الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

فرج فودة...لن ننساك.

http://www.neelwafurat.com/images/eg/abookstore/covers/normal/113/113243.gif
ربما نختلف... هذا وارد، ربما نتجادل... هذا مطلوب، ربما نتناقش... هذا مؤكد، ولكننا ابدا لا نقذف بعضنا بالاحجار والطوب، و الا كنا ابعد عن البشر، واقرب للفرائس و الاسود...

حينما تقرا، ربما تختلف مع ما تقرا، من الممكن ان تناقش، حتما ستتجادل، ولكن مع ما تقرا فقط لان الكاتب مات، قتلوه وكفروه بلا رحمة، انه فرج فودة (1945- 1992).
من المعتاد ان نختلف مع كل جديد فهو لا مسبوق من الفكر او الابداع. ربما لا نتوقع ان نسمع ما نسمع او ننتظر الحديث في ذلك الامر وردّ الفعل البشري الطبيعي المعروف لدى المتحضرين منهم ان نناقش ولكن في تلك الفترة الغابرة من التاريخ المصري كان الفكر الاخر كفر يبرر القتل من يفكر فانه لا بد ان يكفر ممن لا يفكر. هكذا كان فرج فودة الذي قطعا ستختلف معه كثيرا وربما كليا ولكن الغاية هي السؤال: "اختلفنا فهل يقتل بعضنا البعض؟
عندما رفض المرحوم فرج فودة الدولة الجديدة فى السودان كفروه واهانوه وعندما فشلت واساءت للاسلام لم يعتذروا بل تبراوا منها !!!
عندما تحدث المرحوم فرج فودة عن الدولة الدينية ورفضه لها كفروه بلا نقاش وعندما احترقوا بنيران اتباعها هاجموها ولم يعتذروا له...
عندما حاول تاسيس حزبه (الشرعي) كفروه ونددوا بارائه وجبن كل جبان عن قول رايه ولما كادت الهمجية اللاشرعية تفتك بالوطن هاجموها ولم يعتذروا له.
كل ذلك حدث وعند اغتياله لم يعترفوا بالمسؤولية بل تبراوا منها كاي جبان، بل وبعد موته افتوا بكفره حلال قتله ومنهم الشيخ الجليل الذي اجتهد فاخطا واتضح انه شهد بما لم يؤمن به لا لشيء الا للحفاظ على ارواح القتلة، ولنعود لليوتيوب تحت اسم "الدكتور طه جابر علواني" يقر بعدم صحة الغزالي في تكفير فرج فودة.
كفروه و لم يحمه احد... رفض ان يغير رايه و يرقص مع راقصي التنورة كغيره.. امن بفكره ايا كان ومهما اختلفنا معه وعنه ولكن استحق ان نحترم رايه وتمسكه به.
اين ذكرى رحيله وتذكير الدولة به؟؟؟
اين تاريخه وسبب رحيله؟؟؟
ان فرج فودة لم يكن فقط حالة تم قتلها بل هو نموذج للكلمة التي يقتل جاهل صاحبها ولكن لن ترحل ابدا لان مكانها العقل وهو باق لا يرحل. الكلمة لا تفنى ابدا مهما فعل البعض.
رحمك الله يا فرج فودة يا من مت واقفا ولست مزايدا او منافقا. لو انبطحت لما قتلوك ولكنك وقفت بلا انبطاح فمت واقفا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق