السبت، 18 أبريل 2009

أسلمة مصر..بالقوه.



أولاً و بدايةً أسأل كل قارئ أن يضع انتمائه الوطنى بجوار الإنتماء الدينى ففى هذه الحاله فحسب سيستوعب ما سأكتب و حتماً سيشعر بما أتخوف منه ، اما اذا لم يفعل فلن يفهم معنى ما أقول لأن حينها سيكون الوطن غائب و هويته الدينيه فقط هى الحاضره.
مصر دوله مسلمه..نعم بفعل التاريخ و الأغلبيه الدينيه و الدستور الذى هو نتاج الإثنين السابقين ، و عبر تاريخ طويل بدأ منذ دخول العرب المسلمين اليها كانت تتأرجح بين قوى خارجيه مسلمه أمويه و عباسيه و مملوكيه ثم الإحتلال العثمانى..الآن و منذ 1914 مروراً باستقلال مصر 1922 و الى الآن تتناثر الظواهر الناتجه عن تنوعها الدينى و العرقى ، مروراً بالتاريخ و حقائقه و الجغرافيا و حقائقها لا بد أن نجد الحقائق الواقعيه على الأرض فان كانت الوقائع مختلفه فلا بد من وجود خطأ يحتاج للإصلاح..و هذا هو موضوعى اليوم.
من المصريين من يصر على اثبات انه مسلم..لم يعترض احد على ويته ، لكنه مصر على اثبات هذا كشخص يطلق لحيته و يحف الشارب و يرتدى أثواب قصيره و يستاك بالسواك ، تسأله و لم لا تحلقها لأن شكلك بدونها أفضل و لم السواك و هناك ما هو أفضل و لم تلك الملابس و تترك ملابس العصر يرد: انها سنه و انا مسلم؟..انه مسلم كغيره لكن يصر على اثبات انه مسلم ، كالمصرى المسيحى الذى يسمى ابناءه جرجس ، عبد المسيح ، بختيشوع ، و كلها أسناء هويه دينيه واضحه رغبةً منه فى ان يذيع تلك الهويه دون أن يشعر احدهما بالخطر مما يفعل .
و أشير الى نقاط عديده نحاول فيها اثبات أننا مسلمون و دون ان نشعر نؤسلم مصر نافيين الصفه الوطنيه عنها مثيرين فتنه تنبع من احساس غير المسلم بأنه دخيل فيرد بشعور مضاد بأنه هو صاحب الأرض و المسلم هو الدخيل...
الفن و الثقافه :
نشأ الفن فى مصر مع القرن ال19 قرن الفنون و الثقافه المصريه الخالصه و مر الزمان بعصور كان أروعها عصر مصر الثقافى الفنى الذهبى منذ الثلاثينان الى منتصف السبعينات ، فجأه مع مد الوهابيه البترودولاريه ظهرت جماعات التطرف التى رأت حرمة ما يحدث و ضرورة منعه باليد تارة و بالتفجير تاره والتكفير دوماً..ووصل الجهل الى محاولة اغتيال الأديب الراحل نجيب محفوظ..و بدت ملامح حرب قذره ضد المفكرين و المبدعين أدت الى قتل الراحل فرج فوده..و مع السبعينات نشأت حركة اعتزال الفنانات و حجابهن ( لا اعتراض على الحجاب هنا او على حجاب الفنانات و لكن لم تتأس احداهن بشاديه العظيمه) فوجدنا مؤتمر صحفى لإعلان التوبه؟؟و حرمة الفن؟؟ثم دعوه عامه للتوبه؟؟و بعدها بعشر سنين عوده باسم الفن النظيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟و الفن الإسلامى الذى يختلف عن الفن المخالف للتعاليم الدينيه و بالتالى هناك فن مسلم و فن غير مسلم ، و يمتد الأمر الى تحريم التماثيل و النحت و الموسيقى و الرسم و التصوير ثم تكفير و سب عظماء الفتره الذهبيه لمصر من ام كلثوم الى الأطرش و حليم!!!

السياسه:
منذ بداية العمل الوطنى فى مصر عبر الجمعيات السريه ثم الحزاب مروراً بالوفد حتى 1928 كان العمل الوطنى السياسى وطنياً بمعنى الكلمه حيث العمل على اساس الإنتماء لمصر دون تمييز دينى أو شرط دينى للإنضمام ، و مع الإخوان المسلمين كان الأمر مخيف..لأول مره يظهر انتماء سياسى دينى و ليس مصرى وطنى و تتقسم العمليه السياسيه الى احزاب رسميه شرعيه مصريه و تنظيمات دينيه سياسيه قائمه على اساس الإنتماء الدينى!..بعده مع مد الإرهاب الصحراوى و الفكر المتطرف أصبحت العمليه السياسيه اما قائمه على اساس وطنى زائف و الهدف هو ارضاء الشعور الدينى فقط أو تنظيمات دينيه بحته تبشر بدولة التطرف الإستئصاليه ، تحولت السياسه الى سياسه اسلاميه فقط يبتعد عنها غير المسلم و تقوم الأحزاب رغبةص فى ضمان الفوز بعد وضع غير المسلم الا قليلاً فى قوائمها ، المضحك هو أسلمة الشعارات نفسها ففى احدى مظاهرات الغضب على مجازر غزه سمعت شاعرات من نوعية : يايهود يايهود جيش محمد سوف يعود؟؟طب و المسيحى يمشى؟؟؟؟؟
الدستور:
أكرر و أقول أننى ضد حذف الماده الثانيه و هى مادة الشريعه الإسلاميه من الدستور المصرى لكن كذلك لا بد من تحديد موقف الماده التى باتت تنسف الماده الأولى تماماً و هى مادة المواطنه و تجعلها لا شئ أمام توحش الماده 2 ، البهائيين رفض القضاء حقهم المشروع فى وضع كلمة بهائيه بسبب الماده 2 ، تغيير الأوراق للمنتقل من الإسلام للمسيحيه و اجباره على الإيمان بالمسيحيه و كتابة مسلم بالبطاقه بسبب الماده 2 ، رفض غريب لحق غير المسلم فى تولى مناصب رئاسة الدوله و وزارة المفاع و الخارجيه و مناصب المن الكبرى بسبب الماده 2 (الرفض هنا من شيوخ محددين و ليس من السلطه و لكن لأننا شعب يثق فى أى صاحب لحيه فنحن نتبع الرأى المختار و ليذهب الوطن للجحيم و لا مانع من تكرار مأساة السودان و التدخل الأجنبى..عادى.) ، لا بد من تحديد نهايه لتلك المهزله فاما أن تتغير صيغة الماده 2 أو تضع لها الدستوريه العليا تفسير لا يتعارض مع باقى المواد الدستوريه مع تكرار اهمية وجود ماده كالثانيه فى الدستورالمصرى كمعبر شرعى عن جزء من مكونات هوية الدوله.
الإقتصاد:
لم يتعرض الوطن للضرر من شئ أكثر من أسلمة الإقتصاد ، ففجأه انتشرت فى قلب المجتمعات العربيه رؤيه خليجيه صحراويه بأن البنوك فوائدها ربا ، و أن دفاتر التوفير فى البريد حرام و العمل فى البنوك و البريد قسم التوفير حرام؟؟؟
كانت التيجه بلبله غريبه صاحبها انتشار لبيوت نصب تسمى كذباً شركات لتوظيف الأموال نهبت و جرفت مال المصريين و القته فى بنوك اوروبا!!!..بعده تفاليس و هرب و بكاء.
الإقتصاد هو الإقتصاد يحرم فيه اسلامياً الربا و ليست الفوائد ربا و للمزيد يرجى اتباع اللينك التالى لمقال سابق لى للتدليل على عدم ربوية فوائد البنوك:

http://jaridtak.com/articles/display_article.php?id=1332

و كانت النتيجه أموال بلا حساب حتى اليوم لا تجد الا البلاطه او بنوك تسمى نفسها اسلاكيه و هى تمارس نفس النشاط التجارى للبنوك العاديه و لا تخجل!
لقد تعرضت مدخرات المصريين للسرقه باسم اسلمة الإقتصاد و تعرض الإقتصاد للتشويه باسم الحرام و الحكام للتكفير بفعل فقه الصحراء و انبطاح الأزهر.

الى أين؟ :
الى أين يا وطن؟...الى موت عاجل؟..أم الى نهر الزمن؟..تتقاذفك أمواج العصور؟..أم ترحمك إرادة القدر؟..الى أين يا وطن؟
لقد تعرضت مصر الى علامات تجعل المصرى غير المسلم يشعر بالغربه وسط وطنه..اذاعه للقرآن الكريم و لا توجد اذاعه مسيحيه..مسابقات من الدوله للقرآن الكريم و لا توجد (حسب علمى) لها مقابل للدين المسيحى..لماذا؟
لا أطالب بالغاء اذاعه أساسيه كالقرىن الكريم لكن أطلب ان تصنع الدوله اذاعه أخرى مسيحيه مادامت المسلمه من مال دافعى الضرائب مسلمين و سيحيين فمن حق المصرى المسيحى ان يرى اذاعه له دينياً..لا أقول الغوا مسابقات القرآن الكريم لكن فقط تمهلوا و اعموا مسابقات للكنيسه.
لا تؤسلموا مصر أى لا تبالغوا فى تأكيد اسلاميتها فالديموغرافيا و التاريخ يؤكدان ذلك ..فقط :
-1- حققوا المواطنه الكامله.
-2-لا تجعلوا مصرى أفضل من مصرى لدينه.
-3-أصدروا قانون بناء دور عباده موحد بحيث تتساوى و تتطابق شروط بناء الكنائس و المساجد و المعابد.
فقط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق