرئيس محمد حسنى مبارك رئيس جمهورية مصر العربيه.


السيد الرئيس / محمد حسنى مبارك....

سلام الله عليكم و رحمته و بركاته..أما بعد..
انى مواطن مصرى أكتب اليك بصفتى هذه و بصفتك رئيس منتخب للجمهوريه،تدرك حتماً مما قرأت و علمت و خبرت فيما مر من حياتك حتى الآن ان الأخطار الحقيقيه هى التى لا تكون ظاهرةً أبداً و تتخفى وراء سحب الحياه اليوميه التى لا نجدها أبداً مخفيه بل تكون ظاهره..فمن الأخطار الفساد و هو ظاهرٌ و يُحارب ، و من الأخطار مشكلات المجتمع كالعنوسه و الإنحلال و هُما ظاهران ، لكن كم منا قد انتبه لأخطر ما يُواجه مصر من كوارث مخفيه ، و كم منا قد انتبه لأخطر ما يواجهها قاطبةً؟..نعم سيادتكم إنها المواطنه التى باتت بغيابها رويداً رويداً تنسحب و معها نخاع هذا الشعب بل و عظامه نفسها لتتركه غير قادراً على الحركه و من ثم الحياه..و هذا هو الخطر الكبر.
اننى لا اذكر زمناً مر على مصر الحديثه اسوا من هذا الزمن من حيث تقبل لآخر شخصاً و فكراً ، لا أذكر أياماً مما خلى كانت فيه جموع المصريين باحدى القرى تتجه كقطيع من الهمج لتحرق بيوتاً لأناس ( الا منذ أيام السبعينات و التى تترك آثارها علينا فى هذه الأيام بل و تزيد كما أحكى و أقص ) ، اننى لا أذكر عهداً حضرياً مر على مصر فيه يسأل الإنسان أخاه فى الوطن عن دينه ليحدد كيف يعامله او يتقبله ، لا أذكر عهداً مر على مصر يقاتل فيه المصرى أخاه المصرى باسم الدين ، لا أذكر عهداّ أو زمناً مر علينا فيه يجلس قسيس او شيخ ليأمر بالموت فيهتف له الناس و يقف رجل ليأمرهم بالحياه فيقتلوه.
سيادة الرئيس..كم من امه سقطت و لم يكن احد له ان يرى فيها ما يصنعها من جديد ، المانيا خاضت حربين بهما حطمت العالم و نفسها ثم قامت ، الهند خضعت للإحتلال الذى سخرها كالعبيد ثم عادت اليوم لتسخر العالم بعقول ابنائها ، بريطانيا خرجت فى العام 1945 و مصر أقوى و اغنى منها و لم تكن فى لندن مبان بل لم يكن فيها بيت واحد لم يصب بالفخراب و مع ذلك صنعت انجلترا جديده أفضل من القديمه ، حتى الأفكار و الأيدولوجيات..اليسار مُنىَّ بهزيمةِ فادحه و انهار تماماً مع افتحاد السوفيتى و بعد كمون لعقد و نصف عاد ليغزوا الشعوب فى البرازيل و الأرجنتين و شيلى و بوليفيا و الإكوادور و كل أمريكا اللاتينيه تقريباً و معه تحديث جديد له جذب العقول و القلوب ، و اليوم و مع سقوط للنظام العالمى الجديد يراجع آباؤه أنفسهم و يجعلون من ذلك السقوط طريق لبدايه جديده..و مصر ليست أقل من هؤلاء.
سيادة الرئيس..لم يبن كل هؤلاء تلك العهود الجديده بالحجاره فقط بل بالبشر..كانوا يبنون البشر حتى يبنى هو الحجر ، كانت المواطنه هى المعيار الول للدوله للتعامل مع المواطنين و رسخت فيهم هذا الشعور و تلك المسئوليه..مسئولية الوطن الواحد فنشأت أجيال تؤمن بالوطن و بأبنائه جميعاً لا فرق بينهم مما جعل تلك الأجيال اليوم على قمة العالم ، و مصر كذلك نشأت منذ استقلالها عن افحتلال العثمانى رسمياً 1914 و ما تلا ذاك من اتجاه لليبراليه الوسطيه مع الحركه الوطنيه المصريه التى تزعمها الوفد العريق بزعمائه الخالدين سعد زغلول و مصطفى النحاس وويصا واصف و سينوت حنا و مكرم عبيد و غيرهم من السابقين ، و لم تهتز تلك المواطنه الا مع نشأة جماعات تؤمن بالعمل تحت ظل اتجاه واحد دينى فبدأت المشكلات حينها و مع سلطوية نظام 1952 و ما تلاه تفجرت الطائفيه لتصرع روح المواطنه و تخلق روح جديده هى روح الإنفراد و الإستئصال ليس بين المسلمين فحسب لكن أيضاص بين المسلمين كناتج طبيعى لما مر و ما حدث ، ليس الأمر قاصر على هذا فحسب بل مع انتشار جماعت الإرهاب المسلحه بشعار الدين و انتشار التطرف تحول المجتمع الى آله للفرز الطائفى على أساس الدين و ربما مستقبلاً على اساس العرق.
سيادة الرئيس..الأمر الذى جعلنى اتوجع اليوم ان القانون كذلك صار طائفياً ، لقد اجللت التعديل الدستورى الخير فى مادته الولى التى جعلت المواطنه جزء من نظام الدوله و جعلنى هذا منتشياص مستبشراً ، لكن الكوارث صارت تتوالى تترى بلا توقف اذ بدات المأساه بقضاه يتضاربون الأحكام بينهم و حولهم يتصارع الناس و يكفر بعضهم بعضاً و كل هذا بخصوص كلمه..نعم كلمة بهائى التى يجبرنا التعديل الخير فى الماده الأولى على كتابتها كحق به نجنب انفسنا تدخل من لا شأن له فينا و بنا لكن تطرف الجهل يجبر القاضى على اجتناب الشر و يجبر البعض الاخرين على العدل لأنهم لا يخافون الا الله ، لم لا نترك كلٌ و دينه..لم هذا الغباء فى هجوم سافل على اناس فى بيوتهم لتاتى قوى الغرب غداً و تتدخل فى شئوننا..لم لا نفهم ن البهائيه و هى ليست ديناً سماوياً فهى لمصريين و لهم ما لنا و عليهم ما علينا حكماً من النبى و أمراً من الدستور ، لم لا نفعل مواد الدستور المضافه فى التعديل الخير 2007..بهذا نحقق مبدأ و ماده دستوريه و كذلك نتخلص من تدخل من لا شأن له بنا فى شئوننا .
سيادة الرئيس..لو كان و الأمر بيان لو كان هناك تضارب بين الماده الأولى و الماده الثانيه فى الدستور فلتتدخل و تحيل الأمر الى الدستوريه العليا عبر سلطاتك أو عبر الحزب الوطنى و أعضاؤه بالبرلمان ، سيادة الرئيس ليس من المعقول ان نهتف لماده أولى تحطمها ماده ثانيه ، سيادة الرئيس ليست المواطنه ما نغامر به أو نقامر عليه ، سيادة الرئيس لنتجنب تدخل من لا شأن له فلنفعل المواطنه و لنفعل فلنفض الإشتباك بين الماده (1) و الماده (2) ، سيادة الرئيس ارجوك أن تعيد قراءة المادتين و ترى الأولى و هى لا تتصادم مع الثانيه و لكن المتطرف فقط من يراها هكذا و يفرضها هكذا ، سيادة الرئيس بصفتى مواطن مصرى أطلب منك التدخل طالما بات الكل خائفين من مجرد وضع لائحه للماده الثانيه لكى لا تناقض الأولى ، سيادة الرئيس هذى مصر مقبله على خطر فاعِنا عليه .

سيادة الرئيس..السودان اليوم يمر بازمه شيطانيه تقودها قوى هى نفسها من يتدخل بالشأن المصرى البهائى و الشأن المصرى المسيحى ، و لا أتصور أن قادة السودان لو كانوا قد حفظوا حقوق المواطنه فى بلادهم كان الوضع ليصير هكذا فأينما نقصت المواطنه زادت الإضطرابات و هذا درس لنا و خطر من الجنوب ، و دعنى أشير الى الإتحاد اليوغوسلافى الذى تفكك فور انتهاء رابطه الشيوعى الكبر محققاً النتيجه المحتمه: لا مواطنه حقيقيه = لا وطن متماسك ، اليوم نحن فى ازمه تحتاج لكل مصر و كل مصرى و هذه الزمه هى انهيار المواطنه التى جتماً يستتبعها انهيار الوطن على الأقل فى القلوب و من بعدها..يعلم الله.
سيادة الرئيس..لقد قامت جماعات الإسلام السياسى و العنف المتطرف على قتل المواطنه و ليس لنا اليوم أقل من ان نجابههم بالآتى:

-1-احالة الماده الثانيه للدستوريه العليا لفض الإشتباك العملى بينها و بين مواد الحريات و المواطنه.
-2-التدخل بصفه رسميه لوضع قوانين حماية حريات دينيه حقيقيه بدلاً من انتظار الحدث و التعامل معه بارتباك فلنبادر و نهجم بديلاص عن الدفاع.
-3-وضع قوانين ضد التحريض الدينى حتى لا تظل منابر مصر و مذابحها آلات لتفريخ الإرهاب.
-4-تعميم ثقافة المواطنه و المساواه بين المواطنين حتى نقى أنففسنا شراً مستطيرا.

سيادة الرئيس..المشكله البهائيه مشكلة مصريين و بالتالى هى محليه فلا يجب اعطاء الفرصه للخارج للتدخل ، سيادة الرئيس..الوضع الطائفى فى مصر امر مصرى بحت فلا تدع احد يتدخل و بادر ، سيادة الرئيس..المواطنه موجوده فى الدستور و ليست أمر ترغب قوى الخارج فى فرضه بل ان حزبك هو من خطط للماده الولى و رعاها فبأى عقل نسمع من يقول أن تلك الحقوق مفروضه من الخارج و هى من خطط الحزب الوطنى ، سيادة الرئيس..أنت رئيس منتخب لجمهوريه قائمه دستورياً على أساس المواطنه فتدخل لحمايتها هى و الوطن.

و تفضلوا بقبول وافر الإحترام.
مواطن مصرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق