السبت، 20 يونيو 2009

حتى لا يكون كلاماً فى الهواء .


فى هذا المقال أود أن أوضح العديد من نقاط المواجهه التى تشتعل بين العلمانيين الذى أعتبر نفسى من معتدليهم الذى اتحدث باسمهم الآن مؤكداً أن حديثى هنا قد لا يشما كل العلمانيين لكل حتماً يشمل الكثير منهم فى بيئه عربيه و اسلاميه و مسيحيه هذا من جانب و بين أنصار الاتجاه السياسى الدينى من جانب آخر ،و هنا لا بد أن أؤكد لنقاط لازمه لنا حتى نبدأ و نحن نعرف أساس البدايه و قاعدة الحديث و من نحن و الى ماذا ننتمى؟..
أولاً: نحن أبناء مدرسه علمانيه عربيه ، من نماذجها نموذج مدرسة الوفد العلمانيه فى تجربتها الفريده 1923/1952 و بالتالى لسنا من أتباع مدارس علمانيه أخرى غير عربيه كالمدرسه العلمانيه الاتاتوركيه الممثله فى حزب الشعب و النظام هناك أو مدارس عربيه متطرفه كموذج تونس العلمانيه.
ثانياً: قاعدة حديثنا ليست قاعدة الدين فنحن لا نتكلم فى شأن الدين بل الدوله و لسنا فى تفاصيل الآخره بل فى شئون الدنيا و ليست أحاديث الدين موضوعنا بل أحاديث الدنيا الفانيه بعيداً عما لا نختص فيه من عالم الآخره الباقِ.
ثالثاً:نحن ننتمى الى بلداننا فلسنا وافدين بل مواطنين تمتد أصولنا الى أصول كل الأطياف الدينيه و العرقيه و الفكريه فليس الإسلامى من أرض و نحن من أخرى بل لنا نفس الأرض و نفس الجذور.
رابعاً و أخيراً: كل نقطه أناقشها الآن أجتازها بالقليل الموجز و أعقبها برابط لمقال مفصل عنها أو أكثر حتى لا تفيض بنا الاحاديث الى ما يتجاوز حجمها و الى ما لا يجوز فى حديثنا هذا الاكثار فيه.

النقطه الاولى : الحجاب:
للوهله الأولى يتراءى بصوره جليه أن الحجاب و العلمانيين عدوان،فنماذج علمانيه رئيسيه كتركيا و تونس تمنع الحجاب و تسير على منوالهما العديد من الأحزاب فى مناطقنا العربيه من رفض للحجاب و هجوم عليه، و يفوق الأمر فنجد من يطالب بمنع المحجبات من أعمال أمنيه و منع ظهورهن على الشاشات الرسميه و يبدو العداء مستحكم و لكن بكل حسره أقول..العداء عربى/اسلامى للحجاب بمعنى أن علمانيين العرب و المسلمين فقط معادين له لنفسه أى أنهم ضد الحجاب للحجاب..و دراسة نماذج علمانيه كانجلترا التى لا تمنعه أو تفرض محاذير عليه و نموذج علمانى كفرنسا التى منعت غطاء بشكل معين و لم تمنع تغطية الشعر أى غطيه بقبعه أنيقه لكن حجاب بالشكل الفلانى ..لا، أما عباقرة أحزابنا العلمانيه فرفضوا فقط تغطية الشعر ووجدنا من فنانينا من يقول بفخر أن المحجبه معاقه و من سياسيينا من يقول أن الحجاب عنصريه!!!..فما قول العلمانيه فى انجلترا مثلاً؟
فى مجلس العموم فى عام 2003 أثيرت المسأله فكان رأى المجلس ذو الأعضاء المسيحيين أنه(الحجاب) ملبس و الحريه للملبس من قواعد العلمانيه و بالتالى لا يجوز إطلاقاً منعه ،وربما تكون محاذير على المنتقبات لكن بلا تمييز سلبى!!
أى أن قلعه علمانيه غربيه مسيحيه أخذت الأمر ببساطه فى معدلتنا هذه:
حجاب=ملبس=حرية ملبس=لا مشكله..أما أساتذتنا فى الشرق تفرغ أغلبها للسخريه الجارحه من المجبات و أفرغوا وقتهم فيه بصوره تبدو مضحكه فواقع الامر أنه ملبس و أنت حر فى رأيك لكن لا تمنعه أو تجبر الآخرين عليه.

إذن خلاصة(رأيى) فى هذا الجانب أن الحجاب ملبس و العلمانيه محكومه بمبدأ حرية الملبس و بالتالى لا مشكله بل لا تناقض بين العلمانيه و الحجاب فكل انسان حر فى ملبسه..اليس غريباً أن لا نصل لهذه النتيجه مسبقاً؟؟؟
و للمزيد:
http://www.jaridtak.com/articles/display_article.php?id=1303

النقطه الثانيه: الحدود الاسلاميه:
فى نقطتنا هذه أجد الحرج الشديد حيث لو تكلمت لعبرت عن رأيى و لو صمتت لكانت نقطه ندور حولها و ربما لا نتحدث الا عنها لذا اقتصر على النقاط التاليه:
(1)-الحدود تعاليم جنائيه وردت فى عصر الرسول و لا جدال فيها فى عصرها.
(2)-لإختلاف ظروف العصر بات الإلتزام بها مثير لمشكلات داخليه و خارجيه.
(3)-مقاصد الشريعه هى الممكن الالتزام بها بديلاً عن النص المستحل اقامته.
(4)-الحدود نلتزم بأهدافها بتشريعات لا صداميه مع العالم الخرجى و الداخلى.
(5)-الإحترام للحدود مع الاعتراض على تطبيقها الفورى عند البعض.
(6)-الاحترام للحدود مع الاعتراض على تطبيقها نصاً عند البعض الآخر.
(7)-الإتجاه لتشريعات توافقيه مع الداخل و الخارج حتى نأمن مخاطر الفتنه.
للمزيد:
http://www.jaridtak.com/articles/display_article.php?id=952


النقطه الثالثه: العلمانيه و التدين :
يؤلمنى و أنا بهذا الصدد أن تكون من أجزاء هذا المقال كتابات عن أمر شخصى..فالتدين عند الكثيرين و بلا سبب منطقى مفقود لدى العلمانيين شديد الظهور عند أنصار الإسلام السياسى و كأنما فتشوا فى القلوب و اطلعوا على غيب من الله و علموا ما بين الإنسان و ربه،و هنا لا مجال إلا للحديث عن مبدأ هام نعلمه و لا نعمل به أدركنا و لم ندركه..أن الإيمان شئ خاص بين الإنستن و الله،لا يشترط أن أكون من الإخوان أو من الجهاد أو غيرهم من جماعات الاسلام السياسى حتى أكون متديناً،بل على العكس فى أشد الأوساط التزاماً شكلياً نجد مهازل داخليه و فى أوساط نوصمها بالخطيئه نجد ما نعتبره من أخلاق المؤمنين.
و لنأخذ نموذج صارخ هنا ألا و هو مصطفى النحاس..
كان مصطفى النحاس علمانياً و نمذجاً للعلمانيه الشرقيه العربيه و أحد كبار زعماء حزب الوفد الليبرالى العلمانى و كذلك كان له أخلاق المتصوفه و دراسته الدينيه المعروفه و تدينه الذى كان بلا غرض أو هدف و أعود هنا لواقعتين اغتيال فشلتا واحده على يد محمد أنور السادات و الثانيه على يد مصر الفتاه كانتا مرسومتين قتله بعد أدائه لصلاةِ ما حيث كان يواظب على أداء الصلاه بالمسجد كلما أمكن له هذا !!!!!
و لعلنا هنا نذكر أمثله عديده لكننا نقصر هذه النقطه على ما ذكرت،و لا أضيف رابط لمزيد من التوضيح حيث لا مجال للمزيد من إثبات ما فى الضمائر و حيث أن الخلط بين التدين الشخصى و المذهب الفكرى أمر مؤلم و مخجل..و منقرض.

النقطه الرابعه: العلمانيه و تنظيم الدوله:
لعل أكثر ما يرتطم بين أنصار العمل السياسى امن العلمانيين و أصحاب الاسلام السياسى هو تنظيم الدوله،فأصحاب العمل الإسلامى السياسى فى كل تجاربهم على مستوى العالم أعلنوا فشل العلمانيين و نصبوا أنفسهم كبديل..و المضحك و المؤلم معاً أنهم نظروا لتجارب استبداديه لم تعلن يوماً برنامجاً أو تصل للسلطه بالرؤيه الشعبيه أى بالشرعيه فى حين أنهم بالكامل وصلوا للحكم باراده شعبيه أو كادواو نماذج الجزائر..السودان..أفغانستان..السعوديه(لم تصل العئله باراده شعبيه)..ايران..باكستان..كلها حكمها اسلاميون بتأييد شعبى و فشلوا و أفشلوا بلادهم بل و فى الكثير صنعوا حروب أهليه ببركة ذكائهم الخارق!!!
و العلمانيين لم يصل أحد منهم للحكم باراده شعبيه إلا نادراً جداً كالوفد (1923/1952) و هذا يكاد يكون شبه نادر فى أرضنا العربيه و الاسلاميه و على هذا أتساءل عن كيفية الحديث عن فشل رؤيه للعلمانيه مع عدم وجود اى نظام علمانى حقيقى وصل باراده شعبيه؟؟؟؟؟؟؟
و هنا لا بد من توضيح نموذج الدوله العلمانيه و تأسيسها :
(1)-دولة مؤسسات أى دوله تتكون من جهات منتخبه أو معينه من جهه متخبه و تتكون من مؤسسه تشريعيه مدنيه منتخبه ، مؤسسه تنفيذيه مدنيه ناتجه عن المؤسسه التشريعيه ، مؤسسه قضائيه مدنيه مستقله ، مؤسسه اعلاميه مدنيه مستقله ، و ربما تقل أو تزيد و لكن بصوره عامه هذا هو شكل الدوله العلمانيه من ناحية التكوين.
(2)-مدنية المؤسسات تعنى ادارتها و تصريف اعمالها و ممارسة مهامها بارادتها بدون تدخل من أى جهه دينيه أو غير ذلك ، فلا تكون وصايه أو يكون تدخل من الجهات الدينيه و المؤسسات الدينيه العامه.
(3)-المواطنه و لهذا عنصر أتلوه بالكالمل فيما يلى .
(4)-مبادئ عامه تحكم الدوله هى العداله و الحريه و المساواه بلا تمييز .
(5)-المرجعيه الوحيده للتشريع هى الدستور المكتوب (فرنسا) أو غير المكتوب (انجلترا) الحائز على اجماع و رضا شعبى باستفتاء أو مطالبه شعبيه عامه.
و هنا لم أجد داعياً لتفصيل مكرر لما ذكرت لذا لا روابط اضافيه هنا .

النقطه الخامسه : العلمانيه و المواطنه:
ما معنى المواطنه؟و لماذا هى مشكله بين الاسلام السياسى و العلمانيين؟

المواطنه تعنى بصوره مبسطه:
المساواه بين المواطنين فى الدوله فى الحقوق كافةً و الواجبات كافةً و الفرص كافةً و كل ما يكون لمواطن لمواطن آخر... فلماذا هناك مشكله؟؟؟
المشكله ليست عندنا بل عندهم فهم غريبى الأطوار تارةً يقولون أن الإسلام (و هذا حق) مع المواطنه و عند المطالبه بحق المسيحى فى الترشيح لرئاسة الدوله يقولون لالا..فقط على مجرد الترشيح.
المشكله ليست عندنا بل عندهم فهم غريبى الأطوار يعلنون أن لا قمع على حرية الدين التابعه للمواطنه و مع البهائيين يقولون لالا..فقط على حق الحياه لهم بأمن فى مصر و منهم من يطالب بقتلهم أو نفيهم أو حصارهم لدرجة منعهم من الخروج للحدائق للإحتفال؟
المشكله ليست عندنا بل عندهم فهم غريبى الأطوار فالمرأه عندهم لها كل الحقوق بأمر الإسلام(و هذا حق) و عند العمل السياسى يقولون لالا الرجل قوام على المرأه و منهم من يوافق و هو غير مؤمن حقاً فيرشح مائه من الجال وواحده من النساء؟؟؟؟..كذلك يقولون بحقها فى كل شئ من المناصب ثم يقولون لالا ليس لها حق الترشح لرئاسة الدوله..فقط مجرد حق الترشح.
المشكله ليست عندنا بل عندهم فهم غريبى الأطوار يقولون بأنهم يريدون احياء الخلافه و يصمتون فهل يريدونها بالانتخاب؟ ان رفضوا كانوا متخلفين عن عصرنا و ان وافقوا فما المشكله تجاهنا منهم؟؟يقولون نريد الخلافه فهل هى استبداديه ام تحوز برلمان كبرلماننا العصري ، ان واقفوا عليه فما مشكلتهم ضدنا و ان رفضوا فهم يحيون عصر آخر غير عصرنا فكيف يحكموننا؟؟يقولون نريدها خلافه فهل هى كالأمويه بالوراثه أم عباسيه بالقتل و السمل و الوراثه ام بالانتخاب،و هنا نعود لنقطتنا الأولى فما مشكلتهم معنا؟يقولون نريدها خلافه فما هى الخلافه..مصر أم أكثر فإن قالوا مصر قلنا ما سبق و ان قالوا أكثر فكيف..هل نحتل دول أخرى؟
و هنا لا أرى الحاجه لروابط لأن الأمر لا يحتاج لتفصيل .

أتعشم الآن أن أكون قد أزلت بقعه من سواد تضاف ظلماً على العلمانيين أو دوائر الفكر العلمانى أو ماذا يريد العلمانيون من البلاد..
كتبت هذا حتى لا يكون حديثنا مرفوض بلا تفكير...
كتبت هذا حتى لا يكون كلامنا باسم الشيطان و كلامهم باسم الإسلام...
كتبت هذا حتى لا يكون كلاماً فى الهواء...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق