الأربعاء، 4 مارس 2009

فتوحات أم إحتلال؟..شهداء أم قتلى؟






فى أثناء بحثى حول أياصوفيا الأثر الدينى التركى وجدت مقال غريب لا أتذكر فى الواقع أين هو يذكر العديد من الأطروحات التى (على مستواى الشخصى) لم أسمع عنها من قبل إلا فى كتابات علمانيه متطرفه أو كتابات قبطيه أخرى ، وجدت ان الطروحات تتلخص فى الآتى: ان الفتوحات الإسلاميه (بتسميتها المعروفه المعهوده) كانت أعمال احتلال عسكرى دون أى تسميه أخرى ، ثانياً أن تلك الفتوحات كانت خارج دائرة الجهاد أى أن هذه المعرك كليةً دارت حول السلطه و لم تكن بأمر دينى بل بأمر الملك وحده و لم تكن من أوامر الله ‘ ثالثاً و أخيراً أكدت الأطروحه عدم جواز تسمية الشهداء فى هذه الفتوحات بذلك لأنهم ماتوا فى خارج نطاق الأوامر الدينيه الإسلاميه .



على كلٍ أود أن أدلى برأيى داخل هذا المنطلق و منه أحدد النقاط الرئيسيه (فى إعتقادى و إجتهادى الخاص) التى أود الرد عليها أو تقييمها:





-1-هل تلك الأعمال العسكريه منذ عهد الرسول الى عهد العثمانيين لأراضى غير المسلمين كانت فتوحات إسلاميه أم إحتلال عسكرى؟





-2-هل كانت تلك الفتوحات بأمر الدين أم بإرادة الخلفاء؟





-3-هل من توفاه الله شهيد هناك أم لا؟







*فتوحات أم إحتلال؟



------------------------------------





نستطيع ان نحدد البدايه لتلك الفتوحات(كما أسميها) بفتح مكه كنموذج للفتوحات التى تلت ذلك الفتح ، و تتالت النماذج عبر الجزيره ثم الشام و العراق و مصر و المغرب العربى و إيران و أسبانيا و البرتغال..الخ ، من زاوية القادم فهو فاتح و من زاوية أهل البلد فالقادم محتل و الفعل إحتلال..و قصدى هنا أن لدينا وجهتى نظر واحده للجيش القادم (و لنضع مثال تطبيقى لفتح مصر ) فعمرو بن العاص رضى الله عنه كان قادماً لفتح مصر و ضمها للدوله الجديده و هزيمة العداء فيها و هم الروم ، و أهل البلاد كانوا راغبين فى القضاء على تحكم الروم الملكانيين و الغاء إضطهادهم للمصريين الأقباط الشرقيين ، فعمرو و جيشه يرون أنفسهم فاتحين لمصر بينما الأقباط يرون القادمين هم الإسماعيليين إنتقاماً من الرومان الملكانيين و كلاهما محتل هنا أرى أن تعريف تلك العمليات العسكريه ليس أحدهما و ليس خارجهما..فالفتوحات من جانب البشر فتوحات أو إحتلال حسب المتلقى و حسب طبيعتها هى إحتلال صرف فأنت تدخل أرض جديده و تضمها لك أى انك تحتلها و من ناحية الجانب الدينى فقد كانت تلك العمليات تتم من اجل الدين(الذى سينتشر حتماً لكون الحكام مسلمين و لكون سلطتهم إسلاميه كغيرهم فالقاعده أن الناس تتبع دين السلطه أو تتأثر بها) و من أجل الدوله(لزيادة مواردها و لإضعاف قوة العدو) و من أجل البقاء(من يبقى مكانه سيأتى له عدوه خاصةً فى ظل العداء المطلق بين الدوله الجديده و بين الروم و الفرس)...الآن أجد نفسى أقدم إجابتى (فى إجتهادى الخاص) هل كان فتح أم إحتلال؟..أجيب أننى سأسميه فتح لأنه قاد البلاد للأفضل و لأنه كان بدافع الدين و نموذج الإحتلال و ليس الفتح هو المغول حيث توسعوا ثم سقطوا لأنهم لم يضيفوا الى البلاد و لأنهم كانوا بعيداً عن فكرة الحضاره و دافع الدين لا الملك فحسب و هذا لا يمنع أننى أعترف بأن التوصيف الحقيقى لأى من تلك العمليات العسكريه هو إحتلال بحسب طبيعته الماديه نفسها.





*بأمر الدين أم بأمر الخليفه؟



-----------------------------------





هذه النقطه قائمه على أساس أن تلك العمليات كانت قائمه على أساس رغبة الحاكم أى حاكم فى التوسع فى حين أن الله لم يأمر بالغزو فى القرآن لكن للرغبه الماديه البحته للخلفاء فى التوسع كانت تلك العمليات ، و هنا أجد النقطه تقول : التوسع العسكرى ملكى لرغبات دنيويه و لم تأتى كأمر دينى..و هذا رأيى :



أيها القراء الأعزاء ، دوله تنشأ من الصفر حولها الأعداء من كل جانب فهل التوسع ضرورى؟ أجيب (حسب إجتهادى) ضرورى ، دوله يأمرها الله بالبقاء (و الدوله هنا هى دولة المسلمين و هذه الصيغه تواجدت مع كل دين جديد فهى مع النبى موسى الذى رحل بقومه و مع طالوت الذى ذهب مع قومه لأرض جديده و مع داود الذى ضمهم معأ..الخ) و هذا البقاء و الدعوه مهدده بعوامل ماديه محيطه هل تقف و ترد الضربه أم تبدأ بالهجوم؟ أجيب تبدأ بالهجوم و إلا هُزمت فالقاعده العسكريه تقول بأن المدافع دوماً فى محل الضعف فليست له فرصه للخساره على عكس المهاجم إذن فقد كانت ضروريه و بالتالى كانت تلك الحروب من أمر الدين بالبقاء و نشر الدين فقطعاً لو زالت دولتى فأين الدين أصلاً بإعتباره مجسماً فى الدوله؟؟؟؟؟..لذا أقول أن تلك الفتوحات (فى رأيى الخاص) كانت لها سند دينى قوى ، لكن أقول أيضاً أن الأمر يختلف من خليفه لآخر فهناك من يجاهد فى سبيل الله و دينه و هناك من يبغى الملك (تجسدوا فى الدوله الأمويه لفساد أغلب خلفائها و إهدارهم لدماء آل البيت علناً بلا حق و عشرات الآلاف من المسلمين كذلك بلا حق فلا يتسق هذا مع صالح أبداً) و بالتالى فالمقاتل يقاتل فى سبيل ما ذكرت أما الخليفه فحسب ما بينه و بين نفسه فهناك راشد كالفاروق لا يريد ملكاً و هناك فاسق كاليزيد بن معاويه بن أبى سفيان يريد حياه بلا ضمير.





*شهداء أم قتلى ؟



---------------------------





لعل النقطه السابقه أجابت عن هذا الأمر فهم كما أرى شهداء و أقول عيب علينا أن نطرح هذا السؤال أصلاً فلولاهم لكانت أرض مصر الآن جزء من غرب أو شرق و لا أتجاوز إن قلت أنه لولا تلك الفتوحات لما بقى الدين أصلاً.





*** الخلاصه :



-------------------------------





-1- كانت المعارك العسكريه فتوحات و لكن من ناحيتها الماديه فتوصيفها إحتلال.



-2- كانت للفتوحات مرجعيه و سند دينى قائم بأمر الواقع و كان لأغلب الخلفاء اهداف دنيويه و توسعيه من ورائها.



-3-كان من توفاه الله فى الفتوحات شهيداً.



و شكراً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق