الخميس، 19 فبراير 2009

العلمانيه و الحجاب.


لا أزال أذكر ذلك اليوم الذى قابلت فيه الشيخ على فى القطار و أنا متوجه الى كلية الحقوق كعادتى ، يومها جلست بجوارنا فتاه غير محجبه و شعرت بالدهشه و انا اتابع الشيخ الذى يرتدى رداء الأزهر فلم تبد ملامح الضيق عليه كعادة من يرون غير محجبه و لم يقم من مكانه كما يفعل بعض ذوى الذقون فى هذه الحاله، غادرت الفتاه و بدأت فى حديث مع الشيخ و لدهشتى وجدته بسيط جداً فى حديثه يدرك الفارق بين النصيحه و التدخل فى شئون الآخرين ، تعمدت عدم النزول فى محطتى و أكملت حوارى معه و حدثنى عن النصيحه و شروطها من الوقت للناصح و المنصوح.و هنا جاءت نقطه حاسمه حيث سألته عن مسألة كون الحجاب فريضه فأكد لى هذا فقلت له و ماذا عن الرأى القائل بأن تخبئة الشعر مداراه للجمال الطبيعى فقال اننا بالقياس على ذلك لا يجب أن نسمح للنساء بوضع الزينه و المكياج لأنه سيراً على المبدأ فتلك الزينه مداراه للجمال الطبيعى.غادرت الرجل وقتها و أنا موقن بشيئين أولهما أن الخطر الحقيقى على أى فكر يكمن من أصحابه و الثانى أن التطرف الدينى المؤدى للإرهاب خطر على الوطن و كذلك التطرف العلمانى الذى يقود للحداثه الكامله كذلك هو الآخر خطر.حديثى الآن عن مشكله هى لا مشكله فى واقع الأمر بل ان المشكله فى عقل من صنع المشكله أصلاً و أقصد العلمانيين المتطرفين ممن جعلوا العلمانيه رداء جسد و ليس رداء عقل كالمتطرفين الإسلاميين الذين جعلوا المرأه لباس ييغطيها بالكامل و تؤثم من لا تفعل (و فى رأيى ان الحجاب المعروفه شروطه هى الفريضه و ليس النقاب مع إحترام كل الآراء و الملابس) و هنا لدى سؤال بصفتى ليبرالى : اليست حرية الملبس من مبادئ الحريه و أُسس العلمانيه ؟..خلاص..لا مشكله..فلتتحجب من تتحجب و تنتقب من تنتقب و من رأيه ضد الحجاب فليقل ان ضده و العكس بالعكس دون إجبار أحد على شئ محدد أو رداء محدد...بسيطه.لكن الواقع هنا أن جانب ضخم من العلمانيين يرون أن العلمانيه الفكر لا يجب تطبيقها فحسب كما جاءت من الغرب فى القرن العشرين ( و أنا هنا أؤيد الليبراليه الوسطيه الوفديه التى تبقى الدين كحارس للقوانين و فارضاً مبادئ الأخلاق عليه و على القوانين التى تنبع منه ) بل يجب أن نحضر معها شكل الملبس الأوروبى و الأمريكى؟؟؟..ولد هذا عداء غير مفهوم بين الحجاب (تغطية الجسد بإستثناء الوجه و الكفين و الملبس لا يشف و لا يصف أى ليس شفاف و ليس ضيق ) و فى النماذج الآتيه دليل على وجود خطأ فى الفهم جعل العلمانيه تأتى و معها ملابس من وضعوا الفكر الحديث : -1- فى العام 1924 أعلن الزعيم مصطفى كمال أتاتورك قيام جمهوريه تركيه حديثه على أسس العلمانيه و القوميه ، مع النظام الجديد كانت هناك تضييقات عديده على الملبس و تعنت واضح ضد المحجبات و من ترتدين الزى التركى التقليدى بإعتباره عثمانى شرقى متخلف و ليس أوروبى غربى متقدم ؟؟؟..و هنا يدوا السؤال لم نهتم بالملبس؟؟؟..إجعلوا التعليم إجبارى و حدثوا العقول بصحيح الدين و حديث العلم فقط ، و يأتى إنقلاب 1980 و معه دستور 1983 ليجعل الحجاب ممنوع تماماً فى تركيا محطمين كالعاده كل مبادئ المواطنه بإسم العلمانيه بينما هى تقوا أن الرداء حريه شخصيه؟؟-2- فى أفغانستان حاول الملك أمان الله تحديث البلاد و جعلها نموذج شرقى متطور كالنموذج الغربى فكان أن فرض عدة قوانين منها منع الحجاب؟؟؟و هذا بإسم العلمانيه متأثراص بتجربة أتاتورك و مكرراً للخطأ ذاته ، و كانت النتيجه ثوره عارمه ضده أجبرته على الرحيل ضمن أسباب أخرى و دفعت بريطانيا صراحةً لطلبه ترك الحكم ، كانت عملية تغيير زى المرأه بإسم التحديث و العلمانيه بينما العلمانيه تترك الزى كحريه شخصيه فلم ننقل زى أوروبا و المهم هو عقل و علم أوروبا؟؟؟-3- فى السيعينات بمصر بدأت موجه من التحجب و الإنتقاب هاجمها الكثيرون بعضهم و هم قله لكونها مرتبطه بتنظيمات متطرفه و الكثيرون هاجموا الزى الجديد-القديم لكونه و ليس لشئ آخر متحدثين عن التحديث و كون الحجاب ضده و رافعين شعار العلمانيه ضد هذا ، و لما قال البعض الزى حريه هاجموه باسم العلمانيه المظلومه و هى حسمت أمرها بترك الزى لصاحبه و معتقداته و إهتمت بالدوله و العلم فقط؟؟؟-4- فى العام 1981 نشر الزعيم الديكتاتور التونسى الحبيب بو رقيبه المنشور الجنائزى 108 لمنع الحجاب بإسم العلمانيه و قال أنه ضرورى لتحديث الدوله و تطبيق العلماني ، و عندما غضب أغلب الشعب و قالوا ان الملبس حريه كانت النتيجه إعتقالات و نفى المواطنه عن التونسيه المحجب الى اليوم لدرجه أن أكبر مسئول بحزب التجمع الديموقراطى التونسى وصف المحجبه بمثيرة الفتنه ووصف رئيس تحرير الجريده الناطقه بإسم الحزب على أن المحجبات أسوأمن العاهرات...أكرر العاهرات و كله بإسم العلمانيه المظلومه.بعد هذه النماذج آتى لملخص القال :-1- العلمانيه لا علاقه لها بالملبس و تتركه حريه للفرد حسب رأيه و معتقده.-2- العلمانيه فكر للدوله و العقل و ليست للملبس.-3- العلمانيه لا تعرف الحجاب كما لا تعرف السفور أو التعرى أو النتقاب فكله خاص بصاحبه بل تعرف العقل و التخطيط العلمى السليم.-4- كل التجارب السابقه أتت بالعلمانيه دون الديموقراطيه اللاصقه لها و عند التطبيق أخذت ملابس من إبتكر العلمانيه فقط .و شكراً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق