الأحد، 22 مارس 2009

عن ازمة مؤسسة الأهرام المصريه.


بدايةً لا ازعم أنى من قراء جريدة الأهرام ألمصريه على الرغم من إنتمائى لمصر أو حتى مطلع على إحدى إصدارات ألمؤسسه ألعملاقه ، لكنني أدرك حتماً أهمية هذه ألمؤسسه و الدور التي تلعبه و مدى ارتباطها بنفوذ مصر الناعم و حالتها الثقافية..من اجل هذا أكتب مقالي الآن .
لست في حاجه إلى أن أذكر تاريخ مؤسسة الأهرام ألمصريه العريقه التي تمتد لتاريخ أعرق من الثقافه و الفكر المصريين الذى لا يشوبهما شائبة النقل بل يغمرهما الإبداع الوطنى الخالص ، فإن كانت لمصر ثورة 1919 الوطنيه و لها تجربتها الثقافيه فلها خصوصيتها الثقافيه التى تمتاز ببزوغها من هذا الشعب الذى صدق توفيق الحكيم حينما وصفه بأنه شعب عريق بداخل كل فرد منه طاقه لا حدود لها فى روايته الخالده عودة الروح ، هذه الثقافه سواء فهمنا أو لا جزء أساسى منها نابع من خلال مؤسسة الأهرام و عبر كل إصداراته و على رأسها جريدة الأهرام ، هذه الجريده تتابع عليها عمالقه ربما جيلى لا يعرفهم : خليل مطران ، محمد حسنين هيكل ، فكرى أباظه و عبد القدوس و غيرهم من كبار كتاب و مبدعى مصر و ضمت فى عصر نهضتها بمصر
أحمد لطفي السيد، ومحمود سامى البارودي وأحمد شوقي ومصطفى لطفى المنفلوطى، وطه حسين، والعقاد، ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وزكى نجيب محمود وبنت الشاطئ ويوسف إدريس وثروت أباظة، ولويس عوض، وعبد الرحمن الشرقاوي و سلامه أحمد سلامه و فاروق جويده و فهمى هويدى و سناء البيسى و غيرهم.....
ذكرت ما سبق من مقدمه حتى أصل الى الكارثه التى حلت بالأهرام حينما صار رؤساؤها صغاراً او كانوا و استمروا لا أعرف تحديداً..لكن ما حدث بالأهرام كان كارثه لا حدود لها ............
آفة الدول الناميه و الدول المتخلفه كلمه واحده تستغل فيما لا يؤدى لها ، إنها كلمة الإصلاح التى عليها تسير بنا الأخطاء الى الجحيم..بدأت الحداث الحقيقيه بتولى الأستاذ مرسى عطاالله رئاسة مجلس إدارة الهرام حيث بدأ مشكوراً القيام بجهد علنى وواضح لصياغة وسيله لإنقاذ المؤسسه من التدهور الذى حولها من وسيله للنفوذ الناعم و القوه الغير منظوره ووسيله للتثقيف الى مؤسسه قائمه على جريده تغذيها الإعلانات و صفحة الوفيات و هنا مع الجهد المشكور بدأ الخطأ فالسيد الأستاذ رئيس مجلس الإداره جمع عدد قليل من مستشاريه لوضع صيغه معينه دون ان يستشير أصحاب الفضل فى المؤسسه و هم الصحفيين و المحررين..و مع الغلطه الأولى تتالت الأ خطاء بلا حدود و كان أقسى خطأ هو نتيجة تلك الجهود التى قام بها لإصلاح وضع ورثه ممن سبقوه و لم يفهموا قيمة الأهرام التاريخيه..
· قرر الأستاذ مرسى عطاالله أن يوجه قرار لكل الصحفيين و الكتاب و المحررين المتعاقدين مع الأهرام بأنه لن يسمح لأحد أن يكتب أو يعمل مع أى جهه خارج المؤسسه جريده أو مجله أو قناه فضائيه أو أى صوره إعلاميه أخرى ، و كانت عدة إرهاصات سبقت هذا و عدة إرهاصات جديده تلت أوجزهم جميعاً كنتائج لسياسات الأستاذ عطاالله كما يلى :
· -1-خروج الأستاذ فهمى هويدى من الأهرام فى فضيحه لا سابق لها أن يخرج أحد أعمدة الأهرام الى جريده خاصه بسبب الإضطهاد (جريدة الشروق المصريه الناشئه).
· -2-خروج الأستاذ سلامه أحمد سلامه من الجريده بعد تفجر الأزمه لنفس الجريده الخاصه الناشئه فى تكرار لنفس الفضيحه حيث بدت الأهرام تتداعى بسقوط الأعمده التى تحملها .
· -3-بدأ عدد كبير من الصحفيين فى التجهيز للخروج و على رأسهم كبار الكتاب ممن يجمعون الأوراق مثل سناء البيسى و فاروق جويده مما سيسحق توزيع الأهرام و يرفع نسبة التوزيع فى الجرائد الأخرى.
· -4-إعتراضاً على السياسات الغير مسبوقه التى تتعارض مع الدستور كما سأذكر خرج الصحفيون للإحتجاج ضد قرارات رئيس مجلس الإداره ، و هنا و لأول مره فى تاريخ أعرق مؤسسه صحفيه تصادم (العمال) المؤيدين لرئيس المجلس (المعين) و الصحفيين؟؟!!
· -5-تدهورت سمعة المؤسسه تماماً و تحول الأمر لفضيحه فى دول الخليج عندما أرسل الفاتح بأمر الله مرسى عطاالله للمنتمين للأهرام من المتواجدين بالخليج تهديدات بالفصل لو لم يعودوا فتوجهوا لمكاتب العمل للشكوى و المحاكم لرفع القضايا وسط ذهول الخليجيين و سخرية بعضهم من نوادر المؤسسه التى صدرت لهم من بنوا الصحافه الخليجيه مع أبنائها .
*هنا لا بد أن أذكر وجهة نظر الأستاذ مرسى عطاالله فى الأمر و كانت كالآتى:
# لا يجوز أن يعمل صحفى فى مؤسستين او جريدتين متنافستين لأن هذا إخلال بالمنافسه و الولاء.
#ستزيد مرتبات كل العاملين بالمؤسسه حتى نعوض عليهم.
#لن تتحول الأهرام لجريده تضم من يأخذ بلا عمل (المقصود عمل الصحفيين بها و عدم كتابتهم بها مع أخذ المرتبات و كتابتهم بجرائد أخرى مثل الأستاذ أحمد المسلمانى تحديداً).
و هنا أوضح وجهة نظرى فى نقاط محدده:
-1- الأستاذ مرسى عطاالله نسى أن وضع خطه للإصلاح لا بد من أن يكون عمل جماعى يضم أصحاب الأقلام المستهدفين من الإصلاح و هذا لم يتم و كان الأمر إنفرادياً.
-2-الأستاذ مرسى عطاالله قلص الحل و الإصلاح فى جزئية عمل أبناء المؤسسه فى خارجها دون فك حصار الرقابه عنهم و إعطائهم ما لديهم من حريه خارجها.
-3-إحتج الأستاذ عطاالله بأن بعض الصحفيين مثل الأستاذ أحمد المسلمانى لا يكتبون و تجاهل أنهم يكتبون و هم يحذفون و نموذج الأستاذ فهمى هويدى واضح فهو كتب و هم حذفوا ثلاثه من أصل أربعة مقالات له.
-4-أى إصلاح منذ عهد أمنحتب قائم على خطوات من القمه للقاع..فأين إصلاح القمه؟..و لم لم يمتد للقاع(مراحل الفساد فى الطباعه و الأحبار و الورق) و لم ظل فحسب فى المنتصف عند الصحفيين؟؟؟
-5-ليست المشكله فى زيادة الرواتب و هو أمر من حق كل الصحفيين قبل أى شئ و ليس إنجاز أصلاً فى ظل وجود اكثر من مليون جنيه راتب لرئيس مجلس الإداره و مبلغ قريب لرئيس التحرير..المشكله أن هيكل الرواتب لا يتناسب بين الصحفيين و يزيد من القمه و يتضاءل عند القاعده..و الخطر الحقيقى أنه غير عادل بأنه لا يوازى التضخم أو حتى يوازيه فلا قيمه للزياده بلا هيكل رواتب عادل و مرن و هذا لم يتحقق.
-6-لم يشمل الحل بالمره مزج التحرير بالإعلان مما يفوح منه روائح الفساد و الإنحراف ، و لم يقم الأستاذ مرسى عطاالله بتقديم عقاب رادع لهذا المزج المخل.
-7-لم يجرؤ مرسى عطاالله على أن يقترب من كبار مسئولى المؤسسه من أعضاء المجلس العاملين لدى وزارات الدوله كمستشارين صحفيين مما يخل بالمنافسه و الولاء و الرقابه و كل ما يتخيل .
بإختصار وضع الأستاذ قراره بهدف سحب كفاءات المؤسسه من الصحف الخاصه لهدفين: أولاً..محاوله يائسه لتقليل إنتشار الصحف الخاصه مع أنحدار توزيع الأهرام ، ثانياً..إرضاء الحكومه المعترضه على نقد أبناء المؤسسه لها.
أستاذ مرسى...
فى تاريخ الهرام لم يتم إصلاح قاصر على فئه من أبناء المؤسسه
فى تاريخ الأهرام لم يتصادم الصحفيون و العمال برعاية الكبار
فى تاريخ الهرام لم يضحك عليها أحد من الشوام أو الخليجيين
فى تاريخ الأهرام لم يخرج كبار الكتاب لجرائد صغيره أوجديده
فى تاريخ الأهرام لم يحمل احد رأس المؤسسه للدخول بل قدماه

ننعى مؤسسة الأهرام
البقاء لله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق