الاثنين، 15 يونيو 2009

قبل السقوط


إن أصعب ما يواجهه الإنسان هى مبادئه، و من أجل هذه المبادئ مات من مات و بقى من بقى،و الان أكتب قبل انهيار مبادئناو أسطر حديثى هذا
..حديث نذير ما قبل السقوط.
لا خلاف على أن الديموقراطيه تقوم على أساس حكم الشعب لنفسه عبر مؤسساته و أبنائه المنتخبين، و لا خلاف إلا مع الإرهاب على أن الدوله المدنيه هى دولة التعاليم الساميه: العداله / الحريه / المساواه و هى مقاصد الشريعه الاسلاميه و اينما وجدناها فتلك دولة الالتزام بمنهج العداله الاسلاميه .
الآن أطرح تساؤل كثيراً ما دار بخاطرى و كبتته حتى لا يكون هذا نذير تراجع عن المبادئ الرئيسيه لى ، أنا لست من هواة غسيل الدماغ الذاتى و لست من استئصاليى الاراء المخالفه لكن كثيراً ما فكرت و تاملت الوضع الحالى فى بلادنا العربيه و بالذات فى مصر و تراءت لى خطورة تكرار تجارب معينه أثارت الجدل و خربت البلاد من حولنا و بكل أسف هى نموذج يُحتذى به عند البعض و عند البعض الآخر كانت نماذج رائعه و فور سقوطها سبوها بكل بساطه و كلاحة وجه..النظم التى اعلنت نفسها اسلاميه و صناعها ممن يسمون انفسهم إسلاميين مستقبل مصر مع نماذجهم داخلها هذا ما أكتب عنه.
الإتجاه شرقاً ):آيات و بينات)
إيران..و ما أدراك ما ايران تلك البلاد ذات سحر ماضى عريق و حضارات ناشئه منها غازيةً للعالم،هذه الأرض كان لها موعد مع آخر ملوكها..إيران 1979 تغلى بالثوره ضد الشاه و نظامه و سافاكه الرهيب،لم يكن الشعب الإيرانى يحدد نظام معين و هو يثور فالثوار كانوا الشيوعيون و الإسلاميون السنه و الشيعه أصحاب اليمين و اليسار، و الى أين يا شاه؟
هرب الشاه و سقط النظام و رفعت ايران رايات الثوره..وسط هذا بدات ملامح جديده تظهر..اتى آية الله الخومينى من منفاه الفرنسى و بصوره مدهشه تحولت الجماهير (بالدافع الدينى) للخومينى وسط جمود اليسار المهيمن بفصائله على الوضع حتى مجيئه ، اندفعت جماهير عريضه له باعتباره من المعارضين البارزين و باعتباره ببساطه عالم دين ، تتطور الأمر فى ايران بشكل غريب و تذكر وثائق أمريكيه ان الثوره و ان كانت مفاجأه لها إلا أنها و عبر وسائلها كغيرها رصدت نفوذ سياسى لليسار مما أثار تخوفها التام،و لكن لم تكن تتصور ما حدث بعدها..
جاء الخومينى ليصير ببساطه الحاكم بأمره فى بلاد الحضاره، لم يكن المر بإستفتاءأو إنتخاب حقيقى بل ببساطه بناء على تدافع جماهيرى أدى فيما بعد الى اوضاع غريبه أختصرها فى الآتى:
-1-إعدام المعارضين بلا تفرقه سنه او شيعه أو من رجال الحوزه..بكل بساطه من يخالف الآيه العظمى خائن(أذكر أن ضابط متقاعد فى سلاح الطيران المصرى كان يحدثنى عن ان قياداتهم فى الثمانينات كانت تتعجب من سقوط الطائرات كالذباب من صفوف الإيرانيين امام العراقيين حتى أخبره قائد سلاح الجو شخصياً أن الخمينى بكل أسف أعدم مئات الطيارين على أقل تقدير بسبب رأيه أنهم مؤيدون للشاه و لما وقعت الحرب لم تجد إيران إلا اعداد قليله جداً من الطيارين الأكفاء و كانت النتيجه سقوط مزرى لأقوى سلاح طيران فى المنطقه بعد إسرائيل).
-2-وضع دستور مضحك يجعل الغير منتخب(عالم دين يسمى المرشد الاعلى) صاحب السلطه الأكبر فى الواقع على الأرض و لجنه أخرى تحدد من يدخل الانتخابات و فيما بعد ميليشيات غير خاضعه للدوله و تابعه للمرشد العلى تسمى الحرس الثورى(كانت أولى التعليقات عام 2008 بعد تصادم بين البحريه الأريكيه و قوارب تابعه للحرس الثورى أن قال احد قادة الجيش الإيرانى أنها قوارب لا تتبعهم بل تتبع الحرث الثورى؟؟؟؟).
-3-حرب إندفعوا اليها بصوره جنونيه مع العراق بلا تفكير ، فقط إستفوزاز غبى من حاكم طاغيه لهم أدى لحرب داميه غيرت مفاهيم القوه فى المنطقه و أسقطت كلا الدولتين من حسابات القوه..بكل بساطه ضرب حجرين ببعضهما لتنجو زلطه(على حد تعبير عراقى شهير).
-4-التعاون الإيرانى الإسرائيلى..و هنا لا أطلب فقط إلا تخيل نتائج سقوط طائره اسرائيليه فوق العراق و اكتشاف اسلحه موجهه لإيران التى وافقت عبر المرشد على اخذ اسلحه من الإخوه بتل ابيب مقابل أموال لإحدى جماعات دول أمريكا الوسطى المتمرده على نظامها الشيوعى بمباركه أمريكيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-5-الأسوأ أن كل هذا بإسم الإسلام و هو قصدى.

*ما رأيناه واضح:ثوره شعبيه قفزت عليها جهات دينيه لتحكم بإسم الإسلام و تفعل بهدوء ما فعله الشاه..و لكن بغطاء اسلامى..فقط غطاء اسلامى.و هذا كان باختيار شعبى و ليس بالتزوير و الإجبار...
الإتجاه غرباً:(عمائم و جنرالات)
لم تقدم أمه فى العالم قدر ما قدمت الأمه الجزائريه لأرضها ووطنها مليون شهيد و آخرين لا نعلمهم ، بعدها و بعد قرن و نصف القرن إلا قليل ً تحررت الأرض..كانت الحريه فى 1962(بمساعده مصريه) ثم إنتفاضه للمطالبه بتحسين الأوضاع السياسيه و الإقتصاديه كانت فى عام 1982 و بين التاريخين كانت أحوال الجزائر تتراوح بين ملامح ديموقراطيه و أخرى للإستبداد وسط أحوال إقتصاديه سيئه(ككل دول العالم الخارج من دوائر الاستعمار لدوائر الاستبداد )..كانت إنتفاضة 1982 فاتحة خير للجزائر أدت فى العام 1990 الى انتخابات محليه بلديه إكتسحتها جهه إسلاميه تسمى جبهة الإنقاذ بزعامات عديده أبرزها (على بلحاج)..كانت المفاجأه كبيره ان تحوز جهه كهذه أغلبيه كبيره تمهد لحكم للبلاد فى الانتخابات القادمه..و تحت شعارات الدين كانت التقدم للجبهه الإسلاميه للإنقاذ فى 1991 بالإنتخابات البرلمانيه و هنا وسط تردد قوى الدوله المدنيه و غضب و تربص الجيش خرج السيد على بلحاج ليعلن أن الانتخابات الحاليه بالجزائر آخر إنتخابات و أنهم بالجبهه سيلغوا النظام الديموقراطى الكافر و يصنعون دوله اسلاميه؟؟؟؟؟؟؟
كانت النتيجه تدخل فورى للجيش و انقلاب عسكرى أطاح بالجبهه و أطاح بغطاء وجهه الزائف،ففى أعقاب هذا قامت الجبهه و غيرها بأعنف حرب إرهاب عرفها تاريخ الجزائر من قتل و تطهير لكل ما يرونه غير اسلامى،لم تتوقف جرائمهم على اغتيال المفكرين و الصحفيين و الجيش و الشرطه بل امتدت للمدنيين العاديين..و لم يكن هذا من جانبهم فحسب بل إمتد الأمر للجيش الذى واجه الأمر بعنف مبالغ فيه و دماء سالت أنهاراً..و حتى اليوم و بفضل الجبهه و على بلحاج لم تعرف الجزائر الديموقراطيه الحقيقه..و حقاً أسأل هل كان الجيش سيفعلها لو أعلن بلحاج أنه ملتزم بالشرعيه و الديموقراطيه التى أتت بهم و بدوله جزائريه حره و جيش مستقل؟..أشك.
*ما رأيناه بوضوح : ثوره شعبيه ركبتها قوى متطرفه رفعت شعارات اسلاميه تكفر فيها كل من خالفها،إنتخبتهم قوى شعبيه طالبت بالديموقراطيه فإذا بها تجد من إنتخبتهم يعلنون الغاء الديموقراطيه؟؟؟أى يفعلون ما يشاءون بغطاء إسلامى و يحكمون بما يعتقدون..و الإسم حكم بالشريعه.و هذا كان باختيار شعبى و ليس بالتزوير و الإجبار...
الاتجاه جنوباً:
السودان و ما أدراك ما السودان..لو أن أحد إستثمر عقل و مال الأمه فيها ما جاع أحد فى أرض العرب قط،هذا البلد المنكوب بحكامه و مذاهبهم كان له موعد مع الإنقلاب العسكرى عام 1970..قاد جعفر النميرى انقلاب عسكرى على الحاكم معلناً نفسه حاكماً ذو ميول شيوعيه(1)بعدها أسقط دستور إسلامى وضعه الإخوان المسلمون و بطش بهم(2)بعدها سار على نهج المصالحه مع الإستقلاليين بالجنوب و صنع هدنه أو إتفاقيه إن جاز التعبير فى العام 1971(3)بأديس أبابا..و مرت السنوات من 1971 الى 1982 مليئه بالمشكلات فهو كغيره لا يحب الديموقراطيه و يهيم بحكم الفرد،و الجنوب المسيحى /الوثنى صامت بلا حراك بعد الإتفاقيه الشهيره..و مع تصاعد المعارضه و تضاءل الوضع الشعبى المؤيد له فوجئ الجميع به يصل لحل لكل المشكلات،فى العام 1982أعلن أن السودان دوله اسلاميه ،ما معنى هذا؟؟..لا يهم المهم أنها إسلاميه(4)!!!
المطلوب لفهم ما أقصد العوده للنقاط 1/2/3 و مقارنتها ب4؟؟؟؟؟؟و الآتى ما كان:
أقام إنقلاب دستورى جعله امام مدى الحياه وسط تأييد شعبى حقيقى/أقام محاكم إستثنائيه عسكريه للحكم فى قضايا الحدود وسط تأييد شعبى حقيقى / الغى أى سلطه لمحاسبة الرئيس لأن الحاكم فى الاسلام لا يحاسب(شوفوا ازاى؟) وسط تأييد شعبى حقيقى/ أعلن كفر المعرضين و أعدم العديدين وسط تأييد شعبى مندهش شعبى باعتبار من يُعدم كافر/إبتكر ما لم يبتكره أحد فى صميم الحدود بإنشائه جرائم تحطم حكم الله فى القرآن مثال: تهمة الشروع فى الزنا التى يُجلد فيها المرء100جلده بلا شهود على ارتكابه شئ؟؟؟؟؟ و بدا التأييد يقل/أعلن الجنوب الغاء المعاهد(ههههههههههه)بسبب الحدود و بالطبع أعلن النميرى أنها مؤامره صليبيه متجاهلاً الحقيقه التى وجدها أمامه/نشر دعوة صناعة نظم سلاميه بدول الجوار وسط تهليل الأزهر(هههههههه) و شيوخ الجهاد و الإخوان و الجماعات بمصر(هههههه) تضاعفت الخسائر الإقتصاديه عبر 1982الى 1983و 1983الى1984و بات التأييد ضئيل/فى العام 1985 كانت جماهير السودان تنفجر فى الشوارع مسقطةً نظامك البطش و العنف الكاذب باسم الدين و سقط النميرى .
*ما رأيناه:
حاكم فاشل لم يستطع خداع أحد بديكتاتوريته،فكان الحل الحصول على تأييد جماهيرى رخيص الثمن عبر اسم الشريعه الإسلاميه(راجع (2) )،و كان التأييد همجياً بحق بعيداً عن فهم الدين و حدوده سط احتفال بما يرونه شريعه و بعدها كات النتيجه الطبيعيه سقوط النظام و فشله،ما رأيناه واضح :جهه لا شرعيه لها تحججت بالحدود لتحكم بإسم الإسلام و تفعل بهدوء ما فعله غيرها ..و لكن بغطاء اسلامى..فقط غطاء اسلامى.و هذا كان باختيار شعبى و ليس بالتزوير و الإجبار...

و ماذا أريد:

أريد هنا الوصول الى هدفى:
ماذا يحدث فى مصرنا لو أتى تنظيم اسلامى ليحكم و جعلها سوداناً و ضحكت علنا الأمم؟..و ماذا لو صرنا كالجزائر و عادت موجة ارهاب الثمانينات و التسعينات المسلحه؟..و ماذا لو حكمتنا آيات الله كما ايران مع ملاحظة أن كل هذا يسير باراده شعبيه وراء اسم الشريعه الإسلاميه و تطبيقها...
هنا عدة آراء:
-1- أن لا يتم السماح لأى جهه اسلاميه بأى صوره بالعمل السياسى عللا غرار تونس التى تسحق فوراً أى تنظيم اسلامى سرى أو علنى0و أنا أرفض هذا تماماً فليس من حق أحد الحجر على أحد).
-2-تعميم التجربه التركيه بصنع رقابه عسكريه على السياسه و تتم الإطاحه بأى حكومه لا تؤمن بمبادئ الدوله المدنيه(لست فى حاجه للرفض فالامر نفسه ضد الديموقراطيه و يحكم الجيش فى البلاد معطياً إياه شرعية الانقلاب العسكرى).
فما الحل؟؟
(*) فى إجتهادى أرى الآتى:
(1)-وضع مواد الدوله المدنيه فى الدستور و مواد الإنتخابات و مواد الحريات كمواد جامده لا تتغير إلا بنسبه كبيره عبر استفتاء يشترط حضور ما يفوق ال70% و موافقة ما لا يقل عن 70% منهم(متواجد باسم الدساتير الجامده كالدستور الفرنسى).
(2)-سيادة المحكمه الدستوريه العليا على الوضع التشريعى و القانونى فى البلاد بحيث تكون لها سلطة التدخل بطلب أحد الأحزاب أو الأفراد من المواطنين للنظر فى مدى دستورية قوانين صادره أو لوائح بحيث تلائم مدنية الدوله و حريتها و منح المحكمه سلطة الإلغاء فى حالة التعارض و لو اعترضت نسبة 70% من البرلمان على هذا يعرض الأمر على الشعب فى استفتاء عام لو كان الأمر الملغى ماده قانونيه أما لو كانت لائحه فقرار المحكمه هو الحاسم و يلاحظ أن المحكمه تأتى فى اقتراحى بالانتخاب من بين القضاه سواء أعضاء أو رئاسه فى جمعيه عموميه (هنا يختلف الأمر عن وضع الدستوريه العليا فى تركيا بحيث أن المحكمه فى اقتراحى لا تتوسع فى الرفض بل يقتصر الأمر على ما يمس الحريات و مدنية الدولة مباشرةً).

**كانت هذه اقتراحاتى بعد طرح المشكله**
**أرجو أن تصل الرساله الى من يهتم **

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق